الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ يعنى قوله: إلىّ عباد الله، إلىّ عباد الله، أنا رسول الله، من يكر فله الجنة.
فِي أُخْراكُمْ أي فى ساقتكم وجماعتكم الأخرى، وهى المتأخرة.
فَأَثابَكُمْ عطف على صَرَفَكُمْ، أي فجازاكم الله.
غَمًّا حين صرفكم عنهم وابتلاكم.
بِغَمٍّ أي بسبب غم أذقتموه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعصيانكم له، أو غما مضاعفا، غما بعد غم، وغما متصلا بغم، من الاغتمام بما أرجف به من قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والجرح والقتل وظفر المشركين وفوت الغنيمة والنصر.
لِكَيْلا تَحْزَنُوا لتتمرنوا على تجرع الغموم وتضروا باحتمال الشدائد، فلا تحزنوا فيما بعد على فائت من المنافع ولا على مصيب من المضار.
[سورة آل عمران (3) : آية 154]
ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (154)
154-
ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ:
أَمَنَةً أمنا.
نُعاساً بدل من أَمَنَةً ويجوز أن يكون هو المفعول، وأَمَنَةً حال منه مقدمة عليه.
طائِفَةً مِنْكُمْ هم أهل الصدق واليقين.
وَطائِفَةٌ هم المنافقون.
قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ أي ما بهم إلا هم أنفسهم، لا هم الذين، ولا هم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين.
غَيْرَ الْحَقِّ فى حكم المصدر. والمعنى: يظنون بالله غير الظن الحق الذي يجب أن يظهر به.
ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ بدل منه. وقد يكون المعنى: يظنون بالله ظن الجاهلية، وغير الحق، تأكيد لقوله يَظُنُّونَ.
يَقُولُونَ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسألونه.
هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ أي هل لنا معاشر المسلمين من أمر الله نصيب قط يعنون النصر والإظهار على العدو.
قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ وهو النصر والغلبة.
يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ أي يقولون لك فيما يظهرون:
هل لنا من الأمر شىء سؤال المؤمنين المسترشدين، وهم فيما يبطنون على النفاق، يقولون فى أنفسهم، أو بعضهم لبعض منكرين لقولك لهم: إن الأمر كله لله.
لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أي لو كان الأمر كما قال محمد صلى الله عليه وآله وسلم:
إن الأمر كله لله، لما غلبنا قط، ولما قتل من المسلمين من قتل فى هذه المعركة.
قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ يعنى من علم الله أنه يقتل ويصرع فى هذه المصارع لم يكن بد من وجوده، فلو قعدتم فى بيوتكم.
لَبَرَزَ من بينكم.
الَّذِينَ علم الله أنهم يقتلون.
إِلى مَضاجِعِهِمْ أي مصارعهم، ليكون ما علم الله أنه يكون.
وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ أي وليمتحن الله ما فى صدور المؤمنين من الإخلاص.
وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ من وساوس الشيطان.
وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ أي ما فيها من خير وشر. وذات الصدور، هى الصدور، لأن ذات الشيء نفسه.