الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهاب من الرحمن يهدي من اتقى
…
ويسحت من عاف الهدى أيما سحت
صبور إذا الشم الرواسي تزلزلت
…
نآى طيشها عن ذلك الشامخ الثبت
مشيخة الشيخ العدل أبي الحسن
علي بن يحيى بن علي بن أبي بكر بن موسى الشاطبي الأصل ثم الدمشقي، تخريجي له في ثلاثة أجزاء، عن شيوخه بالسماع، وهو ثمانية وخمسون شيخا، سمعتها عليه ثم قرأتها ثاني مرة، وذكرت في ترجمة كل شيخ منهم غالب ما سمع عليه من الكتب والأجزاء، وأجاز لي ذلك عنه إجازة خاصة، وقد تقدم ذكره في سنن النسائي وغيره، وكانت وفاته في شهر رمضان، سنة إحدى وعشرين وسبع مائة، عن خمس وثمانين سنة رحمه الله ومما في مشيخته المذكورة: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الفهم اليلداني، سماعا عليه، أنا عبد المنعم بن كليب، أنا مُحَمَّد بن سعيد بن نبهان، أنا الحسن بن أحمد بن شاذان، أنا مُحَمَّد بن الحسن بن مقسم، ثنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب قال: وحدثنا عبد الله بن شبيب، حدثني مُحَمَّد بن عيسى، عن
قليج بن إسماعيل، حدثني عبد الله بن صالح، حدثني عمي سليمان بن علي، عن عكرمة قال: إني لمع ابن عباس، رضي الله عنه بعرفة إذا فتية أدمان يحملون فتى في كساء، معروق الوجه، ناحل البدن، حتى وضعوه بين يدي ابن عباس وقالوا له: استشف له يا ابن عم رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: فقال
ابن عباس رضي الله عنهما: وما به؟ فأنشأ الفتى يقول:
بنا من جوى الأحزان والوجد لوعة
…
تكاد لها نفس الشفيق تذوب
ولكنما أبقى حشاشة معول
…
على ما به عود هناك صليب
قال: فأقبل ابن عباس، رضي الله عنه على عبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى فقال: خذ هذا البدوي، العود علينا وعليك، قال: فحملوه فخفت في أيديهم فمات، فقال ابن عباس، هذا قتيل الحب لا عقل ولا قود قال عكرمة: فما رأيت ابن عباس، رضي الله عنه سأل الله في عشيته حتى المساء إلى العافية مما ابتلي به الفتى قال أبو العباس ثعلب: يقال إن قريش أصلب العرب عودا وروى الحافظ أبو القاسم بن عساكر هذه الحكاية في بعض تصانيفه، عن الحافظ أبي الفضل بن ناصر، عن ابن نبهان بها، فوقعت لنا بدلا عاليا، وهذه من جملة أمالي أبي العباس ثعلب، وهي مجلد مفيد في اللغة والأدب، وقد سمعه شيخنا هذا بكماله من اليلداني، بالسند المتقدم.