المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كتاب الفرائض الفرائض جمع فريضة بمعنى مفروضة وهي في الأصل مشتقة - المنهل الحديث في شرح الحديث - جـ ٤

[موسى شاهين لاشين]

الفصل: ‌ ‌كتاب الفرائض الفرائض جمع فريضة بمعنى مفروضة وهي في الأصل مشتقة

‌كتاب الفرائض

الفرائض جمع فريضة بمعنى مفروضة وهي في الأصل مشتقة من الفرض وهو القطع والتقدير وخصت المواريث باسم الفرائض لما أنها مقدرات لأصحابها ومبينات في كتاب الله تعالى ومقطوعات لا تجوز الزيادة عليها ولا النقصان منها قال تعالى {نصيبا مفروضا} وقال صلى الله عليه وسلم "أفرض أمتي زيد بن ثابت" أي أعلمهم بهذا العلم وقال "تعلموا الفرائض وعلموها للناس فإني امرؤ مقبوض وأن العلم سيقبض حتى يختلف الاثنان في الفريضة فلا يجدان من يفصل بينهما" وقال "تعلموا الفرائض وعلموها الناس فإنها نصف العلم وهو أول شيء ينسى من أمتي"

60 -

عن سعد رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام" فذكرته لأبي بكرة فقال وأنا سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وسلم

-[المعنى العام]-

كان الرجل في الجاهلية إذا رغب في استلحاق ولد لغاية من الغايات استلحقه وصار ابنه عرفا ونسب إليه وأخذ جميع حقوق الابن الحقيقي من إرث وغيره فجاء الإسلام بتحريم التبني وبحفظ مال الرجل لأبنائه الشرعيين وحرم على الابن المتبني أن يستحل حقا من حقوق الأبناء

ص: 217

الأصليين وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم "من انتسب إلى غير أبيه انتسابا يستحل به حقوق الغير وهو يعلم أنه غير أبيه حرم الله عليه الجنة"

-[المباحث العربية]-

(ادعى) بوزن افتعل أي انتسب

(وهو يعلم) الجملة حالية

(فذكر ذلك لأبي بكرة) وهو نفيع بن الحارث الكلدي أي ذكر الحديث والذي ذكره لأبي بكرة هو أبو عثمان الراوي عن سعد وفائدة هذه العبارة التوثيق من صحة الحديث حيث سمعه غيره أيضا ووعاه

-[فقه الحديث]-

حكمة هذا التحذير أن من نتائج انتساب الرجل إلى غير أبيه أنه قد يتزوج أخته من أبيه الحقيقي أو عمته أو غيرهما مما حرمه الشرع فوق إرثه من غير أبيه وأخذه مال الغير بغير حق وظاهر قوله "فالجنة عليه حرام" تخليده في النار ولهذا حمله بعضهم على المستحل لأن الجنة ما حرمت إلا على الكافرين وحمله بعضهم على التغليظ على الزجر للتنفير من هذا الفعل واستشكل بأن جماعة من خيار الأمة انتسبوا إلى غير آبائهم كالمقداد بن الأسود إذ هو ابن عمرو بن ثعلبة الزهري تبناه الأسود بن عبد يغوث الزهري فنسب إليه وأجيب بأن أهل الجاهلية كانوا لا يستنكرون أن يتبنى الرجل غير ابنه الذي خرج من صلبه فينسب إليه ولم يزل ذلك في أول الإسلام حتى نزل قوله تعالى {وما جعل أدعياءكم أبناءكم} وقوله عز وجل {ادعوهم لآبائهم} فغلب على بعضهم النسب الذي كان يدعى به من قبل الإسلام فصار إنما يذكر للتعريف لا للانتساب الحقيقي فلا يقتضي الوعيد المذكور لأنه إنما يتعلق بمن انتسب إلى غير أبيه عن علم منه بأنه ليس أباه عامدا مختارا ليحصل على جميع حقوق البنوة

-[ويستفاد من الحديث: ]-

التحذير الشديد من الانتساب إلى غير الآباء لما في ذلك من المفاسد الكثيرة.

ص: 218