الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- ومنهم فرقة تدعى: السبابة، الذين يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
- ومنهم: المفضلة، الذين يفضلون علياً على أبي بكر وعمر من دون سب لهما.
والمذهب الظاهر للفرقة الاثني عشرية المشهورة التي يقوم عليها مذهب الرافضة في إيران: أنهم سبابة، ويقولون: بعصمة الأئمة الاثني عشر، وآخرهم: الإمام المنتظر المزعوم.
والخوارج -على ما عندهم من بدعة وضلال- خير من الرافضة بكثير.
أحكام الشهادة لمعين بجنة أو نار
ونشهد للعشرة بالجنة، كما شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال:((أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وعبدالرحمن بن عوف في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة))، وكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له بها، كقوله:((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة))، وقوله لثابت بن قيس:((إنه من أهل الجنة))، ولا نجزم لأحد من أهل القبلة بجنة ولا نار إلا من جزم له الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا نشهد لمعين بجنة ولا بنار؛ إلا لمن ورد به النص، لكن نرجو للمحسن، ونخاف على المسيء.
الشرح
بعدما ذكر المؤلف رحمه الله فضل الخلفاء الراشدين، وأنهم في الفضل على ترتيبهم في الخلافة؛ قال:((ونشهد للعشرة بالجنة))، كما شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، جاء ذلك من رواية عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه (1)، ورواية سعيد بن زيد رضي الله عنه (2).
وهم: الخلفاء الراشدون الأربعة، ((وطلحة)) بن عبيد الله، ((والزبير)) بن العوام، ((وسعد)) بن أبي وقاص، ((وسعيد)) بن زيد، ((وعبدالرحمن بن عوف، وأبو عبيدة)) عامر ((بن الجراح))، رضي الله عنهم أجمعين، فهؤلاء العشرة ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عدهم وشهد لهم بالجنة، وأهل السنة والجماعة يشهدون لكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، إيماناً بالله ورسوله، وتصديقاً لخبره صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق.
قوله: ((وكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له بها، كقوله: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)) (3)، وقوله لثابت بن
(1) رواه أحمد في مسنده برقم (1675)، والترمذي في جامعه برقم (3747).
(2)
رواه أحمد في مسنده برقم (1629)، وأبو داود في سننه برقم (4648)، والترمذي في جامعه برقم (3748)، وقال:((وسمعت محمداً -يعني البخاري- يقول: هو أصح من الحديث الأول)) أي: حديث ابن زيد أصح من حديث ابن عوف رضي الله عنهما، وابن ماجه في سننه برقم (133).
(3)
رواه أحمد في مسنده برقم (10999)، والترمذي في جامعه برقم (3768)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وابن ماجه برقم (118)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
قيس: ((إنه من أهل الجنة)) (1): سواء كان المشهود له من هؤلاء العشرة أو من غيرهم، كالحسن والحسين، وثابت بن قيس، رضي الله عنهم.
بل كل أهل بيعة الرضوان نشهد لهم بالجنة، لأن الله تعالى قال عنهم:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح:18]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:((لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة)) (2).
قوله: ((ولا نجزم لأحد من أهل القبلة بجنة ولا نار إلا من جزم له الرسول صلى الله عليه وسلم)): أهل القبلة هم: كل من يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ولم يظهر منهم ناقض من نواقض الإيمان التي توجب ردته، والعبارة الثانية تأكيد للعبارة الأولى.
فلا نشهد لأحد منهم بجنة ولا نار، فلا نشهد لعصاتهم أو لمبتدعتهم بالنار، ولا لأهل الطاعة منهم بالجنة؛ إلا بالنص الصحيح.
قوله: ((لكن نرجو للمحسن، ونخاف على المسيء)): فنعلم أن الذنوب والمعاصي سبب للعقاب، ودخول النار، وأن الإيمان والتقوى سبب للنجاة والفوز والسعادة.
(1) قطعة من حديث رواه البخاري في صحيحه برقم (3613)، ومسلم في صحيحه برقم (119) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(2)
رواه مسلم في صحيحه برقم (2496) من حديث جابر رضي الله عنه بلفظ قريب من هذا، وأخرجه بهذا اللفظ: أحمد في مسنده برقم (14778)، وأبو داود في سننه برقم (4653)، والترمذي في جامعه برقم (3860).