المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خروج الإمام من الغراس مترحلا إلى جهات شهارة - تاريخ اليمن خلال القرن الحادي عشر = تاريخ طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى

[الوزير الصنعاني]

فهرس الكتاب

- ‌قصَّة الْحَوَادِث

- ‌فتح بَغْدَاد

- ‌وقْعَة نقِيل الشيم

- ‌حِصَار ذِي مرمر

- ‌خلَافَة الإِمَام الْأَعْظَم المتَوَكل على الله إِسْمَاعِيل بن أَمِير الْمُؤمنِينَ الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عَليّ

- ‌فتح بِلَاد الْأَمِير حُسَيْن صَاحب عدن

- ‌وُفُود الْأَخْبَار بوصول جنود عثمانية إِلَى مَكَّة واليمن

- ‌التَّجْهِيز على حُسَيْن باشا صَاحب الْبَصْرَة

- ‌قصَّة يهود الْيمن ودعواهم تحول لملك إِلَيْهِم لعنة الله عَلَيْهِم

- ‌تجلي حُسَيْن باشا عَن الْبَصْرَة بعد عَجزه عَن عَسَاكِر السلطنة

- ‌قصَّة الشريف حمود بن عبد الله والأروام

- ‌الْجُزْء الثَّانِي من طبق الْحَلْوَى وصحاف الْمَنّ والسلوى

- ‌وَدخلت سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَألف

- ‌منازلة الفرنج لبندر المخا

- ‌وَدخلت سنة إثنتين وَثَمَانِينَ وَألف

- ‌وَدخلت سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَألف

- ‌وَدخلت سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَألف

- ‌وَدخلت سنة خمس وَثَمَانِينَ وَألف فِي ثَالِث محرم حصلت عِنْد الإِمَام أَخْبَار مَكَّة وفيهَا أَن سَعْدا وَأحمد إبني زيد تحيزا إِلَى بِلَاد نجد الْعليا وبركات عَاد من بدر إِلَى مَكَّة صحبته بن مضيان بعد أَن ألبسهُ خلعة الْأمان واستطرق أَصْحَاب الْعمانِي هَذَا الْعَام جَزِيرَة سقطرى وَقتلُوا من أَهلهَا

- ‌تجهيز السُّلْطَان على الْيمن

- ‌كَرَامَة للشَّيْخ الصفي أَحْمد بن علوان أَيْضا

- ‌الدولة المهدوية وَمَا شجر فِي أَثْنَائِهَا

- ‌وَدخلت سنة تسع وَثَمَانِينَ وَألف

- ‌معركة الصلبة

- ‌خُرُوج الإِمَام من الْغِرَاس مترحلا إِلَى جِهَات شهارة

- ‌حَرْب الأبرق

الفصل: ‌خروج الإمام من الغراس مترحلا إلى جهات شهارة

أَصْحَابه إِلَى جِهَة الرُّتْبَة فصبوا عَلَيْهِم مَا فِي أَجْوَاف البنادق وأطاروا إِلَيْهِم شرار تِلْكَ الصَّوَاعِق فأثخنوا جمَاعَة مِنْهُم بالجراح وأشعروهم أَن تِلْكَ مُقَدّمَة لضرب الصفاح ثمَّ اشتدت بَينهم ريم الْحَرْب واتصل الرَّمْي والطعن وَالضَّرْب من شروق الشَّمْس إِلَى منتصف الْيَوْم واتصل بأصحاب الْأَمِير احْمَد بعد ذَلِك مدد الأميرين عبد الْقَادِر الحسام وَعلي بن الإِمَام وانضاف إِلَيْهِم جمَاعَة الْأَمِير الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقَاسِم فاتفقت معركة عُظَمَاء وداهية صماء خلص الْأَمر مِنْهَا عَن قتل سِتَّة وَثَلَاثِينَ رجلا مِنْهُم مقدم الدَّاعِي وَهُوَ أَبُو راوية الْمَذْكُور وَفِيهِمْ من أَصْحَاب الإِمَام نَحْو عشرَة أَنْفَار وانتهبت الْعَسْكَر سوق الصلبة وَفِيه أَمْوَال جسيمة لَا تضبطها الأقلام حَتَّى كسدت فِيهَا تفاريق الْهِنْد بأيدي الْعَسْكَر وَفِي ذَلِك يَقُول الْأَمِير المفوه شرف الدّين الْحُسَيْن بن عبد الْقَادِر

(إِلَى المخاضة فانهض

للبز واغنم كساده)

(من شَاءَ تعوض مِنْهَا

فَهِيَ المخا وزياده)

وَشرف الدّين الْحُسَيْن بن المتَوَكل على الله وصل إِلَى صنعاء بجُنُوده فِي ثامن وَعشْرين وانْتهى إِلَى حَضْرَة الإِمَام الْغِرَاس وَعِيد الْجَمِيع بهَا

‌خُرُوج الإِمَام من الْغِرَاس مترحلا إِلَى جِهَات شهارة

ثمَّ نَهَضَ الإِمَام بعد الْعِيد إِلَى مَحل يُسمى الحماطي بالرحبة وَضربت هُنَالك الْخيام وأشعر الْقبل بالصدام فَاجْتمع لَهُ من بني حشيش وَبني الْحَارِث ونهم وهمدان وذيبان وعيال عبد الله وَغَيرهم جمع وافر وتقدمه إِلَى صوب شهارة الْأَمِير الْحُسَيْن بن المتَوَكل على الله وَاتفقَ عِنْد خُرُوجه وُصُول القَاضِي بدر

ص: 337

الدّين مُحَمَّد بن عَليّ قيس من حَضْرَة علم الْإِسْلَام الدَّاعِي إِلَى حَضْرَة الإِمَام يروم الصُّلْح وَمَا كره أَن ينخرط الإِمَام فِي مُتَابعَة الدَّاعِي الْهمام ولوم فِيمَا جرا من الْقَتْل وَالسَّلب فِي الصلبة

وَوصل بعد ذَلِك مَشَايِخ حجَّة يطْلبُونَ الْأمان وَكَانَ الدَّاعِي قد أرسل إِلَى حجَّة فَخر الدّين عبد الله بن أَحْمد بن الْقَاسِم فَانْتهى إِلَى حورة وشوش على الَّذين دخلُوا فِي بيعَة الإِمَام

وَفِي هَذِه الْأَيَّام جهز الدَّاعِي أَخَاهُ احْمَد إِلَى خمر وفيهَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد فوصلها وَوَقعت بَينهمَا مراماه منعت الْحُسَيْن عَن المَاء فاضطره الْحَال إِلَى الْمُصَالحَة وَالْخُرُوج عَنْهَا إِلَى حمدة وَكَانَ وَالِده عز الْإِسْلَام قد وَجه إِلَيْهِ زِيَادَة فَاجْتمعُوا بالحسين فِي طَرِيقه رَاجعا ثمَّ ارتحل الإِمَام وَصَحبه عز الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد إِلَى ذيفان واقام وَضرب هُنَالك الوطاق والخيام وَعند أَن وصل إِلَيْهِ قابله أهل البون بالمدد والعون وانتظموا فِي زمرته واهرعوا كَذَا إِلَى جمعته وَعز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن أَحْمد بن الإِمَام بَادر بإرسال مَادَّة نافعة إِلَى صنوه الْحُسَيْن وَهُوَ يَوْمئِذٍ بحصن مُبين وَفِي أول شَوَّال قهقر كيوان رَاجعا من محاذاة الثريا إِلَى آخر الثور وَلَا أَقُول صادفه بعد ذَلِك الْحور بعد الكور فَالْأَمْر إِلَى من عِنْده غيب السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَينهمَا فِي التَّصَرُّف والدور

وَفِي هَذِه الْأَيَّام بعث الإِمَام جمَاعَة من الْجند مَعَهم رَئِيس إِلَى رَأس نقِيل عَجِيب وَتقدم فِيهَا الإِمَام إِلَى الماجلين وعزز الْمُكَاتبَة والملاطفة مَعَ أَعْيَان النَّاس الَّذين بشهارة وَكَانَ قد تقدم مِنْهُ الْإِرْسَال لَهُم بالإنعامات السّنيَّة من

ص: 338

الْكسْوَة وَالدَّرَاهِم وَلما رأى الإِمَام السَّيِّد الْعَلامَة يحيى بن الْحُسَيْن بن الْمُؤَيد بِمحل من السِّيَادَة والإستحقاق وَعِنْده جمَاعَة يَحْتَاجُونَ إِلَى الْمَادَّة مَعَ مَا هُوَ بصدده أقطعه بِلَاد يريم وَأرْسل علم الْإِسْلَام عليه السلام وَلَده عَليّ بن الْقَاسِم إِلَى الأمروخ من بِلَاد الشّرف فشرع بعد الْوُصُول فِي ترغيب عَسَاكِر الإِمَام فِي طَاعَة أَبِيه علم الإسلامفوصلهم خلال ذَلِك مَكْتُوب مِمَّن عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن المتَوَكل على الله يُخْبِرهُمْ أَنه قد أرسل أَخَاهُ الْحُسَيْن إِلَى حَضْرَة الدَّاعِي ليخوض بِمَا فِيهِ صَلَاح الْمُسلمين وَأَنَّهُمْ ينتظرون عواقب الْأُمُور الْمصلحَة للدنيا وَالدّين وَكتب إِلَيْهِم الإِمَام بِمثل ذَلِك المرام

وَكَانَ الإِمَام قد ارسل الشَّيْخ الخياطي إِلَى وعيلة طرف بِلَاد لاعة فَكتب إِلَيْهِ فَخر الدّين عبد الله بن أَحْمد بن الإِمَام يتهده إِن لم يرجع واستدعى الخياطي من الجمالي عَليّ بن الإِمَام زِيَادَة عَسْكَر وَكَانَ يَوْمئِذٍ بنواحي الصلبة فوصله مدد نَافِع سكن لَهُ الزعازع وَتعقب ذَلِك تقدم الشريف الْعَظِيم يحيى بن إِبْرَاهِيم الحمزي من حَضْرَة الْأَمِير عبد الْقَادِر إِلَى شهمة لاعة وَجعل الْجَمِيع صلحا قدر خمس أَيَّام آخرهَا يَوْم عَاشر شَوَّال حَتَّى يصل تَحْقِيق مَا آل إِلَيْهِ الْأَمر بَين الْإِمَامَيْنِ

وَفِي هَذِه الْأَيَّام كَانَ وقُوف الشَّمْس ورجوعها وتفجرت عِنْد ذَلِك الْأَنْهَار الْخَيْرِيَّة مِنْهَا غيل وَادي سعوان فَانْتَفع بِهِ أَهله إنتفاعا تَاما وَلما بلغ مقادمة الدَّاعِي الَّذِي بِحجَّة إنتهاض الإِمَام قهقروا

وَفِي عشْرين من شَوَّال سَار فَخر الدّين عبد الله بن يحيى ملك الْيمن مُحَمَّد بن الْحسن وَالسَّيِّد الْمِقْدَام صَلَاح بن مُحَمَّد القاسمي بِمن مَعَهُمَا من الأجناد من المقضضة إِلَى أَطْرَاف بِلَاد الصَّيْد وَلما اسْتَقر فَخر الدّين وَالسَّيِّد صَلَاح بالعيانة ودخلوا فِي صَلَاة الْجُمُعَة لم يشعروا إِلَّا بِجَيْش الصارم إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن قد دهمهم بالبيارق وَتعقب بعد ذَلِك الرَّمْي بالبنادق فاتفقت هيعة عَظِيمَة وَأخذ أَصْحَاب الإِمَام مَصَافهمْ ثمَّ اجتلدوا بِالسُّيُوفِ واختلطوا وانجلت المعركة عَن

ص: 339

قتل رَئِيس من أَصْحَاب الإِمَام وتصوب جمَاعَة من عسكره وَقتل سِتَّة أَنْفَار من أَصْحَاب الصارم وَكَانَت الكرة لأَصْحَاب الإِمَام فَإِنَّهُم هزموا القاصدين حَتَّى إلجاءوهم إِلَى الْفِرَار إِلَى ذيبين بعد أَن حجر بَينهم اللَّيْل وَكَانَ الإِمَام قد ندب فِي اللَّيْل غَارة نافعة من الْجند إِلَى مقَام الرئيسين فَلَمَّا اجْتَمعُوا بأصحابهم واستنشقوا نسيم النُّصْرَة قصدُوا من فِي ذيبين فصحبوهم ثَانِي يَوْم الْقِتَال وانخزل كَذَا بَنو أَسد عَن أَصْحَاب الصارم عِنْد أَن لَاحَ النَّصْر لعسكر الإِمَام فالتجأ الصارم بعد الإبلاء إِلَى التحيز فِي الْبيُوت فشن عَلَيْهِ الواصلون أمزان البنادق وَكَانَت هُنَاكَ فعلة عَظِيمَة ومقتلة جسيمة أَكثر من أُصِيب بهَا من هَمدَان لتقدمهم فِي صف الجلاد والطعان فالذاهب مِنْهُم نَحْو الثَّلَاثِينَ نَفرا ثمَّ إِن أَصْحَاب الإِمَام جاددوا بنفوسهم وحملوا حَملَة رجل وَاحِد حَتَّى لصقوا بِالْبُيُوتِ وتسنموها وَقتلُوا مِمَّن فِي الْبَلَد نَحْو ثَمَانِيَة أَنْفَار ثمَّ كفوا عَنْهُم وَلم يجد الصارم بدا من الإستسلام والمخاطبة بِأَن يخرج إِلَى شهارة فَسَار إِلَيْهَا حَضْرَة علم الْإِسْلَام بعد أَن انتهبت الْبَلَد ثمَّ أَنه وصل أَصْحَاب الإِمَام إِلَيْهِ بالأسارى فَأطلق وثاقهم ووهب لَهُم أَعْنَاقهم وردهم إِلَى مأمنهم

وَفِي هَذِه الْأَيَّام توفّي السَّيِّد الْمِقْدَام يحيى بن إِبْرَاهِيم صَاحب عارضة كوكبان بمنابر تهَامَة فِي مَحل يُقَال لَهُ الطرر مِمَّا يَلِي جبال لاعة وَكَانَ هُنَاكَ أَمِيرا على جند الْأَمِير عبد الْقَادِر وَمَات بِمَوْتِهِ جمَاعَة هُنَاكَ وَكَانَ هَذَا السَّيِّد بِمحل من الرِّئَاسَة والشجاعة والنفاسة ثمَّ أَن الإِمَام أرسل عسكرا إِلَى الكلبيين شَرْقي بِلَاد خمر وَكَانَ من الماجلين وَكَانَت طَريقَة بَين حمدة ونقيل عَجِيب طالعا إِلَى بِلَاد خمر وَكَانَ صنو الدَّاعِي أَحْمد بن الْمُؤَيد بِاللَّه قد وضع بِالطَّرِيقِ الْوُسْطَى رُتْبَة قَوِيَّة وشدد على أهل وَادعَة فِي حفظ الْأَطْرَاف فَلم يشْعر إِلَّا بِدُخُول الإِمَام

ص: 340

إِلَى بلد يشيع وانقشاع الرُّتْبَة االتي فِي نقِيل عَجِيب والرتبة الَّتِي فَوق حمدة واختلال حَال أهل بِلَاد وَادعَة فَلم يَسعهُ بعد ذَلِك إِلَّا مُوَاجهَة الإِمَام والانقياد والإستسلام وَخرجت طَلِيعَة مِمَّن عمرَان وَأَحَاطُوا برتبة المضلعة من خلفهَا ثمَّ طلعوا إِلَى الهجر بني قطيل وأشرفوا على رَأس الْجَبَل المطل على كحلان والمغارب فهرب بعض رُتْبَة عرة الأشمور ثمَّ واجهت المضلعة وبلاد كحلان وَغَيرهَا من تِلْكَ الْجِهَات إِلَى الْأَمَام

وَوصل عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الإِمَام من ضوران إِلَى صنعاء فِي ثَالِث وَعشْرين من شَوَّال وَاسْتقر صنوه عَليّ بِمَدِينَة ذمار وَلما عَاد الآغا فرحان من شهارة أنفذه الإِمَام بإمارة الْحَج إِلَى الْبَيْت الْحَرَام وَكَانَ جهازه بمشارفة عز الْإِسْلَام وَفِي اثناء ذَلِك وصل السَّيِّد صفي الْإِسْلَام أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المؤيدي إِلَى حَضْرَة الدَّاعِي ثمَّ فَارقه إِلَى بِلَاده واضاف إِلَيْهِ ولَايَة جبل رازح

وَفِي هَذِه الْأَيَّام كَانَ نَائِب الْحسن بن الإِمَام المتَوَكل على الله بن جلاء بِبَيْت الْفَقِيه الزيدية من تهَامَة معتزيا إِلَى الدَّاعِي وَكَانَ المحبشي عِنْد وُصُوله هُنَاكَ قد خرج عَن الضحي وَسَار إِلَى بَيته بجبلة فسارع بن جلاء إِلَى تحميل طعامات تهَامَة إِلَى شهارة فانتبه لقافلته جند الإِمَام االذين بالصلبة فقصدوها وانتهبوها

وفيهَا وصل الْخَبَر بِأَن الهياثم فِي بِلَاد مشرق رداع دخلُوا حصن دثينة وَقتلُوا من الرُّتْبَة نفرين أَحدهمَا الشريف حُسَيْن بن عبد الله الهدوي وظفروا بِمَا فِيهِ وَكَانَ الإِمَام قد أذن للشَّيْخ الهيثمي فِي الْعَزْم إِلَى بِلَاده كَمَا أسلفناه

وفيهَا نزل بِصَنْعَاء ثلج عِنْد رُجُوع الشَّمْس أصبح على ساحات الأَرْض مَبْسُوطا كالملح المدقوق وينماع كَذَا إِذا قوي سُلْطَان الشَّمْس وَقل مَا يتَّفق نُزُوله بهَا وَكَثِيرًا مَا يتَّفق بجبل قاهر حُضُور

ص: 341

وَفِي عَاشر ذِي الْقعدَة جَاءَت الْأَخْبَار بتقدم الإِمَام إِلَى جِهَة شهارة فَبَاتَ فِي غربان ثمَّ سَار ثَانِي يَوْمه إِلَى البطنة وَدخل وَادي أقرّ الْمَعْرُوف بِبَيْت القابعي وَأظْهر بعد ذَلِك أَنه لَا بُد لَهُ ولعلم الْإِسْلَام من إِحْدَى خَصْلَتَيْنِ النُّزُول من شهارة لِاتِّحَاد الْأَمر أَو الطُّلُوع إِلَيْهِ للمناجزة وَلما اسْتَقر فِي أقرّ تلاحق الْجند الْمَهْدَوِيّ فَبلغ سَبْعَة الآف مقَاتل

وَفِي هَذِه الْأَيَّام بلغ الدَّاعِي توجه أجناد الإِمَام الَّذين بالصلبة إِلَى الشاهل مقد لأخذ الشّرف فبادر بإرسال عِصَابَة نافعة إِلَيْهِ فوصلوا ثمَّ وَاتفقَ بِسَبَب معرة الْجَيْش دُخُول بيُوت الشاهل وترويع من فِيهَا وَلم يسلم من ذَلِك إِلَّا بَيت السَّيِّد الْعَلامَة يحيى بن أَحْمد الشرفي وَلما بلغ شرف الدّين الْحُسَيْن بن المتَوَكل على الله أَن الإِمَام قد ضرب بِبَيْت القابعي الْخيام خرج من حصن مُبين وَسَار إِلَيْهِ وَعلم الْإِسْلَام حِين رأى أهل حبور وظليمة جنحوا إِلَى جَانب الإِمَام رجح الْوُصُول إِلَى حَضرته الْكَرِيمَة فوصل إِلَى بَيت القابعي فِي ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة وَسكن فِي بَيت وَالِده وَالْإِمَام بوطاقة فِي الحدبة الشرقية الَّتِي هِيَ قريب مصلى الْجُمُعَة وَحين اسْتَقر بِبَيْت والدهوصل إِلَيْهِ الإِمَام عليه السلام وَاتفقَ بَينهمَا موقف لم يقْض مَعَه مرام واتفقت بَين أَصْحَاب الداعيين مكالمة أفْضى الْأَمر إِلَى إنتهاب بعض سوق علم االإسلام ثمَّ وَقع بَينهمَا الْموقف الثَّانِي فِي وطاق الإِمَام حَضَره أَعْيَان الدولة القاسمية مثل أَحْمد بن الْمُؤَيد بِاللَّه وَأحمد بن المتَوَكل على الله وحسين بن المتَوَكل على الله وَحسن بن المتَوَكل على الله قَالَ بعض قرَابَة الإِمَام وَأَشَارَ فِيهِ الدَّاعِي إِلَى المحاكمة فَأجَاب الإِمَام أَن هَذَا كَانَ قبل الْخِصَام وأماالآن فَمَا فِيهِ إِلَّا أَن يكون مِنْك الْوِفَاق أَو تقوم الْحَرْب على سَاق وخاض الْموقف عَن مُجَرّد مقاولة وامتهل الدَّاعِي وصنوه أَحْمد فِي فصل الحَدِيث إِلَى عقيب عيد النَّحْر

وَفِي هَذِه الْأَيَّام خرج الدَّاعِي السَّيِّد مُحَمَّد بن عَليّ الغرباني من برط يؤم بِلَاد

ص: 342

نَجْرَان تخوفا من الإِمَام فَلَمَّا وصل هُنَاكَ أَرَادَ أَمِير الْجِهَة الشريف أَحْمد الجوفي الْقَبْض عَلَيْهِ فتدارك امْرَهْ الْجَمَاعَة الَّذين صحبوه من برط وَرَجَعُوا بِهِ من حَيْثُ جَاءُوا ثمَّ إِن علم الْإِسْلَام طلع إِلَى معمور شهارة بِمن مَعَه فِي حادي وَعشْرين ذِي الْقعدَة وَكَانَ قد صلى الْجُمُعَة بِبَيْت القابعي وخطب كل من الداعيين لنَفسِهِ

وَفِي هَذِه االأيام وصل إِلَى الإِمَام مدد الطَّعَام من جمال الْإِسْلَام عَليّ بن أَحْمد من صعدة وَكَانَت سَالِمَة عَمَّا وَقع فِي غَيرهَا من االجدب وَالْجَرَاد وفيهَا سَار عَليّ ابْن الإِمَام الْمهْدي من الصلبة إِلَى الطّور لمناجزة رُتْبَة الدَّاعِي وأميرهم ابْن جلاء فصادفهم فِي الضُّحَى وَلما علمُوا عدم الْقُدْرَة استسلم أَمِيرهمْ ابْن جلاء ثمَّ طلب أَن يكون طلاع الثنايا إِلَى بِلَاده فَأذن لَهُ الجمالي وَسلم تِلْكَ الْبِلَاد أجمع ثمَّ أَن الإِمَام أرسل السَّيِّد عبد الله بن الْمهْدي الكبسي إِلَى عُلَمَاء صنعاء أمرا لَهُم بالوصول للخوض مَعَ أَخِيه الدَّاعِي فِيمَا يصلح للْمُسلمين فوصل مِنْهُم إِلَيْهِ القَاضِي الْعَلامَة إِمَام الْمَعْقُول مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم السحولي وَالْقَاضِي الْعَارِف عَليّ بن جَابر الهبل وَالْقَاضِي الْعَارِف عَليّ بن مُحَمَّد الخياري وَكَانَ الدَّاعِي قد أَشَارَ إِلَى حُضُور القَاضِي مُحَمَّد بن عَليّ قيس وَالسَّيِّد يحيى بن أَحْمد الشرفي وَالسَّيِّد يحيى وَالسَّيِّد إِسْمَاعِيل إبني إِبْرَاهِيم فوصلوا إِلَى حَضرته بشهارة فِي نصف ذِي الْحجَّة مَا عدا السَّيِّد يحيى بن أَحْمد فَأَنَّهُ أناب وَلَده منابة وَحبر رِسَالَة صحّح فِيهَا إِمَامَة الدَّاعِي وَكَانَ قد تكلم بذلك سَابِقًا وَكتب إِلَى الإِمَام وتقضى عَن إِجَابَة دَعوته بسبق دَعْوَة علم الْإِسْلَام واجتماع شَرَائِط الْإِمَامَة فِيهِ وَاحْتج على حُرْمَة التَّأَخُّر عَن إجَابَته بقوله صلى الله عليه وسلم من سمع واعيتنا أهل الْبَيْت فَلم يجيبها كَبه على مَنْخرَيْهِ فِي جَهَنَّم وَقد قيل فِي هَذَا الحَدِيث أَنه مَوْضُوع لَا أصل لَهُ وَلَيْسَ لَهُ سَنَد عَلَيْهِ تعويل وَبَعض أَصَابَنَا الهدوية قد ذكره بِسَنَد مَقْطُوع بِنَاء على قبُول الْمَرَاسِيل والإشكال الْأَعْظَم يدخلهَا من قبيل رِوَايَة المجاهيل كَمَا أَشَارَ إِلَى ذَلِك الإِمَام الْحجَّة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم فِي التَّنْقِيح وَكثير من مؤلفاته وَلما

ص: 343