الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البطر بأنعم الله) أي الطغيان عند النعمة (والفخر بإعطاء الله) أي ادعاء العظم والشرف (والكبر على عباد الله) أي التعاظم والترافع عليهم (واتباع الهوى في غير ذات الله) فهذه الخصال أخلاقه وهي فخوخه ومصائده التي نصبها لبني آدم فإذا أراد الله بعبد شراً خلى بينه وبين الشيطان فيقع في شبكته فكان من الهالكين ومن أراد به خيراً أيقظه ليجتنب تلك الخصال ويتباعد عنها ليصير من أهل الكمال هكذا أورده المصنف موقوفاً على النعمان وقد روى ذلك مرفوعاً من طريقه بلفظ البطر بنعم الله والفخر بعطاء الله والباقي سواء هكذا رواه أبو بكر بن لال في مكارم الأخلاق والبيهقي في الشعب وابن عساكر في التاريخ في الإسناد إسماعيل بن عياش مختلف فيه والله أعلم.
3187 -
(قال صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله إلى رجل يجر إزاره بطراً) هكذا في سائر النسخ وفي نسخة العراقي لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطراً وقال متفق عليه من حديث أبي هريرة وقال في التقريب وعن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً قال ولده ابن العراقي في شرحه على كتاب والده أخرجه البخاري من هذا الوجه من طريق مالك وأخرجه مسلم والنسائي من طريق شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة وابن ماجة من رواية محمد بن عمر وعن أبي سلمة عن أبي هريرة بلفظ من الخيلاء اهـ.
قال السيوطي: في المعجم الكبير حديث لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه بطراً رواه البخاري وأحمد والبيهقي من حديث أبي هريرة.
3188 - (قال صلى الله عليه وسلم بينما رجل يتبختر في برديه)
مثنى برد بضم فسكون نوع من الثياب معروف قال في المحكم ثوب فيه خطوط وخص بعضهم به الموشي والجمع أبراد وأبرد وبرود وفي رواية في بردين (وقد أعجبته نفسه) وفي رواية قد أعجبته جمته وبرداه كما سيأتي (خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها) أي يتحرك وينزل مضطرباً قاله الخليل (إلى
يوم القيامه) وفي رواية حتى يوم القيامة فيه فوائد الأولى أخرجه مسلم من طريق همام عن أبي هريرة ومن طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وأخرجه من طريق أبي رافع عن أبي هريرة بلفظ إن رجلاً فيمن كان قبلكم يتبختر في حلة الحديث واتفق عليه الشيخان من طريق شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة بلفظ بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه رجل جمته إذ خسف به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة لفظ البخاري ولم يسق مسلم لفظه وأخرجه أيضاً طريق الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة بلفظ بينما رجل يمشي قد أعجبته نفسه جمته وبرداء أخرجه البخاري من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبي هريرة الثانية قد يحتمل أن هذا الرجل من هذه الأمة فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيقع هذا وقيل بل هو إخبار عمن قبل هذه الأمة قال عياض وهذا أظهر وقال النووي وهذا هو الصحيح وهو معنى إدخال البخاري له في ذكر بني إسرائيل قال ابن العراقي قد صرخ به في رواية مسلم المتقدمة حيث قال فيها إن رجلاً ممن كان وروى أبو يعلى الموصلي في مسنده عن كريب قال كنت أقود ابن عباس في زقاق أبي لهيب فقال يا كريب بلغنا مكان كذا وكذا قلت أنت عنده الآن فقال حدثني العباس بن عبد المطلب قال بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع إذ أقبل رجل يتبختر بين بردين وينظر بين عطفيه قد أعجبته نفسه إذ خسف الله به الأرض في هذا الموطن فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ولم يسق مسلم لفظه وأخرجه أيضاً من طريق الربيع عن محمد بن زياد.
قلت: روى الطبراني في الكبير من حديث أبي جري الهجيمي بلفظ إن رجلاً ممن كان قبلكم لبس برده فتبختر فيها فنظر الله إليه من فوق عرشه فمقته فأمر الأرض فأخذته فهو يتجلجل فأحذرك مقت الله عز وجل وروى ابن عساكر أن رجلاً في الجاهلية جعل يتبختر وعليه حلة قد لبسها فأمر الله عز وجل الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة هكذا أورده السيوطي في المعجم الكبير ولم يذكر صحابيه وبيض له فليحرر ولعله أبو هريرة.