الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - باب
ما جاء في خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
45 -
حدثنى أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنِ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو رِمْثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ ابْنٍ لِي، فَقَالَ: ابْنُكَ هَذَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، أَشْهَدُ بِهِ، قَالَ: لا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلا تَجْنِي عَلَيْهِ، قَالَ: وَرَأَيْتُ الشَّيْبَ أَحْمرَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا أَحْسَنُ شَيْءٍ رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ، وَأَفْسَرُ لأَنَّ الرُّوَايَاتِ الصَّحِيحَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَبْلُغِ الشَّيْبَ.
قوله: حدثنا أحمد بن مَنيع، تقدم التعريف به.
قوله: أخبرنا هُشيم (1)، هو ابن بشير بن القاسم السلمي، أبو معاوية الواسطي.
يروي عن: أبيه، وحميد الطويل، وأيوب السختياني، وخلق.
وعنه: ابنه سعيد، وشعبة أحد شيوخه، ومالك، والثوري، ومحمد بن عيسى الطباع، وخلق.
(1)«التذكرة» : (3/ 1813 - 1814).
قال حماد بن زيد: ما رأيت في المحدثين أنبل منه.
وقال ابن مهدي: كان أحفظ للحديث من سفيان الثوري.
وقال العجلي وغيره: ثقة.
وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث ثبتاً يدلس كثيراً، فما قال في حديثه:«أخبرنا» فهو حجة، وما لم يقل فيه:«أخبرنا» فليس بشيء.
وقال أحمد: وُلد سنة أربع ومائة، ومات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وعبارة «التقريب» (1): هُشيم -بالتصغير- بن بشير -بوزن عظيم- بن القاسم بن دينار السُّلَمي، أبو معاوية بن أبي خازم بمعجمتين الواسطي، ثقة ثبت، كثير التدليس والإرسال الخفي، ثم ذكر التاريخ السابق بنحوه.
قوله: أخبرنا عبد الملك بن عُمير، عن إياد بن لَقِيط عن أبي رِمْثَة، تقدَّم التعريف بهم جميعاً.
قوله: وأبو رِمْثَة اسمه رِفَاعة بن يثربي التيمي، يوجد في بعض النسخ، وقد قدمنا الكلام على أبي رِمْثَة تامًّا قبل هذا الباب بحديث واحد فعد إليه إن أردت، والسلام.
46 -
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ.
(1)(ص574).
قَالَ أَبُو عِيسَى: وَرَوَى أَبُو عَوَانَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، فَقَالَ: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ.
قوله: حدثنا سُفيان بن وكيع، عن أبيه تَقَدَّم التعريف بهما.
قوله: عن شريك (1)، الظاهر أنه شريك بن عبد الله بن أبي شريك النخعي، أبو عبد الله الكوفي القاضي، أحد الأعلام.
روى عن: زياد بن علاقة، وبيان بن بشر، وحبيب بن أبي ثابت، وأبي إسحاق السبيعي، ومنصور، وخلق.
وعنه: ابن إسحاق، وسلمة بن تمام وهما من شيوخه، والنَّضْر بن عربي وهو أكبر منه، وهشيم بن بشير وهو من أقرانه، وعباد بن العَوَّام، وابن المبارك، وعلي بن حجر، وأبو بكر بن أبي شيبة، وخلق كثير.
وثَّقَهُ العِجْلي وغيره.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال ابن معين: صدوق ثقة، إلا أنه إذا خالف فَغَيره أحب إلينا منه.
وقال الجوزجاني: سيء الحفظ، مضطرب الحديث.
وقال أحمد: وُلِد سنة خمس وتسعين، ومات سنة سبع وسبعين ومائة.
(1)«التذكرة» : (2/ 705).
وفي «التقريب» (1): شريك بن عبد الله النَّخَعِي الكوفي القاضي بواسط ثم الكوفة، أبو عبد الله، صدوق، يخطئ كثيراً ساء حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان فاضلاً عابداً شديداً على أهل البدع، من الثامنة، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائة.
عن عثمان بن مَوْهَب قال في «الميزان» (2): الكوفي من موالي بني هاشم، له عن أنس، تفرد عنه زيد بن الحباب، لكن قال أبو حاتم: صالح الحديث، انتهى.
وفي «التقريب» (3): عثمان بن موهب عن أنس، مقبول من الخامسة، وهو غير عثمان بن عبد الله بن موهب، انتهى.
قوله: وروى أبو عَوَانة، هو يعقوب بن إسحاق الإسفرايني صاحب «المُسْتَخْرَج على صحيح مسلم بن الحجاج» .
قوله: عن عثمان (4) بن عبد الله بن مَوْهَب -بوزن كَوْكَب- التيمي، المدني، الأَعْرَج.
روى عن: جابر بن سَمُرة، وأم سلمة، وابن عمر، وأبي هريرة، وجماعة.
(1)(ص266).
(2)
(5/ 74).
(3)
(ص387).
(4)
«التذكرة» : (2/ 1141 - 1142).
وروى عنه: أبو حنيفة، وابنه عمرو بن عثمان، والثوري (1) وآخرون.
وثَّقَهُ ابن معين، وجماعة.
وفي «التقريب» : عثمان بن عبد الله بن موهب التيمي، مولاهم، المدني، الأعرج، وقد ينسب إلى جَدِّه، ثقة من الرابعة، مات سنة ستين.
قوله: عن أم سلمة (2) القرشية المخزومية، أم المؤمنين، زوجة أفضل الخلق أجمعين، اسمها هند بنت أبي أمية واسمه حذيفة، وقيل: سهل بن المغيرة، وأخت عمار بن ياسر لأمه، وقيل من الرَّضاعة، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال سنة اثنتين من الهجرة بعد وقعة بدر، وبنى بها في شوال.
روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن زوجها أبي سلمة بن عبد الأسد، وفاطمة الزهراء.
وروى عنها: ابن عباس، وأسامة بن زيد، وواثلة بن الأسقع، وابنها عمر بن أبي سلمة، وابنتها زينب بنت أبي سلمة، وخلق.
ماتت في شوال سنة تسع وخمسين، ويقال: سنة اثنتين وستين.
47 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا النَّضْرُ بْنُ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنِ الْجَهْدَمَةِ، امْرَأَةِ بِشْير ابْنِ الْخَصَاصِيَّةِ، قَالَتْ:
(1) في المصدر: [وشعبة] والثوري
…
(2)
«الإصابة» : (8/ 150) و «التذكرة» : (4/ 2360).
أَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ يَنْفُضُ رَأْسَهُ وَقَدِ اغْتَسَلَ، وَبِرَأْسِهِ رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ أَوْ قَالَ: رَدْغٌ شَكَّ فِي هَذَا الشَّيْخُ.
قوله: حدثنا إبراهيم (1) بن هارون، هو البَلْخي العابد.
روى عن: حاتم (2) بن إسماعيل، وغيره.
وروى عنه: النسائي، ووثقه، والترمذي كما هنا، وطائفة.
أما إبراهيم بن هارون الصغاني فمجهول لا يعرف، وقول ابن معين فيه يكتب حديثه حمله ابن عدي على أن مراده أنه يكتب حديثه في جملة أحاديث الضعفاء، قَالَهُ الذهبي في «ميزانه» (3).
قوله: أخبرنا النضر بن زرارة.
قال في «الميزان» (4): شيخ لقتيبة بن سعيد نزل بَلْخ مجهول، روى عنه قتيبة (5)، ذكره ابن حبان في «الثقات» .
وفي «التقريب» (6): النضر بن زرارة عبد الأكرم الذهلي، أبو الحسن،
(1)«التذكرة» : (1/ 41).
(2)
في (أ) و (ب): جابر. خطأ، والتصحيح من المصدر.
(3)
(1/ 198).
(4)
(7/ 27).
(5)
في (أ) و (ب): ستة. خطأ، والتصحيح من المصادر.
(6)
(ص561).
نزيل بَلْخ، مستور من التاسعة.
قوله: عن أبي جناب (1)، هو يحيى بن أبي حية أبو جَنَاب الكلبي، الكوفي.
روى عن: أبيه، والشعبي، وطاووس، وعطاء، وخلق.
وروى عنه: أبو حنيفة، والسفيانان، ووكيع، وآخرون.
وثَّقَهُ ابن معين وغيره، وضَعَّفَهُ يحيى القطان.
وفي «التقريب» (2): يحيى بن أبي حية -بمهملة وتحتانية- الكَلْبي، أبو جناب -بجيم ونون خفيفتين وآخره موحدة-. مشهور ضَعَّفوه لكثرة تدليسه، انتهى.
وفي «الميزان» (3): قال يحيى القطَّان: لا أستحلُّ أن أروي عنه. وقال النسائي والدارقطني: ضعيف. وقال أبو زرعة: صدوق يدلس.
وقال ابن الدورقي: يحيى أبو جناب ليس به بأس إلا أنه كان يدلس.
وروى عثمان عن ابن معين: صدوق، ثم قال عثمان: هو ضعيف.
وقال الفلاس: متروك. ثم ذكر أحاديث نُسبت إليه سردها ابن عدي عن الساجي عنه ثم قال: وما أعتقد أن هذا أبو جناب بل آخر مكي هالك،
(1)«التذكرة» : (3/ 1870).
(2)
(ص589).
(3)
(7/ 170).
يريد (1) يحيى بن أبي حية الحجازي عن عثمان؛ فإنه كما قال الذهبي (2) لا يعتمد عليه، والله أعلم.
قوله: عن إياد بن لَقِيط، بكسر الهمزة في أوله، وتخفيف الياء المثناة من أسفل، تقدم التعريف به.
قوله: عن الجَهْدَمة، امرأة بشير بن الخَصَاصِية، قال في «التقريب» (3): صحابية يقال كان النبي صلى الله عليه وسلم غير اسمها فجعله ليلى، انتهى.
قلت: خَصَاصِيَة بوزن طَوَاعِيَة، ولفظه في «الإصابة» (4): الجهدمة غير منسوب ذكره ابن شاهين في أواخر حرف الجيم، وساق من طريق منصور بن أبي الأسود عن أبي جَنَاب عن إياد عن الجهدمة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم خَرَج إلى الصلاة وبرأسه درع الحناء وألفيتُ حاشيةً بخط بعض الفضلاء الحفاظ على هامشه: الجهدمة امرأة، وهي زوج بشير بن الخَصَاصية، وقد ذكرها المصنف في النساء.
قلت (5): لكن تقدم عن «تجريد» الذهبي في الأول جَحْدمة بالمهملة لا
(1) هذا من كلام المصنف.
(2)
«الميزان» : (7/ 172).
(3)
(ص745).
(4)
(1/ 555).
(5)
الكلام للحافظ ابن حجر.
بالهاء، وذكر أن له حديثاً من رواية أبي جَنَاب عن إياد بن لقيط عنه، ثم قال: وقيل هو أبو رِمْثَة انتهى، ولا أعرف من سَمَّى أبا رِمثة هذا الاسم، وسيأتي في الكنى، انتهى.
أقول: وقد تقدم قريباً أيضاً، لكن لا حاجة إلى الإسناد لحاشية بعض الحفاظ مع قول الترمذي في «شمائله» امرأة بشير .. الخ. ولو استحضره الحافظ ما أطال بما قاله ولله الحمد.
48 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ شَعَرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَخْضُوبًا.
قال حماد: وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك مخضوبًا.
قوله: أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن، هو الدارسي (1) تقدم التعريف به.
قوله: أخبرنا عمرو بن عاصم (2)، هو ابن عبيد الله الكلابي، القَيْسي، أبو عثمان البصري.
روى عن: جده عبد الله بن الوازع، وشعبة، وحماد بن سلمة، وهمام، وعدة.
(1) تقدم التنبيه على أن صوابه: الدارمي.
(2)
«التذكرة» : (2/ 1272).
وروى عنه: أحمد، والبخاري، وإسحاق الكَوْسَج، وآخرون.
وثَّقَهُ ابن سعد، وغيره.
مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وفي «التقريب» (1): عمرو بن عاصم بن عبيد الله (2) الكِلَابي القَيْسي، أبو عثمان البصري، صدوق في حفظه شيء، من صغار التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وفي «الميزان» (3): عمرو بن عاصم الكلابي صدوق مشهور من علماء البصريين، روى عن شعبة، وطبقته، وروى عنه البخاري، وخلق، وثَّقَهُ ابن معين. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال إسحاق بن يسار: سمعت عمرو بن عاصم يقول: كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألفاً، وقال بُنْدار: لولا شيء لتركته.
قلت (4): وكذا قال فيك يا بُنْدار أبو داود، قال: لولا سلامة في بندار لتركت (5) حديثه.
(1)(ص423).
(2)
في النسخ: عبد الله. خطأ، والتصحيح من المصدر.
(3)
(5/ 325).
(4)
القائل: الذهبي.
(5)
في (أ) و (ب): لترك، وما أثبتناه من المصدر.
وقال أبو حاتم: لا يحتج بعمرو. وقال أبو داود: لا أنشط لحديثه. مات عمرو بن عاصم سنة ثلاث عشرة ومائتين.
قوله: أخبرنا حَمَّاد بن سلمة، تقدم التعريف به.
قوله: أخبرنا حميد عن أنس، تقدم التعريف بهما.
قوله: حماد، هو المتقدم آنفاً مع التعريف به.
قوله: أنا عبد الله (1)، بن محمد بن عَقيل بن أبي طالب، الهاشمي المدني.
روى عن: أبيه، وخاله محمد بن الحنفية، وابن عمر، وجابر، وأنس، وعدة.
وروى عنه: ابن عجلان، ومعمر، والسفيانان، وحماد بن سلمة، وزائدة، وخلق.
ضعَّفَه النسائي، وأبو حاتم، وابن معين، وغيرهم.
وقال البخاري: كان أحمد وإسحاق والحُمَيْدي يحتجون بحديث ابن عقيل، وهو مقاربُ الحديث.
وقال خليفة: مات بعد الأربعين ومائة.
(1)«التذكرة» : (1/ 922 - 923).