الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحديثا آخر رواه أيضا في «اللباس» عن محمد بن عبد الله بن ميمون عن الوليد عن الأوزاعي عن عمرو وعن زهير بن حرب عن وكيع عن داود بن سوار المزني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا زوج أحدكم عبده أمته فلا ينظر إلى عورتها» . وقال صوابه: سوار بن داود وهم فيه وكيع.
2289 - (كد) سوار بن سهل البصري
.
عن أبي عاصم النبيل وسعد بن عامر روى عنه إسماعيل بن يعقوب الصفار.
ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: يغرب.
وخرج الحاكم حديثه في «مستدركه» .
2290 - (د ت س) سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله العنبري أبو عبد الله القاضي البصري نزيل بغداد
.
قال ابن زبر: ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وذكره ابن شاهين في «الثقات» .
وخرج ابن حبان حديثه في «صحيحه» ، وكذلك الحاكم والطوسي وذكر أبو عبد الله الأزدي في كتاب «الترقيص» وغيره أن جده نقبا سرق كبش النبي صلى الله عليه وسلم فقطع يده ففي ذلك يقول السيد الحميري:
جده سارق كبش
…
فجرة من فجرات
وقال ابن قانع: تولى قضاء مدينة السلام. كذا ذكره النسائي في «أسماء شيوخه» والبخاري والقراب وغيرهم. وقال الخطيب - الذي «تاريخه» في يد
كثير من الطلبة -: تولى قضاء الجانب الشرقي من بغداد في سنة سبع وثلاثين بعد قوله: ولي قضاء الرصافة، والمزي اقتصر على تعريفه بالرصافة فقط، وكأنه لم ينظر في «التاريخ» نظرا جيدا، ولا عذر له فيه وإن كنا نعذره في الباقين؛ لأنه لم يرها والله أعلم.
وفي «الكامل» : وحدثني بعض أصحابنا أن رجلا من الأعراب تقدم إلى سوار في أمر فلم يصادف عنده ما أحب فاجتهد فلم يظفر بحاجته فقال الأعرابي وفي يده عصا:
رأيت رؤيا ثم عبرتها
…
وكنت للأحلام عبارا
بأنني أخبط في ليلتي كلبا
…
فكان الكلب سوارا
ثم انحنى على سوار بالعصا حتى منع منه فلم يعاقبه سوار، وحدثت أن أعرابيا من بني العنيز صار إلى سوار فقال: إن أبي مات وتركني وأخا لي وخط خطين ثم قال: وهجينا لنا وخطه ناحية فكيف نقسم المال؟ فقال: أهاهنا وارث غيركم؟ قال: لا. قال: فالمال يقسم أثلاثا. قال: لا أحسبك فهمت أنه مات وتركني وأخا لي وهجينا فقال سوار: المال بينكم سواء فقال الأعرابي: يأخذ الهجين مثلنا؟ قال: أجل. فغضب الأعرابي ثم أقبل على سوار فقال له: تعلم والله أنك قليل الخالاث بالدهناء. فقال سوار إذن لا يصيرني ذلك عند الله شيئا.
وفي «اللطائف» لأبي يوسف: هو من أعرف الناس في القضاء أبوه قضى للمهدي وجده قضى للمنصور، وقال الخطيب: كان سوار قد خامر قلبه شيء من الوجد فقال:
سلبني عظامي لحمها فتركها
…
عواريا في أجلادها تتكسر
واخليني منها مخها فكأنما
…
قوارير في أجوافها الريح تصفر
إذا سمعت ذكر الفراق تراعدت
…
مفاصلها خوفا لما تتنظر
خذي بيدي ثم ارفعي الثوب
…
فانظري بلي جسدي لكنني أتستر
وجاءه إنسان وهو في الحمام فقال: أسألك مسألة فقال: ما هذا موضع المسائل قال: هي من مسائل الحمام فضحك وقال هاتها فقال: من الذي يقول وأنشده هذا الشعر فقال أنا والله قلته قال: فإنه يغنى به ويجود فقال: لو شهد عندي الذي يغني به لأجزت شهادته.
وقال أحمد بن كامل: كان فقيها قاضيا أديبا شاعرا عظيم اللحية.
وقال السراج: مات يوم الأحد لسبع بقين من شوال سنة خمس وأربعين ومائتين.
وفي «معجم المرزباني» : هو شاعر فقيه له مع محمد بن عبد الله بن طاهر أخبار عند تقلده القضاء بمدينة السلام وله يقول وخرجا إلى «سر من رأى» عفرف محمد وسلم بنفسه فأنشده سوار:
رجعنا سالمين كما بدأنا
…
وقد عظمت غنيمة سالمينا
وما تدرين أي الأمرين خيرا
…
أما تهوين أم ما تكرهينا؟
وله وهو مما يستحسن:
خشيت لساني أن يكون خؤونا
…
فأودعه قلبي فكان أمينا
وقلت ليخفى دون سمعي وناظري
…
أيا حركاتي كن في سكونا
فما أبصرت عيني لعيني عبرة
…
ولا سمعت أذني لفي أنينا
لقد أحست أحشائي تربة الهوى
…
فها هرنا كعلا وكان حنينا
وزعم المبرد أن أعرابيا مدحه بقوله:
وأوقف عند الأمر ما لم يضح له
…
وأمضى إذا ما شك من كان ماضيا
قال أبو العباس: فاستجمع له في هذا المدح وكأنه الحزم وإمضاء العزم.
وذكر السري في كتابه «أخبار الأصمعي» عن أبيه: أن عقبة بن سالم عامل
أبي جعفر على معونة البصرة وكان من العتو والتجبر على أمر شديد وأنه أخذ رجلا وجد جوهرة في البحر فأخذها منه وحبسه فجاءت زوجته إلى سوار القاضي تستغيث به فبعث إليه يقول: إن كانت هذه المرأة صادقة فأطلق الرجل وأعطه جوهرته، فلما بلغته الرسالة شتم سوارا شتما قبيحا فأخبر سوار بذلك فأرسل إليه ثانية فرد أقبح رد فأرسل إليه: والله لإن لم تعط الرجل جوهرته وترده على أهله لأتيتك في ثياب بياض ماشيا ولأدمرن عليك بغير سلاح ولا رجال ولأسليك مثله بالحديد في الناس، فلما سمع من يحضره عقب ذلك قالوا له: أيها الأمير إنه والله يفعل بك ما قال وهو سوار قاضي الخليفة وهم مضر كلها تستجيب له وأنت رجل من أهل اليمن قليل العشيرة فافعل ما أمرك ففعل جميع ما أمر به سوار.