المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ولقائل أن يسأل: أليسوا أبناء نبوة، ولا تجوز عليهم الصدقة؟ نقول: - تفسير الشعراوي - جـ ١١

[الشعراوي]

الفصل: ولقائل أن يسأل: أليسوا أبناء نبوة، ولا تجوز عليهم الصدقة؟ نقول:

ولقائل أن يسأل: أليسوا أبناء نبوة، ولا تجوز عليهم الصدقة؟

نقول: إن عدم جواز الصدقة هو أمر اختصَّ به الحق سبحانه آل محمد صلى الله عليه وسلم َ، وهو أمر خاص بأمة محمد صلى الله عليه وسلم َ، فقد قال صلى الله عليه وسلم َ:«إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس» .

وانظر إلى ما فعلته الترقيقات التي قالوها؛ نظر إليهم يوسف عليه السلام وتبسم، ولما تبسَّم ظهرت ثناياه، وهي ثنايا مميزة عن ثنايا جميع مَنْ رأوه.

وجاء الحق سبحانه بما قاله: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ

} .

ص: 7060

ومجيء هذا القول في صيغة السؤال؛ يدفعهم إلى التأمل والتدقيق؛ لمعرفة شخصية المُتحدِّث.

ثم يأتي التلطُّف الجميل منه حين يضيف:

{مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ} [يوسف:‌

‌ 89]

.

وفي هذا القول ما يلتمس لهم به العُذْر بالجهل، ولم يتحدث

ص: 7060

إليهم بعِزَّة الكبرياء، وغرور المكانة التي وصل إليها، وهدفه أن يخفف عَنهم صَدْمة المفاجأة، فذكر لهم أنهم فعلوا ذلك أيام جهلهم.

وهذا مثلما يكون أحدهم قد أخطأ في حقِّك قديماً بسلوك غير مقبول، ولكن الأيام أزالتْ مرارتك من سلوكه، فتُذكِّره بما فعله قديماً وأنت تقول له: إن فعلك هذا قد صدر منك أيام طَيْشك، لكنك الآن قد وصلت إلى درجة التعقُّل وفَهْم الأمور.

وقول يوسف عليه السلام لهم هذا الأمر بهذه الصيغة من التلطُّف، إنما يعبر أيضاً عن تأثُّره بشكواهم، ثم تبسُّمه لهم، وظهور ثناياه دفعهم إلى تذكُّره، ودار بينهم وبينه الحوار الذي جاء في الآية التالية: {قالوا أَءِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ

} .

ص: 7061