المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[ما وقع من الحوادث سنة 806] - النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة - جـ ١٢

[ابن تغري بردي]

الفصل: ‌[ما وقع من الحوادث سنة 806]

ثم فى سابع ذى الحجّة من سنة خمس أخرج السلطان الأمير أسنبغا المصارع، والأمير نكباى الأزدمرى وهما من أمراء الطبلخاناه بمصر إلى دمشق، وإينال المظفّرى وآخر. وهما من الأمراء العشرات، ورسم للاربعة بإقطاعات هناك، لأمر اقتضى ذلك، فساروا إلى «1» القلعة «2» .

فلما كان يوم تاسع عشرين ذى الحجّة أغلق المماليك السلطانيّة باب القصر من قلعة الجبل على من حضر من الأمراء، وعوّقوهم بسبب تأخّر جوامكهم، فنزل الأمراء من باب السرّ «3» ، ولم يقع كبير أمر، وأمر السلطان ليلبغا السالمىّ أن ينفق عليهم فنفق عليهم.

[ما وقع من الحوادث سنة 806]

ثم فى يوم الثلاثاء رابع المحرّم من سنة ستّ وثمانمائة عزل يلبغا السالمى عن الأستادارية، وأعيد إليها ركن الدين عمر بن قايماز، وقبض على السالمى وسلّم إليه.

ثم فى ثامنه أخلع السلطان على الصاحب علم الدين يحيى أبى كمّ واستقرّ فى الوزارة ونظر الخاصّ معا عوضا عن تاج الدين بن البقرى واستقر ابن البقرى على ما بيده من وظيفتى نظر الجيش ونظر ديوان المفرد «4» ، فلم يباشر أبو كمّ الوزر غير ثمانية أيام وهرب واختفى، فأعيد تاج الدين بن البقرى إليها، هذا والسالمىّ فى المصادرة.

ص: 300

وفى هذه السنة كان الشراقى العظيم «1» بمصر، وعقبه الغلاء المفرط ثم الوباء، وهذه السنة هى أوّل سنين الحوادث والمحن التى خرّب فيها معظم الديار المصرية وأعمالها، من الشراقى، واختلاف الكلمة، وتغيير الولاة بالأعمال وغيرها.

ثم فى شهر ربيع الأول كتب بإحضار دقماق نائب حلب، وفيه اختفى الوزير تاج الدين بن البقرى، فخلع على سعد الدين بن غراب واستقر فى وظيفتى الأستادارية ونظر الجيش، وصرف ابن قايماز، وخلع على تاج الدين رزق الله وأعيد إلى الوزارة.

وفى خامس صفر كتب باستقرار الأمير آقبغا الجمالى الأطروش فى نيابة حلب عوضا عن دقماق، فلما بلغ دقماق أنه طلب إلى مصر هرب من حلب.

ثم قدم الخبر على السلطان بأنّ قرا يوسف بن قرا محمد قدم إلى دمشق. فأنزله الأمير شيخ المحمودى بدار السعادة وأكرمه.

وكان من خبر قرا يوسف أنه حارب السلطان غياث الدين أحمد بن أويس وأخذ منه بغداد.

فلما بلغ تيمور ذلك بعث إليه عسكرا، فكسرهم قرا يوسف، فجهّز إليه تيمور جيشا ثانيا فهزموه، ففرّ بأهله وخاصّته إلى الرّحبة، فلم يمكّن منها ونهبته العرب، فسار إلى دمشق، فوافى بها السلطان أحمد بن أويس وقد قدمها أيضا قبل

ص: 301

تاريخه، وأخبر الرسول أيضا أن قانى باى العلائى هرب من سجن الصّبيبة، فتأخر نوروز بالسجن ولم يعرف أين ذهب.

ثم فى يوم الثلاثاء خلع السلطان على بدر الدين حسن بن نصر الله الفوّى «1» واستقرّ فى نظر الخاص عوضا عن ابن البقرى، وهذه أوّل ولاية الصاحب بدر الدين ابن نصر الله للوظائف الجليلة.

ثم فى عاشره اختفى الوزير تاج الدين، وفى ثالث عشره أعيد ابن البقرى للوزر على عادته ونظر الخاص، وصرف ابن نصر الله، هذا والموت فاش بين الناس وأكثر من كان يموت الفقراء من الجوع.

ثم فى آخر جمادى الآخرة رسم بالقبض على السلطان أحمد بن أويس، وقرا يوسف بدمشق، فقبض عليهما الأمير شيخ وسجنهما.

ثم فى يوم الاثنين ثامن عشر شهر رجب قدم إلى القاهرة سيف الأمير آقبغا الجمالى الأطروش نائب حلب بعد موته، فرسم السلطان بانتقال الأمير دمرداش المحمدى نائب طرابلس إلى نيابة حلب، وحمل إليه التقليد «2» والتشريف الأمير سودون المحمدى المعروف تلى.

ص: 302