الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب تشابه الأطراف
هذا الباب سماه الأجدابي التسبيغ، وفسره بأن قال: هو أن يعيد لفظ القافية في أول البيت الذي يليها، والتسبيغ زيادة في الطول، ومنه قولهم: درع سابغة، إذا كانت طويلة الأذيال، وهذه اللفظة في اصطلاح العرضيين عبارة عن زيادة حرف ساكن على السبب الخفيف في آخر الجزء، وعلى هذا لا تكون هذه التسمية لائقة بهذا المسمى، فرأيت أن أسمى هذا الباب تشابه الأطراف، لأن الأبيات فيه تتشابه أطرافها وما بأبيات قلتهن في هذا النوع من بأس، وهي طويل:
خليلي إن لم تعذراني في الهوى
…
ولم تحملا عني اذهبا ودعاني
دعاني إليه الحب فالحب آنفا
…
دعاني قلبي إذ دعاه جناني
جناني في سكر فلا رعى عنده
…
بكأس بها ساقي الغرام سقاني
سقاني من لم يعنه من صبابتي
…
ووجدي به ما شفني وعناني
عناني منه ما براني ولم يكن
…
ليرثي لما قد حل بي ودهاني
دهاني الهوى من حيث لم أدر عندما
…
رأى ما شجى قلبي الكئيب عياني
عياني على قلبي تعدى بنظرة
…
إلى ناظر باللحظ منه رماني
رماني بسهم من كنانة لحظه
…
أصاب فؤادي شجوه فشجاني
شجاني بسقم من مراض جفونه
…
وغض حياء منه حين سباني
سباني بسحر ليس يبطل بالرقى
…
تقر له في بابل الملكان
ومنه في الكتاب العزيز قوله تعالى: " الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري " وأنشد فيه قول ليلى الأخيلية تمدح الحجاج طويل:
إذا نزل الحجاج أرضاً مريضة
…
تتبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذي بها
…
غلام إذا هز القناة سقاها
سقاها فرواها بشرب سجاله
…
دماء رجال يحلبون صراها
وأحسن من هذه الأبيات قول أبي نواس سريع:
خزيمة خير بني خازم
…
وخازم خير بني دارم
ودارم خير تميم وما
…
مثل تميم في بني آدم
إلا البهاليل بنو هاشم
…
وهم سيوف لبني هاشم