الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب عتاب المرء نفسه
وهو من إفراد ابن المعتز، ولم ينشد فيه سوى بيتين ذكر أن الآمدى أنشدهما له عن الجاحظ طويل:
عصاني قومي في الرشاد الذي به
…
أمرت ومن يعص المجرب يندم
فصبراً بني بكر على الموت إنني
…
أرى عارضاً ينهل بالموت والدم
وما أرى في هذين البيتين من عتاب المرء نفسه إلا ما يتحيل به لمعناهما، فيقدر أن هذا الشاعر لما أمر بالرشد وبذل النصح ولم يطع ندم على بذل النصيحة لغير أهلها، وملزوم ذلك عتابه لنفسه فيكون دلالة البيتين على عتابه لنفسه دلالة التزام لا دلالة مطابقة ولا تضمين.
ومثل هذين البيتين قول دريد بن الصمة طويل:
نصحت لعراض وأصحاب عارض
…
ورهط بني السوداء والقوم شهدى
وقلت لهم: ظنوا بألفي مدجج
…
سراتهم في الفارسي المسرد
فلما عصوني كنت منهم وقد أرى
…
غوايتهم وأنني غير مهتد
وما أنا إلا من غزية إن غوت
…
غويت وإن ترشد غزية أرشد
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى
…
فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد
ولا يصلح أن يكون شاهد هذا الباب إلا قول شاعر الحماسة طويل:
أقول لنفسي في الخلاء ألومها
…
لك الويل ما هذا التجلد والصبر
وكقول ابن السليماني من شعراء الحماسة طويل:
لعمرك إني يوم سلع للائم
…
لنفسي ولكن ما يرد التلوم
أأمكنت من نفسي عدوى ضلة
…
ألهفي على ما فات لو كنت أعلم
وقد جاء من هذا الباب في كتاب الله قوله سبحانه وتعالى: " يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله " والله أعلم.