الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موقعة الجمل
فأرسل المقداد والقعقاعا
…
لكي يفضوا ذلك النزاعا
طلحة والزبير باهتمام
…
يرون ثأرا لدم الإمام
أما علي فيرى أن يرجآ
…
فاختلفت تلك المساعي والرؤى
وبات كل منهم في جيشه
…
وباله محير في أمره
لكنهم قد وفقوا أن يحقنوا
…
دماء كل مؤمن ويحسنوا
لكن أتباع الخبيث ابن سبأ
…
أقلقهم أن التهارش انطفأ
قد يرجع الجمعان بعد فرقه
…
وينتهي البلاء والمشقه
توجسوا من أن يثوروا كلهم
…
صغيرهم كبيرهم أميرهم
يستأصلوا شأفة أبناء سبأ
…
ويخمدوا لهيب نار قد طرأ
ففكر القوم وكادوا كيدهم
…
وأحكموا الأمر وجدوا سعيهم
وخرجوا ملثمين في السحر
…
فوق الجياد والسلاح مشتهر
غاروا على جيش لطلحة الفتي
…
وهم نيام أوغلوا في النومة
فقتلوا بعضا من الأجناد
…
وأوقعوا في الجيش من فساد
ثمت فروا هاربين افرنقعوا
…
ليت الروافض الطغام يسمعوا
فعندها ظن الجنود أنهم
…
قد بغتوا وقتلوا في ليلهم
من قبل جيش الصحاب الآخر
…
جيش علي، عقلهم لا يمتري
ظنوا بأن أبا الليوث قد غدر
…
ثم استباح دمهم عند السحر
فناوشوهم في الصباح الباكر
…
وشاع أمر ليلهم في العسكر
وعندها ظن علي أنهم
…
قد غدروا ولم يراعوا ربهم
فاحتدم القتال واشتد الوغى
…
ما كف جندي لهم وما صغى
يقول طلحة: اسمعوا وأنصتوا
…
لكنهم لم يسمعوا لم يسكتوا
فقال أف ذا فراش النار
…
ذبان أطماع يجي بالعار
ثم علي قال للقوم ارجعوا
…
لكنهم جدوا ولم يستمعوا
وعائش قد أرسلت بالمصحف
…
لكن سيل دمهم لم يوقف
واستشهد طلحة ومحمد
…
زبيرهم، ولم يقاتل فاشهدوا
وطلحة أماته سهم غرب
…
وهو يكف والقتال قد نشب
وكان جمل الحصان الطاهره
…
علامة بارزة مؤئره
يفدونه بالنفس كيلا ينحني
…
وحوله جنذ له لا تنثني
قال علي اعقروا هذا الجمل
…
فدونه تقاتل لا يحتمل
وعندما جدوا وتم عقره
…
فل القتال واستقر أمره
ثم انتهى بالنصر للإمام
…
بل باءت الأمة بانهزام
ثمت قام نحو أهل الجمل
…
وهو لثوب الحزن كالمشتمل
يقول صادقا لقد وددت
…
أن مع النبي قد قبضت
أخبره الحب الرسول أنه
…
أمر يكون بينها وبينه.
قال علي فأنا أشقاهم
…
فقال: لا بل أنت مولى لهم
إن كان ذاك وجرى فردها
…
عزيزة النفس إلى مأمنها
فردها الإمام عندما ذكر
…
أمر نبينا، فهل من مدكر
يقول أحنف هو ابن قيس
…
سألت أهل الحكمة والكيس
وأمنا فقيهة الأنام
…
أيام كان الحصر للإمام
قالت: عليك بعلي يا فتى
…
ليث ومقدام صدوق ما عتا
قد ندمت عويش حتى أنها
…
كانت تبل من بكا خمارها
إذا تلت {وقرن في بيوتكن}
…
تبكي وترجو أن ذاك لم يكن
روى الثقات أن كوفيا دخل
…
قالت له شهدتنا يوم الجمل
قال: نعم، قالت: فهل كنت لنا
…
فقال: بل كنت عليكم أمنا
قالت: فهل تدري من المتكلم
…
يا أمنا يا خير أم نعلم
قال: ابن عمي، فبكت لا تصمت
…
حتى ظننت أنها لا تسكت
لقد وددت أن لي عشرينا
…
من الرسول هم من البنينا
ثم ثكلتهم جميعا بالأجل
…
ولم يكن ما كان في يوم الجمل
لا بل رأت أم العفاف أنها
…
قد بدلت وأحدثت في أمرها
تقول يا أصحاب لا أستأهل
…
دفنا مع المختار نعم المنزل
أوصت بأن تدفن في البقيع
…
كيلا تزكى بالمنى الرفيع
وكل أصحاب النبي قد ندم
…
وكلهم بتوبة قد اختتم
قالوا بأن المصطفى قال لها
…
وهي ضحوك وصغير سنها
أيتكن تصحر بالأحدب
…
تنبحها كل كلاب الحوأب
فأبصري ألا تكوني لاهية
…
فتخرجي وتصبحي أنت هيه
ثمت جاءت والكلاب نبحت
…
فعندما تذكرت تراجعت
تقول: ردوني فلست ذاهبه
…
فإنني بذاك لست صائبه
قالوا: فذاك ليس ماء الحوأب
…
فلم تصدق عظمت أمر النبي
فاستشهدوا خمسين أعرابيا
…
أن ليس ماء الحوأب الرديا
ثم كسوهم وكذا دراهما
…
وأحدثوا الزور عصوا رب السما
قلنا لهم بل تكذبون دائما
…
ولا تراعون الإله في السما
فليس في الحديث قوله لها
…
فلا تكوني أنت، لم يخصها
بل قال قولا مخبرا ومحتمل
…
وعند ذاك جاز ترك والعمل
فليس يدرى هل يكون خيرا
…
أم كائن مضرة وشرا
من أجل ذا قال الزبير طالبا
…
لا ترجعي، وفي الصلاح راغبا
لعله أن يصلح الله بك
…
بين الجميع، فانظري لا تتركي
وليس في الحديث أنه أتى
…
شهود زور بكذاب بيتا
بل ذلك الزور الذي ما نمتري
…
في أنه إفك الكذوب المفتري
لو كان حقا بات ذا مقررا
…
أن الحصان برة بلا مرا
إذ قد تحرت وبقدر وسعها
…
وحفظت أمر الرسول جهدها
لكنه قدح بمن قد بشرا
…
بجنة بالزور ليست تشترى
إن عويشا لم تخالف ربها
…
يوم امتطت وخرجت من بيتها
لأنها كانت تريد المصلحه
…
فنية الخروج كانت صالحه
وإنما الأعمال بالنيات
…
ليست بفعل الشيء والسمات
ألا تراها سافرت مع النبي
…
للحج بعد الفرض للتحجب
ومهها الأزواج أيضا كلهم
…
في حجة الوداع مع حبيبهم
حججن أيضا في خلافة عمر
…
وذاك أمر ثابت ومشتهر
وهي كذاك لم تسافر وحدها
…
بل كان عبد الله محرما لها
لم ترتكس في الخلط والتبرج
…
بل إنها كانت بقلب الهودج
ولم ترد سفك الدماء الطاهره
…
بل أخطأوا وذا دليل المغفره
قالوا عويش لم ترد مبايعه
…
وبعلي لم تكن بالقانعه
لا بل أرادتها لزوج أختها
…
أو طلحة الميمون يا أولي النهى
لكن ذاك إفكهم لا يثبت
…
رجم بغيب والعلوم تثبت
فإنهم لم يخرجوا إلى علي
…
لم يقصدوا قتاله في الأول
ألا تراهم يمموا للبصرة
…
لم يخرجوا إليه في المدينة
لم يبطلوا قط خلافة له
…
ما بايعوا قط إماما غيره
على الإمام البر هم لم يطعنوا
…
نية سوء قط لم يبينوا
فما لنا وللنوايا ندعي
…
ننقب في القلوب لم نرتدع
فذاك بدء الأمر منتهاه
…
وذاك أعلاه كذا أدناه
فاحفظ كلامي وافهمه واعتبر
…
تسموا مع أهل الحديث والأثر