المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التحريم والإيلاء والتخيير - ألفية أم المؤمنين عائشة - الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة

[يحيى الصامولي]

الفصل: ‌التحريم والإيلاء والتخيير

‌التحريم والإيلاء والتخيير

روى البخاري وأيضا مسلم

حديث ما كان النبي يحرم

قالا لنا: كان النبي يمكث

في بيت زينب لأمر يحدث

يشرب عسلا هنيئا عندها

غارت عويش ثم كادت كيدها

قالت لأزوج النبي إن دنا

قولوا له ريح مغافير هنا

فدخل المختار فقلن له

فقال: بل ذا عسل شربته

قلن له: فإن نحل العسل

قد جرس العرفط والريح جلي

فقال: لست عائدا قط له

فأنزل الله الغفور قوله

يا أيها المختار لم تحرم

من أجل مرضاة النساء تحرم

وقيل أن سبب النزول

كان لأجل قصة الدخول

ص: 63

أعني دخول المصطفى بالجاريه

في بيت زوجة له، بماريه

قالت أفي بيتي وفي فراشي؟

حرمها النبي بلا نقاش

فنزلت آيات ذا التحريم

فيها من العتاب والتأثيم

عتاب ربي للنبي الأكرم

وليس عيبا، بلى هو العز السمي

تأثيمه سبحانه لعائشه

وحفصة أيضا بلا مناقشه

وطلب التوبة والإنابه

إذ لم توفقا إلى الإصابه

من أجل ذا آلى النبي أن يهجرا

أزواجه شهرا تماما لا مرا

معتزل نبينا في المشربه

وذاك للأزواج كالمعاقبة

وجاءه الفاروق وهو معتزل

فسأل المختار بعدما دخل

طلقتهن؟ مخبتا مستفسرا

فقال لا فانتعش وكبرا

ص: 64

وقال يا حبيب قد رأيتنا

قوما شدادا نغلب نساءنا

ثم قلبن الحال واقتدين

بنسوة الأنصار واعتلين

وامرأة الفاروق قد قالت له

أزواج خير الخلق قد راجعنه

فقلت: لحفصة لا تنتصري

من النبي أبدا، لا تنظري

إلى عويش فهي منك أوسم

يحبها المختار ذاك الخاتم

فابتسم المختار وهو مضطجع

على حصير وبلطف يستمع

لما مضى تسع وعشرون بدأ

بأمنا عويش نعم المبتدأ

قالت: لقد أفسمت ألا تدخلا

شهرا وذاك التسع منه قد خلا

من بعد عشرين وقد عددتها

فقال: ذاك الشهر ولى وانتهى

ثمت قال: يا عائشة اسمعي

واستأمري الآباء حتى تقنعي

ص: 65

ثم تلا الآيات للتخيير

بين العلا وزينة الحبور

قالت: أما والله إنه علم

رأي أبي والأم ذا أمر علم

أفي خلاصي أصبح مستأمره

أريد ربي والنبي والآخره

ص: 66