الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جنات، (بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقوا فَمَأوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا): تمنوا، (أَنْ يَخرُجُوا مِنْهَا): فصعدوا إلى أبواب جهنم، (أعِيدُوا فِيهَا): إلى أسفل دركاتها، (وَقِيلَ لَهُمْ)، إهانة:(ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى): مصائب الدنيا، (دُونَ العَذَابِ الأَكْبَرِ): عذاب الآخرة، (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ): يتوبون عن الكفر، (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا) يعني: ومن أظلم ممن أذقناه المصائب الدنيوية مدة متطاولة وأريناه فيها الآيات، ثم بعد تلك الدة خاتمة أمره الإعراض، فثم وقع موقعه، لكن في سورة الكهف ذكر بالفاء لأنه ما بين أولاً إلا جدالهم مع الرسل واتخاذ الآيات هزوًا فما هو إلا أنَّهم حين رأوا رسلهم وآياتهم أنكروا بادئ الأمر من غير تأمل، (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ): المشركين (مُنْتَقِمُونَ).
* * *
(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ
(23)
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25) أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (26) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)
* * *
(وَلَقَدْ آتيْنَا مُوسَى الكتاب) كما آتيناك، (فَلَا تَكُن فِي مِريةٍ): شك، (مِنْ لِقَائِهِ) أي: من لقاء موسى ربه فاطمع أنت أيضًا فيه، فالإضافة إلى المفعول، هكذا فسره النبي عليه السلام، رواه الطبراني أو من لقائك موسى ليلة المعراج أو من تلقى موسى الكتاب بالرضاء والقبول، قيل: معناه آتينا موسى مثل ما آتيناك فلا تك في شك من أنك أوتيت مثله، فالضمير للكتاب الذي أريد به الجنس، أي: لقائك الكتاب نحو " وإنك لتلقى القرآن "[النمل: 6]، (وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَني إِسْرَائِيلَ وَجَعَلْنَا مِنهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ) الناس، (بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا) على أوامر الله ومصائبه التي قدرها عليهم، (وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) وكأن هذه الآية وعد وتسلية لنبيه عليه الصلاة والسلام وإرشاد لأصحابه وأمته، (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ): يقضي فيميز المحق من المبطل، (فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) من أمور دينهم، (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) عطف على مقدر مثل: ألم ينبههم، (كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ) فاعل " يهد " ما يدل عليه ذلك الكلام، كأنه قال: أولم يهد لهم كثرة إهلاكنا، وكم منصوب بـ أهلكنا، وله صدر الكلام لا يعمل فيه ما
قبله، (يَمْشُونَ) أهل مكة، (فِي مَسَاكِنِهِمْ) حين يسافرون للتجارة، (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ): سماع اتعاظ، (أَوَلَمْ يَرَوْا) أي: ألم يسمعوا ولم يروا؟، (أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ): التي قطع نباتها، (فَنُخْرِجُ بِهِ): بالماء، (زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ): من الزرع، (أَنْعَامُهُمْ) من أوراقه، (وَأَنفُسُهُمْ) من حبوبه، (أَفَلَا يُبْصِرُونَ) فيستدلون على كمال القدرة، (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ) أي: في أي وقت يكون النصر كما تزعم يا محمد؟ (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)، أن لكم وقتًا علينا تنتقمون منا، (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ): وهو يوم حلول سخط الله وعقابه، كان في نياتهم أنه لو نزل عليهم من السماء بلاء لآمنوا حين يرونها، (وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ): يمهلون، (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) ولا تبال بكلامهم، (وَانتَظِرْ) موعد النصر، (إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ) حوادث الزمان عليك، قيل: انتظروا عذابهم إنهم منتظرون ذلك أيضًا، ولذلك لم يؤمنوا، وعن بعض الآية منسوخة وكان عليه السلام لا ينام بالليل حتى يقرأ (تبارك) و (الم تنزيل).
والحمد للهِ وحده.
* * *