الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[خاتمة]
خاتمة إن البشرية عادت في هذا الزمن إلى شريعة الغاب أو كادت. ظلم هنا، وقتل هناك، ودمار وهلاك، واستباحة للحرمات في ظل ضعف الاستمساك بالدين، وفي ظل غياب القيم الإنسانية بسبب عبادة المادة، والتخبط في أوحال الشهوات والملاذ.
وما أحوج البشرية وهي في هذا التيه إلى إظهار فضائل دين الله الذي ارتضاه لعباده، والتعريف به، ورد عاديات الأدعياء المتقولين، والأعداء المتطاولين عليه، وهذا أمر يدخل في صميم واجب الدعوة الذي أمر الله به رسوله عليه الصلاة والسلام وهو أمر للمؤمنين جميعا - {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125] (سورة النحل آيه 125) . وفي صميم واجب البيان الذي أخذه الله على أهل العلم خاصة {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187](سورة آل عمران: آية 187) .
وإن التقاعس عن هذا الواجب، أو التفريط فيه، لن يورث إلا زيادة في سوء فهم الناس للإسلام، ويسهل عليهم قبول التهم التي توجه له، ويتيح للمتربصين شن الغارة على الإسلام وأهله، وتوظيف كل أساليب المكر والبغي والعدوان للنيل من شرع الله المطهر، وصد الخلق عنه.
وإن المؤسسات التي تتبوأ القيادة العلمية والدعوية في بلدان العالم الإسلامي مطالبة بأداء هذا الواجب أكثر من غيرها، بالعمل على إبراز هذه المعاني السامية التي انطوى عليها ديننا الحنيف، والعمل على تأصيلها، وتعريف الناس بها عبر وسائل الإعلام المختلفة، وبلغات العالم الحية، كما أن كل قادر مؤهل لذلك مطالب أيضا ببذل ما في وسعه قياما بحق دينه عليه، وسعيا في سبيل إصلاح الخلق مسلمين وغير مسلمين. وبالله التوفيق.