الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عيب ما فيه ولا يعرف قبحه حتى يفارقه إلى هاديه وزاد في موضع آخر ومن حرص عليها توّهه الله فيها ولم يبال في أي أوديتها يهلكه وقال العراقي لم أره من حديث أبي ذر ورواه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا من حديث صفوان بن أبي سليم مرسلاً ولابن عدي في الكامل من حديث أبي موسى الأشعري من زهد في الدنيا أربعين يوماً وأخلص فيها العبادة أجرى الله ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه وقال حديث منكر ورواه أبو الشيخ في كتاب الثواب وأبو نعيم في الحلية مختصراً من حديث أبي أيوب من أخلص لله الحديث وكلها ضعيفة انتهى.
قلت: حديث أبي موسى الأشعري تقدم الكلام عليه قريباً أما حديث أبي أيوب من أخلص العبادة لله أربعين يوماً ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه فقد رواه الشيخ وأبو نعيم عن مكحول عن أبي أيوب ورواه هناد في الزهد وأبو نعيم أيضاً عن مكحول مرسلاً وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وروى ابن ماجة من حديث ابن مسعود من جعل الهموم هماً واحداً هم المعاد كفاه الله سائر همومه ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك.
قال ابن السبكي؛ (6/ 370) لم أره إلا من حديث صفوان بن سليم، مرسلاً رواه ابن أبي الدنيا في كتاب، "ذم الدنيا".
3615 - (رُوي أنه صلى الله عليه وسلم مر في أصحابه بعشار من النوق حُفَّل وهي) النوق (الحوامل)
وهو تفسير للعشار يقال عشرت الناقة مشدداً فهي عشراء أتى على حملها عشرة أشهر وجمعه عشار ومثله نفساء ونفاس ولا ثالث لهما وأما الحفل فهي جمع حافلة وهى التي ترك حلبها حتى اجتمع اللبن في ضرعها وهي محفلة أيضاً وأصله في الشاة (وكانت من أحب أموالهم إليهم وأنفسها عندهم) وأهمها وأكرمها عليهم (لأنها تجمع الظهر) للركوب عليها (واللحم) لا كلهم (واللبن) لشربهم (والوبر) للبسهم وسكنهم والولد فهي خمسة وهي الراحلة من الإبل التي ضرب بها المثل
في قلة وجودها مع الكثرة فإن التي تجمع هذه الخمس من الإبل الحمولة قليل فكذلك المؤمن الجامع للخصال الخمس عزيز قليل بين الجملة يجمع الزهد والعلم والعمل والخوف والورع (ولعظمها في قلوبهم قال الله تعالى) في خطابه لهم بتعطيلها عند تكوير شمسها إذا الشمس كوّرت (وإذا العشار عطلت) علمت نفس ما أحضرت يعني يومئذ تشهد ما قدمت من مثاقيل الذر من الخير والشر (قال فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم) أعني عن العشار الحوامل (وغض بصره فقيل له يا رسول الله هذه أنفس أموالنا) وكرائمها أعرضت عنها (لم لا تنظر إليها فقال قد نهاني الله عن ذلك ثم تلا قوله تعالى ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به الآية) وتمامها أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى هكذا أورده صاحب القوت بعد أن قال وقد نهى الله رسوله أن يوسع نظره إلى أبناء الدنيا مقتاً لهم وأخبر أن ما أظهره من زينة الدنيا وزهرتها فتنة لهم وأعلمه أن الزهد والقناعة خير وأبقى تنتظم هذه المعاني في قوله تعالى ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به الآية وفي خبر أنه صلى الله عليه وسلم فساقه.
فقال العراقي: لم أجد له أصلاً.
قلت: وروى عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة قال وإذا العشار عطلت أي سيبها أهلوها أتاهم ما شغلهم عنها فلم تصر ولم تحلب ولم يكن في الدنيا مال أعجب إليهم منها وروى ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عروة أنه كان إذا دخل على أهل الدنيا فرأى من دنياهم طرفاً فإذا رجع أهله فدخل الدار قرأ ولا تمدن عينيك إلى قوله نحن نرزقك ثم يقول: الصلاة الصلاة رحمكم الله وقد صاحب القوت بعد أن أورد قصة العشار بمعناه رويناه في الإسرائيليات أن عيسى عليه السلام مر في الحواريين على شجرة خضرة نضرة تحتها غدير فنظروا إليها فأعرض هو فلم ينظر فلما جاوزها قال بحق أقول لكم لقد نقص من عقولكم بمقدار نظركم إلى الدنيا.
قال ابن السبكي: (6/ 370) لم أجد له إسناداً.