الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الفراء: «كم» ، هى الفاعل ل «يهد» ولا يجوز هذا عند البصريين لأن «كم» لا يعمل فيها ما قبلها، لأنها فى الخبر بمنزلتها فى الاستفهام لها صدر الكلام فلا يعمل فيها ما قبلها، كما يعمل فى الاستفهام ما قبله.
وقيل: الفاعل ل «يهد» هو الله جل ذكره تقديره: أو لم يهد الله لهم.
ومن قرأه «نهد» ، بالنون، فالفاعل هو الله، بلا إشكال ولا اختلاف وهى قراءة عبد الرحمن السلمى وقتادة و «كم» ، عند البصريين، فى هذه الآية: فى موضع نصب ب «أهلكنا» .
28-
وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ «متى» : فى موضع نصب، على الظرف، وهى خبر الابتداء، وهو «هذا» و «الفتح» : نعت ل «هذا» ، أو عطف بيان.
ويجوز أن تكون «متى» فى موضع رفع، على تقدير حذف مضاف مع «هذا» تقديره: متى وقت هذا الفتح.
-
33- سورة الأحزاب
1-
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً «أي» : نداء مفرد، مبنى على الضم، و «ها» : للتنبيه، وهو لازم ل «أي» ، و «النبي» نعت ل «أي» لا تستغنى عنه، لأنه هو المنادى فى المعنى، ولا يجوز نصبه على الموضع، عند أكثر النحويين. وأجازه المازني جعله كقولك: يا زيد الظريف، بنصب «الظريف» على موضع «زيد» ، وهذا نعت تستغنى عنه ونعت «أي» : لا تستغنى عنه، فلا يحسن نصبه على الموضع وأيضا فإن نعت «أي» هو المنادى فى المعنى، فلا يحسن نصبه.
وقال الأخفش: هو صلة ل «أي» ، ولا يعرف فى كلام العرب اسم مفرد صلة «أي» .
3-
وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا «بالله» : فى موضع رفع، لأنه الفاعل، و «وكيلا» : نصب على البيان، أو على الحال.
4-
…
وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ «الحقّ» : نعت لمصدر محذوف أي: يقول القول الحق.
ويجوز أن يكون «الحق» مفعولا للقول.
5-
…
وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً «ولكن ما تعمدت قلوبكم» : ما، فى موضع خفض، عطف على «ما» فى قوله «فيما أخطأتم به» .
ويجوز أن يكون فى موضع رفع على الابتداء تقديره: ولكن ما تعمدت قلوبكم تؤاخذون به.
6-
…
إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً «إلّا أن تفعلوا» : أن، فى موضع نصب على الاستثناء الذي ليس من الأول.
12-
وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً العامل فى «إذ» فعل مضمر فيها تقديره: واذكر يا محمد إذ يقول.
13-
وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً «وإذ قالت» : إذ، العامل فيها فعل مضمر تقديره: واذكر يا محمد إذ قالت.
«إنّ بيوتنا عورة» : عورة، خبر «إن» ، وهو مصدر فى الأصل، وهو بمعنى: ذات عورة.
ويجوز أن يكون اسم فاعل، أصله: عورة، ثم أسكن تخفيفا.
ويجوز أن يكون مصدرا فى موضع اسم الفاعل، كما تقول: رجل عدل أي: عادل.
18-
قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا «هلمّ إلينا» : معناه: أقبلوا، وهذه لغة أهل الحجاز، وغيرهم يقول: هلموا، للجماعة، وهلمى، للمرأة.
وأصل هلم: ها المم ها، للتنبيه، والمم، معناه: اقصد إلينا، وأقبل إلينا، لكن كثر الاستعمال فيها فحذفت ألف الوصل من «المم» ، وتحركت اللام بضمة الميم الأولى، عند الإدغام، فصارت:«هالم» ، فحذفت «ها»
لكونها وسكون اللام بعدها، لأن حركتها عارضة، فاتصلت الهاء باللام، فصارت:«هلم» كما ترى وفتحت الميم لالتقاء الساكنين، كما تقول: رد، ومد.
وقد قيل: إن ألف «ها» إنما حذفت لسكونها وسكون اللام، قبل أن تلقى حركة الميم الأولى على اللام، وأدغمت فى التي بعدها، فصارت «هلم» كما ترى.
«إلّا قليلا» : نعت لمصدر محذوف تقديره: إلا أناسا قليلا أو: إلا وقتا قليلا ومثله: (ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا) الآية: 20 19- أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ
…
«أشحّة عليكم» : أشحة، وزنها: أفعلة جمع: شحيح مثل أرغفة، ولكن قلبت حركة الحاء الأولى على الشين وأدغمت فى الثانية، وأصله: أشححة، ونصبه على الحال، والعامل فيه «والقائلين» الآية: 18، وهو حال من المضمر فى «القائلين» هذا قول الفراء.
وأجاز أيضا أن يعمل فيه مضمر دل عليه «المعوقين» الآية: 18، فهو حال من الفاعل فى الفعل المضمر، كأنه قال: يعوقون أشحة.
ويجوز عنده أن يكون العامل فيه «ولا يأتون» الآية: 18، فهو حال من المضمر فى «يأتون» .
وأجاز أيضا نصبه على الذم.
ولا يجوز عند البصريين أن يكون العامل «المعوقين» ، ولا «والقائلين» ، لأنه يكون داخلا فى صلة الألف واللام، وقد فرقت بينهما بقوله «ولا يأتون البأس» الآية: 18، وهو غير داخل فى الصلة، إلا أن يجعل «ولا يأتون البأس» فى موضع الحال من المضمر فى «القائلين» .
ولا يجوز أن يكون أيضا «أشحة» حالا من ذلك المضمر، ويعمل فيه «القائلين» ، لأنه كله داخل فى صلة الألف واللام من «القائلين» ، ولا يحسن أن يكون «أشحة» حالا من المضمر فى «المعوقين» ولا من المضمر فى «يأتون» ، على مذهب البصريين، بوجه، لأن «والقائلين» عطف على «المعوقين» غير داخل فى صفته، و «أشحة» ، إن جعلته حالا من المضمر فى «المعوقين» كان داخلا فى الصلة وكذلك «ولا يأتون» ، قد فرقت بين الصلة والموصول بالمعطوف
ولا يحسن أيضا، على مذهب البصريين، أن يعمل فيه فعل مضمر يفسره «المعوقين» ، لأن ما فى الصلة لا يفسره ما ليس فى الصلة.
والصحيح أنه حال من المضمر فى «يأتون» وهو العامل فيه، وقوله «لا يأتون» : حال من المضمر فى «القائلين» ، فكلاهما داخل فى الصلة.
وكذلك إن جعلتهما جميعا حالين من المضمر فى «القائلين» ، فهو حسن، وكلاهما داخل فى الصلة.
فأما نصبه على الذم، فجائز.
«أشحّة» : حال من المضمر فى «سلقوكم» ، وهو العامل فيه.
22-
وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً «وما زادهم» : الضمير المرفوع يعود على «النظر» ، لأن معنى قوله «ولما رأى» : ولما نظر.
وقيل: المضمر يعود على الرؤية لأن «رأى» يدل على «الرؤية» ، وجاز تذكيرها لأن تأنيثها غير حقيقى.
23-
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
…
«ما عاهدوا» : ما، فى موضع نصب ب «صدقوا» ، وهى والفعل مصدر تقديره: صدقوا العهد أي: وفوا به.
28-
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا «فتعالين» : من «العلو» ، وأصله: الارتفاع، ولكن كثر استعماله حتى استعمل فى معنى:«أنزل» فيقال للمتعالى: تعال أي: انزل.
33-
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً «وقرن فى بيوتكنّ» : من كسر «القاف» جعله من الوقار فى البيوت فيكون مثل: عدن، زن، لأنه محذوف الفاء، وهى الواو، ويجوز أن يكون من «القرار» فيكون مضعفا، يقال: قر فى المكان يقر، هذه اللغة المشهورة ويكون أصله: اقررن، تبدل من الراء، التي هى عين الفعل، ياء، كراهة التضعيف، كما أبدلوا
فى «قيراط» ، و «دينار» : فتصير الياء مكسورة، فتلقى حركتها على القاف، وتحذف لسكونها وسكون الواو، ويستغنى عن ألف الوصل، لتحرك «القاف» ، فتصير: قرن.
وقيل: بل حذفت الراء الأولى كراهة التضعيف، كما قالوا: ظلت والأصل: ظلمت، وألقيت حركتها على «القاف» ، فحذفت ألف الوصل، لتحرك «القاف» أيضا.
فأما من قرأ بفتح «القاف» ، فهى حكاها أبو عبيد عن الكسائي أنه يقال: قررت فى المكان أقر، وهى لغة ذكرها المازني وغيره، ثم جرى الاعتلال على الوجهين المذكورين فى الكسر أولا.
وقد قيل: إنه أخذ من: قررت به عينا أقر، ثم أعل أحد الأصلين المذكورين.
«أهل البيت» : نصب على النداء. وإن شئت: على المدح، ويجوز فى الكلام الخفض على البدل من الكاف والميم فى «عنكم» عند الكوفيين ولا يجوز ذلك عند البصريين لأن الغائب لا يبدل من المخاطب، لاختلافهما.
وقيل: إنما لم يجز، لأن البدل بيان، والبدل والمخاطب، لا يحتاجان إلى بيان.
35-
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً «والحافظين فروجهم والحافظات» : أعمل الأول من هذين الفعلين، وكان قياسه على أصول هذا الباب، لو أخر مفعول الفعل الأول، أن يقال: والحافظاتها ولكن لما قدمه استغنى عن الضمير لبيان المعنى فى أن الأول هو المعمول، إذ مفعوله بعده لم يتأخر بعد الفعل الثاني، وحذف الضمير من هذا، إذا تقدم مفعول الأول، حسن فصيح، وإثبات الضمير، إذا تأخر مفعول الأول فى آخر الكلام، أحسن وأفصح، ومثله فى القياس، «والذاكرين الله كثيرا والذاكرات» ، لو تأخر المفعول إلى آخر الكلام لكان وجه الكلام: والذاكرانه، فلما تقدم حسن حذف الضمير، وإثباته فى الكلام جائز لتقدم ذكره.
37-
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ
…
«والله أحق أن تخشاه» : الله، ابتداء، و «أحق» : خبره، و «أن» : فى موضع نصب، على حذف الخافض.
وإن شئت: جعلت «أن» وما بعدها ابتداء ثانيا، و «أحق» : خبره ولا يجوز أن تقدر إضافة «أحق» الى «أن» البتة، لأن «أفعل» لا يضاف إلا إلى ما هو بعضه 38- ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً «سنة الله» : مصدر، عمل فيه معنى ما قبله.
39-
الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً «الذين يبلغون» : فى موضع خفض على البدل، أو على النعت، لقوله «فى الذين خلوا» الآية: 38 40- ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً «ولكن رسول الله» : رسول، خبر «كان» مضمرة تقديره: ولكن كان محمد رسول الله.
ومن رفعه، فعلى إضمار «هو» أي: هو رسول الله.
50-
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً «وامرأة» : عطف على «الأزواج» وما بعدهن والعامل: «أحللنا» .
ومن قرأ «أن وهبت» ، بفتح «أن» ، وهو مروى عن الحسن، جعل «أن» بدل من «امرأة» .
وقيل: هو على حذف حرف الجر أي: لأن وهبت.
«خالصة» : حال.
«لكيلا يكون» : اللام، متعلقة بقوله «أحللنا» وقيل: ب «فرضنا» .
51-
…
وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً «كلهن» : تأكيد للمضمر فى «يرضين» ، ولا يجوز أن يكون تأكيدا للمضمر فى «آتيتهن» ، لأن المعنى على خلافه.
52-
لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً «إلا ما ملكت» : ما، فى موضع رفع على البدل من «النساء» أو فى موضع نصب على الاستثناء، ولا يجوز أن يكون فى موضع نصب ب «ملكت» ، لأن الصلة لا تعمل فى الموصول، وفى الكلام «ها» محذوفة، من الصلة بها يتم الكلام تقديرها: إلا ما ملكتها يمينك.
ويجوز أن تجعل «ما» والفعل مصدرا فى موضع المفعول، فيكون المصدر فى موضع نصب، لأنه استثناء ليس من الجنس، ولا يحتاج إلى حذف «ها» تقديره: إلا ما ملكت يمينك.
و «ملك» بمعنى: مملوك، فيكون بمنزلة قولهم: هذا درهم ضرب الأمير أي: مضروبه.
53-
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً «إناه» : ظرف زمان، وهو مقلوب «أنى» الذي بمعنى الحين، قلبت النون قبل الألف، وغيرت الهمزة إلى الكسر، فمعناه: غير ناظرين آنه أي: حينه، ثم قلب وغير على ما ذكرنا.
«غير» : نصب على الحال من الكاف والميم فى «لكم» ، والعامل فيه «يؤذن» ، ولا يحسن أن تجعل «غير» وصفا ل «طعام» ، لأنه يلزم فيه أن يظهر الضمير الذي فى «ناظرين» ، فيلزم أن تقول: غير ناظرين أنتم إناه، لأن اسم الفاعل إذا جرى صفة أو خبرا أو حالا، أو صفة على غير من هو له، لم يستتر فيه ضمير الفاعل، وذلك فى الفعل جائز، فلو قال فى الكلام: إن أذن لكم إلى طعام لا تنتظرون إناه فكلوا، لجاز أن يكون «لا تنتظرون» وصفا للطعام، وأن يكون حالا من الكاف والميم فى «لكم» ألا ترى أنك تقول: زيد تضربه، ف «زيد» مبتدأ، و «تضربه» : خبر له، وهو فعل للمخاطب ليس هو ل «زيد» ، وفيه ضمير المخاطب مستتر، ولولا «الهاء» ما كان خبر «زيد» ، فلو جعلت فى موضع «تضربه» : ضاربه، لم يكن بد من إظهار الضمير، فتقول: زيد ضاربه أنت، فكذلك قياس: الذي تضربه زيد، ف «تضربه» : صلة
ل «الذي» ، وفيه ضمير المخاطب، فإن جعلت موضعه «ضاربه» أظهرت الضمير، فقلت: الذي ضاربه زيد، وكذلك الصفة والحال فى قولك مررت برجل تضربه، ومررت بزيد تضربه، فإن جعلت فى موضع «تضربه» اسم فاعل لم يكن بد من إظهار الضمير من الصفة والحال، كما ظهر من الخبر والصلة، فهذا معنى: إذا جرى اسم الفاعل على غير من هو له، خبرا أو صفة أو حالا أو صلة، لم يكن بد من إظهار الضمير ويجوز ذلك فى الفعل ولا يظهر الضمير.
«ولا مستأنسين» : فى موضع نصب، عطف على «غير ناظرين» ، أو فى موضع خفض على العطف من «ناظرين» .
«وما كان لكم أن تؤذوا» : أن، فى موضع رفع، اسم «كان» ، وكذلك:«ولا أن تنكحوا» ، عطف عليها.
60-
…
ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا «فيها إلا قليلا» : حال من المضمر المرفوع فى «يجاورونك» أي: لا يجاورونك إلا فى حال قلتهم وذلتهم.
وقيل: هو نعت لمصدر محذوف تقديره: إلا جوارا قليلا أو: وقتا قليلا.
61-
مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا «ملعونين» : حال أيضا من المضمر فى «يجارونك» .
وقيل: هو نصب على الذم والشتم.
62-
سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا «سنّة الله» : نصب على المصدر أي: سن الله ذلك سنة لمن أرجف بالأنبياء ونافق.
73-
لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً «وكان الله غفورا رحيما» أي: لم يزل كذلك، و «رحيما» : حال من المضمر فى «غفورا» ، وهو العامل فيه أي: يغفر فى حال رحمة.
ويجوز أن يكون نعتا ل «غفور» ، وأن يكون خبرا بعد خبر.