الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مشيخة الشيخ الصالح أبي زكريا
يحيى بن مُحَمَّد بن سعد بن عبد الله بن سعد المقدسي الصالحي، تخريج الإمام فخر الدين بن البعلبكي له، في ستة أجزاء منها جزآن عن شيوخه بالسماع، وأربعة عن شيوخ الإجازة، وسمعتها عليه كاملة، بقراءة الحافظ البرزالي بحضور المخرج لها، وكانت وفاة هذا الشيخ في الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة، سنة إحدى وعشرين وسبع مائة، ومولده سنة إحدى وثلاثين وست مائة، في ربيع الآخر، اسمه في الطباق سعد، وكان رحمة الله عليه من الصالحين الأخيار، الملازمين للسماع والإسماع لا يضجر من ذلك، وأقعد في آخر عمره، فكان يحمل في كساء إلى الجامع، حتى يسمع عليه ويطول المجلس وهو صابر محتسب في ذلك رحمه الله أنشدني أبو زكريا يحيى بن مُحَمَّد بن سعد، بقراءتي عليه قال: أنشدني والدي الإمام أبو عبد الله فيما قرئ عليه وأنا أسمع لنفسه:
تذكر مشتاق وأنا له الذكرى
…
ولم يستطع للوجد صرفا ولا نصرا
أخو لوعة ما فارق الشوق قلبه
…
ولا واصل السلوان يوما ولا الصبرا
إذا نهنه الطرف القريح عن البكا
…
جرى مستهلا لا بكيا ولا نزرا
وإن رام كتمان الصبابة عبرت
…
عن الوجد والأشواق أجفانه العبرى
كأن عليه الدمع ضربة لازب
…
إذا شام برقا أو رأى منزلا قفرا
تخال به مما جنى الوجد جنة
…
وتحسب من ميد الغرام به سكرا
يروم بلوغ الوصل من أهل رامة
…
ولم ينوي أهل النيرين له هجرا
ويهوى مقرا بالعقيق وداره
…
على طيبها بالسهم بالقرب من مقرا
محل إذا أقسمت أن ليس مثله على الأ
…
رض حسنا كنت في القسم البرا
تنافس فيه الحسن معنى ومنظرا
…
ولم تبلغ الأخبار عن طيبه الخبرا
لسكانه ما في الجنان سوى البقا
…
فطوبى لمن أفنى مطيعا به العمرا
تمنى النوى عن ذاك لا عن ملاله
…
ولكن نوى ما يوجب الأجر والفخرا
زيارة قبر كل قلب وناظر
…
يود اشتياقا أن يكون له قبرا
به عصمة للعالمين ورحمة
…
تعمهم من ساء منهم ومن برا
به المصطفى خير الأنام مُحَمَّد
…
وأكبرهم فخرا وأشرفهم قدرا
أسيد أهل الأرض طرا وصادقا
…
أقول وخير الخلق كلهم طرا
هدانا بك الرحمن بعد ضلالة
…
وكفر على الدين القويم أتى كفرا
وقد هجروا التوحيد واغتيل أهله
…
وأصبح قول الحق عند الورى هجرا
فقمت بأمر الله بالحق صادعا
…
ولما تهب فيه الوعيد ولا الزجرا
وحين دجا ليل الضلالة حالك
…
طلعت به بدرا وكنت له الفجرا
وجاهدت في الرحمن حق جهاده
…
إلى أن أتاك الفتح يتبع النصرا
ومنها:
لك المعجزات البينات التي غدت
…
محققة كالشمس طالعة ظهرا
وكم هاتف أضحى ببعثك صادحا
…
يألفه نثرا وينظمه شعرا
وأقبلت الأشجار لما دعوتها
…
يشق لها الشوق السهولة والوعرا
ولما دعوت العذق من رأس نخلة
…
أتاك فقلت ارجع فما خالف الأمرا
ومنها:
وبالرعب أيضا قد نصرت على العدا
…
مسيرة أيام يعدونها شهرا وأعطيت
أصحابا كراما أعزة
…
وآلا تخال النطق في ذكرهم عطرا
ومنها:
عليك صلاة الله ثم عليهم
…
سلام يعير المسك من طيبه النشرا
سلام كنشر الروض حمله الصبا
…
ليبلغ عنه شكره السحب والقطرا
سلام كلطف الله جاء لخائف
…
فقير بأمر يعدم الخوف والفقرا
فيا خير مأمون ويا خير شافع
…
ويا ملجأ العاصي المقر الذي غرا
سل الله يعطيني إليك
…
زيارة أشد به أزرا أحل بها وزرا
وكن شافعي فيها قريبا فإنني
…
بحبك أرجو أن أفوز بها حشرا
لأنك قلت المرء مع من أحبه
…
وإن امرؤ صب بحبكم مغرا
وهي طويلة اقتصرت منها على هذا القدر، لئلا يطول سياقها.