الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كررها لأنها تضمنت معنى التهديد والتخويف، أي إذا كان أولئك الأنبياء على إمامتهم وفضلهم يجازون بكسبهم فأنتم أحرى، فوجب التوكيد، فلذلك كررها.
[سورة البقرة (2) : الآيات 142 الى 143]
سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَاّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَاّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَاّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (143)
142-
سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ:
سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ سيقول، بمعنى (قال) جعل المستقبل موضع الماضي، دلالة على استدامة ذلك وأنهم يستمرون على ذلك القول.
والسفهاء، جمع، واحده: سفيه، وهو الخفيف العقل. ويعنى اليهود والنصارى. وقيل: كفار قريش لما أنكروا تحويل القبلة.
ما وَلَّاهُمْ أي ما صرفهم.
عَنْ قِبْلَتِهِمُ عن اتخاذهم بيت المقدس قبلة يستقبلونها فى صلاتهم، وانصرافهم الى استقبال الكعبة بمكة.
قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ اقامه حجة، أي له ملك المشارق والمغارب وما بينهما، فله أن يأمر بالتوجه الى أي جهة شاء.
يَهْدِي مَنْ يَشاءُ اشارة الى هداية الله تعالى هذه الأمة الى قبلة ابراهيم.
إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ الصراط: الطريق. والمستقيم الذي لا اعوجاج له.
143-
وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ:
وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً، أي وكما أن الكعبة وسط الأرض جعلناكم أمة وسطا، أي جعلناكم دون الأنبياء وفوق الأمم. والوسط العدل، وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها.
لِتَكُونُوا، نصب بلام (كى) ، أي لأن تكونوا.
شُهَداءَ خبر (كان) .
عَلَى النَّاسِ أي فى المحشر للأنبياء على أممهم.
وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً أي بأعمالكم يوم القيامة.
وقيل عَلَيْكُمْ بمعنى: لكم، أي يشهد لكم بالايمان.
وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها أي القبلة الأولى، لقوله كُنْتَ عَلَيْها.
وقيل: الكاف زائدة، ويكون المراد الثانية، أي التي أنت الآن عليها.
إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ لنعلم: لنرى، والعرب تضع العلم مكان الرؤية، والرؤية مكان العلم.
وقيل: المعنى: إلا لتعلموا أنا نعلم.
ويتبع الرسول: أي فيما أمر به من استقبال الكعبة.
مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ أي ممن يرتد عن دينه.
وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً ان واللام بمعنى (ما) و (الا) .
وقيل: هى (ان) الثقيلة خففت.
أي: وان كان القبلة، أو التحويلة، لكبيرة.
إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ أي خلق الهدى الذي هو الايمان فى قلوبهم.
وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ نزلت فيمن مات وهو يصلى الى بيت المقدس.