الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
172 - رعية السحيمي
(1)
3982 -
عن عامر الشعبي، عن رعية السحيمي، قال:
«كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أديم أحمر، فأخذ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقع به دلوه، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، فلم يدعوا له رائحة، ولا سارحة، ولا أهلا، ولا مالا، إلا أخذوه، وانفلت عريانا، على فرس له، ليس عليه قشرة، حتى ينتهي إلى ابنته، وهي متزوجة في بني هلال، وقد أسلمت، وأسلم أهلها، وكان مجلس القوم بفناء بيتها، فدار حتى دخل عليها من وراء البيت، قال: فلما رأته ألقت عليه ثوبا، قالت: ما لك؟ قال: كل الشر نزل بأبيك، ما ترك له رائحة، ولا سارحة، ولا أهل، ولا مال، إلا وقد أخذ، قالت: دعيت إلى الإسلام؟ قال: أين بعلك؟ قالت: في الإبل، قال: فأتاه، فقال: ما لك؟ قال: كل الشر قد نزل به، ما تركت له رائحة، ولا سارحة، ولا أهل، ولا مال، إلا وقد أخذ، وأنا أريد محمدا، أبادره، قبل أن يقسم أهلي، ومالي، قال: فخذ راحلتي برحلها، قال: لا حاجة لي فيها، قال: فأخذ قعود الراعي، وزوده إداوة من ماء، قال: وعليه ثوب، إذا غطى به وجهه، خرجت استه، وإذا غطى استه، خرج وجهه، وهو يكره أن يعرف، حتى انتهى إلى المدينة، فعقل راحلته، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان بحذائه حيث يقبل، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، قال: يا رسول الله، ابسط يدك، فلأبايعك، قال: فبسطها، فلما أراد أن يضرب عليها، قبضها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ففعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ثلاثا، قبضها إليه، ويفعله، فلما كانت الثالثة، قال: من أنت؟ قال: أنا رعية السحيمي، قال: فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم عضده، ثم رفعه، ثم قال: يا معشر المسلمين، هذا رعية السحيمي، الذي كتبت إليه، فأخذ كتابي فرقع به دلوه، فأخذ يتضرع إليه، قلت: يا رسول الله، أهلي ومالي، قال: أما مالك فقد قسم، وأما أهلك،
⦗ص: 100⦘
فمن قدرت عليه منهم، فخرج، فإذا ابنه قد عرف الراحلة، وهو قائم عندها، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا ابني، فقال: يا بلال، اخرج معه، فسله: أَبوك هذا؟ فإن قال نعم، فادفعه إليه، فخرج بلال إليه، فقال: أَبوك هذا؟ قال: نعم، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما رأيت أحدا استعبر إلى صاحبه، فقال: ذاك جفاء الأعراب».
(1)
قال ابن حبان: رعية السحيمي، له صحبة. «الثقات» 3/ 131.
أخرجه أحمد (22833) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا إسرائيل، قال: حدثنا أَبو إسحاق، عن الشعبي، فذكره
(1)
.
- أخرجه ابن أبي شيبة (37794) قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الشعبي؛
«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى رعية السحيمي بكتاب، فأخذ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقع به دلوه، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، فأخذوا أهله وماله، وأفلت رعية على فرس له عريانا ليس عليه شيء، فأتى ابنته وكانت متزوجة في بني هلال، قال: وكانوا أسلموا فأسلمت معهم، وكانوا دعوه إلى الإسلام، قال: فأتى ابنته، وكان مجلس القوم بفناء بيتها، فأتى البيت من وراء ظهره، فلما رأته ابنته عريانا ألقت عليه ثوبا، قالت: ما لك؟ قال: كل الشر، ما ترك لي أهل، ولا مال، قال: أين بعلك؟ قالت: في الإبل، قال: فأتاه فأخبره، قال: خذ راحلتي برحلها، ونزودك من اللبن، قال: لا حاجة لي فيه، ولكن أعطني قعود الراعي وإداوة من ماء، فإني أبادر محمدا لا يقسم أهلي ومالي، فانطلق وعليه ثوب إذا غطى به رأسه خرجت استه، وإذا غطى به استه خرج رأسه، فانطلق حتى دخل المدينة ليلا، فكان بحذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، قال له: يا رسول الله، ابسط يدك فلأبايعك، فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فلما ذهب رعية ليمسح عليها، قبضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له رعية: يا
⦗ص: 101⦘
رسول الله، ابسط يدك، قال: ومن أنت؟ قال: رعية السحيمي،
(1)
المسند الجامع (3728)، وأطراف المسند (2363)، ومَجمَع الزوائد 6/ 205.
والحديث؛ أخرجه الطبراني (4635).
قال: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضده فرفعها، ثم قال: أيها الناس، هذا رعية السحيمي الذي كتبت إليه، فأخذ كتابي فرقع به دلوه، فأسلم. ثم قال: يا رسول الله، أهلي ومالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما مالك فقد قسم بين المسلمين، وأما أهلك فانظر من قدرت عليه منهم، قال: فخرجت فإذا ابن لي قد عرف الراحلة، وإذا هو قائم عندها، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا ابني، فأرسل معي بلالا، فقال: انطلق معه فسله: أَبوك هو؟ فإن قال: نعم، فادفعه إليه، قال: فأتاه بلال، فقال: أَبوك هو؟ فقال: نعم، فدفعه إليه، قال: فأتى بلال النبي صلى الله عليه وسلم فقال: والله، ما رأيت أحدا منهما مستعبرا إلى صاحبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك جفاء الأعراب»، «مُرسَل» .
- وأخرجه أحمد (22832) قال: حدثنا معاوية بن عَمرو، قال: حدثنا أَبو إسحاق، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي عَمرو الشيباني
(1)
، قال:
قال سفيان: يرون أنه أسلم قبل أن يغار عليه.
«مرسل أيضا» .
(1)
أخرجه ابن قانع في «معجم الصحابة» 1/ 215، من طريق معاوية بن عَمرو.
- فوائد:
- قال الدارقُطني: يرويه أَبو إسحاق السبيعي، واختُلِف عنه؛
⦗ص: 102⦘
فرواه أَبو بكر الداهري، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن عرينة، عن جفينة.
ورواه أَبو إسحاق، عن سفيان، عن أبي إسحاق عن أبي عَمرو الشيباني، قال: جاء رعية السحيمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى رعية السحيمي.
وقول إسرائيل أشبه بالصواب. «العلل» (3376).
- أَبو عَمرو الشيباني، هو سعد بن إياس، عنه أَبو إسحاق السبيعي عَمرو بن عبد الله، عنه سفيان الثوري، عنه أَبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد بن الحارث.