المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

{قَالُواْ سَنُرَاوِدُ … .} . وقولهم: - تفسير الشعراوي - جـ ١١

[الشعراوي]

الفصل: {قَالُواْ سَنُرَاوِدُ … .} . وقولهم:

{قَالُواْ سَنُرَاوِدُ

.} .

وقولهم:

ص: 7010

{سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ

} [يوسف:‌

‌ 61]

.

يعني: أن الأمر ليس سهلاً؛ وهم يعرفون ماذا فعلوا من قبل مع يوسف، والمُرَاودة تعني أخْذ وردّ، وتحتاج إلى احتيال؛ وسبق المعنى في قوله الحق سبحانه: {وَرَاوَدَتْهُ التي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ

} [يوسف: 23] .

وأكدوا قولهم:

{وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ} [يوسف: 61] .

أي: أنهم سيبذلون كُلَّ جهودهم؛ كي يقبل والدهم إرسالَ أخيهم معهم، وهم يعلمون أن هذا مطلبٌ صَعْب المَنال، عسير التحقيق.

ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ

} .

ص: 7010

أي: أن يوسف عليه السلام أمر مساعديه أنْ يُعيدوا البضائع التي أحضرها هؤلاء معهم ليقايضوا بها ما أخذوه من قمح وطعام، وكان على مساعدي يوسف عليه السلام أن يُنفِّذوا أمره بوضع هذه البضائع بشكل مُسْتتر في الرِّحال التي أَتَوْا عليها، وفي هذا تشجيع لهم كي يعودوا مرة أخرى.

ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: {فَلَمَّا رَجَعُوا

} .

ص: 7011

وكان قولهم هذا هو أول خبر قالوه لأبيهم، فور عودتهم ومعهم المَيْرة، وكأنهم أرادوا أن يُوضِّحوا للأب أنهم مُنِعوا مستقبلاً من أنْ يذهبوا إلى مصر، ما لم يكن معهم أخوهم.

وحَكَوْا لأبيهم قصتهم مع عزيز مصر، وإن وافق الأب على إرسال أخيهم «بنيامين» معهم؛ فلسوف يكتالون، ولسوف يحفظون أخاهم الصغير.

ص: 7011