المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ 3- سورة آل عمران - الموسوعة القرآنية - جـ ٤

[إبراهيم الإبياري]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الرابع

- ‌الباب الثامن وجوه الاعراب فى القران

- ‌ 1- الاستفتاح

- ‌ 1- سورة الحمد

- ‌ 2- سورة البقرة

- ‌ 3- سورة آل عمران

- ‌ 4- سورة النساء

- ‌ 5- سورة المائدة

- ‌ 6- سورة الأنعام

- ‌ 7- سورة الأعراف

- ‌ 8- سورة الأنفال

- ‌ 9- سورة التوبة

- ‌ 10- سورة يونس

- ‌ 11- سورة هود

- ‌ 12- سورة يوسف

- ‌ 13- سورة الرعد

- ‌ 14- سورة إبراهيم

- ‌ 15- سورة الحجر

- ‌ 16- سورة النحل

- ‌ 17- سورة الإسراء

- ‌ 18- سورة الكهف

- ‌ 19- سورة مريم

- ‌ 20- سورة طه

- ‌ 21- سورة الأنبياء

- ‌ 22- سورة الحج

- ‌ 23- سورة المؤمنون

- ‌ 24- سورة النور

- ‌ 25- سورة الفرقان

- ‌ 26- سورة الشعراء

- ‌ 27- سورة النمل

- ‌ 28- سورة القصص

- ‌ 29- سورة العنكبوت

- ‌ 30- سورة الروم

- ‌ 31- سورة لقمان

- ‌ 32- سورة السجدة

- ‌ 33- سورة الأحزاب

- ‌ 34- سورة سبأ

- ‌ 35- سورة فاطر

- ‌ 36- سورة يس

- ‌ 37- سورة الصافات

- ‌ 38- سورة ص

- ‌ 39- سورة الزمر

- ‌ 40- سورة غافر (المؤمن)

- ‌ 41- سورة فصلت «حم السجدة»

- ‌ 42- سورة الشورى (حم عسق)

- ‌ 43- سورة الزخرف

- ‌ 44- سورة الدخان

- ‌ 45- سورة الجاثية

- ‌ 46- سورة الأحقاف

- ‌ 47- سورة محمد

- ‌ 48- سورة الفتح

- ‌ 49- سورة الحجرات

- ‌ 50- سورة ق

- ‌ 51- سورة الذاريات

- ‌ 52- سورة الطور

- ‌ 53- سورة النجم

- ‌ 54- سورة القمر

- ‌ 55- سورة الرحمن

- ‌ 56- سورة الواقعة

- ‌ 57- سورة الحديد

- ‌ 58- سورة المجادلة

- ‌ 59- سورة الحشر

- ‌ 60- سورة الممتحنة

- ‌ 61- سورة الصف

- ‌ 62- سورة الجمعة

- ‌ 63- سورة المنافقون

- ‌ 64- سورة التغابن

- ‌ 65- سورة الطلاق

- ‌ 66- سورة التحريم

- ‌ 67- سورة الملك

- ‌ 68- سورة القلم

- ‌ 69- سورة الحاقة

- ‌ 70- سورة المعارج

- ‌ 71- سورة نوح

- ‌ 72- سورة الجن

- ‌ 73- سورة المزمل

- ‌ 74- سورة المدثر

- ‌ 75- سورة القيامة

- ‌ 76- سورة الإنسان «الدهر»

- ‌ 77- سورة المرسلات

- ‌ 78- سورة النبأ

- ‌ 79- سورة النازعات

- ‌ 80- سورة عبس

- ‌ 81- سورة التكوير

- ‌ 82- سورة الانفطار

- ‌ 83- سورة المطففين «التطفيف»

- ‌ 84- سورة الانشقاق

- ‌ 85- سورة البروج

- ‌ 86- سورة الطارق

- ‌ 87- سورة الأعلى

- ‌ 88- سورة الغاشية

- ‌ 89- سورة الفجر

- ‌ 90- سورة البلد

- ‌ 91- سورة الشمس

- ‌ 92- سورة الليل

- ‌ 93- سورة الضحى

- ‌ 94- سورة الشرح

- ‌ 95- سورة التين

- ‌ 96- سورة العلق

- ‌ 97- سورة القدر

- ‌ 98- سورة البينة

- ‌ 99- سورة الزلزلة

- ‌ 100- سورة العاديات

- ‌ 101- سورة القارعة

- ‌ 102- سورة التكاثر

- ‌ 103- سورة العصر

- ‌ 104- سورة الهمزة

- ‌ 105- سورة الفيل

- ‌ 106- سورة قريش

- ‌ 107- سورة الماعون

- ‌ 108- سورة الكوثر

- ‌ 109- سورة الكافرون

- ‌ 110- سورة النصر

- ‌ 111- سورة المسد

- ‌ 112- سورة الإخلاص

- ‌ 113- سورة الفلق

- ‌ 114- سورة الناس

الفصل: ‌ 3- سورة آل عمران

-‌

‌ 3- سورة آل عمران

1-

الم «الم» : مثل: «الم ذلك» البقرة: 1، 2، فأما فتحة الميم، فيجوز أن تكون فتحت لسكونها وسكون اللام بعدها، ويجوز أن تكون فتحت، لأنه نوى عليها الوقف، فألقيت عليها حركة ألف الوصل المبتدأ بها، كما قال:

واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، فألقوا حركة همزة «أربعة» على الهاء من «ثلاثة» وتركوها على حالها، ولم يقلبوها تاء عند تحركها، إذ النية فيها الوقف.

وقال ابن كيسان: ألف «الله» ، وكل ألف مع لام التعريف، ألف قطع، بمنزلة «قد» ، وإنما وصلت لكثرة الاستعمال، فمن حرك الميم ألقى عليها حركة الهمزة التي بمنزلة القاف من «قد» ، ففتحها بفتحة الهمزة.

وأجاز الأخفش كسر الميم لالتقاء الساكنين وهو غلط لا قياس له، لنقله 2- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ «الله لا إله إلا هو» : الله، مبتدأ. وخبره «نزل عليك الكتاب» الآية:3.

«لا إله إلا هو» : لا إله، فى موضع رفع بالابتداء، وخبره محذوف، و «إلا» هو بدل من موضع «لا إله» .

وقيل: هو ابتداء وخبر، فى موضع الحال من «الله» .

وقيل: من المضمر فى «نزل» تقديره: الله نزل عليك الكتاب متوحد بالربوبية.

وقيل: هو بدل من موضع «لا إله» .

«الحىّ القيوم» : نعتان لله. و «القيوم» فيعول، من: قام بالأمر.

3-

نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ «بالحق» : فى موضع الحال من «الكتاب» ، فالباء متعلقة بمحذوف تقديره: نزل عليك الكتاب ثابتا بالحق. ولا تتعلق الباء ب «نزل» لأنه قد تعدى إلى ثالث.

«مصدقا» : حال من المضمر فى «بالحق» تقديره: نزل عليك الكتاب محققا مصدقا لما بين يديه وهما حالان مؤكدان.

«التّوراة» : وزنها: فوعلة، وأصلها: وورية، مشتقة من: ورى الزند، فالتاء بدل من واو، ومن:

ص: 57

ورى الزند، ومن قوله:«تورون» الواقعة: 71، وقوله: فالموريات «قدحا» العاديات: 2، وقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها هذا مذهب البصريين.

وقال الكوفيون: وزنها: تفعلة، من: ورى الزند، أيضا، فالتاء غير منقلبة عندهم من واو، أصلها عندهم: تورية، وهذا قليل فى الكلام، و «فوعلة» كثير فى الكلام، فحمله على الأكثر أولى، وأيضا فإن التاء لم تكثر زيادتها فى الكلام كما كثرت زيادة الواو ثانية.

7-

هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ «ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله» : مفعولان من أجلهما.

«والرّاسخون فى العلم» : عطف على «الله» جل ذكره، فهم يعلمون المتشابه، ولذلك وصفهم الله بالرسوخ فى العلم، ولو كانوا جهالا بمعرفة المتشابه ما وصفهم الله بالرسوخ فى العلم.

فأما ما روى عن ابن عباس أنه قرأ: «ويقول الراسخون فى العلم آمنا به» ، فهى قراءة تخالف المصحف وإن صحت فتأويلها: ما يعلمه إلا الله والراسخون فى العلم يقولون آمنا به، ثم أظهر الضمير الذي فى «يقولون» ، فقال: ويقول الراسخون. و «الهاء» فى «تأويله» تعود على «المتشابه» وقيل: تعود على «الكتاب» ، وهو القرآن كله.

11-

كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا

«كدأب آل فرعون» : الكاف، فى موضع نصب، على النعت لمصدر محذوف تقديره، عن الفراء:

كفرت العرب كفرا ككفر آل فرعون وفى هذا القول إيهام للتفرقة بين الصلة والموصول.

13-

قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ «فئة» أي: إحداهما فئة.

«تقاتل» . فى موضع النعت ل «فئة» ، ولو خفضت على البدل من «فئتين» لجاز، وهى قراءة الحسن ومجاهد، ويكون «أخرى» فى موضع خفض.

ص: 58

«وأخرى» : فى موضع رفع على خبر الابتداء، وهى صفة قامت مقام الموصوف، وهو «فئة» تقديره:

والأخرى فئة أخرى كافرة.

ويجوز النصب فيهما على الحال أي: التقتا مختلفتين.

«يرونهم» : من قرأ بالتاء، فموضعه نصب على الحال من الكاف والميم فى «لكم» ، أو فى موضع رفع على النعت ل «أخرى» ، أو فى موضع خفض على النعت ل «أخرى» ، إن جعلتها فى موضع خفض على العطف على «فئة» ، فى قراءة من خفضها على البدل من «فئتين» .

والخطاب فى «لكم» لليهود وقيل: للمسلمين.

وفى هذه الآية وجوه من الإعراب والمعاني على قدر الاختلاف فى رجوع الضمائر فى قوله «يرونهم مثليهم» وعلى اختلاف المعاني فى قراءة من قرأ بالتاء وبالياء فى «يرونهم» .

«مثليهم» : نصب على الحال من الهاء والميم فى «يرونهم» لأنه من رؤية البصر، بدلالة قوله «رأى العين» ، والمضمر المنصوب فى «يرونهم» يعود على الفئة الأخرى الكافرة، والمرفوع، فى قراءة من قرأ بالياء، يعود على الفئة المقاتلة فى سبيل الله والهاء والميم فى «مثليهم» يعودان على الفئة المقاتلة فى سبيل الله.

هذا أبين الأقوال، وفيها اختلاف كثير.

14-

ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ «والله عنده حسن المآب» : الله، مبتدأ، و «حسن» ابتداء ثان: و «عنده» خبر «حسن» ، و «حسن» وخبره خبر عن «الله» .

و «المآب» : وزنه: مفعل، وأصله: مأوب، ثم نقلت حركة الواو على الهمزة، وأبدل من الواو ألف، مثل:

مقال، ومكال.

15-

قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ

«جنّات» : ابتداء، و «للذين» الخبر، واللام متعلقة بالخبر المحذوف، الذي قامت اللام مقامه، بمنزلة قولك: لله الحمد.

ويجوز الخفض فى «جنات» على البدل من «بخير» ، على أن يجعل اللام فى «للذين» متعلقة ب «أؤنبئكم» ،

ص: 59

أو تجعلها صفة ل «خير» ولو جعلت اللام متعلقة بمحذوف قامت مقامه لم يجز خفض «جنات» لأن حروف الجر والظروف إذا تعلقت بمحذوف تقوم مقامه صار فيها ضمير مقدر مرفوع، واحتاجت إلى ابتداء يعود عليه ذلك الضمير، كقولك: لزيد مال، وفى الدار زيد، وخلفك عمرو فلا بد من رفع «جنات» إذا تعلقت اللام بمحذوف.

ولو قدرت أن تتعلق اللام بمحذوف، على أن لا ضمير فيها، رفعت «جنات» بفعلها وهو مذهب الأخفش فى رفعه ما بعد الظروف وحروف الخفض بالاستقرار. وإنما يحسن ذلك عند حذاق النحويين إذا كانت الظروف، أو حروف الخفض، صفة لما قبلها، فحينئذ يتمكن ويحسن رفع الاسم بالاستقرار، وكذلك إن كانت أحوالا مما قبلها.

16-

الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ «الذين» ، فى موضع الخفض بدل من «للذين اتقوا» الآية: 15، وإن شئت: فى موضع رفع على تقدير «هم» ، وإن شئت: فى موضع نصب على المدح.

17-

الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ

«الصّابرين» : بدل من «الذين» ، على اختلاف الوجوه المذكورة.

18-

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ «قائما بالقسط» : حال مؤكدة.

19-

إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ من فتح «إن» ، وهى قراءة الكسائي، جعلها بدلا من «أن» الأولى فى قوله شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الآية: 17، بدل الشيء من الشيء، وهو هو.

ويجوز أن يكون البدل بدل الاشتمال، على تقدير اشتمال الثاني على الأول لأن الإسلام يشتمل على شرائع كثيرة، منها التوحيد المتقدم ذكره، وهو بمنزلة قولك: سلب زيد ثوبه.

ويجوز أن تكون «أن» فى موضع خفض بدلا من «القسط» ، بدل الشيء من الشيء، وهو هو.

«بغيا بينهم» ، مفعول من أجله وقيل: حال من «الذين» .

«ومن يكفر بآيات الله» : من، شرط، فى موضع رفع بالابتداء، و «فإنّ الله سريع الحساب» :

ص: 60

خبره، والفاء، جواب الشرط، والعائد على المبتدأ من خبره محذوف تقديره: سريع الحساب له.

ويجوز رفع «يكفر» ، على أن يجعل «من» بمعنى «الذي» ، وتقدير حذف «له» من الخبر 20- فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ

«ومن اتّبعن» : من، فى موضع رفع، عطف على التاء فى «أسلمت» ويجوز أن يكون مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: ومن اتبعنى أسلم وجهه لله.

ويجوز أن يكون فى موضع خفض عطفا على «الله» .

21-

إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ «فبشرهم» خبر «إن الذين يكفرون» ، ودخلت الفاء للإبهام الذي فى «الذي» ، وكون الفعل فى صلة «الذي» ، مع أن «الذي» لم يغير معناه العامل، فلا يتم دخول الفاء فى خبر «الذي» حتى يكون الفعل فى صلته، ويكون لم يدخل عليه عامل يغير معناه، فبهذين الشرطين تدخل الفاء فى خبر «الذي» ، فمتى نقصا، أو نقص واحد منهما، لم يجز دخول الفاء فى خبره.

23-

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ «وهم معرضون» : ابتداء وخبر، فى موضع النعت ل «فريق» ، أو فى موضع الحال، لأن النكرة قد نعتت، ولأن الواو واو الحال.

25-

فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ «فكيف إذا جمعناهم» : كيف، سؤال عن حال، وهى هنا تهديد ووعيد، وموضعها نصب على الظرف، والعامل فيها المعنى الذي دلت عليه «كيف» تقديره: فعلى أي حال يكونون حين يجمعون ليوم لا شك فيه. والعامل فى «إذا» ما دلت عليه «كيف» ، والظرف متسع فيها، تعمل فيها المعاني التي يدل عليها الخطاب، بخلاف المفعولات فهذا أصل يكثر دوره فى القرآن والكلام.

«لا ريب فيه» : فى موضع خفض، نعت ل «يوم» .

«وهم لا يظلمون» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر المرفوع فى «كسب» .

ص: 61

26-

قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «مالك الملك» : نصب على النداء المضاف، ولا يجوز عند سيبويه أن يكون نعتا لقوله «اللهم» ، ولا يوصف، عنده:«اللهم» لأنه قد تغير بما فى آخره.

وأجاز غيره من البصريين والكوفيين أن يكون «مالك الملك» صفة ل «اللهم» ، كما جاز مع «الله» .

«تؤتى الملك من تشاء» : فى موضع الحال من المضمر فى «مالك» ، وكذلك:«وتنزع الملك» ، وكذلك:«وتعز» و «وتذل» .

ويجوز أن يكون هذا كله خبر ابتداء محذوف، أي: أنت تؤتى الملك وتنزع الملك.

«بيدك الخير» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر فى «مالك» .

ويجوز أن تكون الجملة خبر ابتداء محذوف وتقديره: أنت بيدك الخير.

27-

تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ «تولج الليل فى النهار وتولج النهار فى اللّيل» : مثل: «تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ» الآية: 26، فى وجهيه.

وكذلك: «تخرج» و «وترزق» .

28-

إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ «تقاة» : وزنها: فعلة، وأصلها: وقية، أبدلوا من الواو تاء، فصارت: تقية، ثم قلبت الياء ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، قصارت: تقاة.

30-

يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ «يوم تجد» : يوم، منصوب ب «يحذركم» أي: ويحذركم الله نفسه فى يوم تجد. وفيه نظر.

ويجوز أن يكون العامل فيه فعلا مضمرا أي: اذكر يا محمد يوم تجد.

ويجوز أن يكون العامل فى «يوم» : «المصير» أي: وإليه المصير فى يوم تجد.

ص: 62

ويجوز أن يكون العامل «قدير» أي: قدير فى يوم تجد.

«محضرا» : حال من المضمر المحذوف من صلة «ما» تقديره: ما عملته من خير محضرا.

«وما عملت من سوء» : ما، فى موضع نصب، عطف على «ما» الأولى، و «تود» حال من المضمر المرفوع فى «عملت» الثاني، فإن قطعتها مما قبلها وجعلتها للشرط جزمت «تود» ، تجعله جوابا للشرط وخبر ل «ما» .

ويجوز أن تقطعها من الأولى، على أن تكون بمعنى «الذي» ، فى موضع رفع بالابتداء، و «تود» الخبر.

34-

ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ «ذرّيّة» : نصب على الحال من الأسماء التي قبلها، بمعنى: متناسبين بعضهم من بعض.

وقيل: هى بدل مما قبلها.

ووزنها: فعولة، من: ذرأ الله الخلق. وكان أصلها على هذا: ذروءة، فأبدلوا من الهمزة ياء، فاجتمع ياء وواو، والأول ساكن، فأدغموا الياء فى الواو، على إدغام الثاني فى الأول، وكسرت الراء له لتصح الياء الساكنة المدغمة.

وقيل: ذرية: فعلية، من، الذر، فكان أصل «الذرية» أن تكون اسماء لصغار ولد الرجل، ثم اتسع فيه.

وكان أصلها- على هذا- ذريرة، ثم أبدلوا من الراء الأخيرة ياء، وأدغمت الأولى فيها، وذلك لاجتماع الراءات، كما قالوا: نظنيت، فى «تظننت» ، لاجتماع النونات.

وقيل: وزن «ذرية» : فعولة، من. ذررت، فأصلها- على هذا- ذرورة، ثم فعل لها مثل الوجه المتقدم الذي قبل هذا، وكسرت الراء المشددة لتصبح الياء الساكنة.

35-

إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ «إذ قالت» : العامل فى «إذ» : «سميع عليم» أي: والله سميع عليم حين قالت.

وقيل: العامل: «اصطفى» الآية: 33 أي: واصطفى آل عمران إذا قالت. وفيه نظر.

وقيل: العامل فيه مضمر تقديره: واذكر يا محمد إذ قالت فعلى هذا القول يحسن الابتداء بها، ولا يحسن على غيره.

ص: 63

«محرّرا» : حال من «ما» ، وقيل: تقديره: غلاما محررا أي: خالصا لك. ووقعت «ما» لما يعقل، للإبهام، كما تقول: خذ من عبيدى ما شئت.

وحكى سيبويه: سبحان ما سبح الرعد بحمده كما قال تعالى (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ) النساء: 3 والهاء، فى «وضعتها» الآية: 36، تعود على «ما» ، ومعناها التأنيث.

36-

فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ

«وضعتها أنثى» : حال من المضمر المنصوب فى «وضعتها» .

ويجوز أن يكون بدلا منه.

«والله أعلم بما وضعت» : من ضم التاء وأسكن العين لم يبتدىء، بقوله «والله أعلم بما وضعت» لأنه من كلام أم مريم، ومن فتح العين وأسكن التاء ابتدأ به لأنه ليس من كلام أم مريم، ومثله من كسر التاء وأسكن العين، وهى قراءة تروى عن ابن عباس.

37-

فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً

«زكريّاء» : همزته للتأنيث، ولا يجوز أن تكون للإلحاق لأنه ليس فى أصول الأبنية مثال على وزنه، فيكون ملحقا به، ولا يجوز أن تكون منقلبة لأن الانقلاب لا يخلو أن يكون من حرف من نفس الكلمة، والياء والواو لا يكونان أصلا فيما كان على أربعة أحرف، ولا يجوز أن يكون من حروف الإلحاق، إذ ليس فى أصول الأبنية بناء يكون هذا ملحقا به.

فلا يجوز أن تكون الهمزة إلا للتأنيث، وكذلك الكلام على قراءة من قصر الألف التي هى للتأنيث، لهذه الدلائل.

«كلّما دخل» : كلما، ظرف زمان، والعامل فيه «وجد» أي: أي وقت دخل عليها وجد عندها رزقا.

38-

هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ «هنالك» : ظرف زمان، والعامل فيه «دعا» أي: دعا ذكريا ربه فى ذلك الحين.

وقد تكون «هنالك» فى موضع آخر، ظرف زمان، وإنما اتسع فيها فوقعت للزمان، بدلالة الحال والخطاب.

ص: 64

وربما احتملت الوجهين جميعا، نحو قوله:(هنالك الولاية لله) الكهف: 44 ويدل على أن أصلها: المكان، أنك تقول: اجلس هنالك، تريد: المكان، ولا يجوز: سر هنالك، تريد الزمان، والظرف قولك «هنا» ، واللام للتأكيد، والكاف للخطاب، ولا موضع لها من الإعراب.

39-

فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ «وهو قائم يصلّى» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من الهاء فى «فنادته» ، و «يصلى» فى موضع الحال من المضمر فى «قائم» .

«مصدقا» : حال من «يحيى» ، أو هى حال مقدرة وكذلك: وسيدا، وحصورا، ونبيا.

40-

قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ «عاقر» : إنما جاء بغير هاء، على التشبيه، ولو أتى على الفعل لقال: عقرى، بمعنى: معقورة أي: بها عقر فمنعها من الولد.

«كذلك الله يفعل» : الكاف، فى موضع نصب على تقدير: يفعل الله ما يشاء فعلا كذلك.

41-

قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ «اجعل لى آية» : اجعل، بمعنى: صير، فهو يتعدى إلى مفعولين، أحدهما جر:«لى» ، و «آية» .

«أن لا تكلّم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا» : أن، فى موضع رفع خبر «آيتك» ويجوز رفع «تكلم» ، على أن يضمر الكاف فى «أن» أي: آيتك أنك لا تكلم الناس.

و «ثلاثة» : ظرف.

«إلا رمزا» : استثناء ليس من الأول، وكل استثناء ليس من جنس الأول فالوجه فيه النصب.

«كثيرا» : نعت لمصدر محذوف أي: ذكرا كثيرا.

ص: 65

42-

وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ

«وإذ قالت الملائكة» : إذ، معطوفة على «إذ قالت امرأة عمران» الآية: 35، إذا جعلتها فى موضع نصب على «واذكر» الآية: 41 «أيهم يكفل مريم» : ابتداء، والجملة «فى موضع نصب بفعل دل عليه الكلام تقديره: إذ يلقون أقلامهم ينظرون أيهم يكفل مريم ولا يعمل الفعل فى لفظ «أي» لأنها استفهام، ولا يعمل فى الاستفهام ما قبله 45- إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ «إذ قالت الملائكة» : العامل فى «إذ» : «يختصمون» الآية: 44 أي: يختصمون حين قالت الملائكة.

ويجوز أن يعمل فيها: «وما كنت لديهم» الثاني، الآية: 44، كما عمل الأول فى «إذ يلقون» .

«وجيها ومن المقربين، ويكلم الناس فى المهد وكلها، ومن الصالحين» : كل ذلك حال من «عيسى» .

وكذلك قوله: «ويعلمه» الآيتان: 46، 48 «بكلمة» : من جعلها اسما لعيسى، جاز على قوله فى غير القرآن «وجيه» بالخفض، على النعت ل «كلمة» .

49-

وَرَسُولًا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ

«رسولا» : حال من «عيسى» .

وقيل: تقديره: ويجعله رسولا، فهو مفعول به.

وقيل: هو حال تقديره: ويكلمهم رسولا.

«أنّى أخلق» : أن، بدل من الأولى والأولى. فى موضع نصب على تقدير حذف حرف الخفض تقديره:

بأنى قد جئتكم.

ومن كسر «إنى» ، فعلى القطع والابتداء.

ويجوز أن يكون من فتح «أنى أخلق» يجعلها بدلا من «أنه» ، فيكون «أن» فى موضع خفض.

ويجوز أن يكون فى موضع رفع، على تقدير حذف مبتدأ تقديره: هى أنى أخلق.

«كهيئة الطّير فأنفخ فيه» : الكاف، فى موضع نصب نعت لمصدر محذوف تقديره: خلقا مثل هيئة الطير. والهاء فى «فيه» تعود على «الهيئة» ، وهى الصورة. والهيئة إنما هى فى المصدر اسم الفعل ل «أنفخ» ، لكن وقع المصدر موقع المفعول، كما قال: هذا خلق الله، أي: مخلوقه، وهذا درهم ضرب الأمير، أي: مضروبه.

ص: 66

وقد يجوز أن تعود «الهاء» على «المخلوق» لأن «أخلق» يدل عليه، إذ هو دال على الخلق من حيث كان مشتقا منه، والخلق يدل على المخلوق.

50-

وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ

«مصدّقا» : نصب على الحال من «التاء» فى «جئتكم» الآية: 49 أي: وجئتكم مصدقا. ولا يحسن أن تعطف «ومصدقا» على «وجيها» لأنه يلزم أن يكون اللفظ «لما بين يديه» ، والتلاوة:«لما بين يدى» .

55-

إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا

«إذ» : فى موضع نصب ب «اذكر» مضمرة.

«وجاعل» : غير معطوف على ما قبلها لأنها خطاب للنبى محمّد- صلى الله عليه وسلم والأول لعيسى وقيل: هو معطوف على الأول، وكلاهما، لعيسى- صلى الله عليه وسلم.

60-

الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ «الحقّ من ربّك» : خبر ابتداء محذوف أي: هو الحق، وهذا الحق.

62-

إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ

«إلاه» : مبتدأ، و «من» ، زائدة، و «إلا الله» خبره، كما تقول: ما من أحد إلا الفضل شاكرك ف «أحد» ، فى موضع رفع بالابتداء، و «من» ، زائدة للتوكيد، و «إلا شاكرك» ، خبر الابتداء.

ويجوز أن يكون خبر الابتداء محذوفا. و «إلا الله» بدل من» إله» على الموضع تقديره: ما إله معبودا وموجودا إلا الله.

64-

قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً

«إلى كلمة سواء» : سواء، نعت للكلمة.

وقرأ الحسن: سواء، بالنصب، على المصدر، فهو فى موضع: استواء أي: استواء.

«ألّا نعبد» : أن، فى موضع خفض بدل من «كلمة» .

ص: 67

وإن شئت فى موضع رفع على إضمار مبتدأ تقديره: هى أن لا نعبد.

ويجوز أن يكون معنى «أن» مفسرة، على أن يجزم «نعبد» و «نشرك» ب «لا» .

ولو جعلتها مخففة من الثقيلة رفعت «نعبد» و «نشرك» وأضمرت الهاء مع «أن» .

68-

إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ

«وهذا النّبىّ» : النبي، مرفوع على النعت ل «هذا» ، أو على البدل، أو على عطف البيان و «هذا» فى موضع رفع، على العطف على «الذي» .

ولو قيل فى الكلام: هذا النبي، بالنصب، لحسن، لعطفه على الهاء فى «اتبعوه» .

73-

وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ

«أن يؤتى» : مفعول ب «تؤمنوا» وتقدير الكلام: ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا من تبع دينكم. فاللام، على هذا، زائدة و «من» فى موضع نصب استثناء ليس من الأول وقيل: التقدير: ولا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم بأن يؤتى أحد.

وقال الفراء: انقطع الكلام عند قوله «دينكم» ، ثم قال لمحمد صلى الله عليه وسلم: قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ف «لا» مقدرة.

ويجوز أن تكون اللام غير زائدة، وتتعلق بما دل عليه الكلام، لأن معنى الكلام: لا تقروا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا لمن تبع دينكم، فيتعلق الحرفان ب «تقروا» ، كما تقول: أقررت لزيد بالمال، وجاز ذلك، لأن الأول كالظرف فصار بمنزلة قولك: مررت فى السوق يزيد.

وإنما دخلت «أحد» لتقدم لفظ النفي فى قوله «ولا تؤمنوا» ، فهى نهى، ولفظه لفظ النفي. فأما من مده واستفهم- وهى قراءة ابن كثير- فإنه أتى به على معنى الإنكار من اليهود أن يؤتى أحد مثل ما أوتوا، حكاية عنهم. فيجوز أن تكون «أن» فى موضع رفع بالابتداء، إذ لا يعمل فى «أن» ما قبلها لأجل الاستفهام، وخبر الابتداء محذوف تقديره: أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم تصدقون؟ أو تقرون؟ ونحوه. وحسن الابتداء ب «أن» ، لانها قد اعتمدت على حرف الاستفهام، فهو فى التمثيل بمنزلة: أزيدا ضربته؟

ويجوز أن يكون «أن» فى موضع نصب، وهو الاختيار، كما كان فى قولك: أزيدا ضربته؟ النصب الاختيار،

ص: 68

لأن الاستفهام عن الفعل، فتضمر فعلا، بين الألف وبين «أن» ، تقديره: أتذيعون أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم؟

أو أتشيعون؟ أو أتذكرون، ونحو هذا مما دل عليه الإنكار الذي قصدوا اليه بلفظ الاستفهام، ودل على قصدهم لهذا المعنى قوله تعالى عنهم فيما قالوا لأصحابهم (أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ) 2: 76، يعنون: أتحدثون المسلمين بما وجدتم من صفة نبيهم فى كتابهم ليحاجوكم به عند ربكم.

و «أحد» ، فى قراءة من مد، بمعنى: واحد، وانما جمع فى قوله «أو يحاجوكم به» لأنه رده على معنى «أحد» ، لأنه بمعنى الكثرة، ولكن «أحد» ، إذ كان فى النفي أقوى فى الدلالة على الكثرة منه إذا كان فى الإيجاب، حسن دخول «أحد» بعد لفظ الاستفهام، لأنه بمعنى الإنكار والحجة، فدخلت «أحد» بعد الحجة الملفوظ بها، فيصلح أن تكون على أصلها فى العموم، وليست بمعنى «واحد» .

75-

وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً

«دمت» : من ضم الدال جعله: فعل يفعل، مثل: قال يقول، ودام يدوم ومن كسر الدال، جعله:

فعل يفعل، مثل خاف يخاف، على دام يدام، وكذلك «مت» فيمن كسر الميم أو ضمها.

78-

وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ

«يلوون» : قرأ حميد: بواو واحدة مع ضم اللام، وأصل هذه القراءة: يلوون، ثم همز الواو الأولى لانضمامها، ثم ألقى حركة الهمزة على اللام على أصل التخفيف المستعمل فى كلام العرب.

80-

وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ «ولا يأمركم أن تتّخذوا» : من نصب «يأمركم» عطفه على «أن يؤتيه الله» الآية: 79، وعلى «ثم يقول» الآية: 79، والضمير فى «يأمركم» ل «بشر» الآية:79.

ومن رفعه قطعه مما قبله. أو جعل «لا» بمعنى «ليس» ، ويكون الضمير فى «يأمركم» لله جل ذكره.

81-

وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ

«لما» : من كسر اللام- وهو حمزة- علقها ب «الأخذ» أي: أخذ الله الميثاق لما أعطوا من الكتاب والحكمة، لأن من أوتى ذلك فهو الأفضل وعليه يؤخذ الميثاق. و «ما» بمعنى «الذي» .

ص: 69

فاما من فتح اللام فهى لام الابتداء، وهى جواب لما دل عليه الكلام من معنى القسم، لأن أخذ الميثاق، إنما يكون بالأيمان والعهود، فاللام جواب القسم، و «ما» بمعنى «الذي» فى موضع رفع بالابتداء، والهاء محذوفة من «آتيتكم» تقديره: آتيتكموه من كتاب، و؟؟؟؟؟؟ كتاب وحكمة» ، و «من» زائدة.

وقيل: الخبر «لتؤمنن به» ، وهو جواب قسم محذوف، تقديره: والله لتؤمنن به. والعائد من الجملة المعطوفة على الصلة على «ما» محمول على المعنى، عند الأخفش لأن «ما معكم» معناه: لما أوتيتموه، كما قال تعالى:

(إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) 12: 90، فحمله على المعنى والضمير، إذ هو بمعنى: فإن الله لا يضيع أجرهم ولا بد من تقدير هذا العائد فى الجملة المعطوفة على الصلة، وهى:«ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم» ، فهما جملتان لموصولين، حذف الثاني للاختصار، وقام حرف العطف مقامه، فلا بد من عائد فى الصلتين على الموصولين ألا ترى لو أنك قلت: الذي قام أبوه ثم الذي منطلق عمرو، لم يجز حتى تقول: إليه، ومن أجله، ونحو ذلك، فيكون فى الجملة المعطوفة ما يعود على «الذي» المحذوف، كما كان فى الجملة التي هى صلة للذى ثم تأتى بخبر الابتداء بعد ذلك.

ويحتمل أن يكون العائد من الصلة الثانية محذوفا تقديره: ثم جاءكم رسول به أي: بتصديقه أي: بتصديق ما أتيتكموه وهذا الحرف على قياس ما أجازه الخليل من قولك: ما أنا بالذي قائل لك شيئا أي: بالذي هو قائل وكما قرىء (تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) 6: 154، بالرفع؟؟؟؟: هو أحسن، بالرفع، ثم حذف الضمير من الصلة، وإنما يبعد هذا الحذف عند البصريين لاتصال الضمير بحرف الجر، فالمحذوف من الكلام هو ضمير وحرف، فبعد لذلك.

ويجوز أن يكون «ما» فى قراءة من فتح اللام، للشرط، فيكون فى موضع نصب ب «أتيتكم» ، و «أتيتكم» فى موضع جزم ب «ما» ، و «ثم جاءكم» معطوف عليه فى موضع جزم أيضا، وتكون اللام فى «لما» لام التأكيد، وليست بجواب القسم، كما كانت فى الوجه الأول، ولكنها دخلت لتلقى القسم، بمنزلة اللام فى (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ) 33: 60، تنذر بإتيان القسم بعدها، وهو قوله «لتؤمنن به» ، فهى توطئة للقسم وليست بجواب للقسم، كما كانت فى الوجه الأول لأن الشرط غير متعلق بما قبله ولا يعمل فيه ما قبله، فصارت منقطعة مما قبلها، بخلاف ما إذا جعلت «ما» بمعنى: الذي لأنه كلام متصل بما قبله وجواب له، وحذفها جائز، قال الله تعالى (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ) 5: 73، فإذا كانت «ما» للشرط لم «تحتج الجملة المعطوفة إلى عائد، كما لم تحتج إليه الأولى، ولذلك اختار الخليل وسيبويه، لما لم يريا فى الجملة الثانية عائدا، جعلاها للشرط. وهذا تفسير المازني وغيره لمذهب الخليل وسيبويه.

ص: 70

والهاء فى «به» تعود على «ما» ، إذا كانت بمعنى «الذي» ، ولا يجوز أن تعود على «رسول» . فإن جعلت «ما» للشرط جاز أن تعود على «رسول» . والهاء فى «لينصرنه» تعود على «رسول» فى الوجهين جميعا.

83-

وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ «طوعا وكرها» : مصدران فى موضع الحال أي: طائعين ومكرهين.

84-

قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا

أي: قل قولوا: آمنا، فالضمير فى «آمنا» للمأمورين، والآمر لهم: النبي- صلى الله عليه وسلم.

ويجوز أن يكون الأمر للنبى عليه السلام، يراد به أمته.

85-

وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ «دينا» : نصب على البيان، و «غير» مفعول «يبتغ» ، ويجوز أن يكون «غير» حالا، و «دينا» مفعول «يبتغ» .

«وهو فى الآخرة من الخاسرين» : الظرف متعلق بما دل عليه الكلام، وهو خاسر فى الآخرة من الخاسرين.

ولا يحسن تعلقه ب «الخاسرين» لتقدم الصلة على الموصول، إلا أن نجعل الألف واللام للتعريف، بمعنى «الذي» ، فيحسن.

87-

أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ

«أنّ عليهم» : فى موضع رفع، خبر «جزاؤهم» ، و «جزاؤهم» وخبره خبر «أولئك» .

ويجوز أن يكون «جزاؤهم» بدلا من «أولئك» ، بدل الاشتمال، و «أن» خبر «جزاؤهم» .

88-

خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ «خالدين فيها» : حال من الضمير الملفوظ فى «عليهم» .

«لا يخفف عنهم» : مثله، ويجوز أن يكون منقطعا من الأول.

91-

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ «وماتوا وهم كفار» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من الضمير فى «ماتوا» .

«وما لهم من ناصرين» : ابتداء وخبر، و «ما» نافية، و «من» زائدة، والجملة فى موضع الحال من المضمر المخفوض فى «لهم» الأول.

ص: 71

96-

إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ «مباركا وهدى» : حالان من المضمر فى «وضع» .

ويجوز الرفع على: هو مبارك وهدى.

ويجوز الخفض على النعت ل «بيت» .

97-

فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ «مقام إبراهيم» أي: من الآيات مقام إبراهيم، فهو مبتدأ محذوف خبره.

ويجوز أن يكون «مقام» بدلا من «آيات» ، على أن يكون «مقام إبراهيم» : الحرم كله، ففيه آيات كثيرة، وهو قول مجاهد، ودليله «ومن دخله كان آمنا» ، يريد: الحرم، بلا اختلاف.

وقيل: ارتفع على إضمار مبتدأ أي: هو مقام إبراهيم.

«ومن دخله كان آمنا» : من، معطوفة على «مقام» على وجوهه. ويجوز أن تكون مبتدأة منقطعة، و «كان آمنا» الخبر.

«من استطاع» : فى موضع خفض بدل من «الناس» ، وهو بدل بعض من كل.

وأجاز الكسائي أن يكون «من» شرطا، فى موضع رفع بالابتداء، و «استطاع» فى موضع جزم ب «من» ، والجواب محذوف تقديره: فعليه الحج، ودل على ذلك قوله:«ومن كفر فإن الله» ، هذا شرط بلا اختلاف، والأول مثله.

وهو عند البصريين منقطع من الأول، مبتدأ شرط، والهاء فى «إليه» تعود على «البيت» ، وقيل:

على الحج.

99-

قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ «وأنتم شهداء» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر المرفوع فى «تبغونها» .

101-

وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ

«وأنتم تتلى عليكم» ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر فى «تكفرون» ومثله:«وفيكم رسوله» .

ص: 72

102-

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ «تقاته» : «أصله» وقية، وقد تقدم علته فى «تقاة» 2: 28 «وأنتم مسلمون» ابتداء وخبر، فى موضع الحال من المضمر فى «تموتن» أي: الزموا هذه الحال حتى يأتيكم الموت وأنتم عليها.

103-

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً

«جميعا» : حال.

«إخوانا» : خبر «أصبح» 111- لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً

«إلّا أذّى» : فى موضع نصب، استثناء ليس من الأول.

113-

لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ «ليسوا سواء» : ليس، فيها اسمها، و «سواء» ، خبرها أي: ليس المؤمنون والفاسقون، المتقدم ذكرهم، سواء.

«من أهل الكتاب أمة» : ابتداء وخبر وأجاز الفراء رفع «أمة» ب «سواء» ، فلا يعود على اسم «ليس» من خبره شىء، وهو لا يجوز، مع قبح عمل «سواء» ، لأنه ليس بجار على الفعل، مع أنه يضمر فى «ليس» ما لا يحتاج إليه، إذ قد تقدم ذكر الكافرين قال أبو عبيدة:«أمة» اسم «ليس» ، و «سواء» خبرها، وأتى الضمير فى «ليس» على لغة من قال:

أكلونى البراغيث.

وهذا بعيد لأن المذكورين قد تقدموا قبل «ليس» ، ولم يتقدم فى «أكلونى» شىء، فليس هذا مثله.

«يتلون آيات الله» : فى موضع رفع نعت ل «آية» ، وكذلك:«وهم يسجدون» موضع الجملة رفع نعت ل «أمة» . وإن شئت جعلت موضعها نصبا على الحال من المضمر فى «قائمة» ، أو من «أمة» ، إذا رفعتها ب «سواء» ، وتكون حالا مقدرة لأن التلاوة لا تكون فى السجود ولا فى الركوع.

ص: 73

والأحسن فى ذلك أن تكون جملة لا موضع لها من الإعراب لأن النكرة إذا قربت من المعرفة تحسن الحال منها، كما قال تعالى:(وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا) 46: 12 «آناء اللّيل» : نصب على الظرف، وهو ظرف زمان، بمعنى: ساعاته، وواحده: إنى، وقيل: أنى.

114-

يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ «يؤمنون» : فى موضع النعت ل «أمة» أيضا، أو فى موضع نصب على الحال من المضمر فى «يسجدون» ، أو من المضمر فى «يتلون» ، أو من المضمر فى «قائمة» ومعنى «قائمة» : مستقيمة، ومثله:«ويأمرون» ، «وينهون» ، و «ويسارعون» .

ويجوز أن يكون كل ذلك مستأنفا.

117-

ثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ

«فيها صرّ» : ابتداء وخبر، فى موضع خفض على النعت، ل «ريح» وكذلك:«أصابت حرث قوم» .

«ظلموا أنفسهم» : الجملة فى موضع خفض، نعت ل «قوم» .

118-

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا «خبالا» : نصب على التفسير، و «لا يألونكم خبالا» : فى موضع نعت ل «بطانة» ، وكذلك:«ودوا ما عندتم» ، ولا يحسن أن يكون «ودوا» حالا إلا بإضمار «قد» لأنه ماض.

119-

ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ

«ها أنتم» : يجوز أن تكون الهاء بدلا من همزة، ويجوز أن تكون «ها» التي للتنبيه، إلا فى قراءة قنبل عن ابن كثير «هأنتم» بهمزة مفتوحة بعد الهاء، فلا تكون إلا بدلا من همزة.

«تحبّونهم» : فى موضع الحال من المبهم، أو صلة له، إن جعلته بمعنى «الذي» ، وهو مثل الذي فى البقرة «ثم أنتم هؤلاء» . و «تؤمنون» عطف على «يحبونهم» .

120-

إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ «لا يضرّكم» : من شدده وضم الراء، احتمل أن يكون مجزوما على جواب الشرط، لكنه لما احتاج إلى تحريك المشدد حركه بالضم، فأتبعه ضم ما قبله.

ص: 74

وقيل: هو مرفوع على إضمار الفاء.

وقيل: هو مرفوع على نية التقديم أي: لن يضركم أن تصبروا، كما قال:

إنك إن يصرع أخوك تصرع

فرفع «يصرع» على نية التقديم.

والأول أحسنها، على أن فيه بعض الإشكال.

وقد حكى عن عاصم أنه قرأ بفتح الراء مشددة، وهو أحسن من الضم.

ومن خفف جزم الراء لأنه جواب الشرط.

121-

وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ «إذ» : فى موضع نصب ب «اذكر» ، مضمرة.

«تبوّىء المؤمنين» . فى موضع الحال من التاء فى «غدوت» .

122-

إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُما

«إذ» : فى موضع نصب، والعامل فيها «سَمِيعٌ عَلِيمٌ» الآية:121.

وقيل: العامل «تبوىء» الآية: 121.

والأول أحسن.

123-

وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ

«وأنتم أذلّة» : ابتداء وخبر، فى موضع الحال من الكاف والميم فى «نصركم» .

124-

إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ «إذ تقول» : العامل فى «إذ» : «نصركم» .

«أن يمدّكم» : أن، فى موضع رفع فاعل ل «يكفى» تقديره: ألن يكفيكم إمداد ربكم إياكم بثلاثة آلاف.

«منزلين» : نعت ل «ثلاثة» ، و «مسومين» نعت ل «خمسة» .

126-

وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ

«وما جعله الله» : الهاء، تعود على «الإمداد» ، ودل عليه «يمدكم» .

ص: 75

وقيل: تعود على «المدد» ، وهم الملائكة.

وقيل: تعود على «التسويم» ، ودل عليه «مسومين» . والتسويم: التعليم أي: معلمين يعرفونهم بالعلامة.

وقيل: تعود على «الإنزال» ، دل عليه «منزلين» .

وقيل: تعود على «العدد» ، دل عليه خمسة آلاف، وثلاثة آلاف، وذلك عدد.

127-

لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ «ليقطع» : اللام، متعلقة بفعل دل عليه الكلام تقديره: ليقطع طرفا نصركم. ويجوز أن يتعلق ب «يمدكم» .

«أو يكبتهم» : الأصل فيه، عند كثير من العلماء: يكبدهم، ثم أبدل من الدال تاء، كما قالوا: هرت الثوب، وهرده إذا خرقه، فهو مأخوذه من: أصاب الله كبده بشر أو حزن أو غيظ.

128-

لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ «أو يتوب عليهم أو يعذّبهم» : هذا معطوف على «ليقطع» الآية: 126، وفى الكلام تقديم وتأخير.

وقيل: هو نصب بإضمار «أن» ، معناه: وأن يتوب، وأن يعذبهم.

130-

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ «أضعافا مضاعفة» : أضعافا، نصب على الحال، و «مضاعفة» نعته.

133-

وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ «عرضها السّموات والأرض» : ابتداء وخبر، فى موضع خفض نعت ل «جنة» ، وكذلك:«أعدت للمتقين» .

136-

أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ «تجرى» : فى موضع رفع، نعت ل «جنات» .

«خالدين» : حال من «أولئك» .

140-

إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ «قرح» : من ضمه، أراد: ألم الجرح ومن فتحه: أراد الجرح نفسه.

ص: 76

وقيل: هما لغتان، بمعنى: الجراح.

«نداولها» : فى موضع نصب، حال من «الأيام» .

«ليعلم» : نصب بإضمار «أن» .

143-

وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ «من قبل أن تلقوه» : قرأ مجاهد بضم اللام من «قبل» ، جعلها غاية، فيكون موضع «أن» فى موضع نصب على البدل من «الموت» ، وهو بدل الاشتمال.

ومن كسر لام «قبل» فموضع «أن» موضع خفض بإضافة «قبل» إليها. والهاء فى «تلقوه» راجعة على «الموت» ، وكذلك التي فى «رأيتموه» ، ويعنى ب «الموت» هنا: لقاء العدو لأنه من أسباب الموت والموت نفسه لا تعاين حقيقته.

145-

وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا

«وما كان لنفس أن تموت» : أن، فى موضع رفع، اسم «كان» . و «إلا بإذن الله» الخبر.

و «لنفس» : تبيين مقدم.

146-

وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ «وكأيّن» : هى «أي» دخلت عليها كاف التشبيه، فصار الكلام بمعنى «كم» ، وكتبت فى المصاحف بعد الياء نون لأنها كلمة نقلت عن أصلها، فالوقف عليها بالنون اتباع للمصحف. وعن أبى عمرو: أنه وقف بغير نون، على الأصل لأنه تنوين.

فأما من أخر الهمزة وجعله مثل: فاعل- وهو ابن كثير- فقيل: إنه «فاعل» من «الكون» وذلك بعيد، لإتيان «من» بعده، ولبنائه على السكون.

وقيل: هى كاف التشبيه دخلت على «أي» ، وكثر استعمالها بمعنى «كم» فصارت كلمة واحدة، فنقلت الياء قبل الهمزة، فصارت: كين، فخففت المشددة، كما خففوا: ميتا وهينا، فصارت كيين، مثل: فعيل فأبدلوا من الياء الساكنة ألفا كما أبدلوا فى «آية» ، وأصلها: آيية، فصارت: كأين، وأصل النون التنوين، والقياس حذفه فى الوقف، ولكن من وقف بالنون أعلّ، لأن الكلمة تعرت وقلبت، فصار التنوين حرفا من الأصل.

وقال بعض البصريين: الأصل فى هذه القراءة: كأى، ثم قدمت إحدى الياءين فى موضع الهمزة، فتحركت

ص: 77

بالفتح كما كانت الهمزة، وصارت الهمزة ساكنة فى موضع الياء المقدمة، فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، والألف ساكنة، فكسرت الهمزة لالتقاء الساكنين، وبقيت إحدى الياءين متطرفة، فأذهبها التنوين بعد زوال الحركة استثقالا، كما تحذف ياء: قاض، وغاز.

«معه ربّيّون كثير» : فى موضع خفض صفة ل «نبى» ، إذا أسندت القتل للنبى وجعلته صفة له.

و «ربيون» على هذا، مرفوع بالابتداء، أو بالظرف، وهو أحسن لأن الظرف صفة لما قبله، ففيه معنى الفعل، فيقوى الرفع، وإنما يضعف الرفع بالاستقرار إذا لم يعتمد الظرف على شىء قبله كقولك: فى الدار زيد، فإن قلت: مررت برجل فى الدار أبوه، حسن رفع «الأب» بالاستقرار لاعتماد الظرف على ما قبله، فيتبين فيه معنى الفعل، والفعل أولى بالعمل من الابتداء لأن الفعل عامل لفظى، والابتداء عامل معنوى، واللفظي أقوى من المعنوي.

والهاء فى «معه» تعود على «نبى» .

ويجوز أن يجعل «معه ربيون» فى موضع نصب على الحال من «نبى» ، أو من المضمر فى «قتل» ، وتكون الهاء فى «معه» تعود على المضمر فى «قتل» ، و «معه» فى الوجهين، تتعلق بمحذوف قامت مقامه، وفيه ذكر المحذوف، كأنك قلت: مستقر معه ربيون كثير.

فإن أسندت الفعل إلى «ربيون» ارتفعوا ب «قتل» ، وضار «معه» متعلقا ب «قتل» ، فيصير «قتل» وما بعده صفة ل «نبى» .

فأما خبر «كأين» فإنك إذا أسندت «قاتل» إلى «نبى» جعلت «معه ربيون» الخبر، وإن شئت جعلته صفة ل «نبى» ، أو حالا من المضمر فى «قتل» ، أو من «نبى» لأنك قد وصفته على ما ذكرنا، أضمرت الخبر تقديره: وكأين من نبى مضى، أو فى الدنيا، ونحوه.

وإذا أسندت القتل إلى «الربيين» جعلت «قتل معه ربيون» الخبر، وإن شئت جعلته صفة ل «نبى» ، وأضمرت الخبر كما تقدم.

وكذلك تقدير هذه الآية على قراءة من قرأ «قاتل» ، الأمر فيهما واحد.

و «كأين» بمعنى «كم» وليس فى الكاف معنى تشبيه فى هذا، وهو أصلها، لكنها تغيرت عنه وجعلت مع «أي» كلمة واحدة تدل على ما تدل عليه «كم» فى الخبر، فهى فى زوال معنى التشبيه عنها بمنزلة قولك: له كذا وكذا أصل «الكاف» : التشبيه، لكنها جعلت مع «ذا» كلمة واحدة، فزال معنى التشبيه منها.

ص: 78

150-

بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ أجاز الفراء: «بل الله مولاكم» ، بالنصب على معنى: بل أطيعوا الله.

151-

سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ «ما لم ينزّل» : ما، مفعول «أشركوا» .

154-

ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ «أمنة نعاسا» : مفعول «أنزل» ، و «نعاسا» بدل من «أمنة» .

وقيل: «أمنة» : مفعول من أجله، و «نعاسا» : منصوب ب «أنزل» .

«وطائفة قد أهمّتهم» : ابتداء، و «قد أهمتهم» الخبر، والجملة فى موضع نصب على الحال. وهذه «الراو» ، قيل: هى واو الابتداء وقيل: واو الحال وقيل: هى بمعنى «إذ» .

«يظنّون» و «يقولون» : كلاهما فى موضع رفع، على النعت ل «طائفة» ، أو فى موضع نصب على الحال من المضمر المنصوب فى «أهمتهم» .

«كلّه لله» : من نصبه جعله تأكيدا ل «الأمر» ، و «لله» خبر «إن» .

وقال الأخفش: هو بدل من «الأمر» .

ومن رفعه فعلى الابتداء، و «لله» خبره، والجملة خبر «إن» .

«وليبتلى الله ما فى صدوركم» : اللام، متعلقة بفعل دل عليه الكلام تقديره: وليبتلى الله ما فى صدوركم فرض عليكم القتال.

ص: 79

«وليمحّص» : عطف على «ليبتلى» .

158-

فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ

«فبما رحمة» : رحمة، مخفوضة بالباء، و «ما» زائدة للتوكيد.

وقال ابن كيسان: ما، نكرة فى موضع خفض بالباء، و «رحمة» بدل من «ما» ، أو نعت لها.

ويجوز رفع «رحمة» على أن يجعل «ما» بمعنى «الذي» ، ويضمر «هو» فى الصلة وتحذفها، كما قرىء:

(تماما على الذي أحسن) 6: 154.

160-

إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ

«من بعده» : الهاء، تعود على «الله» جل ذكره.

وقيل: بل تعود على «الخذلان» .

161-

وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ

«أن يغلّ» : أن، فى موضع رفع اسم «كان» . ومن قرأ: يغل: بفتح الياء وضم الغين، فمعناه: ما كان لنبى أن يخون أحدا فى مغنم ولا غيره. ومن قرأ بضم الياء وفتح الغين، فمعناه: ما كان لنبى أن يوجد غالا، كما تقول:

أحمدت الرجل: وجدته محمودا وأحمقته: وجدته أحمق. وقيل: معناه ما كان لنبى أن يخان، أي: أن يخونه أصحابه فى مغنم ولا غيره.

168-

الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا

«الّذين قالوا» : الذين، فى موضع نصب على النعت ل «الذين نافقوا» الآية: 167، أو على البدل، أو على إضمار: أعنى، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ.

170-

فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ «فرحين» : نصب على الحال من المضمر فى «يرزقون» ، الآية: 169 ولو كان فى الكلام «فرحون» لجاز على النعت.

«أن لا خوف عليهم» : أن، فى موضع خفض ل «أحياء» ، بدل من «الذين» ، وهو بدل الاشتمال.

ص: 80

ويجوز أن يكون فى موضع نصب على معنى: نازلا.

172-

الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ

«الّذين استجابوا» : ابتداء، وخبره:«للذين أحسنوا منهم» .

ويجوز أن يكون «الذين» فى موضع خفض بدلا من «المؤمنين» الآية: 171، أو من «الذين لم يلحقوا بهم» الآية: 170 173- الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ

«الّذين قال لهم النّاس» : بدل من «الذين استجابوا» الآية: 172 178- وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ «ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملى» : أن، تقوم مقام مفعولى «حسب» ، و «الذين» فاعلون، و «ما» فى «إنما» بمعنى:«الذي» ، والهاء محذوفة من «نملى» هذا على قراءة من قرأ بالياء، و «خير» : خبر «إن» .

وإن شئت جعلت «ما» و «نملى» مصدرا، فلا تضمرها تقديره: لا يحسبن الذين كفروا أن الإملاء لهم خير لهم.

فأما من قرأ بالتاء وكسر «أن» من «أنما» ، فإنما يجوز على أن يعلق «حسب» ، ويقدر القسم، كما تفعل بلام الابتداء فى قولك: لا يحسبن زيد لأبوه أفضل من عمرو، وكأنك قلت: والله لأبوه أفضل من عمرو.

فأما من قرأ بالتاء- وهو حمزة- فإنه جعل «الذين» مفعولا أول ل «حسب» ، والفاعل هو المخاطب، وهو النبي صلى الله عليه وسلم وجعل «إنما» ، وما بعدها، بدلا من «الذين» ، فتسد مسد المفعولين. كما مضى فى قراءة من قرأ بالتاء. و «ما» بمعنى «الذي» فى هذه القراءة، والهاء محذوفة من «نملى» ، أو تجعل «أن» مفعولا ثانيا ل «حسب» لأن الثاني فى هذا الباب هو الأول فى المعنى، إلا أن تضمر محذوفا تقديره: ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملى لهم فتجعل «ما» ونملى» مصدرا على هذا. فإن لم تقدر محذوفا فجوازه على أن يكون «أن» بدلا من «الذين» : ويسد مسد المفعولين. و «ما» بمعنى «الذي» . وفى جواز «ما» والفعل مصدر، و «أن» بدل من «الذين» : نظر.

وقد كان وجه القراءة لمن قرأ بالتاء أن يكسر «إنما» ، فتكون الجملة فى موضع المفعول الثاني، ولم يقرأ به أحد.

ص: 81

وقد قيل: إن من قرأ بالتاء فجوازه على التكرير، تقديره: لا تحسبن الذين كفروا، ولا تحسبن إنما نملى لهم، ف «إنما» سدت مسد المفعولين ل «حسب» الثاني، وهى وما عملت فيه مفعول ثان ل «حسب» الأول كما أنك لو قلت: الذين كفروا لا تحسبن إنما نملى لهم خير لأنفسهم، لجاز، فيدخل «حسب» الأول على المبتدأ.

180-

وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ

من قرأ بالياء جعل «الذين» فاعلين» ل «حسب» ، وحذف المفعول الأول، لدلالة الكلام عليه، و «هو» .

فاصلة، و «خيرا» مفعول ثان وتقديره: ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله البخل خيرا لهم، فدل «يبخلون» على البخل، فجاز حذفه.

فأما من قرأ بالتاء- وهو حمزة- فإنه جعل المخاطب هو الفاعل، وهو النبي صلى الله عليه وسلم، و «الذين» مفعولا أول، على تقدير حذف مضاف وإقامة «الذين» مقامه، و «هو» فاصلة» ، و «خيرا» مفعول ثان، تقديره: ولا تحسبن يا محمد بخل الذين يبخلون خيرا لهم ولا بد من هذا الإضمار ليكون المفعول الثاني هو الأول فى المعنى، وفيها نظر، لجواز تقدير «ما» فى الصلة تفسير ما قبل الصلة.

على أن فى هذه القراءة مزية على القراءة بالياء لأنك حذفت المفعول وأبقيت المضاف إليه يقوم مقامه، وإذا حذفت المفعول فى قراءة «الياء» لم يبق ما يقوم مقامه وفى القراءة أيضا مزية على القراءة بالياء، وذلك أنك حذفت «البخل» بعد تقدم «يبخلون» ، وفى القراءة بالتاء حذفت «البخل» قيل إثبات «يبخلون» ، وجعلت «ما» فى صلة «الذين» تفسير ما قبل الصفة.

والقراءتان متوازيتان فى القوة والرتبة.

183-

الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ «الذين» : فى موضع خفض بدل من «الذين» فى قوله (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ) الآية: 181، أو فى موضع نصب على إضمار «أعنى» ، أو فى موضع رفع على إضمار «هم» .

«ألّا نؤمن» : أن، فى موضع نصب، على تقدير حذف حرف الجر أي: بألا نؤمن.

و «أن» تكتب منفصلة من «لا» ، إلا إذا أدغمتها فى اللام بغنة، فإن أدغمتها بغير غنة كتبتها منفصلة.

وقال غيره: بل تكتب منفصلة على كل حال.

وقيل: إن قدرتها مخففة من الثقيلة كتبتها منفصلة، لأن معها مضمرا يفصلها مما بعدها، وإن قدرتها الناصبة للفعل كتبتها متصلة، إذ ليس بعدها مضمر مقدر.

ص: 82

185-

كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ

«إنما توفّون أجوركم» : ما، كافة ل «إن» عن العمل، ولا يحسن أن يكون «ما» بمعنى «الذي» ، لأنه يلزم رفع «أجوركم» ، ولم يقرأ به أحد لأنه يصير التقدير: وإن الذي توفونه أجوركم وأيضا فإنك تفرق بين الصلة والموصول بخبر الابتداء.

188-

لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ «لا تحسبنّ الّذين يفرحون» : من قرأه بالياء جعل الفعل غير متعد، و «الذين يفرحون» فاعلون.

ومن قرأ «فلا يحسبنهم» بالياء، جعله بدلا من «لا يحسبن الذين يفرحون» ، على قراءة من قرأه بالياء والفاء فى «فلا يحسبنهم» زائدة، فلم يمنع من البدل. ولما تعدى «فلا يحسبنهم» إلى مفعولين استغنى بذلك عن تعدى «لا يحسبن الذين يفرحون» لأن الثاني بدل منه، فوجه القراءة لمن قرأ «لا يحسبن الذين يفرحون» بالياء، أن يقرأ «فلا يحسبنهم» بالياء، ليكون بدلا من الأول، فتستغنى بتعديته عن تعدى الأول.

فأما من قرأ الأول بالياء والثاني بالتاء، فلا يحسن فيه البدل، لاختلاف فاعليهما ولكن يكون مفعولا أول حذف لدلالة مفعولى الثاني عليهما.

فأما من قرأ «لا تحسبن الذين يفرحون» بالتاء- وهم الكوفيون- فإنهم أضافوا الفعل إلى المخاطب، وهو النبي صلى الله عليه وسلم، و «الذين يفرحون» مفعول أول ل «حسب» ، وحذف الثاني لدلالة ما بعده عليه، وهو «بمفازة من العذاب» .

وقد قيل: إن «بمفازة من العذاب» هو المفعول الثاني ل «حسب» الأول، على تقدير التقديم، ويكون المفعول الثاني ل «حسب» الثاني محذوفا لدلالة الأول عليه تقديره: لا تحسبن يا محمد الذين يفرحون بما أوتوا بمفازة من العذاب، فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب، ثم حذف الثاني، كما تقول: ظننت زيدا ذاهبا، وظننت عمرا بزيد ذاهبا، فتحذفه لدلالة الأول عليه.

ويجوز أن يكون «يحسبنهم» ، فى قراءة من قرأة بالياء، بدلا من «تحسبن الذين يفرحون» ، فى قراءة من قرأه بالياء أيضا، لاتفاق الفاعلين والمفعولين، والفاء زائدة لا تمنع من البدل.

فأما من قرأ الأول بالياء والثاني بالتاء، فلا يحسن الثاني البدل، لاختلاف فاعليهما، ولكن يكون المفعول

ص: 83

الثاني ل «حسب» الأول محذوفا، لدلالة ما بعده عليه، أو يكون «بمفازة» من العذاب هو المفعول الثاني، ويكون المفعول الثاني ل «حسب» الثاني محذوفا، كما ذكر أولا.

190-

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ واحد «أولى» : ذى، المضاف فإن كان منصوبا نحو:«يا أولى الألباب» ، فواحدهم: ذا، المضاف فإن كان مرفوعا نحو «أولو قوة» فواحدهم: ذو، المضاف. وقد ذكرنا أن واحد «أولئك» : ذا المبهم، من قولك «هذا» .

191-

الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ «الذين» : فى موضع خفض بدل من «أولى» الآية: 190، أو فى موضع نصب على «أعنى» ، أو فى موضع رفع على: هم الذين يذكرون.

«قياما وقعودا» : حالان من المضمر فى «يذكرون» .

«وعلى جنوبهم» : حال منه أيضا، فى موضع نصب، كأنه قال: ومضطجعين.

«ويتفكرّون» : عطف على «يذكرون» ، داخل فى صلة «الذين» .

«باطلا» : مفعول من أجله أي: للباطل.

«سبحانك» : منصوب على المصدر، فى موضع «تسبيحا» أي: تسبيحا ومعناه: ننزهك من السوء تنزيها ونبرئك منه تبرئة.

193-

رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ «أن آمنوا» : أن، فى موضع نصب على حذف حرف الخفض أي: بأن آمنوا.

«وتوفّنا مع الأبرار» ، أي: توفنا أبرارا مع الأبرار.

195-

فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ «أنى لا أضيع» : أنى، فى موضع نصب، أي: بأنى.

ص: 84

وقرأ أبو عمرو بالكسر، على تقدير: فقال: إنى لا أضيع.

«فالّذين هاجروا» : مبتدأ، وخبره «لأكفرن» .

«ثوابا من عند الله» : نصب على المصدر، عند البصريين، فهو مصدر مؤكد.

وقال الكسائي: هو منصوب على القطع، أي على الحال.

وقال الفراء: هو منصوب على التفسير.

«والله عنده حسن الثواب» : الله، مبتدأ و «حسن» ، ابتداء ثان، و «عنده» خبر «حسن» ، وهو وخبره خبر عن اسم الله.

197-

مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ «متاع قليل» : رفع على إضمار مبتدأ أي: هو متاع، أو: ذلك متاع، ونحوه.

198-

لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ «تجرى من تحتها الأنهار» : فى موضع رفع، على النعت ل «جنات» .

وإن شئت فى موضع نصب على الحال، من المضمر المرفوع فى «لهم» .

أو هو كالفعل المتأخر بعد الفاعل، إن رفعت «جنات» بالابتداء، فإن رفعتها بالاستقرار لم يكن فى «لهم» ضمير مرفوع إذ هو كالفعل المتقدم على فاعله.

«خالدين فيها» : حال من المضمر، والعامل فى الحال الناصب لها أبدا هو العامل فى صاحب الحال لأنها هو.

«نزلا» : القول فيه والاختلاف، مثل «ثوابا» الآية: 195 199- وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا

«خاشعين» : حال من المضمر فى «يؤمن» ، أو فى «إليهم» ، وكذلك:«لا يشترون» مثل: «خاشعين» .

ص: 85