الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(يَا ابْن نهيا بَرِئت مِنْك إِلَى الل
…
هـ جهاراً وَذَاكَ مني قَلِيل)
فأشاع حَمَّاد عجرد هَذِه الأبيات عَن بشار وَجعل حَمَّاد مَكَان بِوَاحِد عَن وَاحِد ليصحح عَلَيْهِ الزندقة وَالْكفْر بِاللَّه فَمَا زَالَت الأبيات تَدور أَيدي النَّاس إِلَى أَن انْتَهَت إِلَى بشار فاضطرب مِنْهَا وجزع وَقَالَ أشاط ابْن الزَّانِيَة بدمي وَالله وَغَيرهَا حَتَّى شهر فِي النَّاس مَا يهلكني
وَقَالَ حَمَّاد فِي بشار
(لقد صَار بشار بَصيرًا بدبره
…
وناظره بَين الْأَنَام ضَرِير)
(لَهُ مقلة عمياء واست بَصِيرَة
…
إِلَى الاير من تَحت الثِّيَاب تُشِير)
(على وده أَن الْحمير تنيكه
…
وَإِن جَمِيع الْعَالمين حمير)
وَمن شعره وَهُوَ فِي غَايَة الْحِكْمَة
(إِذا بلغ الرَّأْي المشورة فَاسْتَعِنْ
…
بحزم نصيح أَو نصاحة حَازِم)
(وَلَا تحسب الشورى عَلَيْك غَضَاضَة
…
فَإِن الخوافي رافد للقوادم)
(وخل الهوينا للضعيف وَلَا تكن
…
نؤوما فَإِن الْحر لَيْسَ بنائم)
(وأدن من الْقُرْبَى المقرب نَفسه
…
وَلَا تشهد الشورى امْرأ غير كاتم)
(وَمَا خير كف أمسك الغل أُخْتهَا
…
وَمَا خير سيف لم يويد بقائم)
(فَإنَّك لَا تستطرد الْهم بالمنى
…
وَلَا تبلغ الْعليا بِغَيْر المكارم)
(بِشَارَة الشبلي الحسامي الْكَاتِب)
مولى شبْل الدولة صَاحب الْمدرسَة والخانقاه عِنْد ثورا بِدِمَشْق سمع مَعَ مَوْلَاهُ حنبلاً وَابْن طبرزد وَغَيرهمَا وروى عَنهُ الدمياطي والأبيوردي وَجَمَاعَة وَهُوَ رومي الْجِنْس وَهُوَ أَبُو أَوْلَاد بِشَارَة الْمَشْهُورين بِدِمَشْق كَانَ يكْتب خطا حسنا وَذريته يدعونَ النّظر على الْمدرسَة والخانقاه المنسوبة إِلَى شبْل الدولة الْمَذْكُور وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع وَخمسين وست مائَة
(بشتاك الناصري)
بشتاك الْأَمِير سيف الدّين الناصري كَانَ شكلاً تَاما أهيف الْقَامَة حُلْو الْوَجْه قربه السُّلْطَان وَأَدْنَاهُ وَأَعْلَى مَنْزِلَته وَكَانَ يُسَمِّيه فِي غيبته بعد موت بكتمر بالأمير وَكَانَ زَائِد التيه والصلف لَا يكلم أستاذ الدَّار وَلَا الْكَاتِب إِلَّا بترجمان وَكَانَ إقطاعه سبع عشرَة طبلخاناة أكبر من إقطاع قوصون وَمَا يعلم قوصون بذلك وَلما مَاتَ الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي وَرثهُ فِي جَمِيع أَحْوَاله فِي دَاره واسطبله الَّذِي على الْبركَة وَفِي امْرَأَته أم أَمِير أَحْمد وشرى جَارِيَته خوبى بِسِتَّة آلَاف دِينَار وَدخل مَعهَا مَا قِيمَته عشرَة آلَاف دِينَار وَأخذ ابْن بكتمر
عِنْده وَكَانَت الشرقية تحمى لَهُ بعد بكتمر الساقي وَزَاد أمره وَعظم مَحَله وَثقل على السُّلْطَان وَأَرَادَ الفتك بِهِ فَمَا تمكن وَتوجه إِلَى الْحجاز وَأنْفق فِي الْأُمَرَاء وَأهل الركب والفقراء المجاورين بِمَكَّة وَالْمَدينَة شَيْئا كثيرا للغاية من آلَاف الدَّنَانِير إِلَى الدِّينَار على مَرَاتِب النَّاس وطبقاتهم وَلما عَاد من الْحجاز لم يدر بِهِ السُّلْطَان إِلَّا وَقد حضر إِلَيْهِ فِي نفر قَلِيل من مماليكه وَقَالَ إِن أردْت إمساكي فها أَنا قد جِئْت إِلَيْك برقبتي فكابره السُّلْطَان وَطيب خاطره وَكَانَ غير عفيف الذيل عَن الْمليح والقبيح وَبَالغ فِي ذَلِك وأفرط حَتَّى فِي نسَاء الفلاحين وَغَيرهم وَرمي بأوابد ودواهي من هَذِه الْمَادَّة وَكَانَ سَبَب قربه أَن السُّلْطَان قَالَ لمجد الدّين السلَامِي أُرِيد تشتري لي من الْبِلَاد مَمْلُوكا يشبه بو سعيد يَعْنِي ملك التتار فَقَالَ لَهُ هَذَا بشتاك يُشبههُ وجرده السُّلْطَان لإمساك الْأَمِير سيف الدّين تنكز فَحَضَرَ إِلَى دمشق بعد إِمْسَاكه هُوَ وَعشرَة أُمَرَاء وَنزل الْقصر الأبلق وَفِي خدمته الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي وبرسبغا وطاجار الدوادار وَغَيره وَحَال نُزُوله حلف الْأُمَرَاء كلهم للسُّلْطَان وَذريته واستخرج ودائع تنكز وَعرض حواصله ومماليكه وخيله وجواربه وكل مَا يتَعَلَّق بِهِ ووسط)
طغاي وجنغاي مملوكي تنكز فِي سوق الْخَيل وأوزان أَيْضا فِي سوق الْخَيل بِحُضُورِهِ يَوْم الموكب وَأقَام بِدِمَشْق خَمْسَة عشر يَوْمًا أَو مَا حولهَا وَعَاد إِلَى مصر وَبَقِي فِي نَفسه من دمشق وَمَا يَجْسُر يفاتح السُّلْطَان فِي ذَلِك فَلَمَّا مرض السُّلْطَان وأشرف على الْمَوْت ألبس الْأَمِير سيف الدّين قوصون مماليكه فَدخل بشتاك وَعرف السُّلْطَان ذَلِك فَقَالَ لَهُ افْعَل أَنْت مثله ثمَّ إِنَّه جمع بَينهمَا وتصالحا قدامه وَنَصّ السُّلْطَان على أَن يكون الْملك بعده لوَلَده الْمَنْصُور أبي بكر فَلم يُوَافق وَقَالَ مَا أُرِيد إِلَّا سَيِّدي أَحْمد فَلَمَّا مَاتَ السُّلْطَان وسجي قَامَ قوصون إِلَى الشباك وَطلب بشتاك وَقَالَ لَهُ يَا أَمِير تعال أَنا مَا يجي مني سُلْطَان لِأَنِّي كنت أبيع الطمسا والبرغالي والكشاتوين وَأَنت اشْتريت مني وَأهل الْبِلَاد يعْرفُونَ ذَلِك مني وَأَنت مَا يجي مِنْك سُلْطَان لِأَنَّك كنت تبيع البوزا وَأَنا اشْتريت مِنْك وَأهل الْبِلَاد يعْرفُونَ ذَلِك منا فَمَا يكون سُلْطَانا من عرف بِبيع الطمسا والبرغالي وَلَا من عرف بِبيع البوزا وَهَذَا أستاذنا هُوَ الَّذِي أوصى لمن هُوَ أخبر بِهِ من أَوْلَاده وَهَذَا هُوَ فِي ذمَّته وَمَا يسعنا إِلَّا امْتِثَال أمره حَيا وَمَيتًا وَأَنا مَا أخالفك إِن أردْت أَحْمد أَو غَيره أَو لَو أردْت كل يَوْم تعْمل سُلْطَانا مَا خالفتك
فَقَالَ بشتاك كل هَذَا صَحِيح وَالْأَمر أَمرك وأحضرا الْمُصحف وحلفا عَلَيْهِ بَعْضًا لبَعض وتعانقا وتباوسا ثمَّ قاما إِلَى رجْلي السُّلْطَان فقبلاهما ووضعا ابْن السُّلْطَان على الْكُرْسِيّ وباسا الأَرْض لَهُ وحلفا لَهُ وسمياه الْمَنْصُور ثمَّ إِن بشتاك طلب من السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور أبي بكر نِيَابَة دمشق فرسم لَهُ بذلك وَكتب تَقْلِيده وبرز إِلَى ظَاهر الْقَاهِرَة وَبَقِي هُنَاكَ يَوْمَيْنِ ثَلَاثَة ثمَّ إِنَّه طلع إِلَى السُّلْطَان ليودعه فَوَثَبَ عَلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين قطلوبغا الفخري وَأمْسك سَيْفه وتكاثروا عَلَيْهِ فأمسكوه وجهزوه إِلَى الاسكندرية واعتقلوه بهَا ثمَّ إِنَّه قنل فِي الْحَبْس أول سلطنة الْملك الْأَشْرَف كجك فِي شهر ربيع الآخر تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَأَعْطَاهُ السُّلْطَان فِي يَوْم وَاحِد ألف ألف دِرْهَم ليَشْتَرِي بهَا قَرْيَة يبنا من عمل سَاحل الرملة وَأَخْبرنِي طغاي مَمْلُوك أَمِير حُسَيْن ابْن جندر وَكَانَ أَمِير مجْلِس عِنْد بشتاك قَالَ لنا رَأَيْت برسم الفحم للمشوي فِي كل يَوْم يمْضِي عشرُون