الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وله بضع وخمسون سنة. وكمال الدين إبراهيم بن الوزيرى نجيب الدين [أحمد «1» ] بن إسماعيل [بن إبراهيم «2» ] بن فارس التّميمىّ الكاتب المقرئ فى صفر، وله ثمانون سنة.
والواعظ نجم الدين علىّ بن علىّ بن إسفنديار بدمشق فى رجب، وله خمس «3» وأربعون سنة وأشهر. وبيليك الظاهرىّ الخازندار نائب مصر. والصاحب معين الدين سليمان بن علىّ [بن محمد «4» بن حسن] البرواناه الرومىّ، قتله أبغا فى المحرّم. والشيخ خضر بن أبى بكر العدوىّ شيخ السلطان. والشيخ الإمام شمس الدين محمد [بن إبراهيم ابن «5» عبد الواحد بن علىّ بن سرور قاضى القضاة أبو بكر وأبو عبد الله المعروف ب] ابن العماد الحنبلىّ فى المحرّم بمصر. والقاضى تقىّ الدين محمد بن حياة الرّقّىّ قاضى حلب بتبوك «6» فى المحرّم.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ست أذرع وثلاث عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وثمانى أصابع.
[ما وقع من الحوادث سنة 677]
السنة الثانية من ولاية الملك السعيد على مصر، وهى سنة سبع وسبعين وستمائة.
فيها توفّى الشيخ الإمام زين الدين أبو العباس إبراهيم بن أحمد بن أبى الفرج «1» الدّمشقىّ الحنفىّ المعروف بابن السّديد إمام مقصورة الحنفيّة «2» شمالى جامع دمشق وناظر وقفها. كان إماما فقيها ديّنا كثير الخير غزير المروءة. مات فى جمادى الأولى ببستانه بالمزّة «3» ودفن بسفح قاسيون.
وفيها توفّى الأمير شمس الدّين آق سنقر بن عبد الله الفارقانىّ، كان أصله من مماليك الأمير نجم الدين حاجب الملك الناصر صلاح الدين يوسف صاحب الشام، ثم انتقل إلى ملك السلطان الملك الظاهر بيبرس، وتقدّم عنده وجعله أستادارا كبيرا. وكان للملك الظاهر عدّة أستادارية، وكان الملك الظاهر كثير الوثوق به فى أموره ويستنيبه فى غيبته ويقدّمه على عساكره، ولمّا صار الأمر إلى الملك السعيد جعله نائبه لسائر الممالك بعد بيليك الخازندار، فلمّا ثارت الخاصّكيّة قبضوا عليه وقتلوه، وقيل إنّه بقى فى هذه السنة، والأصحّ أنّهم قبضوا عليه وسجنوه إلى أن مات فى جمادى الأولى من هذه السنة. وكان أميرا كبيرا جسيما شجاعا مقداما مهابا ذا رأى وتدبير وعقل ودهاء، كثير البرّ والصدقات عالى الهمّة، وله مدرسة «4» عند داره داخل باب سعادة «5» بالقاهرة.
وفيها توفّى الأمير جمال الدين آقوش بن عبد الله النّجيبىّ الصالحىّ النّجمىّ الأيّوبىّ، كان مقرّبا عند أستاذه الملك الصالح وولّاه أستادارا، وكان كثير الاعتماد عليه. ثم ولّاه الملك الظاهر بيبرس نيابة دمشق فأقام بها تسع سنين، ثم عزله وتركه بطّالا بالقاهرة إلى أن مات بها فى ليلة الجمعة خامس شهر ربيع الآخر بداره «1» بدرب ملوخيّا من القاهرة، ودفن يوم الجمعة بتربته «2» بالقرافة الصغرى.
وفيها توفّى الشيخ جمال الدين طه بن إبراهيم بن أبى بكر بن أحمد بن بختيار الهذبانى الإربلىّ، كان عنده فضيلة وأدب ورياسة، وله يد فى النظم. ومات فى جمادى الأولى. ومن شعره فى النهى عن النظر فى النجوم:
دع النجوم لطرقىّ «3» يعيش بها
…
وبالعزيمة فانهض أيّها الملك
إنّ النّبيّ وأصحاب النّبيّ نهوا
…
عن النجوم وقد أبصرت ما ملكوا
وفيها توفّى قاضى القضاة مجد الدين أبو المجد عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن هبة الله العقيلىّ الحلبىّ الحنفىّ ابن الصاحب كمال الدين عمر «4» بن العديم. كان إماما
عالما فاضلا كبير الديانة والورع، كان جمع بين العلم والعمل والرياسة، ولى قضاء دمشق مع عدّة تداريس، ولم يزل قاضيا إلى أن توفّى بظاهر دمشق بجوسقه «1» الذي على الشّرف [الأعلى «2» ] القبلى فى يوم الثلاثاء سادس عشر شهر ربيع الاخر، ودفن فى تربة أنشأها قبالة الجوسق المذكور. ومن شعره ما كتبه لخاله عون الدين سليمان «3» ابن العجمىّ بسبب ابن مالك، فقال:
أمولاى عون الدين يا راويا لنا
…
حديث المعالى عن عطاء ونافع
بعيشك حدّثنى حديث ابن مالك
…
فأنت له يا مالكى خير شافع
وفيها توفّى الشيخ موفّق الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن نصر الله الأنصارىّ، كان أديبا فاضلا. قال الشيخ قطب الدين اليونينىّ فى الذيل على المرآة:«صاحبنا [كان أديبا فاضلا «4» مقتدرا على النظم] ، وله مشاركة فى علوم كثيرة، منها: الكحل والطبّ، وغير ذلك من الفقه والنحو والأدب، ويعظ الناس، حلو النادرة حسن المحاضرة» . انتهى كلام قطب الدين. قلت ومن شعره:
قلبى وطرفى فى ديارهم
…
هذا يهيم بها وذا يهمى
رسم الهوى لما وقفت بها
…
للدمع أن يجرى على الرسم
وفيها توفّى الأديب نجم الدين أبو المعالى محمد بن سوّار بن إسرائيل بن الخضر بن إسرائيل الشّيبانىّ الدمشقىّ المولد والدار والوفاة، كان أديبا فاضلا قادرا على النظم
صوفيّا. وقد ذكرنا حكايته مع الشّهاب «1» الخيمىّ لمّا ادّعى كلّ منهما القصيدة البائية التى أوّلها:
يا مطلبا ليس لى فى غيره أرب
وتداعيا عند الشيخ شرف الدين عمر بن الفارض فأمر ابن الفارض أن يعمل كل منهما قصيدة على الوزن والقافية فعملا ذلك، فحكم ابن الفارض بالقصيدة للشهاب الخيمىّ. وقد ذكرنا القصائد الثلاث فى «المنهل الصافى» فى ترجمة شهاب الدين الخيمىّ. وابن إسرائيل هذا ممّن تكلّموا فيه ورموه بالاتّحاد.
والله أعلم بحاله. ومن شعر ابن إسرائيل هذا على مذهب القوم:
خلا منه طرفى وامتلا منه خاطرى
…
فطرفى له شاك وقلبى شاكر
ولو أنّنى أنصفت لم تشك مقلتى
…
بعادا ودارات الوجود مظاهر
وله أيضا:
يا من تناءى وفؤادى داره
…
مضناك قد أقلقه تذكاره
صددت عنه قبل ما وصلته
…
وكان قبل سكره خماره
وفيها توفّى الشيخ الإمام العلّامة مجد الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمر ابن أحمد بن أبى شاكر الإربلىّ الأديب الفقيه الحنفىّ المعروف بابن الظّهير. مولده بإربل فى ثانى صفر سنة اثنتين وستمائة ونشأ بها، وطلب العلم وتفقّه وبرع فى الفقه والأصول والعربيّة، وقدم دمشق وتصدّى بها للإقراء والتدريس ودرّس بالقايمازيّة «2»
بدمشق؛ وهو من أعيان شيوخ الأدب وفحول المتأخرين وله ديوان شعر، وسمع الحديث ببغداد من أبى بكر بن الخازن «1» والكاشغرىّ «2» [و] بدمشق من السّخاوىّ «3» وكريمة «4» وتاج «5» الدين بن حمّويه؛ وروى عنه أبو شامة «6» والقوصىّ «7» والدّمياطى «8» والشهاب «9» محمود، وعليه تدرّب فى الأدب، و [أبو الحسين «10» ] اليونينىّ والحافظ «11» جمال الدين المزّىّ.
ولمّا مات رثاه تلميذه الشّهاب محمود بقصيدة أوّلها:
تمكّن «12» ليلى واطمأنّت كواكبه
…
وسدّت على صبح «13» الغداة مذاهبه
بكته معاليه ولم ير قبله
…
كريم مضى والمكرمات نوادبه «14»
ومن شعر ابن الظّهير:
قلبى «15» وطرفى ذا يسيل دما وذا
…
دون «16» الورى أنت العليم بقرحه
وهما بحبّك شاهدان وإنّما
…
تعديل كلّ منهما فى جرحه
والقلب منزلك القديم فإن تجد
…
فيه سواك من الأنام فنحّه
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى الأديب نجم الدين محمد [بن «1» سوّار] بن إسرائيل الحريرى «2» الشاعر المشهور فى شهر ربيع الآخر. والإمام مجد الدين محمد بن أحمد بن عمر بن الظّهير الحنفىّ الأديب فى شهر ربيع الآخر أيضا.
والأمير شمس الدين آق سنقر الفارقانىّ فى الحبس فى جمادى الأولى. والأمير جمال الدين آقوش النّجيبىّ بالقاهرة فى شهر ربيع الآخر. وشيخ الحنفية وقاضيهم الصّدر سليمان بن أبى العزّ بن وهيب «3» الحنفى فى شعبان، وله ثلاث وثمانون سنة.
والصاحب مجد الدين أبو المجد عبد الرحمن بن أبى القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله العقيلىّ قاضى الحنفية فى شهر ربيع الآخر، وله ثلاث وستون سنة. والوزير بهاء الدين علىّ بن محمد بن سليم «4» المصرىّ بن حنّا فى ذى القعدة. والمحدّث ناصر الدين محمد ابن عربشاه «5» الهمذانىّ فى جمادى الأولى. والمحدّث شهاب الدين أحمد بن محمد بن عيسى الجزرىّ. وأبو المرجىّ «6» المؤمّل بن محمد بن علىّ [بن محمد «7» بن علىّ بن منصور عزّ الدين] البالسىّ فى رجب.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم سبع أذرع وإحدى وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وخمس أصابع.
ذكر سلطنة الملك العادل سلامش «1» على مصر
هو السلطان الملك العادل بدر الدين سلامش ابن السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارىّ الصالحىّ النجمىّ السادس من ملوك الترك بمصر.
تسلطن بعد خلع أخيه الملك السعيد أبى المعالى ناصر الدين محمد بركة خان باتّفاق الأمراء على سلطنته، وجلس على سرير الملك فى يوم الأحد سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وستمائة وعمره يوم تسلطن سبع سنين. وجعلوا أتابكه ومدبّر مملكته الأمير سيف الدين قلاوون الصالحى النّجمىّ. وضربت السّكّة على أحد الوجهين باسم الملك العادل سلامش هذا، وعلى الوجه الآخر اسم الأمير قلاوون؛ وخطب لهما أيضا على المنابر. واستمرّ الأمر على ذلك وصار الأمير قلاوون هو المتصرّف فى الممالك والعساكر والخزائن، ولم يكن لسلامش فى السلطنة مع قلاوون إلّا مجرّد الاسم فقط. وأخذ قلاوون فى الأمر لنفسه. فلمّا استقام له الأمر دخل إليه الأمير شمس الدين سنقر الأشقر ووافقه على السلطنة وأخفى ذلك لكونه كان خشداشه، وكان الأمير عزّ الدين أيدمر نائب الشام عاد إلى الشام بمن معه بعد خلع الملك السعيد، فوصل إلى دمشق يوم الأحد مستهلّ جمادى الأولى، فخرج لتلقّيه من كان تخلّف بدمشق من الأمراء والجند، والمقدّم عليهم الأمير جمال الدين آقوش الشمسىّ. وكان قلاوون قد كاتب آقوش فى أمر أيدمر هذا والقبض عليه، فلمّا وصلوا إلى مصلّى العيد بقصر حجّاج احتاط الأمير جمال الدين آقوش الشمسى والأمراء الذين معه على الأمير أيدمر نائب الشام وأخذوه بينهم، وفرّقوا بينه وبين عسكره الذين حضروا معه من الديار المصريّة، ودخلوا إلى
دمشق من باب «1» الجابية، ورسموا عليه بدار فى دمشق؛ ثمّ نقلوه إلى قلعة دمشق واعتقلوه بها. وكان الملك السعيد قبل أن يخرج من الشام سلّم قلعة دمشق للأمير علم الدين سنجر الدّويدارىّ وجعله النائب عنه أيضا فى البلد. ثمّ أرسل قلاوون جمال الدين آقوش الباخلى وشمس الدين سنقر جاه [الكنجىّ «2» ] إلى البلاد الشاميّة وعلى يدهم نسخة الأيمان بالصورة التى استقرّ الحال عليها بمصر، وأحضروا الأمراء والجند والقضاة والعلماء وأكابر البلد للحلف، وكان معهم نسخة بالمكتوب المتضمّن خلع الملك السعيد وتولية الملك العادل سلامش، فقرئ ذلك على الناس وحلفوا واستمرّ الحلف أيّاما. ثمّ إنّ الأمير قلاوون ولّى خشداشه الذي اتّفق معه على السلطنة، وهو الأمير شمس الدين سنقر الأشقر، نيابة الشام وأعمالها فتوجّه سنقر الأشقر إليها، ودخلها يوم الأربعاء ثالث جمادى الآخرة من سنة ثمان وسبعين المذكورة بتجمّل زائد، فكان موكبه يضاهى موكب السلطان، وعند وصوله إلى دمشق أمر الأمير علم الدين سنجر الدّويدارىّ بالنزول من قلعة دمشق فنزل فى الحال. وصفا الوقت للأمير قلاوون بمسك أيدمر نائب الشام، وبخروج سنقر الأشقر من الديار المصريّة وانبرم أمره مع الأمراء والخاصّكيّة، واتّفقوا معه على خلع الملك العادل سلامش من السلطنة وتوليته إيّاها. فلمّا كان يوم الثلاثاء حادى عشرين شهر رجب سنة ثمان وسبعين وستمائة اجتمع الأمراء والقضاة والأعيان بقلعة الجبل وخلعوا الملك العادل بدر الدين سلامش من السلطنة لصغر سنّه، وتسلطن عوضه أتابكه الأمير سيف الدين قلاوون الألفى الصالحىّ النّجمىّ،
ونعت بالملك المنصور، على أنّه كان هو المتصرّف فى المملكة منذ خلع الملك السعيد وتسلطن الملك العادل سلامش، ولم يكن لسلامش فى أيام سلطنته غير الاسم، وقلاوون هو الكلّ! وكان عدم سلطنة قلاوون قبل سلامش أنّه خاف ثورة المماليك الظاهريّة عليه، فإنّهم كانوا يوم ذاك هم معظم عسكر الديار المصريّة، وأيضا كانت بعض القلاع فى يد نوّاب الملك السعيد فلمّا مهّد أمره تسلطن. ولمّا بلغ سنقر الأشقر سلطنة قلاوون داخله الطّمع فى الملك وأظهر العصيان، على ما سيأتى ذكره فى ترجمة الملك المنصور قلاوون إن شاء الله تعالى.
وكانت مدّة سلطنة الملك العادل بدر الدين سلامش على مصر ثلاثة أشهر وستّة «1» أيام. ولزم الملك العادل سلامش داره عند أمّه إلى أن أرسله الملك المنصور قلاوون إلى الكرك، فأقام به عند أخيه الملك خضر «2» مدّة؛ ثم رسم الملك المنصور بإحضاره «3» إلى القاهرة فحضر إليها، وبقى خاملا إلى أن مات الملك المنصور قلاوون وتسلطن من بعده ولده الملك الأشرف خليل بن قلاوون، جهزه وأخاه الملك خضرا وأهله إلى مدينة اسطنبول بلاد الأشكرى، فأقام هناك إلى أن توفّى بها فى سنة تسعين وستمائة. وكان شابّا مليحا جميلا تامّ الشكل رشيق القدّ طويل الشّعر ذا حياء
ووقار وعقل تامّ. مات وله من العمر قريب من عشرين سنة؛ قيل: إنّه كان أحسن أهل زمانه، وبه افتتن جماعة من الناس، وشبّب به الشعراء وصار يضرب به المثل فى الحسن حتى يقول القائل:«ثغر سلامسىّ» . انتهت ترجمة الملك العادل سلامش، رحمه الله.
ما وقع من الحوادث سنة السنة التى حكم فيها الملك السعيد إلى سابع عشر شهر ربيع الآخر، ثم حكم من سابع عشر شهر ربيع الآخر إلى حادى عشرين شهر رجب الملك العادل سلامش، ثم فى باقيها الملك المنصور سيف الدين قلاوون الألفىّ، وهى سنة ثمان وسبعين وستمائة.
فيها كان خلع ولدى الملك الظاهر بيبرس من السلطنة: الملك السعيد محمد بركة خان، والملك العادل بدر الدين سلامش، وتسلطن بعد سلامش الأمير قلاوون.
وقد تقدّم ذكر ذلك كلّه.
وفيها توفّى الفقيه المحدّث صفىّ الدين أبو [محمد «1» ] إسحاق [بن «2» ] إبراهيم بن يحيى الشّقراوىّ «3» الحنبلى، ولد بشقراء من ضياع برزة «4» من عمل دمشق سنة خمس وستمائة.
ومات بدمشق فى ذى الحجّة، وكان فاضلا فقيها سمع الكثير وحدّث.
وفيها توفّى الأمير جمال الدين آقوش بن عبد الله الرّكنىّ المعروف بالبطاح «5» أحد أكابر أمراء دمشق، عاد من تجريدة سيس مريضا ومات بحلب ونقل إلى حمص فدفن عند قبر خالد بن الوليد، رضى الله عنه. والركنى: نسبة الى أستاذه
الأمير ركن الدين بيبرس الصالحىّ النّجمىّ الذي لقى الفرنج بأرض غزّة وكسرهم، وهو غير الملك الظاهر بيبرس.
وفيها توفّى الأمير جمال الدين آقوش بن عبد الله الشّهابىّ السّلحدار، كان أيضا فى تجريدة سيس وعاد مريضا، وتوفّى بحماة ثم نقل إلى دمشق ودفن عند خشداشه أيدكين [بن عبد الله «1» ] الشهابى، نسبة إلى الطّواشى شهاب الدين رشيد الخادم الصالحىّ الكبير وهو أستاذهما.
وفيها توفّى الأمير نور الدين أبو الحسن علىّ بن عمر بن مجلّىّ الهكّارىّ، كان من أجل الأمراء وأعظمهم، ولى نيابة حلب، وكان حسن السيرة عالى الهمة كريم الأخلاق شجاعا مقداما عارفا مدبّرا معظّما فى الدّول. مات بعد عزله عن نيابة حلب فى مرض موته باستعفائه عنها بها فى شهر ربيع الآخر ودفن بها، وقد نيّف على السبعين سنة، رحمه الله تعالى.
وفيها توفّى الشيخ جمال الدين أبو زكريّا يحيى بن أبى المنصور بن أبى الفتح ابن رافع بن علىّ الحرّانىّ الحنبلىّ المعروف بابن الصّيرفىّ، كان إماما فقيها عالما مفتنّا فى الفقه متبحّرا فيه كثير الإفادة، وأفتى ودرّس وانتفع به الطلبة، ومات فى صفر.
الذين ذكر الذهبى وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى السلطان الملك السعيد ناصر الدين محمد بن الظاهر بالكرك فى ذى القعدة، وله عشرون سنة وأشهر.
والمسند أبو العبّاس أحمد بن أبى الخير سلامة بن إبراهيم الحدّاد الحنبلىّ يوم عاشوراء.
والإمام جمال الدين يحيى بن أبى المنصور بن الصّيرفىّ الحرّانىّ فى صفر، وله خمس
وتسعون سنة. وصفىّ الدين إسحاق بن إبراهيم الشّقراوىّ. وفاطمة بنت الملك المحسن «1» ببزاعة «2» .
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ست أذرع سواء. مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وإصبع واحدة.