الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بويع بالخلافة بعد خلع المتوكل في شهر رجب سنة خمس وثمانين، واستمر، إلى أن مات يوم الأربعاء، تاسع عشر شوال سنة ثمانٍ وثمانين.
المستعصم بالله زكرياء بن إبراهيم
1
المستعصم: زكرياء بن إبراهيم بن المستمسك.
بويع بالخلافة بعد موت أخيه الواثق، ثم خلع منها سنة إحدى وتسعين وسبعمائة2، واستمر بداره مخلوعًا إلى أن مات، وأعيد المتوكل كما تقدم.
1 تولى الخلافة سنة 788هـ وحتى 791هـ.
2 وردت بجميع النسخ المطبوعة التي تحت أيدينا "ثمانمائة" والصحيح ما أثبتناه.
المستعين بالله أبو الفضل بن المتوكل
1
المستعين بالله: أبو الفضل العباس بن المتوكل، أمه أم ولد تركية اسمها باي خاتون.
بويع بالخلافة بعهد من أبيه في رجب سنة ثمانٍ وثمانمائة، والسلطان يومئذ الملك الناصر فرج، فلما خرج الناصر لقتال شيخ المحمودي، فلما انكسر وهزم وقتل وبويع الخليفة بالسلطنة مضافة للخلافة، وذلك في المحرم سنة خمس عشرة، ولم يفعل ذلك إلا بعد شدة وتصميم وتوثق من الأمراء بالأيمان، وعاد إلى مصر والأمراء في خدمته، وتصرف بالولاية والعزل، وضربت السكة باسمه، ولم يغير لقبه.
وعمل شيخ الإسلام ابن حجر في قصيدته المشهورة وهي هذه:
الملك فينا ثابت الأساس
…
بالمستعين العادل العباسي
رجعت مكانه آل عم المصطفى
…
لمحلها من بعد طول تناس
ثاني ربيع الآخر الميمون في
…
يوم الثلاثاء حف بالأعراس
بقدوم مهدي الأنام أمينهم
…
مأمون غيب طاهر الأنفاس
ذو البيت طاف به الرجال فهل يرى
…
من قاصد متردد في الياس
فرع نما من هاشم في روضه
…
زاكي المنابت طيب الأغراس
بالمرتضي والمجتبي، والمشتري
…
للحمد، والحالي به والكاسي
من أسرة أسروا الخطوب وطهروا
…
مما يغيرهم من الأدناس
أسد إذا حضروا الوغى وإذا خلوا
…
كانوا بمجلسهم كظبي كناس
مثل الكواكب نوره ما بينهم
…
كالبدر أشرف في دجى الأغلاس
ويكفه عند العلامة آية
…
قلم يضيء إضاءة المقباس
فلبشره للوافدين مباسم
…
تدعى، وللإجلال بالعباس
فالحمد لله المعز لدينه
…
من بعد ما قد كان في إبلاس
1 تولى الخلافة 808هـ وحتى 815هـ.
بالسادة الأمراء أركان العلى
…
من بين مدرك ثأره ومواس
نهضوا بأعباء المناقب وارتقوا
…
في منصب العليا الأشم الراسي
تركوا العدى صرعى بمعترك الردى
…
فالله يحرسهم من الوسواس
وإمامهم بجلاله متقدم
…
تقديم بسم الله في القرطاس
لولا نظام الملك في تدبيره
…
لم يستقم في الملك حال الناس
كم من أمير قبله خطب العلى
…
وبجده رجعته بالإفلاس
حتى إذا جاء المعالي كفؤها
…
خضعت له من بعد فرط شماس
طاعت له أيدي الملوك، وأذعنت
…
من نيل مصر أصابع المقياس
فهو الذي قد رد عنا البؤس في
…
دهر به لولاه كل الباس
وأزال ظلمًا عم كل معمم
…
من سائر الأنواع والأجناس
بالخاذل المدعو ضد فعاله
…
بالناصر المتناقض الآساس
كل نعمة لله كانت عنده
…
فكأنها في غربة وتناس
مازال سر الشر بين ضلوعه
…
كالنار أو صحبته للأرماس
كم سن سيئة عليه أثامها
…
حتى القيامة ما له من آس
مكرًا بنى أركانه، لكنها
…
للغدر قد بنيت بغير أساس
كل امرئ ينسى ويذكر تارة
…
لكنه للشر ليس بناس
أملى له رب الورى حتى إذا
…
أخذوه لم يفلته مر الكاس
وأدالنا منه المليك بمالك
…
أيامه صدرت بغير قياس
فاستبشرت أم القرى والأرض من
…
شرق وغرب كالعذيب وفاس
آيات مجد لا يحاول جحدها
…
في الناس غير الجاهل الخناس
ومناقب العباس لم تجمع سوى
…
لحفيده ملك الورى العباس
لا تنكروا للمستعين رئاسة
…
في الملك من بعد الجحود الناسي
فبنو أمية قد أتى من بعدهم
…
في سالف الدنيا بنو العباس
وأتى أشج بني أمية ناشرًا
…
للعدل من بعد المبير الخاسي
مولاي عبدك قد أتى لك راجيًا
…
منك القبول فلا يرى من باس
لول المهلبة طولت أمداحه
…
لكنها جاءته بالقسطاس
فأدام رب الناس عزك دائمًا
…
بالحق محروسًا برب الناس
وبقيت تستمع المديح لخادم
…
لولاك كان من الهموم يقاسي
عبد صفا ودا وزمزم حاديًا
…
وسعى على العينين قبل الراس
أمداحه في آل بيت محمد
…
بين الورى مسكية الأنفاس