المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ 4- سورة النساء - الموسوعة القرآنية - جـ ٤

[إبراهيم الإبياري]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الرابع

- ‌الباب الثامن وجوه الاعراب فى القران

- ‌ 1- الاستفتاح

- ‌ 1- سورة الحمد

- ‌ 2- سورة البقرة

- ‌ 3- سورة آل عمران

- ‌ 4- سورة النساء

- ‌ 5- سورة المائدة

- ‌ 6- سورة الأنعام

- ‌ 7- سورة الأعراف

- ‌ 8- سورة الأنفال

- ‌ 9- سورة التوبة

- ‌ 10- سورة يونس

- ‌ 11- سورة هود

- ‌ 12- سورة يوسف

- ‌ 13- سورة الرعد

- ‌ 14- سورة إبراهيم

- ‌ 15- سورة الحجر

- ‌ 16- سورة النحل

- ‌ 17- سورة الإسراء

- ‌ 18- سورة الكهف

- ‌ 19- سورة مريم

- ‌ 20- سورة طه

- ‌ 21- سورة الأنبياء

- ‌ 22- سورة الحج

- ‌ 23- سورة المؤمنون

- ‌ 24- سورة النور

- ‌ 25- سورة الفرقان

- ‌ 26- سورة الشعراء

- ‌ 27- سورة النمل

- ‌ 28- سورة القصص

- ‌ 29- سورة العنكبوت

- ‌ 30- سورة الروم

- ‌ 31- سورة لقمان

- ‌ 32- سورة السجدة

- ‌ 33- سورة الأحزاب

- ‌ 34- سورة سبأ

- ‌ 35- سورة فاطر

- ‌ 36- سورة يس

- ‌ 37- سورة الصافات

- ‌ 38- سورة ص

- ‌ 39- سورة الزمر

- ‌ 40- سورة غافر (المؤمن)

- ‌ 41- سورة فصلت «حم السجدة»

- ‌ 42- سورة الشورى (حم عسق)

- ‌ 43- سورة الزخرف

- ‌ 44- سورة الدخان

- ‌ 45- سورة الجاثية

- ‌ 46- سورة الأحقاف

- ‌ 47- سورة محمد

- ‌ 48- سورة الفتح

- ‌ 49- سورة الحجرات

- ‌ 50- سورة ق

- ‌ 51- سورة الذاريات

- ‌ 52- سورة الطور

- ‌ 53- سورة النجم

- ‌ 54- سورة القمر

- ‌ 55- سورة الرحمن

- ‌ 56- سورة الواقعة

- ‌ 57- سورة الحديد

- ‌ 58- سورة المجادلة

- ‌ 59- سورة الحشر

- ‌ 60- سورة الممتحنة

- ‌ 61- سورة الصف

- ‌ 62- سورة الجمعة

- ‌ 63- سورة المنافقون

- ‌ 64- سورة التغابن

- ‌ 65- سورة الطلاق

- ‌ 66- سورة التحريم

- ‌ 67- سورة الملك

- ‌ 68- سورة القلم

- ‌ 69- سورة الحاقة

- ‌ 70- سورة المعارج

- ‌ 71- سورة نوح

- ‌ 72- سورة الجن

- ‌ 73- سورة المزمل

- ‌ 74- سورة المدثر

- ‌ 75- سورة القيامة

- ‌ 76- سورة الإنسان «الدهر»

- ‌ 77- سورة المرسلات

- ‌ 78- سورة النبأ

- ‌ 79- سورة النازعات

- ‌ 80- سورة عبس

- ‌ 81- سورة التكوير

- ‌ 82- سورة الانفطار

- ‌ 83- سورة المطففين «التطفيف»

- ‌ 84- سورة الانشقاق

- ‌ 85- سورة البروج

- ‌ 86- سورة الطارق

- ‌ 87- سورة الأعلى

- ‌ 88- سورة الغاشية

- ‌ 89- سورة الفجر

- ‌ 90- سورة البلد

- ‌ 91- سورة الشمس

- ‌ 92- سورة الليل

- ‌ 93- سورة الضحى

- ‌ 94- سورة الشرح

- ‌ 95- سورة التين

- ‌ 96- سورة العلق

- ‌ 97- سورة القدر

- ‌ 98- سورة البينة

- ‌ 99- سورة الزلزلة

- ‌ 100- سورة العاديات

- ‌ 101- سورة القارعة

- ‌ 102- سورة التكاثر

- ‌ 103- سورة العصر

- ‌ 104- سورة الهمزة

- ‌ 105- سورة الفيل

- ‌ 106- سورة قريش

- ‌ 107- سورة الماعون

- ‌ 108- سورة الكوثر

- ‌ 109- سورة الكافرون

- ‌ 110- سورة النصر

- ‌ 111- سورة المسد

- ‌ 112- سورة الإخلاص

- ‌ 113- سورة الفلق

- ‌ 114- سورة الناس

الفصل: ‌ 4- سورة النساء

-‌

‌ 4- سورة النساء

1-

يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً «يا أيّها النّاس» : أي، نداء مفرد، فلذلك ضم، وضمه بنا وليس بإعراب، وموضعه موضع نصب، لأنه مفعول فى المعنى و «الناس» نعت ل «أي» ، وهو نعت لا يغنى عنه، لأنه هو المنادى فى المعنى. ولا يجوز عند سيبويه نصبه على الموضع، كما جاز فى: يا زيد الظريف لأن هذا نعت يستغنى عنه.

وقال الأخفش: «الناس» صلة ل «أي» ، فلذلك لا يجوز حذفه ولا نصبه.

وأجاز المازني نصب «الناس» قياسا على: يا زيد الظريف.

«والأرحام» : من نصبه عطفه على: اسم «الله» أي: واتقوا الأرحام أن تقطعوها.

ويجوز أن يكون عطفه على موضع «به» ، كما نقول: مررت بزيد وعمرا، فعطفه على موضع «زيد» ، لأنه مفعول فى موضع نصب وإنما ضعف الفعل فتعدى بحرف.

ومن خفضه عطفه على الهاء فى «به» ، وهو قبيح عند سيبويه لأن المضمر المخفوض بمنزلة التنوين لأنه يعاقب التنوين فى مثل: غلامى، وغلامك، ودارى، ودارك ونحوه. ويدل على أنه كالتنوين أنهم حذفوا الياء فى النداء، إذ هو موضع يحذف فيه التنوين، تقول: يا غلام أقبل فلا يعطف على ما قام مقام التنوين، كما لا يعطف على التنوين.

وقال المازني: كما لا تعطف الأول على الثاني، إذ لا ينفرد بعد حرف العطف، كذلك لا تعطف الثاني على الأول، فهما شريكان لا يجوز فى أحدهما إلا ما يجوز فى الآخر.

3-

وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا «ما طاب لكم» : ما، والفعل مصدر أي: فانكحوا الطيب أي: الحلال. و «ما» يقع لما لا يعقل ولنعوت ما يعقل فلذلك وقعت هنا لنعت ما يعقل.

ص: 86

«مثنى وثلاث ورباع» : مثنى، فى موضع نصب بدل من «ما» ، ولم ينصرف، لأنه معدول عن:

اثنين اثنين، دال على التكثير ولأنه معدول عن مؤنث، لأن العدد مؤنث.

وقال الفراء: لم ينصرف لأنه معدول عن معنى الإضافة، وفيه تقدير دخول الألف واللام وأجاز صرفه فى العدد على أنه نكرة.

وقال الأخفش: إن سميت به صرفته فى المعرفة والنكرة لأنه قد زال عنه العدل.

وقيل: لم ينصرف لأنه معدول عن لفظه وعن معناه.

وقيل: امتنع من الصرف، لأنه معدول، ولأنه جمع.

وقيل: امتنع لأنه معدول، ولأنه عدل على غير أصل العدل لأن أصل العدل إنما هو للمعارف، وهذا نكرة بعد العدل.

و «ثلاث ورباع» : مثل «مثنى» فى جميع علله.

«فواحدة» : من نصبه فمعناه: فانكحوا واحدة.

وقرأ الأعرج: بالرفع، على معنى: فواحدة تقنع وهو ابتداء محذوف الخبر.

«أو ما ملكت أيمانكم» : عطف على «فواحدة» فى الوجهين جميعا و «ما ملكت» مصدر، فلذلك وقعت لما يعقل، فهو لصفة من يعقل.

4-

وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً «نحلة» : مصدر وقيل: هو مصدر فى موضع الحال.

«نفسا» : تفسير، وتقديمه لا يجوز، عند سيبويه، البتة وأجازه المبرد والمازني، إذا كان العامل منصرفا.

«هنيئا مريئا» : حالان من الهاء فى «فكلوه» ، تقول: هنأنى ومرأنى: فإن أفردت «مرأنى» لم تقل إلا «امرأني» والضمير المرفوع فى «فكلوه» يعود على «الأزواج» وقيل: على «الأولياء» . والهاء فى «فكلوه» تعود على «شىء» .

5-

وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً

«قياما» : من قرأه بغير ألف، جعله جمع «قيمة» ، كديمة وديم ويدل على أنه جمع: أنه اعتل فانقلبت واوه

ص: 87

ياء، لانكسار ما قبلها، ولو كان مصدرا لم يعتل، كما لم يعتل:«الحول» و «العور» فمعناه: التي جعلها الله لكم قيمة لأمتعتكم ومعايشكم.

وإنما قال «التي» ولم يعقل «اللاتي» ، لأنه جمع لا يعقل، فجرى على لفظ الواحد كما قال:(فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي) 11: 101، وقال (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي) 19: 61، ولو كان يعقل لقال «اللاتي» ، كما قال (وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي) 4: 23، (وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي) 4: 23، (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي) 24: 60، وهذا هو الأكثر فى كلام العرب وقد يجوز فيما لا يعقل «اللاتي» ، وفيما يعقل «التي» ، وقد ترىء «أموالكم اللاتي» بالجمع.

ومن قرأ «قياما» جعله اسما، من «أقام الشيء» ، وإن شئت مصدر: قام يقوم قياما، وقد يأتى فى معناه «قوام» ، فلا يعتل.

6-

وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا

«إسرافا» : مفعول من أجله. وقيل: هو مصدو فى موضع الحال. و «بدارا» ، مثله.

«أن يكبروا» : أن فى موضع نصب ل «بدار» .

7-

مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً «نصيبا مفروضا» : حال. وقيل: هو مصدر.

8-

وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ

«فارزقوهم منه» : الهاء، تعود على «المقسوم» ، لأن لفظة القسمة دلت عليه.

11-

يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَواهُ. فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً «للذّكر مثل حظّ الأنثيين» : ابتداء وخبر، فى موضع نصب، تبيين للوصية وتفسير لها.

ص: 88

«فإن كنّ نساء» : فى «كان» اسمها و «نساء» خبرها تقديره: فإن كانت المتروكات نساء فوق الاثنتين وإنما أعطى الاثنتان الثلثين بالسنة وبدلالة النص وليس فى النص هاهنا لهما دليل على أخذهما للثلثين، لكن فى النص على الثلثين الأختين، وسكت عن البنتين، فحملا على حكم الأختين، بدليل النص والسنة.

«وإن كانت واحدة» : من رفع، جعل «كان» تامة لا تحتاج إلى خبر، بمعنى: وقع وحدث فرفع «واحدة» بفعلها وهى قراءة نافع وحده ومن نصب «واحدة» جعل «كان» هى الناقصة التي تحتاج إلى خبر، فجعل «واحدة» خبرها، وأضمر فى «كان» اسمها تقديره: وإن كانت المتروكة واحدة.

«السّدس» : رفع بالابتداء، وما قبله خبره وكذلك: الثلث، والسدس وكذلك:«نصف ما ترك» ، وكذلك:«فلكم الربع» ، وكذلك:«ولهن الربع» ، و «فلهن الثمن» وكذلك:«لكل واحد منهما السدس» الآية: 12 «من بعد وصيّة يوصى بها» أي: وصية لا دين معها لأن الدين هو المقدم على الوصية.

«نفعا» : نصب على التفسير.

«فريضة من الله» : مصدر.

12-

وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ «وإن كان رجل يورث كلالة» : كان، بمعنى: وقع و «يورث» نعت ل «رجل» و «رجل» رفع ب «كان» و «كلالة» نصب على التفسير.

وقيل: هو نصب على الحال، على أن «الكلالة» هو الميت فى هذين الوجهين.

وقيل: هو نصب على أنه نعت لمصدر محذوف تقديره: يورث وراثة كلالة على أن «الكلالة» هو المال الذي لا يرثه ولد ولا والد وهذا قول عطاء.

وقيل: هو خبر «كان» ، على أن الكلالة اسم للورثة وتقديره: ذا كلالة.

فأما من قرأ «يورث» بكسر الراء، وبكسرها والتشديد، ف «كلالة» مفعولة ب «يورث» ، و «كان» بمعنى:«وقع» .

ص: 89

«غير مضارّ» : نصب على الحال من المضمر فى «يوصى» .

13-

تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «تجرى من تحتها الأنهار» : الجملة فى موضع نصب، على النعت ل «جنات» .

«خالدين» : حال من الهاء فى «يدخله» وإنما جمع لأنه حمل على معنى «من» ، ولو أفردت «خالدا» لكان محمولا على لفظ «من» ولو جعلت «خالدا» نعتا لجاز فى الكلام ولكنك تظهر الضمير الذي فى «خالدا» فتقول: خالدا هو.

16-

وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللَّهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً «اللّذان يأتيانها منكم» : الاختيار، عند سيبويه، فى «اللذان» الرفع وإن كان معنى الكلام الأمر، لأنه لما وصل «الذي» بالفعل تمكن معنى الشرط فيه، فلم يعمل فيه، إذ لا يقع على شىء بعينه فلما تمكن الشرط والإبهام فيه جرى مجرى الشرط، فلم يعمل فيه ما قبله من الإضمار، كما لا يعمل فى الشرط ما قبله من مضمر أو مظهر فلما بعد أن يعمل فى «اللذين» ما قبلهما من الإضمار، لم يحسن الإضمار فلما لما يحسن إضمار الفعل قبلهما لينصبهما رفعا بالابتداء، كما يرفع الشرط، والنصب جائز على تقدير إضمار فعل، لأنه إنما أشبه الشرط، وليس المشبه بالشيء فى حكمه، فلو وصلت «الذي» بظرف بعد شبهه بالشرط، فيصير النصب هو الاختيار، وإذا كان فى الكلام معنى الأمر والنهى، نحو قولك: اللذين عندك فأكرمهما النصب فيه الاختيار، ويجوز الرفع والرفع فيما وصل بفعل الاختيار، ويجوز النصب، على إضمار فعل يفسره الخبر، ويصح أن يفسره ما فى الصلة.

ولو حذفت «الهاء» من الخبر لم يحسن عمله فى «اللذين» ، لأن «الفاء» تمنع من ذلك، إذ ما بعدها منقطع مما قبلها.

19-

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً «أن ترثوا النّساء كرها» : أن، فى موضع رفع ب «يحل» ، وهو نهى عن تزويج المرأة مكرهة، وهو شىء كان يفعله أهل الجاهلية، يكون الابن أو القريب أولى بزوجة الميت من غيره وإن كرهت ذلك المرأة.

ص: 90

«كرها» : مصدر فى موضع الحال، ومثله:«بهتانا» الآية: 20.

«إلّا أن يأتين بفاحشة» : أن، استثناء ليس من الأول، فى موضع نصب.

«فعسى أن تكرهوا» : أن، فى موضع رفع ب «عسى» لأن معناها: فربّ كراهتكم لشىء وجعل الله فيه خيرا، و «أن» والفعل، مصدر.

22-

وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ

«إلّا ما قد سلف» : ما، فى موضع نصب، استثناء منقطع.

23-

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ

وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً «وأن تجمعوا بين الأختين» : أن، فى موضع رفع، عطف على «أمهاتكم» ، أي: وحرم عليكم الجمع بين الأختين، وكذلك:«والمحصنات» الآية: 24، رفع، عطف على «أمهاتكم» .

24-

وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً «إلا ما ملكت أيمانكم» : ما، فى موضع نصب على الاستثناء، و «ما ملكت» مصدر، ولذلك وقعت «ما» لما يعقل، لأن المراد بها صفة من يعقل، و «ما» يسأل بها عما لا يعقل، وعن صفات من يعقل.

«كتاب الله عليكم» : نصب على المصدر، على قول سيبويه لأنه لما قال:«حرمت عليكم أمهاتكم» علم أن ذلك مكتوب، فكأنه قال: كتب الله عليكم كتابا.

وقال الكوفيون: هو منصوب على الإغراء أي، فعليكم. وهو بعيد لأن ما انتصب بالإغراء لا يتقدم على ما قام مقام الفعل، وهو «عليكم» ، وقد تقدم فى هذا الموضع، ولو كان النص «عليكم كتاب الله» لكان نصبه على الإغراء أحسن من المصدر.

«أن تبتغوا» : أن، فى موضع نصب على البدل من «ما» ، فى قوله «ما وراء ذلكم» ، أو فى موضع رفع- على قراءة من قرأ «وأحل» على ما يسم فاعله- بدل من «ما» أيضا.

ص: 91

«محصنين» : حال من المضمر فى «يبتغوا» ، وكذا «غير مسافحين» .

«فما استمتعتم» : ما، رفع بالابتداء، وهى شرط، وجوابه «فآتوهن» ، وهو خبر الابتداء.

«فريضة» : حال. وقيل: مصدر فى موضع الحال.

25-

وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ «أن ينكح» : أن، فى موضع نصب، بحذف حرف الجر تقديره: إلى أن ينكح.

«محصنات» : حال من الهاء والنون فى «منهن» ، وكذا:«غير مسافحات» ، وكذا:

«ولا متخذات أخدان» .

«ذلك لمن خشى» : ذلك، مبتدأ، وما بعده خبره أي: الرخصة فى نكاح الإماء لمن خشى العنت.

«وأن تصبروا خير لكم» : أن، فى موضع رفع، بالابتداء، و «خير» خبره تقديره: والصبر عن تزويج الإماء خير لكم.

28-

يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً «ضعيفا» : نصب على الحال أي: خلق يغلبه هواه وشهوته وغضبه ورضاه، فاحتاج أن يخفف الله عنه.

29-

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ

«إلا أن تكون تجارة» من رفع جعل «كان» تامة، بمعنى:«وقع» ومن نصب جعلها خبر «كان» ، وأضمر فى «كان» اسمها تقديره: إلا أن تكون الأموال أموال تجارة ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

وقيل: تقديره: إلا أن تكون التجارة تجارة.

والتقدير الأول أحسن، لتقدم ذكر «الأموال»

ص: 92

و «أن» فى قوله: «إلا أن» ، فى موضع نصب على الاستثناء المنقطع.

ومثل «تجارة» قوله: «وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً» 4: 40، فى الرفع والنصب.

30-

وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً «عدوانا وظلما» : مصدران فى موضع الحال، كأنه قال: متعديا وظالما.

31-

إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً «مدخلا» : مصدر «أدخل» ، فمن فتح الميم جعله مصدر «دخل» ، و «ندخلكم» يدل على «أدخل» .

33-

وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ

«ولكلّ جعلنا» : المضاف إليه محذوف مع «كل» تقديره: ولكل أحد، أو نفس.

وقيل: تقديره: ولكل شىء مما ترك الوالدان والأقربون جعلنا موالى، أو وارثا، له.

34-

الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ

«بما حفظ الله» أي: حفظ الله لهن. وقرأ ابن القعقاع «الله» بالنصب، على معنى: بحفظهن الله.

«واهجروهنّ فى المضاجع» : ليس فى «المضاجع» ظرف للهجران، إنما هو سبب للتخلف فمعناه: واهجروهن من أجل تخلفهن عن المضاجعة معكم.

37-

الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ

«الّذين» : فى موضع نصب، بدل من «من» فى قوله:«لا يحب من» الآية: 36.

38-

وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ

«رئاء» : مفعول من أجله ويجوز أن يكون مصدرا فى موضع الحال من «الذين» ، فيكون «ولا يؤمنون» منقطعا لا معطوفا على «ينفقون» لأن الحال من «الذين» غير داخل فى صلته، فيفرق بين الصلة والموصول بالحال، إن عطفت «ولا يؤمنون» على «ينفقون» .

وإن جعلته حالا من المضمر فى «ينفقون» جاز أن يكون «ولا يؤمنون» معطوفا على «ينفقون» ، داخلا فى فى الصلة لأن الحال داخلة فى الصلة، إذ هى حال لما هو فى الصلة.

ص: 93

وقيل: متعلقة ب «الذين أوتوا نصيبا من الكتاب» الآية: 44، بيّن أنهم من الذين هادوا، فلا تقف على «نصيرا» أيضا.

وقيل: التقدير: من الذين هادوا من يحرف الكلم مبتدأ محذوف، و «من الذين هادوا» خبر مقدم فتقف على «نصيرا» على هذا، ومثله فى حذف «من» قوله تعالى «وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ» 37: 164 أي:

من له مقام.

«غير مسمع» : نصب على الحال من المضمر فى و «اسمع» والمراد: واسمع غير مسمع مكروها.

وقيل: إنهم يريدون: غير مسمع منك أي: غير مجاب.

«ليّا» : مصدر وأصله: لويا، ثم أدغمت الواو فى الياء.

وقيل: هو مفعول من أجله، ومثله:«وطعنا فى الدين» .

«ولو أنهم قالوا» : أن، فى موضع رفع بالابتداء أبدا، عند سيبويه ولم يجز سيبويه وقوع الابتداء بعد «لو» إلا مع «أن» خاصة، لوجود لفظ الفعل بعد «أن» ، فإن وقع بعد «لو» اسم ارتفع بإضمار فعل عنده.

وقال غيره: «أن» وغيرها لا ترتفع بعد «لو» إلا بإضمار فعل.

«إلّا قليلا» : نعت لمصدر محذوف، تقديره: إلا إيمانا قليلا، وإنما قل: لأنهم لا يتمارون عليه، ولأن باطنهم خلاف ما يظهرون ولو كان على الاستثناء لكان على الوجه، رفع «قليل» على البدل من المضمر فى «يؤمنون» فإن جعلته مستثنى من «لعنهم» لم يحسن لأن من كفروا ملعونون لا يستثنى منهم أحد.

47-

أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا «كما لعنّا» : الكاف فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره لعناهم مثل لعننا لأصحاب السبت.

51-

وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا «سبيلا» : نصب على التفسير والنصب على التفسير، وعلى البيان، وعلى التمييز، سواء إلا أن التمييز يستعمل فى الأعداد.

53-

أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً لا يجوز عند أكثر النحويين «إذن» إلا بالنون وأجاز الفراء أن تكتب بالألف.

ص: 95

و «إذن» هنا، ملغاة غير عاملة، لدخول واو العطف عليها وهى الناصبة للفعل عند سيبويه، إذا نصبت.

والناصب عند الخليل «أن» مضمرة.

55-

فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً «من آمن به، من صدّ عنه» : كلاهما مبتدأ، وما قبل كل مبتدأ خبره أي:«فمنهم» و «منهم» .

«سعيرا» : انتصب على التفسير.

56-

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها «كلما نضجت» : الناصب ل «كلما» قوله «بدلناهم» .

57-

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا «تجرى من تحتها الأنهار» : تجرى، فى موضع نعت ل «جنات» .

«خالدين فيها» : حال من الهاء والميم، فى «سندخلهم» .

«لهم فيها أزواج» : أزواج، ابتداء، وخبره «لهم» ، والجملة يحتمل موضعها من الإعراب ما يحتمل «خالدين فيها» .

58-

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ

«أن تؤدوا، أن تحكموا» : أن، فيهما، فى موضع نصب بحذف الخافض، أصله: بأن تؤدوا، وبأن تحكموا.

59-

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا «وأولى الأمر» : واحد «أولى» : ذا، المضاف لأنه منصوب وواحد «أولو» : ذو، من غير لفظه كذلك واحد «أولات» : ذات.

«تأويلا» : نصب على التفسير.

ص: 96

61-

وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً «صدرا» : اسم للمصدر، عند الخليل، والمصدر: الصد، فهو نصب على المصدر.

66-

وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً «إلا قليل» : رفع على البدل من المضمر فى «فعلوه» ، وقرأ ابن عامر بالنصب، على الاستثناء، وهو بعيد فى النفي، لكنه كذلك بالألف فى مصاحف أهل الشام.

«تثبيتا» : نصب على التفسير.

68-

وَلَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً «صراطا» : مفعول ثان ل «هدينا» .

69-

وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً «رفيقا» : تفسير.

وقال الأخفش: رفيقا، حال، و «أولئك» فى موضع رفع ب «حسن» .

70-

ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ عَلِيماً «عليما» : تفسير.

71-

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً «ثبات، جميعا» : حالان من المضمر فى «انفروا» فى اللفظين.

و «ثبات» : مفترقين وواحدها: ثبة وتصغيرها، وثيبة. فأما «ثبة الحوض» ، وهو وسطه، فتصغيرها: ثويبة.

73-

وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً «كأن لم تكن بينكم وبينه مودّة» : اعتراض بين القول والمقول، وليس هو من قول الذي أبطأ عن الجهاد، والمراد به التأخير بعد جواب التمني، و «مودة» : اسم «تكن» ، و «بينكم» الخبر، ولا يحسن كون «تكن» بمعنى: تقع لأن الكلام لا يتم معناه دون «بينكم وبينه» ، فهو الخبر وبه تتم الفائدة.

«فأفوز فوزا عظيما» : نصب على جواب التمني فى قوله: «يا ليتنى كنت معهم» .

ص: 97

75-

وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً «وما لكم لا تقاتلون» : لا تقاتلون، فى موضع نصب على الحال من «لكم» ، كما تقول: مالك قائما، وكما قال تعالى:(فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ) 4: 88، و (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) 74: 49، و «ما» فى جميع ذلك، مبتدأ، والمجرور خبره.

«والمستضعفين» : عطف على اسم «الله» ، فى موضع خفض.

وقيل: هو معطوف على «سبيل» .

«الظّالم أهلها» : نعت ل «القرية» وإنما جاز ذلك- و «الظالم» ليس لها للعائد عليها من نعتها، وإنما وحّد لجريانه على موحد، ولأنه لا ضمير فيه، إذ قد رفع ظاهرا بعده، وهو الأصل، ولو كان فيه ضمير لم يجز استتاره ولظهر- لأن اسم الفاعل، إذا كان خبرا أو صفة أو حالا لغير من هو له، لم يستتر فيه ضمير البتة، ولا بد من إظهاره، فكذلك إن عطف على غير من هو له والفعل بخلاف ذلك، يستتر الضمير فيه لقوته، وإن كان خبرا أو صفة أو حالا لغير من هو له.

77-

فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً

«إذا فريق منهم» : فريق، رفع بالابتداء، و «منهم» نعت ل «فريق» فى موضع رفع، و «يخشون» خبر الابتداء.

«كخشية الله» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف تقديره: خشية مثل خشيتهم الله.

«أو أشدّ» : نصب، أو عطف على «الكاف» .

78-

أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ

«أينما» : أين، ظرف مكان، فيه معنى الاستفهام والشرط، ودخلت «ما» لتمكن الشرط، و «تكونوا» جزم بالشرط، و «يدركم» جوابه.

ص: 98

79-

ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً «ما أصابك من حسنة، وما أصابك من سيّئة» : ما، فيهما بمعنى «الذي» ، وليست للشرط، لأنها نزلت فى شىء بعينه، وهو الجدب والخصب، والشرط لا يكون إلا مبهما، يجوز أن يقع ويجوز ألا يقع وإنما دخلت الفاء للإبهام الذي فى «الذي» ، وأيضا فإن اللفظ «ما أصابك» ، ولم يقل «ما أصبت» .

«وأرسلناك للناس رسولا» : رسولا، مصدر مؤكد، يعنى: ذا رسالة.

«شهيدا» : تفسير وقيل: حال.

81-

وَيَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا «طاعة» : رفع على خبر ابتداء محذوف تقديره: ويقولون: أمرنا طاعة.

ويجوز فى الكلام النصب: على المصدر.

83-

وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلًا «لاتّبعتم الشّيطان إلا قليلا» : قليلا، منصوب على الاستثناء من الجمع المضمر فى «أذاعوا» .

وقيل: من المضمر فى «يستنبطونه» .

وقيل: من الكاف والميم فى «عليكم» على تقدير: لولا فضل الله عليكم بأن بعث فيكم رسوله فآمنتم به لكفرتم إلا قليلا منكم وهم الذين كانوا على الإيمان قبل بعث الرسول عليه السلام.

و «لولا» : يقع بعدها الابتداء والخبر محذوف ف «فضل» مبتدأ، والخبر محذوف، وإظهاره لا يجوز عند سيبويه.

86-

وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً «تحيّة» : وزنها: تفعلة وأصلها: تحية فألقيت حركة الياء على الحاء، وأدغمت فى الثانية.

ص: 99

87-

اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً «الله لا إله إلا هو» : الله: مبتدأ، و «لا إله» مبتدأ ثان، وخبره محذوف، والجملة خبر عن «الله» ، و «إلا هو» بدل من موضع «لا إله» .

88-

فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ

«فئتين» : نصب على الحال من الكاف والميم من «لكم» ، كما تقول: مالك قائما.

89-

وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً «كما كفروا» : الكاف، فى موضع نصب، نعت لمصدر محذوف أي: كفرا مثل كفرهم.

90-

إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ

«إلّا الذين يصلون» : الذين، فى موضع نصب، استثناء من الهاء والميم فى «واقتلوهم» الآية:89.

«حصرت صدورهم» : لا يكون «حصرت» حالا من المضمر المرفوع فى «جاءوكم» ، إلا أن يضمر معه «قد» ، فإن لم تضمر فهو دعاء كما تقول: لعن الله الكافر.

وقيل: «حصرت» فى موضع خفض، نعت ل «قوم» .

فأما من قرأ «حصرة» ، بالتنوين، فجعله اسما، فهو حال من المضمر المرفوع فى «جاءوكم» ، ولو خفض على النعت ل «قوم» جاز.

«أن يقاتلوكم» : أن، فى موضع نصب، مفعول من أجله.

92-

وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا

تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً «أن يقتل» : أن، فى موضع رفع اسم «كان» ، و «إلا خطأ» استثناء منقطع، ومثله «أن» فى:

«إلا أن يصدقوا» .

ص: 100

«فتحرير رقبة» : ابتداء، وخبره محذوف تقديره: فعليه تحرير رقبة، و «دية مسلمة» مثله، وكذلك:«فصيام شهرين» أي: فعليه صيام شهرين.

«توبة من الله» : نصبت على المصدر، أو على المفعول من أجله والرفع فى الكلام جائز، على تقدير:

ذلك توبة.

95-

لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً «غير أولى الضّرر» : من نصب «غير» فعلى الاستثناء من «القاعدين» ، وإن شئت من «المؤمنين» ، وإن شئت نصبته على الحال من «القاعدين» أي: لا يستوى القاعدون فى حال صحتهم.

ومن نصب «غير» جعله نعتا ل «القاعدين» لأنهم غير معنيين، لم يقصد بهم قوم بأعيانهم، فصاروا كالنكرة، فجاز أن يوصفوا ب «غير» ، وجاز الحال منهم، لأن لفظهم لفظ المعرفة، وقد تقدم نظيره فى نصب «غير المغضوب» 1: 7، وخفضه.

والأحسن أن يكون الرفع فى «غير» على البدل من «القاعدين» .

وقد قرأ أبو حيوة «غير» بالخفض، جعله نعتا ل «المؤمنين» .

«وكلّا وعد الله الحسنى» : كلا، نصب ب «وعد» .

«أجرا» : نصب بفعل وإن شئت على المصدر.

96-

دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً «درجات» : نصب على البدل من «أجر» .

97-

إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ

«ظالمى أنفسهم» : نصب على الحال من الهاء والميم فى «توفاهم» ، وحذفت النون للإضافة.

«فيم كنتم» : حذفت ألف «ما» ، لدخول حرف الجر عليها، للفرق بين الخبر والاستفهام، فتحذف الألف فى الاستفهام وتثبت فى الخبر، ومثله (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) 78: 1، و (لِمَ أَذِنْتَ) 9: 43 و (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) 15:

54، وشبهه.

ص: 101

98-

إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا «إلا المستضعفين» : استثناء، فى موضع نصب من «الذين توفاهم» الآية:97.

«لا يستطيعون» : فى موضع نصب، على الحال من «المستضعفين» ، وكذلك:«ولا يهتدون سبيلا» .

100-

وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ

«مهاجرا» : نصب على الحال، من المضمر فى «يخرج» .

101-

وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً «أن تقصروا من الصلاة» : أن، فى موضع نصب، بحذف حرف الجر تقديره: فى أن تقصروا «عدوا» : إنما وحد، وقبله جمع، لأنه بمعنى المصدر وتقديره: كانوا لكم ذوى عداوة.

103-

فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ

«قياما وقعود» : حالان، من المضمر فى «اذكروا» ، وكذلك:«وعلى جنوبكم» ، لأنه فى موضع.

مضطجعين.

105-

إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً «بالحق» : فى موضع الحال، من «الكتاب» ، وهى حال مؤكدة، ولا يجوز أن يكون تعدى إليه «أنزلنا» .

بحرف لأنه قد تعدى إلى مفعول بغير حرف وإلى آخر بحرف.

109-

ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا فَمَنْ يُجادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا

«ها أنتم هؤلاء جادلتم» : هو مثل قوله «ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ» 2: 85، وقد مضى شرحه والاختلاف فيه إلا أنك فى هذا لا تجعل «جادلتم» حالا، إلا أن تضمر فيه «قد» .

«فمن يجادل» : من، ابتداء، و «يجادل» الخبر، و «أم من يكون» مثلها، عطف عليها.

ص: 102

114-

لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً «إلا من أمر بصدقة» : من، فى موضع نصب على الاستثناء المنقطع، إن جعلت «نجواهم» اسما لما يتناجون به، ومعنى الاستثناء المنقطع، والاستثناء الذي ليس من الأول، هما شىء واحد.

وإن جعلت «نجواهم» بمعنى: جماعتهم الذين يتناجون، كانت «من» فى موضع خفض على البدل من «من نجواهم» ، وهو بدل بعض من كل.

«ابتغاء مرضاة الله» : ابتغاء، مفعول من أجله.

115-

وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً «وساءت مصيرا» : نصب على التفسير.

122-

وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا «قيلا» : نصب على التفسير أيضا، يقال: قيلا، وقولا، وقالا بمعنى 123- لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ

اسم «ليس» فيها مضمر، يعود على ما ادعى عبدة الأوثان من أنهم لن يبعثوا، وعلى ما قالت اليهود والنصارى:

(لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى) 2: 111، فأنزل الله «ليس بأمانيكم» ، يعنى: يا عبدة الأوثان، ولا بأمانى أهل الكتاب والمعنى: ليس الكائن من أموركم يوم القيامة ما تتمنون.

وقيل: تقديره: ليس ثواب الله بأمانيكم.

125-

وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا «حنيفا» : حال من المضمر فى «اتبع» .

127-

وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ

«وما يتلى عليكم» : ما، فى موضع رفع عطف على اسم «الله» أي:«الله يفتيكم» ، والمتلو فى الكتاب يفتيكم، وهو القرآن.

ص: 103

«وترغبون أن تنكحوهن» : أن، فى موضع نصب بحذف الخافض تقديره: فى أن تنكحوهن.

«والمستضعفين» : مخفوض: عطف على «يتامى النساء» ومثله، «أن» فى قوله:«وأن تقوموا» والتقدير: الله يفتيكم فى النساء، والقرآن الذي يتلى عليكم فى النساء، وفى المستضعفين من الولدان، وفى أن تقوموا لليتامى بالقسط، يفتيكم أيضا، و «ما» : هو ما قصه الله من ذكر اليتامى فى أول السورة.

وقال الفراء: «ما» فى «وما يتلى» فى موضع خفض، عطف على الضمير فى «فيهن» وذلك غير جائز عند.

البصريين، لأنه عطف ظاهر على مضمر مخفوض.

128-

وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً

«وإن امرأة» : رفع عند سيبويه، بفعل مضمر تقديره: وإن خافت امرأة خافت، وهو رفع بالابتداء عند غيره:

«أن يصلحا» : مثل «أن تنكحوهن» الآية: 127 أي: فى أن يصلحا.

«صلحا» : مصدر، على تقدير: إلا أن يصلحا بينهما فيصلح الأمر صلحا.

131-

وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ

«أن اتّقوا الله» أي: بأن اتقوا الله.

135-

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً «شهداء» : نعت ل «قوامين» ، أو خبر ثان ويجوز أن يكون حالا من المضمر فى «قوامين» .

«بهما» : مثنى، وقبله الإيجاب لأحد الشيئين ب «أو» ف «أو» ، عند الأخفش، فى موضع الواو.

وقيل: تقديره: أن يكون الخصمان غنيين أو فقيرين فالله أولى بهما.

وقيل: هو مثل قوله: «وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا» 4: 12.

ص: 104

وقيل: لما كان معناه: فالله أولى يعنى: غنى الغني وفقر الفقير، عاد الضمير عليهما.

وقيل: إنما رجع الضمير إليهما، لأنه لم يقصد قصد فقير بعينه ولا غنى بعينه.

«أن تعدلوا» : أن، فى موضع نصب على حذف الخافض أي: فى أن لا تعدلوا، فلا معذرة.

وأن تلووا» : من قرأ بضم اللام وواو واحدة، احتمل أن يكون من: ولى يلى وأصله: توليوا ثم أعل بحذف الواو، لوقوعها بين ياء وكسرة، ثم ألقى حركة الياء على اللام وحذف الياء، لسكونها وسكون الواو بعدها.

ويحتمل أن يكون من: لوى فأصلها: تلووا، كقراءة الجماعة، إلا أنه أبدل من الواو همزة، لانضمامها، وألقى حركتها على اللام، فصارت مضمومة.

140-

وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ

«أن إذا سمعتم» : أن، موضع رفع، مفعول به لم يسم فاعله، على قراءة من قرأ «نزل» بالضم.

فأما من قرأ «نزل» بالفتح، فإنه مفعول به ب «نزل» .

142، 143- إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا

«كسالى» : حال من المضمر فى «قاموا» وكذلك: «يراءون» حال. أيضا، ومثله:«ولا يذكرون» ، ومثله:«مذبذبين» حال من المضمر فى «يذكرون» .

ومعنى «مذبذبين» : مضطربين، لا مع المسلمين ولا مع الكافرين.

146-

إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً «فأولئك مع المؤمنين» : أولئك، مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: فأولئك مؤمنون مع المؤمنين.

147-

ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِيماً «ما يفعل الله» : ما، استفهام، فى موضع نصب ب «يفعل» .

ص: 105

148-

لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً «إلّا من ظلم» : من، فى موضع نصب، استثناء ليس من الأول.

ويجوز أن يكون فى موضع رفع على البدل من المعنى لأن معنى الكلام: لا يحب الله أن يجهر واحد بالسوء إلا من ظلم، فتجعل «من» بدلا من «أحد» المقدّرة.

150-

إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا «بين ذلك سبيلا» : ذلك، تقع إشارة لواحد ولاثنين ولجماعة، لذلك أتت إشارة بعد شيئين فى هذه الآية، وهما: نؤمن ببعض ونكفر ببعض فمعناه: تريدون أن تتخذوا طريقا بين الإيمان والكفر.

153-

فَقالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً

«جهرة» : حال من المضمر فى «قالوا» أي: قالوا ذلك مجاهرين.

ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف تقديره: رؤية جهرة.

154-

وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً

«سجّدا» : حال من المضمر فى «ادخلوا» 155- فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ

«فيما نقضهم ميثاقهم» : ما، زائدة للتأكيد، و «نقضهم» خفض بالباء.

وقيل: ما، نكرة فى موضع خفض، و «نقضهم» بدل من «ما» .

156-

وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً «بهتانا» : حال. وقيل: مصدر.

157-

ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً «إلّا اتّباع الظنّ» : نصب على الاستثناء، الذي ليس من الأول.

ويجوز فى الكلام رفعه على البدل من موضع «من علم» ، ومن «زائدة» ، «وعلم» رفع بالابتداء.

ص: 106

160-

فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً «كثيرا» : نعت لمصدر محذوف أي: صدودا كثيرا.

162-

لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً «والمقيمين الصّلاة» : انتصب على المدح، عند سيبويه.

وقال الكسائي: هو فى موضع خفض عطف على «ما» فى قوله «بما أنزل إليك» ، وهو بعيد لأنه يصير المعنى: يؤمنون بما أنزل إليك وبالمقيمين الصلاة وإنما يجوز على أن يجعل «المقيمين الصلاة» هم الملائكة، فتخبر عن الراسخين فى العلم وعن المؤمنين بما أنزل الله على محمد، ويؤمنون بالملائكة الذين من صفتهم إقامة الصلاة، بقوله «يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ» 21:20.

وقيل: «المقيمين» معطوفون على الكاف فى «قبلك» أي: ومن قبل المقيمين الصلاة وهو بعيد لأنه عطف ظاهر على مضمر مخفوض.

وقيل: هو معطوف على الهاء والميم فى «منهم» .

وكلا القولين فيه عطف ظاهر على مضمر مخفوض.

وقيل: هو عطف على «قبل» كأنه قال: وقبل المقيمين، ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

ومن جعل نصب «المقيمين» على المدح جعل خبر «الراسخين» : يؤمنون.

فإن جعل الخبر فى قوله «أولئك سنؤتيهم» لم يجز نصب «والمقيمين» على المدح، إلا بعد تمام الكلام.

«والمؤتون الزكاة» : رفع عند سيبويه، على الابتداء.

وقيل: على إضمار مبتدأ أي: وهم المؤتون.

وقيل: هو معطوف على المضمر فى «المقيمين» .

وقيل: على المضمر فى «يؤمنون» .

وقيل: على «الراسخين» .

ص: 107

163-

إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ

«كما أوحينا» : الكاف، نعت لمصدر محذوف أي: إيحاء.

164-

وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ

«ورسلا قد قصصناهم» : نصب بإضمار فعل أي: وقصصنا رسلا قصصناهم عليك من قبل.

وقيل: هو محمول على المعنى، عطف على ما قبله لأن معنى «أوحينا» : أرسلنا، فيصير تقديره: إنا أرسلناك وأرسلنا رسلا.

165-

رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ

«رسلا» : بدل من «ورسلا» الآية: 64.

وقيل: هو نصب على إضمار فعل أي: أرسلنا رسلا مبشرين.

وقيل: هو حال، و «مبشرين» نعت له.

170-

يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ

«خيرا» : منصوب، عند سيبويه، على إضمار فعل تقديره: ائتوا خيرا لكم لأن «آمنوا» دل على إخراجهم من أمر وإدخالهم فيما هو خير لهم.

وقال الفراء: هو نعت لمصدر محذوف تقديره: إيمانا خيرا لكم.

وقال أبو عبيدة: هو خبر «كان» مضمر تقديره: فآمنوا يكن خيرا لكم أي: يكن الإيمان خيرا لكم.

171-

يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا «ولا تقولوا ثلاثة» : ثلاثة، خبر ابتداء محذوف تقديره: آلهتنا ثلاثة.

«انتهوا خيرا لكم» : خيرا، عند سيبويه، انتصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره لأنك إذا قلت:

انته، فأنت تخرجه من أمر وتدخله فى أمر آخر، فكأنك قلت: ائت خيرا لك.

ص: 108

وقال الفراء: هو نعت لمصدر محذوف تقديره: انتهوا انتهاء خيرا لكم.

وقال أبو عبيدة: هو خبر «كان» محذوفه تقديره: انتهوا يكن خيرا لكم.

وحكى عن بعض الكوفيين أن نصبه على الحال وهو بعيد.

«إنما الله إله واحد» : ما، كافة ل «إن» عن العمل و «والله» مبتدأ و «إله» خبر و «واحد» نعت تقديره: إنما الله منفرد فى الألوهية.

وقيل: «واحد» تأكيد، بمنزلة: لا تتخذوا إلهين اثنين.

ويجوز أن يكون «إله» بدل من الله، و «واحد» خبره تقديره: إنما المعبود واحد.

«سبحانه» : نصبه على المصدر.

«أن يكون» : أن، فى موضع نصب بحذف حرف الجر تقديره: سبحانه عن أن يكون، ومن أن يكون أي: تنزيها له من ذلك وبراءة له.

«وكيلا» : نصب على البيان وإن شئت على الحال. ومعنى «وكيل» : كاف لأوليائه.

172-

نْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ

«أن يكون عبدا» : أن، فى موضع نصب بحذف حرف الجر تقديره: بأن يكون عبد الله.

175-

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً «ويهديهم إليه صراطا» : صراطا، نصب على إضمار فعل تقديره: يعرفهم صراطا ودل «يهديهم» على المحذوف.

ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا ل «يهدى» تقديره: ويهديهم صراطا مستقيما إلى ثوابه وجزائه.

176-

يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالًا وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ «فإن كانتا اثنتين» : إنما ثنى الضمير فى «كانتا» ، ولم يتقدم إلا ذكر واحد، لأنه محمول على المعنى.

لأن تقديره، عند الأخفش: فإن كانتا من ترك اثنتين ثم بنى الضمير على معنى «من» .

ص: 109