الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3119 - (وروي عبد الله بن المبارك)
المروزي (بإسناده عن رجل) لم يسم (أنه قال لمعاذ بن جبل) رضي الله عنه (حدثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبكى معاذ حتى ظننت أنه لا يسكت ثم سكت ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي يا معاذ قلت لبيك بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال إني محدثك حديثاً إن أنت حفظته نفعك وإن أنت ضيعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند الله يوم القيامة يا معاذ إن الله عز وجل خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السماوات والأرض ثم خلق السماوات فجعل لكل سماء من السبعة ملكاً بواباً عليها قد جللها عظماً فتصعد الحفظة) وهم الكرام الكاتبون (بعمل العبد من حين يصبح إلى أن يمسى له نور كنور الشمس حتى إذا طلعت به إلى السماء الدنيا زكته فكثرته فيقول الملك) الموكل بتلك السماء (للحفظة) الصاعدين بذلك العمل (اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا صاحب الغيبة أمرني ربي أن لا أدع عمل من اغتاب الناس يجاوزني إلى غيري قال ثم تأتي الحفظة بعمل صالح من أعمال العبد فتزكيه وتكثرة حتى تبلغ به إلى المساء الثانية فيقول لهم الملك الموكل بالسماء الثانية قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه فإنه أراد بعمله هذا عرض الدنيا) أي متاعها (أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري إنه كان يفتخر على الناس في مجالسهم قال وتصعد الحفظة بعمل العبد يبتهج نوراً من صدقة وصيام وصلاة قد أعجب الحفظة فيجاوزون به إلى السماء الثالثة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا ملك الكبر أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري أنه كان يتكبر على
الناس في مجالسهم قال وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهر) أي يضيء (كما يزهر الكوكب الدري له دوي من تسبيح وصلاة وحج وعمرة حتى يجاوزوا به إلى السماء الرابعة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه اضربوا ظهره وبطنه أنا صاحب العجب أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري أنه كان إذا عمل عملاً ادخل فيه العجب قال وتصعد الحفظة بعمل العبد حتى يجاوزوا به إلى السماء الخامسة كأنه العروس المزفوفة إلى أهلها فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه واحملوه على عاتقه أنا ملك الحسد أنه كان يحسد الناس من تعلم ويعمل بعمله وكل من كان يأخذ فضلاً من العبادة ويحسدهم ويقع فيهم أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري قال وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وحج وعمرة وصيام فيجاوزن به إلى السماء السادسة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنه كان لا يرحم إنساناً قط من عباد الله أصابه بلاء أو ضر بل كان يشمت به أنا ملك الرحمة أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري قال وتصعد الحفظة بعمل العبد إلى السماء السابعة من صيام وصدقة وصلاة ونفقة واجتهاد وورع له دوي كدوي الرعد وضوء كضوء الشمس معه ثلاثة آلاف ملك يتجاوزون به إلى السماء السابعة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه واضربوا به جوارحه واقفلوا به على قلبه أنا أحجب عن ربي كل عمل لم يرد به وجه ربي أنه أراد بعمله غير الله أنه أراد به رفعة عند الفقهاء وذكرا عند العلماء وصيتاً في المدائن أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى
غيري وكل عمل لم يكن خالصاً فهو رياء ولا يقبل الله عمل المرائي قال وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة وخلق حسن وصمت وذكر الله تعالى وتشيعه ملائكة السماوات حتى يقطعوا به الحجب كلها إلى الله عز وجل فيقفون بين يديه ويشهدون له بالعمل الصالح المخلص لله تعالى قال فيقول الله تعالى لهم أنتم الحفظة على عمل عبدي وأنا الرقيب على نفسه أنه لم يردني بهذا العمل وأراد به غيري فعليه لعنتي فتقول الملائكة كلها عليه لعنتك ولعنتنا وتقول السماوات كلها عليه لعنة الله ولعنتنا وتلعنه السماوات السبع ومن فيهن قال معاذ) رضي الله عنه (قلت يا رسول الله أنت رسول الله وأنا معاذ قال اقتد بي وإن كان في عملك نقص يا معاذ حافظ على لسانك من الوقيعة في إخوانك من حملة القرآن واحمل ذنوبك عليك ولا تحملها عليهم ولا تزك نفسك بذمهم ولا ترفع نفسك عليهم ولا تدخل عمل الدنيا في عمل الآخرة ولا تتكبر في مجلسك لكي يحذر الناس من سوء خلقك ولا تناج رجلاً وعندك آخر ولا تتعظم على الناس فينقطع عنك خير الدنيا ولا تمزق الناس فتمزقك كلاب النار يوم القيامة في النار قال الله تعالى والناشطات نشطاً أتدري ما هن يا معاذ قلت ما هن بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال كلاب في النار تنشط اللحم والعظم قلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن يطيق هذه الخصال ومن ينجو منها قال يا معاذ إنه ليسير على من يسره الله عليه قال فما رأيت أكثر تلاوة للقرآن منا معاذ للحذر مما في هذا الحديث).
قال العراقي: هو كما قال المصنف رواه ابن المبارك بطوله في الزهد له وفي إسناده كما ذكر رجل ورواه ابن الجوزي في الموضوعات انتهى.