الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قُلِ اللَّهُ أي أنزله الله، فإنهم لا يقدرون أن يناكروك.
ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ ثم دعهم فى باطلهم الذي يخوضون فيه، ولا عليك بعد إلزام الحجة.
يَلْعَبُونَ حال من ذَرْهُمْ أو من خَوْضِهِمْ.
[سورة الأنعام (6) : الآيات 92 الى 93]
وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (92) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)
92-
وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ:
مُبارَكٌ كثير المنافع والفوائد.
وَلِتُنْذِرَ معطوف على ما دل عليه صفة الكتاب، كأنه قيل:
أو أنزلناه للبركات، وتصديق ما تقدمه من الكتب والإنذار.
أُمَّ الْقُرى مكة، لأنها مكان أول بيت وضع للناس، ولأنها قبلة أهل القرى كلهم ومحجهم.
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يصدقون بالعاقبة ويخافونها.
يُؤْمِنُونَ بِهِ بهذا الكتاب، وذلك أن أصل الدين خوف العاقبة، فمن خافها لم يزل به الخوف حتى يؤمن.
وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ خص الصلاة لأنها عماد الدين، ومن حافظ عليها كانت لطفا فى المحافظة على أخواتها.
93-
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ:
افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً اختلق فزعم أن الله بعثه نبيا.
أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وهو مسيلمة الحنفي الكذاب، أو الأسود العنسي كذاب صنعاء.
وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ وهو عبد الله بن سعد بن أبى سرح القرشي، كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان إذا أملى عليه (سميعا عليما) كتب هو (عليما حكيما) ، وإذا قال (عليما حكيما) كتب (غفورا رحيما) . فلما نزلت وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ إلى آخر الآية، عجب عبد الله من تفصيل خلق الإنسان، فقال فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ
فقال عليه الصلاة والسلام: اكتبها، فكذلك نزلت،
فشك عبد الله وقال: لئن كان محمدا صلى الله عليه وآله وسلم صادقا لقد أوحى إلى مثل ما أوحى إليه، ولئن كان كاذبا فلقد قلت كما قال. فارتد عن الإسلام ولحق بمكة، ثم رجع مسلما قبل فتح مكة.
وقيل: هو النضر بن الحارث، والمستهزءون.
وَلَوْ تَرى جوابه محذوف، أي لرأيت أمرا عظيما.
إِذِ الظَّالِمُونَ يريد الذين ذكرهم من اليهود والمتنبئة، فتكون اللام للعهد. ويجوز أن تكون اللام للجنس فيدخل فيه هؤلاء، لاشتماله عليهم.
فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ فى شدائده وسكراته. وأصل الغمرة: ما يغمر من الماء، فاستعيرت للشدة الغالبة.
باسِطُوا أَيْدِيهِمْ يبسطون إليهم أيديهم يقولون: هاتوا أرواحكم اخرجوا إلينا من أجسادكم، أي يفعلون بهم فعل الغريم المسلط يبسط يده إلى من عليه الحق، ويعنف عليه فى المطالبة ولا يمهله، ويقول:
لا أريم مكانى حتى أنزعه من أحداقك.
وقيل معناه: باسطو أيديهم عليهم بالعذاب.
أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ خلصوها من أيدينا، أي لا تقدرون على الخلاص.
الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ أي وقت الإماتة وما يعذبون به من شدة الفزع.
وقيل: الوقت الممتد المتطاول الذي يلحقهم فيه العذاب فى البرزخ والقيامة.