المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[ما وقع من الحوادث سنة 795] - النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة - جـ ١٢

[ابن تغري بردي]

الفصل: ‌[ما وقع من الحوادث سنة 795]

أمسك من حواشى الناصرىّ، وحبسه إلى أن أطلقه الملك الظاهر برقوق، وولّاه نيابة طرابلس، ثم نقله إلى نيابة حلب وندبه لقتال منطاش فدأم على نيابة حلب إلى أن عزله عنها الملك الظاهر، بعد أن أمسك الناصرىّ وأنعم عليه بتقدمة ألف بديار مصر، ثم قبض عليه بمصر وحبسه ثم قتله.

وتوفّى الشيخ المحدّث المسند بدر الدين محمد بن محمد بن مجير المعروف بابن الصائغ وابن المشارف فى ثالث شهر ربيع الآخر.

- أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم سبعة أذرع وعشرون إصبعا، مبلغ الزيادة تسعة عشر ذراعا واثنتا عشرة إصبعا.

[ما وقع من الحوادث سنة 795]

السنة الرابعة من ولاية «1» الملك الظاهر برقوق الثانية على مصر وهى سنة خمس وتسعين وسبعمائة.

وفيها توفى الأديب الشاعر زين الدين أبو بكر بن عثمان بن العجمىّ فى سادس عشر ذى الحجّة، وكان عنده فضيلة، وله شعر جيّد من ذلك قوله:[البسيط]

قد عاود الحبّ قلبى بعد سلوته

واستعذب الضّيم والتعذيب والنّصبا

وكان أقسم لا يصبو لظبى نقا

فما رأى فى هوى غزلانه وصبا

وتوفّى الأمير زين الدين أبو يزيد بن مراد الخازن، دوادار السلطان الملك الظاهر برقوق، وأحد أمراء الطبلخاناه فى رابع جمادى الآخرة، وحضر السلطان الصلاة عليه، وأبو يزيد هذا هو الذي كان أخفى الملك الظاهر برقوقا عنده

ص: 135

فى نوبة الناصرى ومنطاش، وأخذ من داره، وكان الظاهر توجّه إليه واختفى عنده من غير مواعدة، فعرف له الملك الظاهر ذلك، فلما عاد الملك الظاهر إلى ملكه ثانيا أنعم عليه بإمرة طبلخاناه ثم استقرّ به دوادارا كبيرا بعد توجّه بطا لنيابة الشام، فدام على ذلك حتى مات فى التاريخ المذكور، ودفن بتربته «1» التى أنشأها عند دار الضيافة بالقرب من قلعة الجبل، وكان أميرا فاضلا عارفا ذكيّا له يد فى فتون، وكان يعرف بالتّركى والعجمىّ والأرمنىّ، على أنه كان فصيحا باللغة العربية.

قلت: هكذا يكون الدوادار، لا كمن لا يعرف اسمه من اسم الحمار، وكان يميل إلى مذهب الصوفية، وكان الملك الظاهر يثق إليه، ويشاوره فى أموره.

وتوفّى الوزير الصاحب شمس الدين أبو الفرج عبد الله المقسىّ، فى رابع شعبان ودفن بجامعه «2» الذي جدّده على الخليج الناصرىّ «3» بالقرب من باب البحر، وكان معدودا من رؤساء الأقباط.

وتوفّى الأمير ناصر الدين محمد بن الأمير علاء «4» الدين آقبغا آص، قال المقريزى رحمه الله: كان أولا من جملة أمراء الملك الأشرف شعبان الطبلخانات، ثم نزعها منه لمّا سخط على والده، وتعطّل مدّة وعقّ أباه، وحكى عنه

ص: 136

أمور شنيعة فى عقوقه لوالده، وسافر إلى اليمن وعاد إلى القاهرة وتنقّلت به الأيام إلى أن ولى شد الدواوين بإمرة عشرة مدّة، ثم أمسك وصودر وعوقب عقوبة شديدة، وكان سيّئ السيرة، من أشرّ خلق الله المتجاهرين بالمعاصى، إلى أن توفى فى يوم الأربعاء ثامن عشرين شوّال» . انتهى كلام المقريزى.

وتوفّى الأمير الطواشى مقبل بن عبد الله الشهابى شيخ الخدّام بالحرم النبوىّ، وكان أصله من خدّام الملك الصالح إسماعيل ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون وتنقّل فى الخدم إلى أن اختص بالأمير شيخون العمرى، ثم خدم السلطان حسنا [ابن قلاوون] ، ثم ولى مشيخة الخدّام بالحرم النبوى بعد وفاة الطواشى افتخار الدين ياقوت الرسولى الخازندار الناصرى، وكان مقبل ينوب عنه فى الحرم، فلمّا مات ولى مكانه.

وتوفى قاضى القضاة ناصر الدين أبو الفتح نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبى الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم الكنانى العسقلانىّ الحنبلى، قاضى قضاة الديار المصرية بها فى ليلة الأربعاء حادى عشرين شعبان، وكان مشكور السيرة محبّا للناس.

وتوفى الشيخ نجم الدين محمد بن جماعة الشافعى خطيب القدس فى يوم الأربعاء تاسع ذى القعدة [بالقاهرة ودفن خارج باب النصر «1» ] .

وتوفى الأمير صارم الدين إبراهيم ابن الأمير الكبير طشتمر الدوادار فى شهر رمضان بثغر الإسكندرية، وكان من جملة أمراء الطبلخاناه بالديار المصرية.

ص: 137