الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال مجاهد: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما يقول الناس في؟ قلت: يقولون: مسحور، قال: ما أنا بمسحور، وإني لأعلم الساعة التي سقيت فيها، ثم دعا غلامًا له، فقال له: ويحك، ما حملك على أن تسقيني السم؟ قال: ألف دينار أعطيتها وعلي أن أعتق، قال: هاتها، قال: فجاء بها فألقاها في بيت المال، وقال: اذهب حيث لا يراك أحد.
مات في أيامه من الأعلام:
أبو أمامة سعد بن سهل بن حنيف، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسالم بن أبي الجعد، وبسر بن سعيد، وأبو عثمان النهدي، وأبو الضحى، وشهر بن حوشب الشامي، وحنش بن عبد الله الصنعاني، ومسلم بن يسار البصري، وعيسى بن طلحة بن عبد الله القرشي التيمي أحد أشراف قريش وعقلائها وعلمائها.
يزيد بن عبد الملك بن مروان
1
يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، أبو خالد، الأموي، الدمشقي.
ولد سنة إحدى وسبعين، وولي الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز بعهد من أخيه سليمان كما تقدم.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لما ولي يزيد قال: سيروا بسيرة عمر بن عبد العزيز، فأتى بأربعين شيخًا فشهدوا له ما على الخلفاء حساب ولا عذاب.
وقال ابن الماجشون: لما مات عمر بن عبد العزيز قال يزيد: والله ما عمر بأحوج إلى الله مني، فأقام أربعين يومًا يسير بسيرة عمر بن عبد العزيز، ثم عدل عن ذلك.
وقال سليم بن بشير: كتب عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن عبد الملك حين احتضر:
سلام عليك، أما بعد فإني لا أراني إلا لما بي، فالله الله في أمة محمد؛ فإنك تدع الدنيا لمن لا يحمدك، وتفضي إلى من لا يعذرك، والسلام.
وفي سنة اثنتين خرج يزيد بن المهلب على الخلافة، فوجه إليه مسلمة بن عبد الملك بن مروان فهزم يزيد وقتل، وذلك بالعقير موضع بقرب كربلاء.
قال الكلبي: نشأت وهم يقولون: ضحى بنو أمية يوم كربلاء بالدين، ويوم العقير بالكرم.
مات يزيد في أواخر شعبان سنة خمس ومائة.
وممن مات في خلافته من الأعلام:
الضحاك بن مزاحم، وعدي بن أرطأة، وأبو المتوكل الناجي، وعطاء بن يسار، ومجاهد، ويحيى بن وثاب مقرئ الكوفة، وخالد بن معدان، والشعبي عالم العراق، وعبد الرحمن بن حسان بن ثابت، وأبو قلابة الجرمي، وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري، وآخرون.
1 تولى الخلافة 101هـ وحتى 105هـ.
هشام بن عبد الملك
1
هشام بن عبد الملك، أبو الوليد، ولد سنة نيف وسبعين واستخلف بعهد من أخيه يزيد.
1 تولى الخلافة 105هـ وحتى 125هـ.
قال مصعب بن الزبير: رأى عبد الملك في منامه أنه بال في المحراب أربع مرات فسأل سعيد بن المسيب: فقال: يملك من ولده لصلبه أربعة، فكان آخرهم هشام.
وكان هشام حازمًا عاقلًا كان لا يدخل بيت ماله مالًا حتى يشهد أربعون قسامة، لقد أخذ من حقه، ولد أعطي لكل ذي حق حقه.
وقال الأصمعي: أسمع رجل مرة هشامًا كلامًا، فقال له: يا هذا، ليس لك أن تسمع خليفتك.
قال: وغضب مرة على رجل فقال: والله لقد هممت أن أضربك سوطًا.
وقال سحبل بن محمد: ما رأيت أحدًا من الخلفاء أكره إليه الدماء ولا أشد عليه من هشام.
وعن هشام أنه قال: ما بقي شيء من لذات الدنيا إلا وقد نلته إلا شيئًا واحدًا أخًا أرفع مؤنة التحفظ فيما بيني وبينه.
وقال الشافعي: لما بنى هشام الرصافة بقنسرين أحب ألا يخلو يومًا لا يأتيه في غم، فما انتصف النهار حتى أتته ريشة بدم من بعض الثغور، فأوصلت إليه، فقال: ولا يومًا واحدًا.
وقيل: إن هذا البيت له ولم يحفظ له سواه:
إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى
…
إلى بعض ما فيه عليك مقال
مات في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة.
وفي سنة سبع من أيامه فتحت قيصرية الروم بالسيف، وفي سنة ثمانٍ فتحت خنجرة على يد البطال الشجاع المشهور، وفي سنة اثنتي عشرة فتحت خرشنة في ناحية ملطية.
وممن مات في أيامه من الأعلام: سالم بن عبد الله بن عمر، وطاوس، وسليمان بن يسار، وعكرمة مولى ابن عباس، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وكثير عزة الشاعر، ومحمد بن كعب القرظي، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وأبو الطفيل عامر بن واثلة الصحابي آخرهم موتًا، وجرير، والفرزدق، وعطية العوفي، ومعاوية بن قوة، ومكحول، وعطاء بن أبي رباح، وأبو جعفر الباقر، ووهب بن منبه، وسكينة بنت الحسين، والأعرج، وقتادة، ونافع مولى ابن عمر، وابن عامر مقرئ الشام، وابن كثير مقرئ مكة، وثابت البناني، ومالك بن دينار، وابن محيصن المقرئ، وابن شهاب الزهري، وخلائق آخرون.
ومن أخبار هشام:
أخرج ابن عساكر عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: أراد هشام بن عبد الملك أن يوليني خراج مصر، فأبيت، فغضب حتى اختلج وجهه، وكان في عينه الحول، فنظر إليّ نظر منكر، وقال: لتلين طائعًا، أو لتلين كارهًا، فأمسكت عن الكلام حتى سكن غضبه، فقلت: يا أمير المؤمنين، أتكلم؟ قال: نعم، قلت: إن الله قال في كتابه العزيز: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا} الآية [الأحزاب: 72]