المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌موقعة الجمل فأرسل المقداد والقعقاعا … لكي يفضوا ذلك النزاعا طلحة والزبير - ألفية أم المؤمنين عائشة - الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة

[يحيى الصامولي]

الفصل: ‌ ‌موقعة الجمل فأرسل المقداد والقعقاعا … لكي يفضوا ذلك النزاعا طلحة والزبير

‌موقعة الجمل

فأرسل المقداد والقعقاعا

لكي يفضوا ذلك النزاعا

طلحة والزبير باهتمام

يرون ثأرا لدم الإمام

أما علي فيرى أن يرجآ

فاختلفت تلك المساعي والرؤى

وبات كل منهم في جيشه

وباله محير في أمره

لكنهم قد وفقوا أن يحقنوا

دماء كل مؤمن ويحسنوا

لكن أتباع الخبيث ابن سبأ

أقلقهم أن التهارش انطفأ

قد يرجع الجمعان بعد فرقه

وينتهي البلاء والمشقه

توجسوا من أن يثوروا كلهم

صغيرهم كبيرهم أميرهم

يستأصلوا شأفة أبناء سبأ

ويخمدوا لهيب نار قد طرأ

ففكر القوم وكادوا كيدهم

وأحكموا الأمر وجدوا سعيهم

ص: 99

وخرجوا ملثمين في السحر

فوق الجياد والسلاح مشتهر

غاروا على جيش لطلحة الفتي

وهم نيام أوغلوا في النومة

فقتلوا بعضا من الأجناد

وأوقعوا في الجيش من فساد

ثمت فروا هاربين افرنقعوا

ليت الروافض الطغام يسمعوا

فعندها ظن الجنود أنهم

قد بغتوا وقتلوا في ليلهم

من قبل جيش الصحاب الآخر

جيش علي، عقلهم لا يمتري

ظنوا بأن أبا الليوث قد غدر

ثم استباح دمهم عند السحر

فناوشوهم في الصباح الباكر

وشاع أمر ليلهم في العسكر

وعندها ظن علي أنهم

قد غدروا ولم يراعوا ربهم

فاحتدم القتال واشتد الوغى

ما كف جندي لهم وما صغى

ص: 100

يقول طلحة: اسمعوا وأنصتوا

لكنهم لم يسمعوا لم يسكتوا

فقال أف ذا فراش النار

ذبان أطماع يجي بالعار

ثم علي قال للقوم ارجعوا

لكنهم جدوا ولم يستمعوا

وعائش قد أرسلت بالمصحف

لكن سيل دمهم لم يوقف

واستشهد طلحة ومحمد

زبيرهم، ولم يقاتل فاشهدوا

وطلحة أماته سهم غرب

وهو يكف والقتال قد نشب

وكان جمل الحصان الطاهره

علامة بارزة مؤئره

يفدونه بالنفس كيلا ينحني

وحوله جنذ له لا تنثني

قال علي اعقروا هذا الجمل

فدونه تقاتل لا يحتمل

وعندما جدوا وتم عقره

فل القتال واستقر أمره

ص: 101

ثم انتهى بالنصر للإمام

بل باءت الأمة بانهزام

ثمت قام نحو أهل الجمل

وهو لثوب الحزن كالمشتمل

يقول صادقا لقد وددت

أن مع النبي قد قبضت

أخبره الحب الرسول أنه

أمر يكون بينها وبينه.

قال علي فأنا أشقاهم

فقال: لا بل أنت مولى لهم

إن كان ذاك وجرى فردها

عزيزة النفس إلى مأمنها

فردها الإمام عندما ذكر

أمر نبينا، فهل من مدكر

يقول أحنف هو ابن قيس

سألت أهل الحكمة والكيس

وأمنا فقيهة الأنام

أيام كان الحصر للإمام

قالت: عليك بعلي يا فتى

ليث ومقدام صدوق ما عتا

ص: 102

قد ندمت عويش حتى أنها

كانت تبل من بكا خمارها

إذا تلت {وقرن في بيوتكن}

تبكي وترجو أن ذاك لم يكن

روى الثقات أن كوفيا دخل

قالت له شهدتنا يوم الجمل

قال: نعم، قالت: فهل كنت لنا

فقال: بل كنت عليكم أمنا

قالت: فهل تدري من المتكلم

يا أمنا يا خير أم نعلم

قال: ابن عمي، فبكت لا تصمت

حتى ظننت أنها لا تسكت

لقد وددت أن لي عشرينا

من الرسول هم من البنينا

ثم ثكلتهم جميعا بالأجل

ولم يكن ما كان في يوم الجمل

لا بل رأت أم العفاف أنها

قد بدلت وأحدثت في أمرها

تقول يا أصحاب لا أستأهل

دفنا مع المختار نعم المنزل

ص: 103

أوصت بأن تدفن في البقيع

كيلا تزكى بالمنى الرفيع

وكل أصحاب النبي قد ندم

وكلهم بتوبة قد اختتم

قالوا بأن المصطفى قال لها

وهي ضحوك وصغير سنها

أيتكن تصحر بالأحدب

تنبحها كل كلاب الحوأب

فأبصري ألا تكوني لاهية

فتخرجي وتصبحي أنت هيه

ثمت جاءت والكلاب نبحت

فعندما تذكرت تراجعت

تقول: ردوني فلست ذاهبه

فإنني بذاك لست صائبه

قالوا: فذاك ليس ماء الحوأب

فلم تصدق عظمت أمر النبي

فاستشهدوا خمسين أعرابيا

أن ليس ماء الحوأب الرديا

ثم كسوهم وكذا دراهما

وأحدثوا الزور عصوا رب السما

ص: 104

قلنا لهم بل تكذبون دائما

ولا تراعون الإله في السما

فليس في الحديث قوله لها

فلا تكوني أنت، لم يخصها

بل قال قولا مخبرا ومحتمل

وعند ذاك جاز ترك والعمل

فليس يدرى هل يكون خيرا

أم كائن مضرة وشرا

من أجل ذا قال الزبير طالبا

لا ترجعي، وفي الصلاح راغبا

لعله أن يصلح الله بك

بين الجميع، فانظري لا تتركي

وليس في الحديث أنه أتى

شهود زور بكذاب بيتا

بل ذلك الزور الذي ما نمتري

في أنه إفك الكذوب المفتري

لو كان حقا بات ذا مقررا

أن الحصان برة بلا مرا

إذ قد تحرت وبقدر وسعها

وحفظت أمر الرسول جهدها

ص: 105

لكنه قدح بمن قد بشرا

بجنة بالزور ليست تشترى

إن عويشا لم تخالف ربها

يوم امتطت وخرجت من بيتها

لأنها كانت تريد المصلحه

فنية الخروج كانت صالحه

وإنما الأعمال بالنيات

ليست بفعل الشيء والسمات

ألا تراها سافرت مع النبي

للحج بعد الفرض للتحجب

ومهها الأزواج أيضا كلهم

في حجة الوداع مع حبيبهم

حججن أيضا في خلافة عمر

وذاك أمر ثابت ومشتهر

وهي كذاك لم تسافر وحدها

بل كان عبد الله محرما لها

لم ترتكس في الخلط والتبرج

بل إنها كانت بقلب الهودج

ولم ترد سفك الدماء الطاهره

بل أخطأوا وذا دليل المغفره

ص: 106

قالوا عويش لم ترد مبايعه

وبعلي لم تكن بالقانعه

لا بل أرادتها لزوج أختها

أو طلحة الميمون يا أولي النهى

لكن ذاك إفكهم لا يثبت

رجم بغيب والعلوم تثبت

فإنهم لم يخرجوا إلى علي

لم يقصدوا قتاله في الأول

ألا تراهم يمموا للبصرة

لم يخرجوا إليه في المدينة

لم يبطلوا قط خلافة له

ما بايعوا قط إماما غيره

على الإمام البر هم لم يطعنوا

نية سوء قط لم يبينوا

فما لنا وللنوايا ندعي

ننقب في القلوب لم نرتدع

فذاك بدء الأمر منتهاه

وذاك أعلاه كذا أدناه

فاحفظ كلامي وافهمه واعتبر

تسموا مع أهل الحديث والأثر

ص: 107