الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خلق الجنة والنار ودوامهما
والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان، فالجنة مأوى أولياءه، والنار عقاب لأعداءه، وأهل الجنة فيها مخلدون، والمجرمون:{فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75)} [الزخرف]، ويؤتى بالموت في صورة كبش أملح، فيذبح بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت.
الشرح
قوله: ((والجنة والنار مخلوقتان)): أي مخلوقتان الآن وموجودتان، والأدلة على ذلك كثيرة، فمن القرآن:
- قوله تعالى في سورة النجم: {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَاوَى (15)} .
- وقوله تعالى في سورة النحل: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32)} .
- وقال سبحانه في الجنة: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:133].
- وقال في النار: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران:131].
- وقال سبحانه عن قوم فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر:46].
والأحاديث في هذا الباب كثيرة أيضاً، فمنها:
- أحاديث عذاب القبر ونعيمه، فكلها تدل على أن الجنة والنار موجودتان، ومنها: حديث البراء بن عازب رضي الله عنه في أنه يفتح للمؤمن باب إلى الجنة، ويفتح للكافر باب إلى النار (1).
- وقول النبي صلى الله عليه وسلم عن أرواح الشهداء: ((أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل)) (2).
- وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة)) (3).
وأما المعتزلة فقالوا: إن الجنة والنار لم تخلقا، وإنما تخلقان يوم القيامة، وقالوا: إن خلقهما الآن عبث، وهذا كعادتهم في تحكيم عقولهم، وتقديمها على النصوص الشرعية، وهذا كلام ساقط.
قوله: ((لا تفنيان)): فهما دائمتان، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة؛ خلافاً للجهم بن صفوان، فهو يزعم أن الجنة والنار تفنيان.
(1) تقدم تخريجه.
(2)
رواه مسلم في صحيحه برقم (1887).
(3)
رواه أحمد في مسنده برقم (15776)، والنسائي في سننه برقم (2073)، وابن ماجه في سننه برقم (4271)، من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه. وعند أحمد في مسنده برقم (27166) والترمذي في جامعه برقم (1641):((أرواح الشهداء))، وهي لفظة شاذة كما بينه الألباني في الصحيحة (2/ 695 - ح 995).
والأدلة على دوام الجنة والنار كثيرة جداً، فمنها في بقاء الجنة:
- قول الله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} .
- وقوله تعالى: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [الحجر:48].
- وقوله تبارك وتعالى: {وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ} [التوبة:21].
- وقوله سبحانه: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} [ص:54].
- وقوله جل وعلا: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} [الرعد:35].
ومثلها في بقاء النار، ومنها:
- قوله الله تعالى: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة:167].
- وقوله سبحانه: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} .
- وقوله تعالى: {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [المائدة:37 / التوبة:68].
والآيات في هذا الباب كثيرة، ومن الأدلة من السنة على دوام الجنة والنار، وخلود أهلهما فيهما:
- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً: أنه: ((يؤتى بالموت في صورة كبش أملح، فيذبح بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت)) (1)،
(1) رواه البخاري في صحيحه برقم (4730)، ومسلم في صحيحه برقم (2849).