الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لم يروا أسرع ارتجالا منه للحكايات المختلقة. وذكر لي عنه زين الدين القلقشندي، وبدر الدين الأقصرائي، والشيخ سهل بن أبي اليسر وغيرهم من ذلك العجائب، وقد شاهدت منه الكثير من ذلك، والله المستعان.
وكان يدعي أن جد جده محمودا ولد الإمام فخر الدين الرازي، ولم نقف علي صحة ذلك، ولا بلغنا من كلام أحد من المؤرخين أنه كان للإمام ولد ذكر.
وفي أثناء سنة تسع وعشرين ورد منه كتاب إلي السلطان يستدعي منه الإذن في الحضور إلي القاهرة ليبدي نصيحة للسلطان، فلم يؤذن له في الحضور، وأجيب بأن يكتب بالنصيحة، فإن كان لها حقيقة أذن له في الحضور، فلم يعد جوابه إلي أن ورد الخبر بموته في ذي الحجة سنة تسع وعشرين، وقد جاوز السبعين بقليل.
[493] / شيخ بن عبد الله
المحمودي ثم الظاهري، السلطان المؤيد أبو النصر.
ولد على ما أخبرنا به غيره مرة تقريبا سنة سبعين، فإنه قال: أقدمني الخواجا محمود في السنة التي قدم فيها أنس والد برقوق، وأنا ابن اثنتي عشرة سنة أو نحوها.
قلت: وكان ذلك أول سنة ثلاث وثمانين: أو آخر سنة اثنتين. واشتراه الملك الظاهر بعد أن كان عرض عليه في أول قدومه فرده، ثم اشتراه بعد موت محمود، فتقدم عنده.
وأول ما تأمر عشرة في ثاني عشري صفر سنة أربع وتسعين ووكان قبل ذلك قد استقر في الخاصكية والسقاة، وحُبس مع من حُبس من مماليك الظاهر بخزانة شمائل، فنذر غن قدر الله بإفراجه أن يجعل ذلك المكان جامعه، ففعل ذلك بعد بضع وعشرين سنة.
ثم أمير طبل خانه في صفر سنة سبع وتسعين، واستقر رأس نوبة، وذلك عند عود الظاهر من حلب. وفي ذلك اليوم أمر بورود الحافظي تقدمه ألف، سنة تسع وتسعين.
ثم ولي إمرة الحاج سنة إحدى وثماني مائة.
ثم وليإمرة طرابلس في شعبان سنة اثنتين، واشتهر بالفروسية وإتقان أنواع الحرب من اللعب بالرمح والنساب والسيف، والصراع، وسباق الخيل.
ولما نازل اللنك حلب خرج من العساكر، فأسر ثم خلص من اللنك بحيلة عجيبة، وهي أنه لما أسر استمر في أسر اللنكية إلي أن نازلو دمشق ثم رحلوا، فاغتنم وقت الرحيل، وألقي نفسه بين الدواب فستره الله، فمشي إلي قرية من عمل صفد، ثم توصل إلي طرابلس، ثم ركب البحر إلي الطينة، ثم مشي في البر إلي قطية، فبالغ الوالي في إكرامه بعد أن كان جفاة لكونه لم يعرفه، واعتذر، وقدم له خيلا، فركب، وذلك في شعبان سنة ثلاث، ودخل القاهرة.
فولي نيابة طرابلس علي عادته، فأوقع وهو سائر إليها بابن منتريك فهزمه، وغنم مما معه شيئا كثيرا ووكان اين منتريك قدهزم دقماق، وهو يومئذ نائب صفد، وأسر أمه، فاستنفذها شيخ وردها لولدها.
وأقام في طرابلس إلي أن قرر في شوال سنة أربع إمرة دمشق بعناية يشبك، فلما وقع بين يشبك وابن قجماس، وفر يشبك معه إلي دمشق، تلقاهم شيخ وأنزلهم، وجمع لهم الجيوش، وتوجهوا للقاهرة فكسروا عسكر الناصر بالسعيدية وذلك سنة ثمان وثماني مائة.
ثم رجع إلي دمشق، وكان بينه وبين الناصر وغيره من الأمراء من الحروب ما اشتهر إلي أن كسر الناصر في أول سنة خمس وقرر في السلطنة وصرف المستعين.
5/م- وقد حدث " بصحيح البخاري " عن شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني بإجازة معينة، أخرجها بخطه ووذكر أنها كانت معه في اسفاره لا يفارقها ووحضرنا عنده عدة مجالس، وكان يحب العلماء ويجالسهم ويكرمهم وويعظم الشرع وحملته.
وكان مفرطا في الشجاعة محبا في الصلاة لا يقطعها، وإن عرض له عارض بادر إلي قضائها.
وخرج في العسكر إلي الشام في سنة سبع عشرة فظفر بنوروز، ورجع.
ثم توجه في سنة ثماني عشرة بسبب خروج قايتباي، فانتصر عليه.
ثم توجه إلي بلاد الروم وافتتح حصونا، وخطب له بقيسارية، ثم جهر والده إبراهيم، فظفر بابن قزمان وأحضروه أسيرا.
ولما أصابته عين الكمال مات ابنه إبراهيم، ثم مات هو بعده بقليل، وذلك في أول المحرم سنة أربع وعشرين [وثمانمائة].