الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولازمني مدة إقامته إلى أن طرقه الموت في جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين. وكان ذا فصاحة ومروءة، وقيام مع أصحابه، وتودد، وشرف نفس، وقناعة. يرحمه الله تعالي.
-[محمد بن محمد بن محمد
ابن خضر بن شمري القرشي الزبيري العيزري]
[603] محمد بن محمد بن محمد
ابن علي بن يوسف الدمشقي، ابن الجزري، شيخ القراءات.
ولد سنة إحدى وخمسين وسبعمائة. وسمع من أصحاب الفخر ابن البخاري وغيرهم. وتفقه واعتني بالقراءات، فمهر فيها، وأخذ عن شيوخ الشام ومصر.
1397 -
ونظم العشرة.
1398 -
وذيل علي"طبقات القراء، للذهبي".
1399 -
وصنف: "النشر في القراءات العشر".
1400 -
و"الحصن الحصين" في الأدعية والأذكار، وهو في غاية الاختصار والجمع.
1401 -
وصنف بعد ذلك: "التوضيح في شرح المصابيح".
وكان ولي توقيع الدست بدمشق سنة تسع وسبعين قرأت ذلك بخط ابن حجي وبني بدمشق مدرسة للقرآن. وعين لقضاء الشافعية في الأيام الظاهرية.
ثم جرت له كائنة مع قطلبك أستادار أيتمش ففر منه إلي بلاد الروم فاتصل بالملك أبي يزيد بن عثمان، فأكرمه وعظمه وأقام عنده بضع سنين إلى أن وقعت الكائنة العظمي التي قتل فيها ابن عثمان فاتصل ابن الجزري بالأمير تيمور ودخل معه بلاد العجم.
ثم استقرت قدميه بشيراز، وانتفع به أهل تلك الديار في القرآن والحديث، كما وقع له في الروم، وولي قضاء شيراز وغيرها مدة طويلة.
ثم حج سنة اثنتين وعشرين فنهب في الطريق، وعاقه ذلك عن إدراك الحج، فدخل المدينة في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وأقام بها، ثم توجه إلي مكة فجاور بها بقية السنة.
ثم توجه مع العقيليين طالبا بلاد العجم.
واتصلت لي كتبه وأجاز لي، ولولدي، وكتب في الاستدعاء ما نصه ونقلته من خطه:
إني أجزت لهم رواية كل ما أرويه من سنن الحديث ومسند
وكذا الصحاح الخمس ثم معاجم والمشيخات وكل جزء مفرد
وجميع نظم لي ونثر والذي ألفت كالـ"النشر" الزكي و"منجد"
فالله يحفظهم ويبسط في حيا ة الحافظ الحبر المحقق أحمد
وأنا المقصر في الوري العبد الفقير محمد بن محمد بن محمد
ولما أقام بمكة نسخ بخطه في أوائل "المقدمة" التي جمعتها أول "شرح البخاري"، واستعان بجماعة حتى أكملها تحصيلا.
ومن أحسن ما عنده:
1402 -
"الكامل في القراءات، لابن جبارة الهذلي" سمعه علي إبراهيم بن أحمد بن فلاح بإجازته من عمر ابن غدير، عن الكندي، [أخبر] نا عبد الله ابن علي البغدادي سبط الخياط، قال [أخبر] نا أبو العز محمد بن الحسين بن علي بن بندار، قال [أخبر] نا أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي.
780/م- وسمع على ابن أميلة: "أمالي ابن سمعون العشرين".
119/م- وحدث بـ"مسند أحمد" بسماعه على صلاح الدين ابن أبي عمر، بسماعه لمعظمه على الفخر.
280/م- وبـ"سنن أبي داود".
9/م- و"الترمذي" بسماعه لهما على ابن أميلة، [أخبر] نا الفخر.
1403 -
وخرج لنفسه "أربعين عشارية" لقطها من أربعي شيخنا العراقي وغيرها، فيها أشياء ووهم فيها كثيرا، وقد بينت وهمه في كراسة.
1404 -
وخرج جزءا فيه "مسلسلات بالمصافحة" وغيرها جمع أوهامه فيها في جزء مفرد حافظ الشام ابن ناصر الدين، ووقفت عليه وهو مفيد.
وكنت لقيته في سنة سبع وتسعين، وحرضني على الرحلة إلي دمشق، وقد
حدثت عنه في حياته بكتابه: "الحصن الحصين" وحصل في البلاد اليمنية بسبب ذلك رواج عظيم، وتنافسوا في تحصيله وروايته. ثم رحل بعد نيف وعشرين سنة وقد مات كثير ممن سمعه، فسمعه الباقون وأولادهم عليه.
وكان أرسل إلي صاحبنا تقي الدين الفاسي من شيراز إلي مكة يسأله عن "تغليق التعليق" الذي خرجته في وصل تعاليق البخاري، فاتفق وصول كتابه وأنا بمكة معي نسخة من الكتاب، فجهزتها إليه، فجاء كتابه يذكر ابتهاجه وفرحه بها، وأنه شهر الكتاب بتلك البلاد.
وأهدى إليّ بعد ذلك كتابه: "النشر" المذكور، والتمس أن ينشر في البلاد المصرية، أعان الله تعالى على ذلك بمنه.
ثم قدم إلى دمشق في سنة سبع وعشرين وثماني مائة، فاستأذن في القدوم إلي القاهرة، فأُذن له، وحضر مجلس السلطان، وأقبل الناس للسماع عليه والقراءة. ونشر "النشر" المذكور وعلما كثيرا.
ثم حج منها، وجاور، ودخل اليمن في البحر، ثم رجع وقدم القاهرة سنة تسع وعشرين، ثم سار منها إلي شيراز. وأرسل إليّ نسخة "تغليق التغليق" ونسخة:"مقدمة الشرح" فألحقت بهما ما كان تحرر لي بعد حصولهما له. وكتب عني شيئا من أول ما علقته متعقبا على جمع رجال مسند أحمد متعقبا، وبالغ في استحسان ما وقع من ذلك.
وكان قد ثقل سمعه قليلا، ولكن بصره صحيح يكتب الخط الدقيق علي عادته، وليس له في الفقه يد، بل فنه الذي مهر فيه القراءات. وله عمل في الحديث، وله نظم وسط.