الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترك زينة لله ووضع ثياباً حسنة تواضعاً له وابتغاء وجهه كان حقاً على الله أن يكسوه من عبقري الجنة ولفظ أبي نعيم في الحلية كان حقاً على الله أن يبدله بعبقري الجنة وروى الترمذي والطبراني وأبو نعيم والحاكم والبيهقي من حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه رفعه من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه دعاه يوم القيامة على رؤس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسه وإسناده حسن.
3235 - (قال صلى الله عليه وسلم كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير سرف ولا مخيلة إن الله يحب أن يظهر أثر نعمته على عبده)
.
قال العراقي: هما حديثان وقد جعلهما المصنف حديثاً واحداً أما الأوّل فرواه النسائي وابن ماجة من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده والثاني رواه الترمذي وحسنه من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده اهـ.
قلت: لم يجعلهما المصنف حديثاً واحداً من عند نفسه بل هكذا رواه في سياق واحد أحمد والحاكم والبيهقي وتمام في فوائده من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ولفظهم كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير مخيلة ولا سرف فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده وقد روى القطعة الأولى منه النسائي وابن ماجة كما أشار إليه العراقي وروى الترمذي القطعة الثانية كما أشار إليه العراقي أيضاً ورواها سمويه في فوائده من حديث أبي سعيد بزيادة ويبغض البؤس والتباؤس.
3236 - (اعلم أن حديث الأبدال
قد روي عن جماعة من الصحابة مرفوعاً وموقوفاً منهم أنس بن مالك وعبادة بن الصامت وعبد الله بن عمر وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وعوف بن مالك وأبو هريرة ومعاذ بن جبل أما حديث أنس فله طرق بألفاظ مختلفة منها للخلال في كرامات الأولياء والديلمي في مسند الفردوس بلفظ الأبدال أربعون رجلاً وأربعون امرأة كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً وإذا ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة ومنها للطبراني في الأوسط بلفظ لن تخلو الأرض من أربعين رجلاً مثل خليل الرحمن
فيهم يسقون وبهم ينصرون ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر وإسناده حسن ومنها لابن عدي في كامله بلفظ البدلاء أربعون رجلاً اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشر بالعراق وكلما مات منهم واحد أبدل الله مكانه آخر فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم فعند ذلك تقوم الساعة وقد رواه أيضاً الحكيم في نوادر الأصول والخلال في كرامات الأولياء ومنها إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بصلاة ولا صيام ولكن دخلوها بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للمسلمين رواه الدارقطني في كتاب الأجواد وابن لال في مكارم الأخلاق وقد رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق من حديث أبي سعيد به نحوه وقال فضيل بن عياض لم يدرك عندنا من أدرك بكثرة صيام ولا صلاة وإنما أدرك بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة وأما حديث عبادة بن الصامت فلفظه الأبدال في هذه الأمة ثلاثون رجلاً قلوبهم على قلب إبراهيم خليل الرحمن كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً رواه أحمد والحكيم والخلال في كرامات الأولياء وإسناده حسن وقال الهيثمي رجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الواحد بن قيس وثقه العجلي وأبو زرعة وضعفه غيرهما ويروى لا يزال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن كلما مات واحد أبدل الله مكانه آخر وروى أحمد والخلال وهو عند الطبراني في الكبير بلفظ لا يزال في أمتي ثلاثون بهم تقوم الأرض وبهم يمطرون وبهم ينصرون وأما حديث عبد الله بن عمر فأخرجه الطبراني في الكبير وعنه أبو نعيم في الحلية قال حدثنا محمد بن الحارث حدثنا سعيد بن أبي زيدون حدثنا عبد الله بن هارون الصوري حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيار أمتي في كل قرن خمسمائة والأبدال أربعون فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون كلما مات رجل أبدل الله من الخمسمائة مكانه وأدخل من الأربعين مكانهم قالوا يا رسول الله دلنا على أعمالهم قالوا يعفون عمن ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويتواسون فيما آتاهم الله وقد رواه كذلك ابن عساكر وفي لفظ للخلال لا يزال أربعون رجلاً يحفظ الله بهم الأرض كلما مات رجل أبدل الله مكانه آخر وهم في الأرض كلها وأما حديث علي بن أبي طالب فيروى بلفظ الأبدال ستون رجلاً ليسوا
بالمتنطعين ولا بالمبتدعين ولا المتعمقين ولا بالمعجبين لم ينالوا ما نالوا بكثرة صلاة ولا صيام ولا صدقة ولكن بسخاء الأنفس وسلامة القلوب والنصيحة لأئمتهم أنهم يا علي في أمتي أقل من الكبريت الأحمر رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء والخلال في كراماتهم ولأحمد في مسنده من طريق ابن شريح يعني ابن عبيد قال ذكر أهل الشام عند علي رضي الله عنه وهو بالعراق فقالوا العنهم يا أمير المؤمنين فقال لا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول البدلاء وفي لفظ الأبدال يكونون بالشام وهم أربعون رجلاً كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً يسقي بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب ورجاله من رواة الصحيح إلا شريحاً وهو ثقة ورواه أيضاً الطبراني والحاكم من طرق تنوف على العشرة وأما حديث عبد الله بن مسعود فقال أبو نعيم في الحلية حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا محمد بن السري القنطري حدثنا قيس بن إبراهيم بن قيس السامري حدثنا عبد الرحيم بن يحيى حدثنا عثمان بن عمارة حدثنا المعافى بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام ولله في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام ولله في الخلق سبعة قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام ولله في الخلق خمسة قلوبهم على قلب عزرائيل عليه السلام ولله في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام ولله في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة وإذا مات من السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين وإذا مات من الأربعين أبدل الله مكانه من الثلاثمائة وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة فبهم يحي ويميت ويمطر وينبت ويدفع البلاء قيل لابن مسعود كيف بهم يحي ويميت قال لأنهم يسألون الله إكثار الأمم فيكثرون ويدعون على الجبابرة فيقصمون ويستسقون فيسقون ويسألون فتنبت لهم الأرض ويدعون فتدفع عنهم أنواع البلاء وأما حديث عوف بن مالك فأخرجه الطبراني وابن عساكر بلفظ الأبدال في أهل الشام
وبهم ينصرون وبهم يرزقون وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن حبان في تاريخه بلفظ لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن بهم يعافون وبهم يرزقون وبهم يمطرون وإسناده حسن وأما حديث معاذ بن جبل فأخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في سنن الصوفية والديلمي بلفظ ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال الذين بهم قوام الدنيا وأهلها الرضا بالقضاء والصبر على محارم الله والغضب في ذات الله وقد روي موقوفاً على علي بلفظ لا تسبوا أهل الشام جماً غفيراً فإن بها الأبدال قالها ثلاثاً أخرجه عبد الرزاق ومن طريقه البيهقي في الدلائل بل أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه من قوله وكلهم رووه من طريق عبد الله بن صفوان عن علي وهذه الرواية صححها الضياء في المختارة ولفظ الحاكم لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال وقد رواه الطبراني في الأوسط وابن عساكر في التاريخ من حديث علي مرفوعاً ومن المراسيل ما رواه أبو داود في مراسيله والحاكم في الكنى من حديث عطاء بن أبي رباح الأبدال من الموالي زاد الحاكم ولا يبغض الموالي إلا منافق وفي سنده رحال بن سالم منكر الحديث ومنها ما رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن بكر بن خنيس مرفوعاً مرسلاً علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئاً أبداً وقال السخاوي هو مرفوع معضل وأما الآثار فسيأتي ذكرها وقد أورد ابن الجوزي أحاديث الأبدال في الموضوعات وطعن فيها واحداً واحداً وتعقبه الحافظ السيوطي بأن خبر الأبدال صحيح وإن شئت قلت متواتراً وأطال ثم قال مثل هذا بالغ حد التواتر المعنوي بحيث يقطع بصحة وجود الأبدال ضرورة انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في فتاويه: الأبدال وردت في عدة أخبار منها ما يصح ومنها ما لا يصح وأما القطب فورد في بعض الآثار وأما الغوث بالوصف المشتهر بين الصوفية فلم يثبت انتهى.
وقال ابن تيمية إنه لم يرد لفظ الأبدال في خبر صحيح ولا ضعيف إلا في خبر منقطع.