الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ): فكذبوهم، (فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ)، فإنه حرم الظلم على نفسه، (وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)، حيث عملوا ما استحقوا به التدمير، (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى) أي: هم عوقبوا في الدنيا بالدمار، ثم كانت عاقبتهم عقوبة هي أسوء العقوبات السوأى تأنيث الأسوء كالحسني، (أَنْ كَذَّبُوا) أي: لأن، (بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ)، قيل: السوأى مفعول أساءوا أي: اقترفوا الخطيئة، و " أن كذبوا " خبر كان، أي: كان عاقبتهم أن طبع الله على قلوبهم حتى كذبوا واستهزءوا بالآيات.
* * *
(اللهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
(11)
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16) فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)
* * *
(اللهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، بعد الإعادة للجزاء، (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ): يسكت أيسًا من كل خير، (المجرِمُونَ): الكاملون في الجرم،
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ): ممن أشركوا بالله، (شُفَعَاءُ وَكَانُوا): فى الآخرة، (بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ): يكفرون بهم بعد اليأس من شفاعتهم، (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ)، تأكيد ليوم تقوم الساعة، (يَتَفَرَّقُونَ)، أي: المؤمنون والكافرون تفرقًا لا اجتماع بعده، (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ) هي أرض ذات نبات وماء، (يُحْبَرُونَ): يسرون سرورًا تهلل له وجوههم، (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ) لا يغيبون عنه أبدًا وهذا تفصيل لتفرقهم، (فَسُبْحَانَ اللهِ)، تنزيه منه تعالى لنفسه الأقدس وإرشاد لعباده إلى تسبيحه وتحميده فى هذه الأوقات المتعاقبة الدالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه، (حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، أي: هو المحمود فيهما وعلى أهلهما أن يحمدوه، (وَعَشِيًّا) عطف على حين تمسون، وله الحمد إلخ، اعتراض مناسب للتسبيح، (وَحِينَ تُظْهِرُونَ) الظهيرة وسط النهار وفي الحديث