الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمال الدين محمد بن عمر الدّينورىّ فى رجب، وله اثنتان وسبعون سنة.
والمقرئ الشيخ حسن بن عبد الله بن ويحيان «1» الرّاشدىّ «2» فى صفر.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع، وقيل خمس، وست أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وأربع أصابع.
[ما وقع من الحوادث سنة 686]
السنة التاسعة من ولاية الملك المنصور قلاوون على مصر، وهى سنة ست وثمانين وستمائة.
فيها توفّى الشيخ الإمام العارف بالله تعالى قطب زمانه شهاب الدين أبو العبّاس أحمد بن عمر المرسىّ الأنصارىّ الإسكندرىّ المالكىّ الصالح المشهور، كان علّامة زمانه فى العلوم الإسلاميّة، وله القدم الراسخة فى علم التحقيق، وله الكرامات الباهرة، وكان يقول: شاركنا الفقهاء فيما هم فيه، ولم يشاركونا فيما نحن فيه. وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلىّ: أبو العبّاس بطرق السماء أعلم منه بطرق الأرض. انتهى.
قلت: وكان لديه فضيلة ومشاركة، وله كرامات وأحوال مشهورة عنه، وللناس فيه اعتقاد كبير لا سيّما أهل الإسكندرية، وقد شاع ذكره وبعد صيته بالصلاح والزّهد، وكان من جملة الشهود بالثّغر، وبها توفّى ودفن وقبره «3» يقصد للزيارة.
وفيها توفّى الشيخ شرف الدين أبو الربيع سليمان بن بليمان بن أبى الجيش ابن عبد الجبّار بن بليمان الهمذانىّ الأصل الرّعبانىّ «1» المولد، الإربلىّ المنشأ، الشاعر المشهور صاحب النوادر، كان من شعراء الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد صاحب الشام، وكان أبوه صائغا وتعانى هو أيضا الصّياغة، قيل إنّه جاء إليه مملوك مليح من مماليك الملك الأشرف موسى، وقال له: عندك خاتم لإصبعى؟ فقال له: لا، إلا عندى إصبع مليح لخاتمك. ومات بدمشق فى ليلة عاشر صفر. ومن شعره:
وما زالت الرّكبان تخبر عنكم
…
أحاديث كالمسك الذّكىّ بلامين
إلى أن تلاقينا فكان الذي وعت «2»
…
من القول أذنى دون ما أبصرت عينى
ولمّا قامر التّلعفرىّ «3» بثيابه وأخفافه قال فيه شرف الدين هذا قصيدة وأنشدها للملك الناصر بحضرة التّلعفرىّ. فلمّا فرغ من إنشادها قال له التّلعفرىّ: ما أنا جندىّ
حتى أقامر بأخفافى. فقال له شرف الدين: بخفاف امرأتك. فقال: مالى امرأة، فقال له: لك مقامرة من بين الحجرين إمّا بالخفاف أو بالنّعال «1» . انتهى.
قلت: وأنا مسامح التّلعفرىّ على القمار، لحسن ما قاله من رائق الأشعار:
فمن كان ذا عذر قبلت اعتذاره
…
ومن لاله عذر فعندى له عذر
وفيها توفّى الشيخ الإمام المحدّث قطب الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن علىّ بن محمد بن الحسن بن أحمد «2» بن عبد الله بن ميمون القيسىّ الشّاطبىّ المحدّث الإمام العلّامة، كان شيخ الكامليّة بالقاهرة المعروف بابن القسطلانيّ التّوزرىّ «3» الأصل المصرى المولد المكّىّ المنشأ الشافعىّ المذهب، مولده سنة أربع عشرة وستمائة، ومات يوم السبت ثامن عشر المحرّم، ودفن بالقرافة الصغرى، وكان مجموع الفضائل، رحمه الله.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى الإمام النّحوىّ بدر الدين محمد ابن الشيخ جمال الدين بن «4» مالك فى المحرّم. والإمام قطب الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن علىّ القسطلانيّ بالقاهرة فى المحرّم. وقاضى القضاة برهان الدين الخضر بن الحسن بن علىّ السّنجارىّ بمصر فى صفر. والحكيم عماد الدين محمد بن عبّاس الرّبغىّ الدّنيسرىّ، وله إحدى وثمانون سنة. وشرف الدين سليمان ابن بليمان الإربلىّ الشاعر. والمحدث وجيه الدين عبد الرحمن بن حسن السّبتىّ فى جمادى الأولى. والمسند عزّ الدين أبو العزّ عبد العزيز بن عبد المنعم [بن «5» علىّ] ابن الصّيقل الحرّانىّ فى شهر رجب.