الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسند إذا كثرت ذنوب العبد فلم يكن له من العمل ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه قال المنذري رواته ثقات إلا ليث بن أبي سليم وقال الهيثمي: فيه ليث وهو مدلس وبقية رجاله ثقات ولكن حسنه السيوطي وكأنه رجح جانب التوثيق فيه والله أعلم.
3320 - (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد تاب توبة لو قسمت بين) وفي نسخة على (أمة لوسعتهم)
.
قال العراقي: رواه مسلم من حديث بريدة بن الحصيب انتهى.
قلت: لفظ مسلم من حديث بريدة قال جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله طهرني فقال ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه فرجع غير بعيد ثم جاء فقال يا رسول الله طهرني فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مم أطهرك فقال من الزنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبه جنون فأخبر أنه ليس بمجنون فقال اشرب خمراً فقام رجل فاستنكبه فلم يجد منه ريح خمر قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أزنيت فقال نعم فأمر به فرجم فكان الناس فيه فرقتين قائل يقول لقد أحاطت به خطيئته وقائل يقول ما توبة أفضل من توبة ماعز أنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده ثم قال اقتلني بالحجارة قال فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال استغفروا لماعز بن مالك فقالوا غفر الله لماعز بن مالك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم وأخرجه أبو داود مختصراً ولمسلم أيضاً من حديث بريدة أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن تطهرني فرده فلما كان من الغداة أتاه فقال يا رسول الله إني قد زنيت فرده الثانية فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فقال تعلمون بعقله بأسا تنكرون منه شيئاً فقالوا ما نعلمه إلا وفي العقل من صالحينا فيما نرى فأتاه الثالثة فأرسل إليهم أيضاً فسأل عنه فأخبره أنه لا بأس به ولا بعقله فلما كان الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم وهذا السياق متصل بحديث الغامدية الآتي ذكره والمصنف جمع بين البابين لما وجدهما من رواية صحابي
واحد وروى أبو داود والنسائي عن عبد الرحمن بن الصامت أنه سمع أبا هريرة يقول جاء الأسلمي نبي الله صلى الله عليه وسلم فشهد على نفسه أنه أصاب امرأة حراماً أربع مرات كل ذلك يعرض عنه فأقبل في الخامسة فقال أنكتها هذا لفظ أبي داود ولفظ النسائي نكحتها ثم اتفقا فقالا قال نعم قال كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر قال نعم قال فهل تدري ما الزنا قال نعم أتيت منها حراماً ما يأتي الرجل من امرأته حلالاً قال فما تريد بهذه القول قال أريد أن تطهرني فأمر به فرجم فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه انظروا إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى يرجم رجم الكلب فسكت عنهما ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله فقال أين فلان وفلان فقالا نحن ذان يا رسول الله قال انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار فقالا يا نبي الله من يأكل من هذا قال فما نلتما من عرض أخيكما آنفاً أشد من أكلكما منه والذي نفسي بيده إنه الآن في أنهار الجنة ينغمس فيها وقد تقدم هذا الحديث في كتاب ذم الغيبة وروى الترمذي وقال حسن غريب من حديث علقمة بن وائل عن أبيه بلفظ لقد تاب توبة لو تابها أهل المدينة لقبل منهم وروى الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس بلفظ لقد تاب توبة لو تابها صاحب مكس لقبلت منه يعني ماعزاً وقال الحافظ في الإصابة في ترجمة ماعز ثبت ذكره في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد وغيرهما وجاء ذكره في حديث أبي بكر الصديق وأبي ذر وجابر بن عبد الله وجابر بن سمرة وبريدة بن الحصيب وابن عباس ونعيم بن هزال وأبي سعيد الخدري ونصر الأسلمي وأبي برزة سماه بعضهم وأبهمه بعضهم وفي بعض طرقه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد تاب توبة لو تابها طائفة من أمتى لأجزأت عنهم وفي صحيح ابن عوانة وابن حبان وغيرهما من طريق أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجم ماعز بن مالك قال لقد رأيته يتخضخض في أنهار الجنة ويقاك إن اسمه غريب وماعز لقب انتهى.