المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ونُفَيْعُ بنُ الحارِث، ونُفَيْعُ بنُ المُعَلَّى: صحابِيّونَ. ونُفَيْعٌ: شاعِرٌ منْ تَميمٍ، - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ٢٢

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌ق ز ع

- ‌قَشَّعَ

- ‌قصَع

- ‌قضع

- ‌قَطَّعَ

- ‌قعع

- ‌قفزع

- ‌قفع

- ‌قلبع

- ‌قلع

- ‌قلفع

- ‌قلمع

- ‌قمع

- ‌قنبع

- ‌قنثع

- ‌قندع

- ‌قنذع

- ‌قنزع

- ‌قنع

- ‌قنفع

- ‌قنقع

- ‌ قوع

- ‌قهقع

- ‌قيع

- ‌(فصل الْكَاف مَعَ الْعين)

- ‌كبع

- ‌كتع

- ‌كثع

- ‌كدع

- ‌كربع

- ‌كرتع

- ‌كرسع

- ‌كرع

- ‌كسع

- ‌كشع

- ‌ك ع ع

- ‌ك ل ع

- ‌ك م ع

- ‌ك ن ت ع

- ‌ك ن ع

- ‌ك وع

- ‌ك ى ع

- ‌(فصل اللَّام) مَعَ الْعين

- ‌ل ب ع

- ‌ل ث ع

- ‌ل خَ ع

- ‌لذع

- ‌لسع

- ‌لطع

- ‌لعع

- ‌لفع

- ‌لقع

- ‌لكع

- ‌لمع

- ‌لوع

- ‌لهع

- ‌ليع

- ‌(فصل الْمِيم مَعَ الْعين)

- ‌متع

- ‌مثع

- ‌مجع

- ‌مُدع

- ‌مذع

- ‌مرع

- ‌مزع

- ‌مسع

- ‌مشع

- ‌مصَع

- ‌مضع

- ‌مُطْعَ

- ‌مظع

- ‌معع

- ‌مقع

- ‌ملع

- ‌منع

- ‌موع

- ‌مهع

- ‌ميع

- ‌(فصل النُّون مَعَ الْعين)

- ‌نبع

- ‌نتع

- ‌نثع

- ‌نجع

- ‌نخع

- ‌نَدع

- ‌نذع

- ‌نزع

- ‌نسع

- ‌نشع

- ‌نصَع

- ‌نطع

- ‌نعع

- ‌نفع

- ‌نقع

- ‌نكع

- ‌نوع

- ‌نهع

- ‌نيع

- ‌(فصل الْوَاو مَعَ الْعين)

- ‌وبع

- ‌وجع

- ‌ودع

- ‌وذع

- ‌ورع

- ‌وزع

- ‌وسع

- ‌وشع

- ‌وصع

- ‌وضع

- ‌وعع

- ‌وفع

- ‌وَقع

- ‌وكع

- ‌ولع

- ‌وَمَعَ

- ‌ونع

- ‌(فصل الْهَاء مَعَ الْعين)

- ‌هبركع

- ‌هبع

- ‌هبقع

- ‌هبلع

- ‌هتع

- ‌هجرع

- ‌هجزع

- ‌هجع

- ‌هجنع

- ‌هدع

- ‌هدلع

- ‌هذلع

- ‌هربع

- ‌هرجع

- ‌هرع

- ‌هرمع

- ‌هرنع

- ‌هزع

- ‌هزلع

- ‌هزنع

- ‌هسع

- ‌هطع

- ‌هطلع

- ‌هعع

- ‌هقع

- ‌هكع

- ‌هلبع

- ‌ هَلَعَ

- ‌هلمع

- ‌همتع

- ‌همسع

- ‌همع

- ‌همقع

- ‌هملع

- ‌هنبع

- ‌هنع

- ‌هوع

- ‌هيع

- ‌(فصل الْيَاء التَّحْتِيَّة مَعَ الْعين)

- ‌يتع

- ‌يثع

- ‌يدع

- ‌يرع

- ‌يسع

- ‌يعع

- ‌يَزع

- ‌يفع

- ‌ينع

- ‌(بَاب الْغَيْن الْمُعْجَمَة)

- ‌(فصل الْهمزَة مَعَ الْغَيْن)

- ‌أبغ

- ‌أرغ

- ‌(فصل الْبَاء مَعَ الْغَيْن)

- ‌ببغ

- ‌بثغ

- ‌بدغ

- ‌بذغ

- ‌برزغ

- ‌برغ

- ‌بزغ

- ‌بستغ

- ‌بشغ

- ‌بطغ

- ‌بغغ

- ‌بلغ

- ‌بوغ

- ‌بَيَّغَ

- ‌بهغ

- ‌(فصل التَّاء مَعَ الْغَيْن)

- ‌تثغ

- ‌تغغ

- ‌توغ

- ‌تنغ

- ‌(فصل الثَّاء الْمُثَلَّثَة مَعَ الْغَيْن)

- ‌ثدغ

- ‌ثرغ

- ‌ثغغ

- ‌ثلغ

- ‌ثمغ

- ‌(فصل الْجِيم مَعَ الْغَيْن)

- ‌جلغ

- ‌جوغ

- ‌(فصل الدَّال مَعَ الْغَيْن)

- ‌دبغ

- ‌دغغ

- ‌دفغ

- ‌دمرغ

- ‌دمغ

- ‌دنغ

- ‌دوغ

- ‌(فصل الذَّال الْمُعْجَمَة مَعَ الْغَيْن)

- ‌ذغغ

- ‌ذلغ

- ‌(فصل الرَّاء مَعَ الْغَيْن)

- ‌ربغ

- ‌رثغ

- ‌ردغ

- ‌رزغ

- ‌رسغ

- ‌رصِغ

- ‌رغغ

- ‌رفغ

- ‌رمغ

- ‌روغ

- ‌ريغ

- ‌(فصل الزَّاي مَعَ الْغَيْن)

- ‌زبغ

- ‌زدغ

- ‌زغغ

- ‌زلغ

- ‌زوغ

- ‌زيغ

- ‌(فصل السِّين مَعَ الْغَيْن)

- ‌سبغ

- ‌سدغ

- ‌سرغ

- ‌سغغ

- ‌سقغ

- ‌سلغ

- ‌سمغ

- ‌سملغ

- ‌سوغ

- ‌سِيغُ

- ‌(فصل الشين مَعَ الْغَيْن)

- ‌شتغ

- ‌شجغ

- ‌شرغ

- ‌شرنغ

- ‌شزغ

- ‌شغغ

- ‌شفدغ

- ‌شلغ

- ‌شمغ

- ‌(فصل الصَّاد مَعَ الْغَيْن)

- ‌صِبغ

- ‌صِدغ

- ‌صِردغ

- ‌صِغغ

- ‌صفغ

- ‌صقغ

- ‌صلغ

- ‌صمغ

- ‌صنغ

- ‌صوغ

- ‌ صِيغَ

- ‌(فصل الضَّاد مَعَ الْغَيْن)

- ‌ضغغ

- ‌ضفغ

- ‌ضمغ

- ‌(فصل الطَّاء مَعَ الْغَيْن)

- ‌طغغ

- ‌طلغ

- ‌طمغ

- ‌طوغ

- ‌(فصل الظَّاء مَعَ الْغَيْن)

- ‌ظربغ

- ‌(فصل الْغَيْن مَعَ مِثلهِ)

- ‌غوغ

- ‌(فصل الْفَاء مَعَ الْغَيْن)

- ‌فتغ

- ‌فَدْغِ

- ‌فثغ

- ‌فرغ

- ‌فشغ

- ‌فضغ

- ‌فغغ

- ‌فَوْغَ

- ‌فلغ

- ‌(فصل الْكَاف مَعَ الْغَيْن)

- ‌كرغ

- ‌(فصل اللَّام مَعَ الْغَيْن)

- ‌لتغ

- ‌لثغ

- ‌لدغ

- ‌لصغ

- ‌لضغ

- ‌لغلغ

- ‌لمغ

- ‌لوغ

- ‌{لَيِّغٌ

- ‌(فصل الْمِيم مَعَ الْغَيْن)

- ‌مرغ

- ‌مزغ

- ‌مسغ

- ‌مشغ

- ‌مضغ

- ‌مغغ

- ‌ملغ

- ‌منغ

- ‌موغ

- ‌(فصل النُّون مَعَ الْغَيْن)

- ‌نبغ

- ‌نتغ

- ‌ندغ

- ‌نَزغ

- ‌نسغ

- ‌نشغ

- ‌نغغ

- ‌نفغ

- ‌نمغ

- ‌نهبغ

- ‌(فصل الْوَاو مَعَ الْغَيْن)

- ‌وبغ

- ‌وتغ

- ‌وثغ

- ‌وزغ

- ‌وشغ

- ‌ولغَ

- ‌ومغ

- ‌(فصل الْهَاء مَعَ الْغَيْن)

- ‌هبغ

- ‌هبنغ

- ‌هدغ

- ‌هدلغ

- ‌هذلغ

- ‌هرنغ

- ‌هغغ

- ‌هقغ

- ‌ هَفَغَ

- ‌هلغ

- ‌همغ

- ‌هنبغ

- ‌هنغ

- ‌هوغ

- ‌هيغ

- ‌يرغ

الفصل: ونُفَيْعُ بنُ الحارِث، ونُفَيْعُ بنُ المُعَلَّى: صحابِيّونَ. ونُفَيْعٌ: شاعِرٌ منْ تَميمٍ،

ونُفَيْعُ بنُ الحارِث، ونُفَيْعُ بنُ المُعَلَّى: صحابِيّونَ.

ونُفَيْعٌ: شاعِرٌ منْ تَميمٍ، قالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: إمّا أنْ يَكُونَ تَصْغِيرَ نَفْعٍ، أَو نافِعٍ، أَو نَفّاعٍ، بعدَ التَرْخِيمِ. وسَمَّوْا نُوَيْفِعاً.

والحَسَنُ بنُ مُغِيثٍ النّافِعِي عنْ أُمِّهِ.

وجَيْشُ بنُ مُحَمّدٍ النّافِعِيُّ، المُقْرِئُ.

وَأَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ سُلَيمانَ النّافِعِيُّ الأنْطَاكِيُّ، مَنْسُوبٌ إِلَى قِرَاءَةِ نافِعٍ.

‌نقع

النَّقْعُ، كالمَنْعِ: رَفْعُ الصَّوْتِ، وَبِه فُسِّرَ قولُ عُمَرَ رضي الله عنه حِينَ قيلَ: إنَّ النِّسَاءَ قد اجْتَمَعْنَ يَبْكِينَ على خالِدِ بنِ الوَلِيدِ فقالَ: وَمَا على نِساءِ بنِي المُغِيرَةِ أنْ يَسْفِكْنَ منْ دُمُوعِهِنَّ على أبي سُلَيْمانَ وهُنَّ جُلوسٌ، مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ وَلَا لَقْلَقَةٌ وقيلَ: عَنَى بالنَّقْعِ: أصْواتَ الخُدُودِ إِذا لُطِمَتْ، وقالَ لبيدٌ رضي الله عنه:

(فمَتَى يَنْقَعْ صُرَاخٌ صادِقٌ

يُحْلِبُوهَا ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ)

وقيلَ: هُوَ شَقُّ الجَيْبِ، قالَ المَرّارُ بنُ سَعِيدٍ:

(نَقَعْنَ جُيُوبَهُنَّ عليّ حَيّاً

وأعْدَدْنَ المَرَاثِيَ والعَوِيلا)

ويُرْوَى: نَزَفْنَ دُمُوعَهُنَّ وهذهِ الرِّوايَةُ أكْثَرُ وأشْهَرُ، وبهِ فُسِّرَ أيْضاً قَوْلُ سِيِّدِنا عُمَرَ السابِقُ.

والنَّقْعُ: القَتْلُ يُقَالُ: نَقَعَهُ نَقْعاً، أَي: قَتَله، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.

ص: 271

والنَّقْعُ: نَحْرُ النَّقِيعَةِ وقَدْ نَقَعَ يَنْقَعُ نُقُوعاً، كالإنْقاعِ، وقَدْ نَقَعَ، وأنْقَعَ، وانْتَقَعَ: إِذا نَحَر، وَفِي كَلامِ العَرَبِ إِذا لَقِيَ الرَّجُلُ مِنْهُم قَوماً يَقُولُ: مِيلُوا يُنْقَعْ لَكُم، أَي: يُجْزَرْ لكُمْ، كأنَّهُ يَدْعُوهُم غذى دَعْوَتِه.

وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: النَّقْعُ: صَوْتُ النَّعامَةِ.

قَالَ: والنَّقْعُ أيْضاً: أنْ تَجْمَعَ الرِّيَقَ فِي فَمِكَ.

وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: النَّقْعُ الماءُ النّاقِعُ: هُوَ المُسْتَنْقِعُ، ومنْهُ الحَديثُ: اتَّقُوا المَلاعِنَ الثّلاثَ، فذَكَرهُنّ: يَقْعُدُ أحَدُكُمْ فِي ظِلٍّ يَسْتَظِلُّ بهِ، أَو فِي طَرِيقٍ، أَو نَقْعِ ماءٍ وَهُوَ مَحْبَسُ الماءِ، وقيلَ: مُجْتَمَعُه ج: أنْقُعٌ كأفْلُسِ.

وَفِي المَثَل: إنَّه لشَرّابٌ بأنْقُعٍ ووَرَدَ أيْضاً فِي حَديثِ الحَجّاجِ: إنَّكُمْ يَا أهْلَ العِرَاقِ شَرّابُونَ على بأنْقْعٍ قالَ ابنُ الأثِيرِ: يُضْرَبُ لمنْ جَرَّبَ الأمُورَ ومارَسَهَا، زادَ ابنُ سِيدَه: حَتَّى عَرَفَهَا، وقالَ الأصْمَعِيُّ: يُضْرَبُ للمُعَاوِدِ للأُمُورِ الّتِي تُكْرَهُ، يَأْتِيهَا حَتَّى يَبْلُغَ أقْصَى مُرادِه، أَو يُضْرَبُ للدّاهِي المُنْكَرِ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: وحكَى أَبُو عُبَيد، أنَّ هَذَا المَثَلَ لابْنِ جُرَيْجٍ، قالَهُ فِي مَعْمَرِ بن راشِدِ، وكانَ ابنُ جُرَيْجٍ من أفْصَحِ النّاسِ، يَقُول: إنَّهُ، أَي مَعْمَراً، أراهُ فِي الحَديثِ ماهِراً رَكِبَ فِي طَلَبِه كُلَ حَزْنٍ، وكَتَبَ من كُلِّ وجْهٍ، لأنَّ الدَّليلَ إِذا عَرَفَ الفَلَواتِ أَي المِياهَ الّتِي فِيهَا وورَدَهَا وشَرِبَ مِنْهَا حَذَقَ سُلُوكَ الطُّرُقِ الّتِي تُؤَدِّي إِلَى الأنْقُع قالَ الأزْهَرِيُّ: وَهُوَ جَمْعُ نَقْعٍ، وهُوَ كُلُّ ماءٍ مُسْتَنْقِعٍ منْ عِدٍّ أَو غَدِيرٍ يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الماءُ، وَفِي الأساسِ والعُبابِ:

ص: 272

وأصْلُهُ الطّائِرُ الّذِي لَا يَرِدُ المَشَارِعَ، لأنَّهُ) يَفْزَعُ من القَنّاصِ، فيَعْمِدُ إِلَى مُسْتَنْقَعَاتِ المِيَاهِ فِي الفَلَواتِ.

والنَّقْعُ: الغُبَارُ السّاطِعُ المُرْتَفِعُ، قالَ اللهُ تَعَالَى: فأثَرْنَ بهِ نَقْعاً وأنْشَدَ اللَّيْثُ للشُّوَيْعِرِ:

(فهُنَّ بِهِم ضَوامِرُ فِي عَجَاجٍ

يُثِرْنَ النَّقْعَ أمْثَالَ السَّراحِي)

ج: نِقَاعٌ، ونُقُوعٌ كحَبْلٍ وحِبالٍ، وبَدْرٍ وبُدُورٍ، قالَ القُطامِيُّ يَصِفُ مهاةً سُبِعَ وَلَدُهَا:

(فساقَتْهُ قَليلاً ثُمَّ وَلَّتْ

لَهَا لَهَبٌ تُثِيرُ بهِ النِّقاعَا)

وقالَ المَرّارُ بنُ سَعِيدٍ:

(فَمَا فاجَأْنَهُمْ إِلَّا قَريباً

يُثِرْنَ، وَقد غَشِينَهُمُ، النُّقُوعَا)

وقيلَ فِي قَوْلِ عُمَرَ رضي الله عنه السَّابِق: مَا لمْ يَكُنْ نَقْعٌ وَلَا لَقْلَقَةٌ هُوَ وَضْعُ التُّرَابِ على الرَأسِ، ذَهَبَ إِلَى النَّقْعِ، وهُوَ الغُبَارُ، قَالَ ابنُ الأثِيرِ: وَهَذَا أوْلَى، لأنَّه قَرَنَ بهِ اللَّقْلَقَةَ، وهِيَ الصَّوْتُ، فحَمْلُ اللَّفْظَتَيْنِ على مَعْنَييْنِ أوْلَى منْ حَمْلِهما على مَعْنىً واحِدٍ.

والنَّقْعُ: ع، قُرْبَ مَكَّةَ حرسها اللهُ تَعَالَى، فِي جَنَباتِ الطّائِفِ، قالَ العَرْجِيُّ:

(لِحَيْنِي والبَلاءِ لَقِيتُ ظُهْراً

بأعْلَى النَّقْعِ أُخْتَ بَنِي تَميمِ)

والنَّقْعُ: الأرْضُ الحُرَّةُ الطِّينِ، لَيْسَ فِيها ارْتِفَاعٌ وَلَا انْهِباطٌ، ومنْهُم منْ خَصَّصَ فقالَ: الّتِي يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءُ، وقيلَ: هُوَ مَا ارْتَفَعَ من الأرْضِ، ج: نِقَاعٌ وأنْقُعٌ كجِبالٍ، وأجْبُلٍ هَكَذَا فِي سائِرِ الأُصُولِ، والأوْلَى كبِحَارٍ وأبْحُرٍ،

ص: 273

كَمَا فِي الصِّحاحِ والعُبَابِ، واللِّسَانِ، لأنَّ واحِدَ الجِبالِ بالتَّحْريكِ، فَلَا يُطَابِقُ مَا هُنَا، فتأمَّلْ.

وقيلَ: النَّقْعُ منَ الأرْضِ: القاعُ، كالنَّقْعاءِ أَي فِي مَعْنَى القاعِ يُمْسِكُ الماءَ، وَفِي الأرْضِ الحُرَّةِ الطِّينِ، المُسْتَوِيَةِ لَيْسَتْ فِيهَا حُزُونَةٌ، ج: تِفاعٌ كجِبالٍ هَكَذَا بالجيمِ، وَلَو كانَ بالحاءِ يَكُونُ جَمْعَ حَبْلٍ بالفَتْحِ، وهُوَ أحْسَنُ، قالَ مُزَاحِمٌ العُقَيْلِي فِي النِّقَاعِ، بمَعْنَى قِيعانِ الأرْضِ:

(يَسُوفُ بأنْفَيْهِ النِّقَاعَ كأنَّهُ

عنِ الرَّوْضِ منْ فَرْطِ النَّشاطِ كعِيمُ)

وَفِي المَثَلِ: الرَّشْفُ أنْقَعُ أَي: أقْطَعُ للعَطَشِ، والمَعْنَى: أنَّ الشَّرابَ الّذِي يُتَرَشَّفُ قَليلا أقْطَعُ للعَطَشِ، وأنْجَعُ، وإنْ كانَ فيهِ بُطءٌ، يُضَرَبُ فِي تَرْكِ العَجَلَةِ كَمَا فِي العُبابِ.

ويُقَالُ: سُمٌّ ناقِعٌ، قاتِلٌ، منْ نَقَعَه: إِذا قَتَلَه، وقالَ أَبُو نَصْرٍ، أَي: ثابِتٌ مُجْتَمِعٌ، منْ نَقَعَ الماءُ إِذا اجْتَمَعَ، قالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ:

(فبِتُّ كأنِّي ساوَرَتْني ضَئيلَةٌ

منَ الرُّقْشِ فِي أنْيَابِها السّمُ ناقِعُ)

)

ودَمٌ ناقِعٌ: طَرِيٌّ، أنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشاعِرِ، وَهُوَ قَسامُ بنُ روَاحَةَ السِّنْبِسِيُّ:

(وَمَا زالَ منْ قَتْلَى رِزاحٍ بعَالِجٍ

دَمٌ ناقِعٌ أَو جاسِدٌ غيرُ ماصِحِ)

قالَ أَبُو سَعيدٍ: يُرِيدُ بالنّاقِعِ الطَّرِيَّ، وبالجَاسِدِ: القَدِيمَ.

وماءٌ ناقِعٌ، ونَقِيعٌ: ناجِعٌ يَقْطَعُ العَطَشَ ويُذْهِبُه ويُسَكِّنُه، والّذِي فِي الصِّحاحِ: ماءٌ ناقِعٌ: ناجِعٌ،

ص: 274

وقالَ قَبْلَ ذلكَ: والنَّقِيعُ أيْضاً: الماءُ النّاقِعُ، فَهُوَ أرادَ بذلكَ المُجْتَمِعَ فِي عِدٍّ أَو غَدِيرٍ، وظَنَّ المُصَنِّف أَنه أرادَ بهِ النّاجِعَ، وليسَ كذلكَ، فتأمَّلْ.

ونُقاعَةُ كُلِّ شَيءٍ، بالضَّمِّ: الماءُ الّذِي يُنْقَعُ فيهِ، كنُقَاعَةِ الحِنَّاءِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، ومنْهُ الحَدِيثُ فِي صِفَةِ بِئْرِ ذَرْوَانَ، وكأنَّ ماءَهَا نُقَاعَةُ الحِنّاءِ، وكأنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ وقالَ الشّاعِرُ:

(بهِ منْ نِضاخِ الشَّوْلِ رَدْعٌ كأنَّهُ

نُقَاعَةُ حِنّاءٍ بماءِ الصَّنَوْبَرِ)

ويُقَالُ: مَا نَقَعْتُ بخَبَرِه نُقُوعاً، بالضَّمِّ: أَي: مَا عُجْتُ بكَلامِهِ ولمْ أُصَدِّقْهُ، وقِيلَ: لَمْ اشْتَفِ بهِ، يُسْتَعْمَلُ فِي الخَيْرِ وَفِي الشَّرِّ، قالَهُ الأصْمَعِيَّ.

والنَّقْعَاءُ: ع، خَلْفَ المَدِينَةِ، على ساكنها أفضلُ الصَّلَاة وَالسَّلَام، عِنْدَ النَّقِيعِ منْ دِيارِ مُزَيْنَةَ، وكانَت طَرِيقَ رسولِ اللهِ، صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوِهِ بَنِي المُصْطَلِقِ.

ونَقْعاءُ: ة، لبَنِي مالِكِ بنِ عَمْروٍ، كَمَا فِي العُبابِ، وَفِي المُعْجَمِ: مَوْضِعٌ من دِيارِ طَيِّيءٍ بنَجْد.

وسَمَّى كُثَيِّرُ عَزَّةَ الشّاعرُ مَرْجَ راهِطٍ: نَقْعاءَ راهطٍ فِي قَوْلِه يَمْدَحُ عَبْدَ المَلِكِ بنَ مَرْوانَ:

(أبُوكَ تَلاقَى يَوْمَ نَقْعَاءِ راهِطٍ

بنِي عَبْدِ شَمْسِ وهْيَ تُنْفَى وتُقْتَلُ)

والنَّقّاعُ كشَدّادٍ: المُتَكَثِّرُ بِمَا لَيْسَ عنْدَه منْ مَدْحِ نَفْسِه بالشَّجَاعَةِ والسَّخاءِ، وَمَا أشْبَهَهُ منَ الفَضَائِلِ قالَهُ ابنُ دُرَيدٍ.

وقالَ الأصْمَعِيُّ: النَّقُوعُ، كصَبُورٍ: صِبْغٌ يُجْعَلُ فيهِ منْ

ص: 275

أفْواهِ الطِّيبِ، يُقَالُ: صَبَغَ ثَوْبَه بنَقُوعٍ.

والنَّقُوعُ منَ المِياهِ: العَذْبُ البارِدُ، أَو الشَّرُوبُ، كالنَّقِيعِ فيهمَا، قالَ اللَّيْثُ: ومِثْلُه سَبْعَةُ أشْياءَ: ماءٌ شَرُوبٌ وشَرِيبٌ، وطَعِيمٌ وطَعُومٌ، وفَرَسٌ ودُوقٌ ووَدِيقٌ، ومَدِيفٌ ومَدُوفٌ، وقَبُولٌ وقَبيلٌ، وسَلُولٌ وسَلِيلٌ، للوَلَدِ، وفَتُوتٌ وفَتِيتٌ، قالَ الصّاغَانِيُّ قولُه مَدُوفٌ ومَدِيفٌ لَا يَدْخُلُ فِي السَّبْعَةِ لأنَّ مِيمَهْمِا زائِدَتانِ، وَلَو قالَ مَكَانَهَا: بَرُودٌ وبَرِيدٌ أَو سَخُونٌ وسَخِينٌ، كانَ مُصِيباً، ومِثْلُهَا كَثِيرٌ.

والنَّقُوعُ: مَا يُنْقَعُ فِي الماءِ منَ الدَّواءِ والنَّبيذِ، كَذَا نَصُّ العُبابِ، وَفِي اللِّسَانِ: مَا يُنْقَعُ فِي الماءِ منَ اللَّيْلِ لدَواءٍ أَو نَبيذٍ، ويُشْرَبُ نَهَارا، وبالعَكْسِ، وَفِي حديثِ الكَرْمِ: تتَّخِذونَه زَبِيباً تَنْقَعُونَه أَي) تَخْلِطُونَه بالماءِ ليَصِيرَ شَرَاباً وذلكَ الإناءُ مِنْقَعٌ، ومِنْقَعَةٌ، بكَسْرِهِمَا، وعَلى الأوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ.

ومِنْقَعُ البُرَمِ أيْضاً: وِعَاءُ القِدْرِ قالَ طَرَفَةُ:

(ألْقَوا إليْكَ بكُلِّ أرْمَلَةٍ

شَعْثاءَ تَحْمِلُ مِنْقَعَ البُرَمِ)

البُرَمُ هُنَا: جَمْعُ بُرْمَةٍ.

وقيلَ: مُنْقَعُ البُرَم، كمُكْرَمٍ: الدَّنُّ، وقيلَ: هُوَ فَضْلَةٌ فِي البِرَامِ كَمَا فِي العُبابِ، وقيلَ: هُوَ تَوْرٌ صَغيرٌ، قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَا يَكُونُ إِلَّا منْ حِجَارَةٍ، وضَبَطَه الجَوْهَرِيُّ بكَسْرِ المِيمِ، أَو مُنْقَعُ البُرَمِ: النِّكْثُ تَغْزِلُه المَرْأَةُ ثانِيَةً، وتَجْعَلُه فِي البِرَامِ، لأنَّه لَا شَيءَ لَهَا غَيْرُها، نَقلَه الصّاغَانِيُّ.

والمُنْقَعُ، كمُكْرَمٍ كَذَا ضَبَطَهُ ابنُ نُقْطَةَ، وشَدُّ قافِه عَن

ص: 276

الأمِير ابْن ماكُولا وهُوَ غَلَطٌ، وَقد تَعَقَّبَه ابنُ نُقْطَةَ: صَحَابِيٌّ تَمِيميٌّ غَيرُ مَنْسُوبٍ، وهُوَ الّذِي رَوَى عنْهُ الفَزَعُ الّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُه، أَو هُوَ ابنُ الحُصَيْنِ بنِ يَزيدَ والصَّحِيحُ أنَّه غَيْرُه، وَهُوَ تَمِيمِيٌّ شَهِدَ القادِسِيَّةَ، وَقد ضُبِطَ بوَزْنِ مُحَمَّدٍ.

والمُنْقَعُ بنُ مالِكِ بن أُمَيَّةَ الأسْلَمِيّ ماتَ فِي حياتِه صلى الله عليه وسلم وتَرَحَّم عَلَيْهِ، كَذَا فِي مُعْجَمِ الذَّهَبِيِّ وابنِ فَهْدٍ.

والمِنْقَعَةُ، كمِكْنَسَةِ ومَرْحَلَةٍ، وَهَذِه عَن كُراعٍ، ومُنْقُعٌ مِثْلُ مُنْخُلٍ، بضَمَّتَيْنِ: بُرْمَةُ صَغِيرَةٌ منْ حِجَارَةٍ، يُطْرَحُ فِيهَا اللَّبَنُ والتَّمْرُ، ويُطْعَمُه الصَّبِيُّ ويُسْقَاهُ، والجَمْعُ المَنَاقِعُ، قالَ حُجْرُ بنُ خالدٍ:

(نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللَّحْمِ للْبِاعِ والنَّدَى

وبَعْضُهُمُ تَغْلِي بذَمٍّ مَنَاقِعُه)

والمَنْقَعُ كمَجْمَعٍ: البَحْرُ عَن أبي عَمْروٍ.

وقالَ غَيْره: هُوَ المَوْضِعُ الّذِي يَسْتَنْقِعُ فيهِ الماءُ أَي: يَجْتَمِعُ، كالمَنْقَعَةِ، والجَمْعُ: المَنَاقِعُ، وَهِي خِلافُ المَشارِعِ.

والمَنْقَعُ: الرِّيُّ منَ الماءِ وَهُوَ مَصْدَرُ نَقَعَ الماءُ غُلَّتَه، أَي: أرْوَى عَطَشَه.

ويُقَالُ: رَجُلٌ نَقُوعُ أُذُنٍ: إِذا كانَ يُؤْمِنُ بكُلِّ شَيءٍ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

والنَّقِيعُ: البِئْرُ الكَثِيرَةُ الماءِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: مُذَكَّرٌ، وَج: أنْقِعَةٌ.

والنَّقِيعُ شَرَابٌ يُنَّحَذُ كمْ زَبِيبٍ يُنْتَقَعُ فِي الماءِ منْ غَيْرِ طَبْخٍ، كالنَّقُوعِ، وقيلَ فِي السَّكَرِ: إنَّهُ نَقِيعُ الزَّبِيبِ، أَو كُلُّ مَا يُنْقَعُ تَمْراً كانَ أَو زَبِيباً، أَو غَيْرَهُمَا

ص: 277

كالعُنَابِ والقَرَاصِيَا والتين وَمَا أشْبَهَها، ثمَّ يُصَفَّى مَاء ويُشْرَبُ: نَقِيعٌ.)

والنَّقِيعُ: المَحْضُ منَ اللَّبَنِ يُبَرَّدُ، نَقلَه الجَوْهَرِيُّ عَن أبي يُوسُفَ، وَكَذَلِكَ النَّقِيعَةُ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لعَمْرو بنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه يَصِفُ امرَأةً:

(تَرَاها الدَّهْرَ مُقْتِرَةً كِباءً

وتَقْدَحُ صَفْحَةً فِيهَا نَقِيعُ)

وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ قَوْلَ الشّاعِرِ:

(أُطَوِّفُ مَا أُطَوِّفُ ثمَّ آوِي

إِلَى أُمِّي، ويَكْفِيني النَّقِيعُ)

كالمُنْقَعِ، كمُكْرَمٍ فيهِمَا، أَي فِي المَحْضِ منَ اللَّبَنِ، وفِيما يُنْقَعُ منْ تَمْرٍ وغَيْرِه، وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ شاهِدَ الأوَّلِ قَوْلَ الشّاعِرِ يَصِفُ فَرَساً:

(قانَى لهُ فِي الصَّيْفِ ظِلٌّ بارِدٌ

ونَصِيُّ ناعِجَةٍ، ومَحْضٌ مُنْقَعُ)

قالَ ابنُ بَرِّيّ: صوابُ إنْشَادِه: ونَصِيُّ باعِجَةٍ بالباءِ، وَهِي الوَعْسَاءُ ذاتُ الرِّمْثِ والحَمْضِ، وقانَى لَهُ أَي: دامَ لَهُ، قالَ الأزْهَرِيُّ: أصْلُه منْ أنْقَعْتُ اللَّبَنَ، فهُوَ نَقِيعٌ، وَلَا يُقَالُ: مُنْقَعٌ، وَلَا يَقُولونَ: نَقَعْتُه، قالَ: وَهَذَا سماعِي منَ العَرَبِ.

والنَّقِيعُ: الحَوْضُ يُنْقَعُ فيهِ التَّمْرُ.

والنَّقِيعُ: الصُّراخُ.

والنَّقِيعُ ع، بجَنَباتِ الطّائِفِ، وهُوَ غَيْرُ النَّقْع الّذِي تَقَدَّم.

والنَّقِيعُ: ع، ببلادِ مُزَيْنَةَ على لَيْلَتَيْنِ، وَفِي نُسْخَةٍ على مَرْحَلَتَيْنِ، وَفِي المُعْجَمِ والعُبَابِ: على عِشْرِينَ فَرْسَخاً منَ المَدِينَة ش، على ساكنها أفضلُ الصَّلَاة

ص: 278

وَالسَّلَام، وهُوَ نَقِيعُ الخَضِماتِ الّذِي حَماهُ عُمَرُ، رضي الله عنه، لنَعَمِ الفَيءِ، وخَيْلِ المُجَاهِدِينَ، فَلَا يَرْعَاهُ غَيْرُهَا، كَمَا قالهُ ابنُ الأثِيرِ والصّاغَانِيُّ قالَ ابنُ الأثِيرِ: ومنْهُ الحَديثُ: أنَّ عُمَرَ حَمَى غَرَزَ النَّقِيعِ، وَفِي حديثٍ آخَرَ: أوَّلُ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ فِي الإسْلامِ بالمَدِينَةِ فِي نَقِيعِ الخَضِماتِ، هَكَذَا ضَبَطَهُ غيرُ واحدٍ، أَو مُتغايِرَانِ، وكِلاهُمَا بالنُّونِ، كَمَا فِي العُبَابِ، وضَبَطَهُ ابنُ يُونُسَ عَن ابنِ إسْحاقَ بالباءِ المُوَحَّدَةِ، كَذَا فِي الرَّوْضِ للسُّهَيْلِيِّ، وَقد تَقَدَّم ذَلِك.

والرَّجُلُ نَقِيعٌ: إِذا كانَتْ أُمُّهُ منْ غَيْرِ قَوْمِهِ.

والنَّقِيعَةُ، كسَفِينَةٍ: طَعامُ القادِمِ منْ سَفَرِه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ لِمُهَلْهِلٍ:

(إنّا لنَضْرِبُ بالسُّيُوفِ رُؤُوسَهُمْ

ضَرَب القُدارِ نَقِيعَةَ القُدّامِ)

قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: القُدّامُ: القادِمُونَ منْ سَفَرٍ، ويُقَالُ: القُدّامُ: المَلِكُ.)

ويُقَالُ: كُلُّ جَزُورٍ جُزِرَتْ للضِّيافَةِ فهِيَ نَقِيعَةٌ، ومنْهُ قوْلُهُم: النّاسُ نَقائِعُ المَوْتِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: أَي: يَجْزَرُهُمْ جَزْرَ الجَزّارِ النَّقِيعَةَ، وهُوَ مجازٌ.

وحَكَى أَبُو عَمْروٍ عنِ السُّلَمِيِّ: النَّقِيعَةُ: طَعامُ الرَّجُلِ لَيْلَةَ يُمْلِكُ إمْلاكاً، وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ: كلُّ الطَّعامِ تشْتَهِي رَبِيعَهْ الخُرْسُ والإعْذَارُ والنَّقِيعَهْ والجَمْعُ: النُّقُعُ بضمَّتَيْنِ قالَ الشّاعِرُ:

(مَيْمُونَةُ الطَّيْرِ لمْ تَنْعِقْ أشائِمُها

دائِمَةُ القِدْرِ بالأفْرَاعِ والنُّقُعِ)

والنَّقِيعَةُ: ع، وقالَ عُمَارَةُ

ص: 279

ابنُ بلالِ بنِ جَريرٍ: خَبْراءُ بَيْنَ بِلادِ بَنِي سَلِيطٍ وضَبَّةَ قالَ جَرِيرٌ:

(خَلِيلَيَّ هِيجَا عَبْرَةً وقِفَا بِنَا

على مَنْزِلٍ بَيْنَ النَّقِيعَةِ والحَبْلِ)

الأُنْقُوعَةُ بالضَّمِّ وقْبَةُ الثَّرِيدِ يَكُونُ فِيها الوَدَكُ.

وقالَ اللَّيْثُ: كُلُّ مَكَان سالَ إليْهِ الماءُ منْ مِثْعَبٍ ونَحْوِه فهُوَ أُنْقُوعَةٌ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: منْ شِعْبٍ، وَهُوَ غَلَطٌ.

ويُقَالُ: هُوَ عَدْلٌ مَنْقَعٌ، كمَقْعَدٍ، أَي: مَقْنَعٌ مَقْلُوبٌ مِنْهُ، كَمَا فِي العُبابِ.

وَأَبُو المَنْقَعَةِ الأنْمَارِيُّ اسمُه بَكْرُ بنُ الحارِثِ ويُقَالُ: نَصْرُ بنُ الحارِثِ: صحابِيُّ نَزَلَ حمْصَ رضي الله عنه، وَهُوَ غَيْرُ أبي مَنْقَعَةَ الّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُه.

وسمٌّ مُنْقَعٌ، كمُكْرَمٍ: مُرَبَّى وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشّاعِرِ: فِيهَا ذَرَارِيحُ وسَمٌّ مُنْقَعُ يَعْنِي: فِي كَأْسِ المَوْتِ، وقالَ عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ العَبْشَمِيُّ يَعِظُ بَنِيهِ:

(واعْصُوا الّذِي يُزْجِي النَّمَائِمَ بَيْنَكُمَ

مُتَنَصِّحاً، ذاكَ السِّمَامُ المُنْقَعُ)

ونَقَعَ المَوْتُ، كمَنَعَ: كَثُرَ.

ويُقَالُ: نَقَعَ فُلاناً بالشَّتْمِ: إِذا شَتَمَهُ شَتْماً قَبيحاً.

وقالَ الأصْمَعِيُّ: نَقَعَ بالخَبَرِ والشَّرَابِ، أَي: اشْتَفَى منْهُ، ومنْه قَوْلُهُم: مَا نَقَعْتُ بخَبَرِه، وَقد تَقَدَّمَ.

ونَقَعَ الدَّواءَ فِي الماءِ: إِذا أقَرَّهُ فِيهِ لَيْلاً، ويُشْرَبُ نَهَاراً، وبالعَكْسِ.

ص: 280

ونَقَعَ الصّارِخُ بصَوْتِهِ نُقُوعاً: تابَعَهُ وأدامَهُ، كأنْقَعَ فيهمَا، أَي فِي الصَّوْتِ والدَّواءِ، ونصُّ الصِّحاحِ حَكَى الفَرّاءُ: نَقَعَ الصارِخُ بصَوْتِه، وأنْقَعَ صَوْتَه: إِذا تابَعَهُ، ومنْهُ قَوْلُ عُمَرَ رضي الله عنه: مَا لَمْ) يَكُنْ نَقْعٌ وَلَا لَقْلَقَةٌ.

قلتُ: وقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِك، وَأما الإنْقَاعُ فِي الدَّواءِ، فيُقالُ: أنْقَعَ الدَّواءَ وغَيْرَهُ فِي الماءِ، فهُوَ مُنْقَعٌ، ويُقَالُ: نَقَعَهُ نَقْعاً فِي الماءِ، فهُوَ نَقِيعٌ، وأنْقَعَهُ: نَبَذَهُ.

ونَقَعَ الصَّوْتُ: ارْتَفَعَ وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للَبِيدٍ:

(فمَتَى يَنْقَعْ صُراخٌ صادِقٌ

يُحْلِبُوها ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ)

أَي: مَتى يَرْتَفِعْ، والهاءُ للحَرْبِ.

وأنْقَعَةُ الماءُ: أرْواهُ، يُقَالُ: أنْقَعَهُ الرِّيُّ، ونَقَعَ بهِ.

وأنْقَعَ الماءُ: اصْفَرَّ وتَغَيَّرَ، لِطُولِ مُكْثِه، كاسْتَنْقَعَ، يُقَالُ: طالَ إنْقَاعُ الماءِ، أَي: اسْتِنْقَاعُه حَتَّى اصْفَرَّ.

وحَكَى أَبُو عُبَيدٍ: أنْقَعَ لَهُ شَرّاً، أَي: خَبَأَهُ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وهُوَ اسْتِعارَةٌ، وَفِي الأساسِ: أنْقَعَ لهُ الشَّرَّ: أثْبَتَهُ وأدامَهُ، وأنْقَعُوا لَهُمْ منَ الشَّرِّ مَا يَكْفِيهِمْ.

قالَ الأزْهَرِيُّ: وجدْتُ لملُؤَرِّجِ حُرُوفاً فِي الإنْقَاعِ مَا عُجْتُ بهَا، وَلَا عَلِمْتُ راوِيَهَا عنْهُ، يُقَالُ: أنْقَعَ فُلاناً: إِذا ضَرَبَ أنْفَهُ بإصْبَعِه.

وأنْقَعَ المَيِّتَ: دَفَنَه.

وأنْقَعَ البَيْتَ: زَخْرَفَهُ، أَو جَعَلَ أعْلاهُ أسْفَلَهُ.

وأنْقَعَ الجارِيَةَ: افْتَرَعَها قَالَ: وَهَذِه حُرُوفٌ مُنْكَرَةٌ كُلُّها، لَا أعْرِفُ منْها شَيْئاً.

انْتَهى كَلامُ الأزْهَرِيِّ، وكأنَّهُ يَعْنِي أنَّهَا لمْ تَصِلْ إليْه بسَنَدٍ صَحِيحٍ مُتَّصِلٍ، والمُصَنِّف لمّا سَمّى كِتَابَهُ بالبَحْرِ، لَزِمَ أنْ يَكُونَ فيهِ الصَّحيحُ وغَيْرُ الصَّحِيحِ، وَمَا أدَقَّ نَظَرَ الجَوْهَرِيُّ رحِمَهُ اللهُ تَعالى.

ص: 281

وانْتُقِعَ لَوْنُه، مَجْهُولاً، فهُو مُنْتَقَعٌ: تَغَيَّرَ منْ هَمٍّ أَو فَزَعٍ، والميمُ أعْرَفُ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: لُغَةٌ فِي امْتُقِعَ، بالميمِ، وقالَ ابنُ فارِسٍ: هُوَ منْ بابِ الإبْدَالِ، وأصْلُه بالمِيمِ، وَهَكَذَا قالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ أيْضاً وقالَ النَّضْرُ: انْتُقِعَ لَوْنُه يُقَالُ ذلكَ: إِذا ذَهَبَ دَمُهُ، وتَغَيَّرَتْ جِلْدَةُ وَجْهِه، إمّا منْ خَوْفٍ، وإمّا منْ مَرَضٍ.

واسْتَنْقَعَ فِي الغَدِيرِ: إِذا نَزَلَ فيهِ واغْتَسَلَ، كأنَّهُ ثَبَتَ فيهِ ليَتَبَرَّدَ، والمَوْضِعُ مُسْتَنْقَعٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ ومنْهُ: كانَ عَطَاءٌ يَسْتَنْقِعُ فِي حِياضِ عَرَفَةَ أَي يَدْخُلُها ويَتَبَرَّدُ بمائِها، وقالَ الحادِرَةُ:

(بغَرِيضِ ساريَةٍ أدَرَّتْهُ الصَّبَا

منْ ماءِ أسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ)

)

وقالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ رضي الله عنه:

(ولَقَدْ حَرَصْتُ على قَلِيلِ مَتَاعِها

يَوْمَ الرَّحِيلِ، فدَمْعُها المُسْتَنْقِعُ)

ويُرْوَى: المُسْتَنْفَعُ والمُسْتَمْنَعُ.

واسْتَنْقَعَ الماءُ فِي الغَدِيرِ: اجْتَمَعَ وثَبَتَ نَقَله الجَوْهَرِيُّ.

واسْتَنْقَعَتْ رُوحُه أَي: خَرَجَتْ وَهُوَ مأخُوذٌ منْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بن كَعْبٍ القُرَظِيِّ أنَّهُ قالَ: إِذا اسْتَنْقَعَتْ نَفْسُ المُؤْمِن جاءَهُ مَلَكٌ إِلَى آخِرِ الحَديثِ، وفَسَّرُوه هَكَذَا، وقالَ شَمِرٌ: لَا أعْرِفُ هَذَا أَو المَعْنَى اجْتَمَعَتْ فِي فيهِ تُرِيدُ الخُرُوجَ كَمَا يَسْتَنْقِعُ الماءُ فِي مكانٍ وأرادَ بالنّفْسِ الرُّوحَ، قالَهُ الأزْهَرِيُّ، قالَ: ومَخْرَجٌ آخَرُ: هُوَ أنْ يَكُونَ منْ قَوْلِهِمْ: نَقَعْتُه: إِذا قَتَلْتَهُ.

واسْتُنْقِعَ لَوْنُه مَجْهُولاً تَغَيَّرَ كانْتُقِعَ، وَلَو ذَكَرَهُمَا فِي مَحَلٍّ واحِدٍ كانَ مُصِيباً.

ص: 282

واسْتُنْقِعَ الشَّيءُ فِي الماءِ: أُنْقِع.

وقالَ الأصْمَعِيُّ: المُسْتَنْقِعُ من الضُّرُوعِ: الّذِي يَخْلُو إِذا حُلِبَتْ، ويَمْتَلِئُ إِذا حُفِّلَتْ.

وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: النُّقُوع، بالضَّمِّ: اجْتِماعُ الماءِ فِي المَسِيلِ ونَحْوهِ.

والنَّقْعُ، بالفَتْحِ: مَحْبِسُ الماءِ.

وئَقْعُ البِئْرِ: الماءُ المُجْتَمِعُ فِيهَا قَبْلَ أنْ يُسْتَقَى وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ فَضْلُ مائِه الّذِي يَخْرُجُ منْهُ، قَبْلَ أنْ يُصَبَّ مِنْهُ فِي وِعاءٍ.

ونَقَعَ السمُّ فِي أنْيَابِ الحَيَّةِ: اجْتَمَعَ، وأنْقَعَتْهُ الحَيَّةُ، ويُقَالُ: سُمٌّ مَنْقُوعٌ، كناقِعٍ.

والنَّقْعُ: الرِّيُّ، يُقَالُ: نَقَعَ من الماءِ، وبهِ نُقُوعاً، رَوِيَ، يُقَالُ: شَرِبَ حَتَّى نَقَعَ وبَضَعَ، أَي: شَفى غَلِيلَهُ ورَوِيَ.

ويُقَالُ: نَقَعَتْ بذلكَ نَفْسِي أَي: اطْمَأنَّتْ إليْهِ، ورَوِيَتْ بهِ.

ونَقَعَ الماءُ العَطَشَ نَقْعاً: سَكَّنَهُ وأذْهَبَه.

ونَقَعَ العَطَشُ نَفْسُه: سَكَنَ، قالَ جَرِيرٌ:

(لَوْ شِئْتُ قَدْ نَقَعَ الفُؤادُ بشَرْبَةٍ

تَدَعُ الصَّوادِيَ لَا يَجِدْنَ غَلِيلا)

وفلانٌ مُنْقَعٌ، كمُكْرَمٍ، أَي: يُسْتَشْفَى بَرَأْيِه، وَهُوَ مجازٌ.

والنَّقْعُ: دَواءٌ يُنْقَعُ ويُشْرَبُ.)

والنَّقِيعَةُ من الإبِلِ: العَبِيطَةُ تُوَفَّرُ أعْضاؤُهَا، فتُنْقَعُ فِي أشْياءَ.

ونَقَعَ نَقِيعَةً: عَمِلَهَا.

والنَّقِيعَةُ: مَا نُحِرَ منَ النَّهْبِ قَبْلَ أنْ يُقْتَسَمَ، قالَ:

ص: 283