المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي) - تفسير الإيجي جامع البيان في تفسير القرآن - جـ ٣

[الإيجي، محمد بن عبد الرحمن]

فهرس الكتاب

- ‌سورة الأنبياء

- ‌(1)

- ‌(11)

- ‌(30)

- ‌(41)

- ‌(51)

- ‌(76)

- ‌(94)

- ‌سورة الحج

- ‌(1

- ‌(11)

- ‌(23)

- ‌(26)

- ‌(34)

- ‌(39)

- ‌(49)

- ‌(58)

- ‌(65)

- ‌(73)

- ‌سورة المؤمنون

- ‌(1)

- ‌(23)

- ‌(33)

- ‌(51)

- ‌(78)

- ‌(93)

- ‌سورة النور

- ‌(11)

- ‌(23)

- ‌(27)

- ‌(35)

- ‌(41)

- ‌(51)

- ‌(58)

- ‌(62)

- ‌سورة الفرقان

- ‌(1)

- ‌(10)

- ‌(21)

- ‌(35)

- ‌(45)

- ‌(61)

- ‌سورة الشعراء

- ‌(1)

- ‌(10)

- ‌(34)

- ‌(52)

- ‌(69)

- ‌(105)

- ‌(123)

- ‌(141)

- ‌(160)

- ‌(176)

- ‌(192)

- ‌سورة النمل

- ‌(1)

- ‌(15)

- ‌(32)

- ‌(45)

- ‌(60)

- ‌(67)

- ‌(83)

- ‌سورة القصص

- ‌(1)

- ‌(14)

- ‌(22)

- ‌(29)

- ‌(43)

- ‌(51)

- ‌(61)

- ‌(76)

- ‌(83)

- ‌سورة العنكبوت

- ‌(1)

- ‌(14)

- ‌(23)

- ‌(31)

- ‌(45)

- ‌(52)

- ‌(64)

- ‌سورة الروم

- ‌(1)

- ‌(11)

- ‌(20)

- ‌(28)

- ‌(41)

- ‌(54)

- ‌سورة لقمان

- ‌(1)

- ‌(12)

- ‌(20)

- ‌(31)

- ‌سورة السجدة

- ‌(1)

- ‌(12)

- ‌(23)

- ‌سورة الأحزاب

- ‌(1)

- ‌(9)

- ‌(21)

- ‌(28)

- ‌(35)

- ‌(41)

- ‌(53)

- ‌(59)

- ‌(69)

- ‌سورة سبأ

- ‌(1)

- ‌(10)

- ‌(22)

- ‌(31)

- ‌(37)

- ‌(46)

- ‌سورة فاطر

- ‌(1)

- ‌(8)

- ‌(15)

- ‌(27)

- ‌(38)

- ‌سورة يس

- ‌(1)

- ‌(13)

- ‌(33)

- ‌(51)

- ‌(68)

- ‌سورة والصافات

- ‌(1)

- ‌(22)

- ‌(75)

- ‌(114)

- ‌(139)

- ‌سورة ص

- ‌(1)

- ‌(15)

- ‌(27)

- ‌(41)

- ‌(65)

- ‌سورة الزمر

- ‌(1)

- ‌(10)

- ‌(22)

- ‌(32)

- ‌(42)

- ‌(53)

- ‌(64)

- ‌(71)

الفصل: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي)

إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي) من أجرته إذا كنت له أجيرًا، فقوله:(ثَمَانِيَ حِجَجٍ) ظرفه، أو من أجرته كذا إذا اثبته إياه، فثماني حجج ثاني مفعوليه، أي: رعية ثماني حجج (فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا) عمل عشر حجج (فَمِنْ عِنْدِكَ) فإتمامه من عندك تفضلاً وتبرعًا، ويمكن أن يكون مثل هذا النكاح جائزًا في شرعهم، ويمكن أن يكون هذا استدعاء العقد لا نفسه (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ) بالإلزام إتمام العشر (سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) في حسن الصحبة، والوفاء بالقول (قَالَ) موسى:(ذَلِكَ) الذي عاهدتني فيه (بَيْنِي وَبَيْنَكَ) قائم لا نخرج عما شرطنا (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ) الأقصر والأطول (قَضَيْتُ) ما زائدة (فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ) لا يعتدى عليَّ في طلب الزيادة عليه، ولي الخيار مطلقًا (وَاللهُ عَلَى مَا نَقُولُ) من المشارطة، (وَكِيلٌ) شاهد.

* * *

(فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ‌

(29)

فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ

ص: 245

فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَإِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32) قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35) فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)

* * *

(فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ) في الحديث قضى أطولهما (وَسَارَ بَأَهْلِهِ) بامرأته بنته الصغرى وقيل الكبرى (آنَسَ) أبصر (مِن جَانبِ الطورِ نَارًا) وكان في البرية في ليلة مظلمة شديدة البرد (قَالَ لأَهلِهِ امْكُثوا) لعل معها غيرها أو عظمها لأنها ابنة

ص: 246

نبي (إِنِّي آنسْتُ نَارًا لعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخبَرٍ) من الطريق فإنه أخطأ الطريق (أَوْ جَذْوَةٍ) عودٍ غليظٍ (مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكمْ تَصْطَلونَ) تستدفئون بها من البرد (فَلَما أَتَاهَا نوديَ مِن شَاطِئ) جانب (الوَادِى الأَيْمَنِ) عن يمين موسى (فِي البقْعَةِ الُمبَارَكَةِ) متصل بالشاطئ، أو صلة لـ نودي (مِنَ الشجَرَة) بدل اشتمال من شاطئ فإنها نابتة على الشاطئ (أَنْ يَا مُوسَى) أن مفسرة (إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) أي: الذي يكلمك رب العالمين (وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ) عطف على أن يا موسى (فَلَمَّا رَآهَا) أي: فألقاها وصارت ثعبانًا تَهْتَزُّ فلما رآها (تَهْتَزُّ) تتحرك بسرعة (كَأَنَّهَا جَانٌّ)، حية صغيرة من سرعة حركتها (وَلَّى مُدْبِرًا) منهزمًا من الخوف (وَلَمْ يَعْقبْ) لم يرجع (يَا مُوسَى) أي: نودي يا موسى (أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ) فرجع ووقف في مكانه الأول (اسْلُكْ) أدخل (يَدَكَ في جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ) كأنها قطعة قمر (مِنْ غَيْرِ سوءٍ) كبرص (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ) أمر أن يضم إليه يده إذا خاف من شيء، وعن ابن عباس وغيره إذا خاف أحد ووضع يده على فؤاده يَخِفّ ويزول خوفه فمن الرهب أي: من أجله أو معناه تجلد ولا ترتعد من الخوف، والطائر ينشر جناحيه حين خوفه ويضم حين اطمئنانه (فَذَانِكَ) العصا واليد (برْهَانَانِ مِن ربِّكَ) معجزتان (إِلَى فِرْعَوْنَ)

ص: 247

أي: مرسلاً بهما إليه (إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَإِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32) قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) بها (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا) وقد مر أن له نوع لكنة (فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا) معينًا (يُصَدِّقُنِي) بإتمام الحجة ورفع الشبهة ويصدقني بالجزم جواب، وبالرفع صفة رِدْءًا، وعن مقاتل أرسله يصدقني فرعون لأن خبر الاثنين أوقع (إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبونِ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ) نقويك (بِأَخِيكَ) فإن اليد تشتد بشدة العضد وجملة البدن تقوى بشدة اليد (وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا) حجة وبرهانًا (فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا) لا سبيل لهم إلى الوصول إلى أذاكم) (بِآيَاتِنَا) بسبب إبلاغكما آيات الله، وقيل متعلق بـ نجعل (أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) وقيل: بآياتنا متعلق بـ الغالبون على أن يكون اللام فيه للتعريف لا بمعنى الذي (فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى) على الله (وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا) الذي يدعونا إليه أو السحر (فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ) في أيامهم (وَقَالَ مُوسَى) بعد أن كذبوه (ربي أَعْلَمُ بمَن جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ) فيعلم حقيتي وبطلانكم (وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقَبةُ الدَّارِ) النصرة والعاقبة المحمودة في الدنيا (إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) أظهر عند الرعية أن وجود إله غيره غير معلوم، وأنه يستطيع أن يحقق ذلك، فلذلك أمر ببناء صرح وقال:(فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ) أطبخ لي الآجر (فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا) بناءً مشرفًا عاليًا (لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى) كأنه ظن

ص: 248

صفحة فارغة

ص: 249