الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورةُ البَلَد
آياتها:20
سورة البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)
سورةُ البَلَد
1 -
قولُه تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} : يقسِمُ ربُّنا بمَكَّةَ (1).
2 -
قولُه تعالى: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} ؛ أي: وأنتَ بمكَّةَ حلالٌ لكَ أن تصنعَ فيها ما تشاء مما هو حرامٌ في غير هذا الوقتِ الذي أُحِلَّ لك، فلا إثمَ عليكَ ولا حَرَجَ (2).
(1) سَبقَ تفسيرُ تركيبِ هذا القَسَمِ «لا أقسم» عند قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} من سورةِ التكوير.
(2)
كذا وردَ عن السلفِ في تفسير هذه الآيةِ مع اختلافِهم في التعبير عن هذا المعنى، وقد وردَ ذلك عن ابن عباسٍ من طريق العوفي، ومجاهد من طريق منصور وابن أبي نجيح، وقتادة من طريق سعيد ومعمر، وابن زيد، وعطاء من طريق عبد الملك، والضحاك من طريق عبيد. وزاد ابن كثيرٍ ذكرَ الرواية عن سعيد بن جبير، وعكرمة، وعطية، وأبي صالح، والسدي، والحسن البصري. ولم يذكر ابن جرير عنهم غير هذا المعنى، ويشهد له قوله صلى الله عليه وسلم:«وإنما أُحِلَّتْ لي ساعة من نهارٍ، وقد عادت حُرْمَتُها اليومَ كحُرْمتِها بالأمس» .
وبهذا تكونُ هذه الآية من دلائل النبوَّة وبشاراتِ الله لنبيِّه صلى الله عليه وسلم بالنصر على أعدائه؛ لأنَّ هذه السورة مكية، ولم يتحقَّق هذا الخبر إلا بعد مُهاجَرِهِ وغزوِهِ مكةَ.
وقد ورد في تفسير «حِلٌّ» معنيان آخران:
الأول: وأنت حالٌّ ـ أي: مقيمٌ ـ في مكة، وهذا فيه تشريفٌ لمكة حالَ كونِ الرسول صلى الله عليه وسلم مقيماً فيها وساكناً.
الثاني: وأنت حلالُ الدم في مكة، حيث كان المشركون يريدونَ قتلَه، والقولُ الأولُ عليه السلف، وهو المقدَّم لأجلِ ذلك، والله أعلم.
3 -
قولُه تعالى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} : ويقسِمُ ربُّنا بكلِّ والدٍ وولدِه (1).
4 -
قولُه تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} : هذا جوابُ القَسَمِ، والمعنى: أنَّ اللَّهَ أوْجَدَ الإنسانَ وأخرجَهُ وهو يكابِدُ أحوالَ الدنيا ومشقَّاتِها ومصاعبِها، فهو يخرجُ من تَعَبٍ فيها إلى تَعَب، كما قال تعالى:{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 19] على أحدِ التفسيرات فيها (2).
(1) وردَ في تفسير هذه الآية معنيان:
الأول: أن القَسَمَ بكل من يَلِدُ، وبكل عاقِرٍ لا يَلِدُ، وهذا قول ابن عباس من طريق عكرمة، وعكرمة من طريق النضر بن عربي.
الثاني: يُقسمُ بالوالد الذي يلد، وبولده، وقد ورد ذلك عن ابن عباس من طريق العوفي، وورد عن مجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقتادة من طريق سعيد ومعمر، وأبي صالح من طريق إسماعيل بن أبي خالد، والضحاك من طريق عبيد، وسفيان الثوري من طريق مهران، كلُّهم فسَّر أنه آدم وولده، كأنه لما ذكرَ المسكنَ أشار إلى الساكن.
ووردَ عن أبي عمران الجوني أنه إبراهيم وولده؛ كأنه أشارَ إلى باني البيتِ وذرِّيته، وهذان التفسيران جاءا على سبيل المثالِ لوالد وولده، ولذا قال الطبري: «والصواب من القول في ذلك ما قاله الذين قالوا: إن الله أقسمَ بكلِّ والد وولدِه؛ لأنَّ الله عمَّ كلَّ والدٍ وما ولد.
وغير جائزٍ أن يخصَّ ذلك إلا بحجَّة يجب التسليمُ لها من خبرٍ أو عقل، ولا خبرَ بخصوص ذلك، ولا بُرهان يجب التسليم له بخصوصه، فهو على عُمومِه كما عمَّه».
ولم يُضعِّف الطبري قول من فسَّر «ولم يلد» بالعاقر، ويظهر أن سبب هذا الخلاف: أنَّ هذا التركيبَ مشتَركٌ بين النفي والإثبات؛ أي أن «ما» يَحتمل أن تكون نافيةً، فيكون المعنى على العاقر، ويَحتمل أن تكون مثبِتة، فيكون المعنى على المولود، وهذا من اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من معنى، والله أعلم.
(2)
وردَ في تفسير الكَبَدِ أقوال:
الأول: لقد خلقنا الإنسان في شدَّةٍ ونَصَبٍ وعناء، وردَ ذلك عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، والحسن من طريق منصور بن زاذان، وقتادة من طريق سعيد ومعمر، وسعيد أخو الحسن البصري، وعكرمة من طريق النضر، وسعيد بن جبير من طريق عطاء، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح.
الثاني: خلقناهُ منتصِباً معتدلَ القامة، وهذا قول ابن عباس من طريق العوفي، وعكرمة =
5 -
قولُه تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} ؛ أي: أيَظُنُّ هذا الإنسانُ الكافرُ المخلوقُ في كَبَدٍ أنه لا أحدَ يقهرَه ويغلِبَه؟!
6 -
قولُه تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَدًا} ؛ أي: يقولُ هذا الكافرُ المغتَرُّ بقوَّتِه: أنفقتُ مالاً متراكماً بعضه على بعض من كَثْرَتِه، وهو إنما أهلكَهُ في الباطل، فيفتخرُ بذلك.
7 -
قولُه تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} ؛ أي: أيظنُ هذا الكافر أنَّ اللَّهَ لم يطَّلع عليه، وهو ينفقُ مالَهُ في الباطل؟!
8 -
10 - قولُه تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلَ لَهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ *
= من طريق عمارة، وإبراهيم النخعي من طريق منصور، وعبد الله بن شداد وأبي صالح من طريق إسماعيل بن أبي خالد، والضحاك من طريق عبيد.
الثالث: الكَبَد: السماء، والمعنى: لقد خلقنا آدم في السماء، وهو قول ابن زيد.
قال الطبري: «وأولى الأقوال في ذلك بالصوابِ قول من قال: معنى ذلك أنه خُلِقَ يُكابِد الأمور ويعالجها، فقوله:{فِي كَبَدٍ} معناه: في شدَّة، وإنما قلنا: ذلك أَوْلى بالصواب؛ لأن ذلك المعروف في كلام العرب من معاني الكَبَد، ومنه قول لَبيد بن ربيعة:
عَينِ هَلَاّ بَكَيتِ أَرْبَدَ إذْ
قُمْنَا وقَامَ الخُصُومُ في كَبَدِ»
ويظهرَ أنَّ سببَ هذا الاختلاف أنَّ لفظَ «كَبَدٍ» مشتَركٌ لُغوي بين هذه المعاني، فذكرَ كل واحدٍ منهم أحد هذه المعاني التي يراها مناسبةً لتفسيرِ الكَبَدِ في الآية، مع ملاحظة أنَّ ما ورد عن ابن زيد لم يَرِدْ في كتب اللغة، والوارد إضافةَ الكَبَدِ إلى السماء؛ فيقال: كَبِدُ السماء؛ أي: وسطها، أمّا تفسير الكَبَدِ بالسماء، فهل يُحكى لغةً في الكَبَد؟!
وما رجَّحه ابن جرير الطبري هو المعنى المشهور من اللفظة، وهو المناسِبُ لمعنى الآية، ويكون الكَبَدُ بالنسبة للإنسان على نوعين:
الأول: كَبَدٌ عام يشترك فيه كل الناس، وهو مكابَدَةُ أمورِ الدنيا، وهو ما أشارَ إليه السلف.
الثاني: كَبَدٌ خاصٌ بالكافر، وذلك بسبب كُفْرِهِ وإعراضِه عن الله، وكثرةِ ما يعبده من الآلهة، قاله الطاهر بن عاشور، وهو معنًى قويٌّ مُتَّجِهٌ في الآية، يدل عليه قول الله:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [طه: 124]، والله أعلم.
وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}: يقولُ اللَّهُ: ألم نجعلْ لهذا الإنسانِ عَيْنَيْنِ يبصرُ بهِما، ولساناً وشفتين ينطقُ بهِما ويعبِّرُ عمَّا يريد، وأرشدناه وبيَّنا له طريقَ الخيرِ والشرِّ؟، كما قال تعالى:{إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 2](1).
11 -
12 - قولُه تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} ؛ أي: أفلا دخلَ في هذا الطريقِ الصَّعب؟، وما أعلمكَ عن هذا الطريق؟، إنه القيام بهذه الأعمالِ الصالحةِ المذكورة بَعْد هذه الآية، وهذه الجملةُ متصلة بقوله تعالى:{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} ، والمعنى: هَدَيْناه إلى الطريقين، فلم يسلُكْ طريق الخير بالدخولِ في هذه الأعمالِ الصالحةِ الشَّاقَّةِ على النَّفْسِ من فَكِّ الرَّقَبَةِ، وما بعدَها.
13 -
16 - قولُه تعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ} (2) {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ *يَتِيمًا ذَا
(1) كذا فسَّرَ جمهور السلف هذه الآية، ورد ذلك عن عبد الله بن مسعود من طريق زر وأبي وائل، وابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة والعوفي، وعكرمة من طريق سماك، ومجاهد من طريق منصور وابن أبي نجيح، والضحاك من طريق عبيد، وابن زيد، وقرأ:{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} ، ورواه الحسن وقتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
ووردَ تفسيرٌ آخر، وهو هديناه إلى الثديين: سبيلَي اللَبن الذي يتغذَّى به، ورد ذلك عن ابن عباس من طريق عيسى بن عقال عن أبيه، والضحَّاك من طريق جويبر، وقال الربيع بن خثيم:«أما إنهما ليسا بالثديين» ، فردَّ هذا القول، مع أنَّ له وجهٌ في النظر؛ لأنه يناسب المِنَّة بجعل العينين واللسان والشفتين للإنسان، ويكون المعنى: أنه هداه لرضاعة لبن أمِّه، وهو لا يدرك، ولا شكَّ أنَّ من هداه لهذا الأمر الذي به حياته، فإنه سيبيِّن له طريق الخير والشر كما قاله الآخرون.
(2)
ورد في هذه الآية قراءتان: =
مَقْرَبَةٍ *أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ}: هذا بيانٌ للعَقَبةِ التي تُقْتَحَمُ، وهي هذه الأعمالُ الصالحةُ الشَّاقَّةُ على النَّفْسِ (1)، وهي: عِتْقُ المسلمِ من الرِّقِّ، وتقديمُ الطعامِ للقريبِ الذي فَقَدَ أباهُ وهو دون سِنِّ البلوغ، وللمحتاجِ الذي لَصِقَ بالأرض من شِدَّةِ الفاقَةِ (2)، تقديمه في اليوم شديدِ المجاعة (3) لهؤلاء المحتاجين.
= الأولى: بإضافة الفكِّ إلى الرَّقبة، كما هي في المتن.
والثانية: «فَكَّ رقبة» على الفعل، وتكون بدلاً من جملة:{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} . انظر توجيههما في تفسير الطبري، والتحرير والتنوير.
(1)
ورد عن ابن عمر من طريق عطية، والحسن من طريق أبي رجاء وقتادة من طريق معمر أن العَقَبة في جهنم، وقال بعضهم:«جبلٌ في جهنم» ، ويكون على هذا: لم يقتحم هذا الجبل الذي في النار؛ لأنه لم يقدِّم هذه الأعمال الصالحة المذكورة، التي مَنْ عَمِلَها جازَ هذه العقبة، والله أعلم.
(2)
وردت عدَّةُ عباراتٍ عن السلف في تفسير المَتْرَبَة، وكلها محتَملَة، وهي:
1 -
الذي لَصِقَ بالتراب من شدَّة الفَقر، وهو قول ابن عباس من طريق مجاهد وسعيد بن جبير، ومجاهد من طريق الحصين وابن أبي نجيح، وعكرمة من طريق جعفر بن برقان ومعمر.
2 -
شديدُ الحاجة، وهو قول ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، وعكرمة من طريق حصين، وابن زيد.
3 -
ذو العِيال الذي لا شيءَ معه، وهو قول ابن عباس من طريق العوفي، وسعيد بن جبير من طريق جعفر بن أبي المغيرة، وقتادة من طريق سعيد، والضحاك من طريق عبيد.
قال الطبري: «وأولى الأقوالِ في ذلك بالصحَّة قول من قال: عنى به: أو مسكيناً قد لصقَ بالترابِ من الفقر والحاجة؛ لأن ذلك هو الظاهرُ من معانيه، وأن قوله (متربة) إنما هي مَفْعَلَةٌ من تَرِبَ الرَّجلُ: إذا أصابه التراب» . وهذا الترجيح ينتظمُ فيه كل الأقوالِ المذكورة، وما ليس منها مطابِقاً للمعنى الذي اختارَهُ، فإنه مقارِبٌ له في المعنى، ومن ثمَّ فإن هذا الاختلاف يرجع إلى معنًى واحدٍ، والله أعلم.
(3)
فسَّر السلف المَسْغَبة بالمجاعة، ورد ذلك عن ابن عباس من طريق العوفي ومجاهد، وعكرمة من طريق جعفر بن برقان، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، والضحَّاك من طريق عبيد، وقتادة من طريق سعيد، وعبارته جاءت على التفسير على المعنى، حيث قال:«يوم يُشتهى فيه الطعام» .
17 -
18 - قولُه تعالى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ *أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} ؛ أي: ثُمَّ كان هذا المقتحِمُ قبلَ أن يقتحِمَ العَقَبة من المؤمنين الذين آمنوا بالله، وأوصى بعضُهم بعضاً بالصَّبرِ على الطاعات وأقدارِ الله، والصبرِ عن المعاصي، وأوصى بعضُهم بعضاً بالتراحُمِ فيما بينَهُم (1)، فمَنْ تحقَّقت فيه هذه الأوصافُ فهم أصحاب اليمين: أهل الجنة.
19 -
20 - قولُه تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ *عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ} ؛ أي: والذين كفروا بأدِلَّتِنا من الكُتب والرُّسُلِ هم أصحابُ الشُّؤمِ وأهلُ الشِّمال، وهم أهلُ النارِ التي هي مُطْبِقَةٌ عليهم يومَ القيامة (2).
(1) ورد عن ابن عباس من طريق عكرمة، قال:«مَرْحَمَةُ الناس» .
(2)
عبَّر السلف عن معنى مُؤْصَدَة: «مُطْبِقَة» ، وردَ ذلك عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة والعوفي، وقتادة من طريق سعيد، وقال الضحاك من طريق عبيد:«مُغْلَقَةٌ عليهم» ، وهذا اختلافٌ في اللفظ، والمعنى واحد، فهو من بابِ التعبيرِ عن المعنى بألفاظٍ متقارِبة، والله أعلم.