الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خاتمة
وهكذا وبعد هذه الجولة يتبين للقارئ المنصف جملة أمور:
* أن القرآن كلام الله تعالى المحفوظ بحفظ الله والمنقول إلينا بتواتر الحفاظ جيلاً بعد جيل.
* أن الهجوم على القرآن يهدف إلى تشكيك المسلم بقرآنه وإبعاده عن هديه وتأثيره الذي جعل من المسلم مشعل هداية ونبراس حق ودليل إيمان وقوة لا تقهر.
* أن الأباطيل المثارة عن القرآن تشهد -بضعفها - لهذا القرآن أنه كتاب الله الذي أعجز الطاعنين مع حرصهم على الكيد وتصيد النقائص فيه.
* أن هذه الأباطيل تكشف عن جهل فاضح لقائليها بلغة العرب ومعاني النصوص القرآنية، ولعلها تكشف أيضاً عن تدليس وتلبيس ومجانبة للموضوعية العلمية.
* أن الطاعنين في القرآن لو أنصفوا لعلموا براءة القرآن من أباطيلهم، ولو أعادوا النظر في كتبهم لوجدوها تطفح برزايا ثابتة واضحة من جنس ما ادعوه زوراً على القرآن الكريم، وكان الأولى بهم أن يعتذروا للقرآن بما اعتذروا فيه لكتبهم.
* أن الأباطيل المطعون بها عن القرآن قديمة ما فتئ المستشرقون يرددونها بجهل أو خبث، وأن الهجمة الجديدة ما هي إلا صدى لهذه الهجمة الاستشراقية.
* أن جهل المسلمين بلغة العرب اليوم، وجهلهم بعلوم القرآن وتفسيره سبب رئيس لتحول هذه الأباطيل إلى شبهات تشتبه على عوام المسلمين، فالواجب على المسلم أن يتحصن من هذه الشبهات بمعرفة دينه والإلمام بعلومه إذا لم يقدر على التمكن منها.
* أن قوة الإيمان سبب في دفع الشبهة، وأن مرض القلب وضعف الإيمان سبب في استحكامها، وقد قال ابن القيم:"القلب إذا كان فيه مرض آذاه أدنى شيء من الشبهة أو الشهوة، حيث لا يقوى على دفعهما إذا وردا عليه، والقلب الصحيح القوي يطرقه أضعاف ذلك، وهو يدفعه بقوته وصحته، وبالجملة فإذا حصل للمريض مثل سبب مرضه زاد مرضه وضعفت قوته وترامى إلى التلف؛ ما لم يتدارك ذلك بأن يحصل له ما يقوى قوته ويزيل مرضه"(1).
* أن الواجب على المسلم إذا لم ينل من العلم ما يحصنه من الشبهات أن يفارق مجالسها وأن لا يصغي إلى قائليها، فالاستماع إليهم مع قلة البضاعة وضعف اليقين سبب في استحكام الشبهة واضطراب الجنان لها، والوقوع في براثن الشيطان وموارد الهلاك.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
(1) إغاثة اللهفان (1/ 18).