الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الاستدراك والرجوع
وهو على قسمين: قسم يتقدم الاستدراك فيه تقرير لما أخبر به المتكلم وتوكيد. وقسم لا يتقدمه ذلك، فمن أمثلة الأول قول القائل وافر: هو ابن الرومي:
وإخوان تخذتهم دروعا
…
فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهاماً صائبات
…
فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوب
…
لقد صدقوا ولكن من ودادي
ولم أسمع في هذا الباب أحسن من أبيات ابن الدويدة المغربي فيمن أودعت عنده وديعة فادعى ضياعها فقال فيه كامل:
إن قال قد ضاعت فيصدق أنها
…
ضاعت ولكن منك يعني لو تعي
أو قال قد وقعت فيصدق أنها
…
وقعت ولكن منه أحسن موقع
ومن هذا الباب قول القاضي الأرجاني، وهو لطيف جداً " رمل ":
غالطتني إذ كست جسمي ضنى
…
كسوة أعرت عن اللحم العظاما
ثم قالت أنت عندي في الهوى
…
مثل عيني صدقت لكن سقاما
والبيت الثاني أردت، وقد لطف القائل في شكوى الزمان طويل:
ولي فرس من نسل أعوج سابق
…
ولكن على قدر الشعير يحمحم
وأقسم ما قصرت فيما يزيدني
…
علواً ولكن عند من أتقدم
هذه كلها شواهد القسم الأول من الاستدراك وأما شواهد القسم الثاني منه، وهو الذي لا يتقدم الاستدراك فيه تقرير ولا توكيد، فمثله قول زهير طويل:
أخو ثقة لا تهلك الخمر ماله
…
ولكنه قد يهلك المال نائله