الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه العاشر:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الفرات يحسر عن جبل من ذهب، أي ينكشف لذهاب مائه فيظهر الجبل بارزاً على وجه الأرض، وهذا لم يكن إلى الآن وسيكون فيما بعد بلا ريب. وبحور الزيت لم تنحسر الأرض عنها وإنما يستخرجها الناس بالتنقيب عنها من مسافة بعيدة في بطن الأرض، وأين هذا من ذاك؟
فصل
وفي صفحة (25 - 26):
جزم المصنف أنه لا بد من وقوع الحرب من أجل بترول العراق وإيران، وأنها سوف تكون بالقنابل الذرية المبيدة للبشر.
والجواب:
أن يقال هذا من الرجم بالغيب وقد قال الله تعالى (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله). والذي سيقع بلا شك هو الاقتتال على جبل الذهب إذا حسر الفرات عنه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك، وما أخبر بوقوعه فهو كائن لا محالة.
فصل
وفي صفحة (26):
ذكر المصنف ما رواه الإمام أحمد من حديث رجل من بني سليم سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ستكون معادن يحضرها شرار الناس» . ثم قال المصنف: فهذه المعادن هي آبار البترول التي ما ظهرت إلا قرب قيام الساعة الذي هو وقتنا هذا.
قال ويؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم «يحضرها شرار الناس» فإن معادن البترول لا يستخرجها ويحضرها إلا الكفار الذي هم شرار الناس وقوله صلى الله عليه وسلم «يحضرها» هو بضم الياء وفتح الحاء وكسر الضاد المشددة أي يهيئها للاستعمال ويجعلها حاضرة لذلك صالحة لما حضرت له.
والجواب:
أن يقال أن هذا الحديث ضعيف لأنه من رواية رجل من بني سليم عن جده، ورجل من بني سليم: مجهول وعلى تقدير صحته فليس المراد به آبار البترول بخصوصها بل هو عام لها ولمعادن الذهب والفضة وغيرها من المعادن الأرضية، ويدل على ذلك قوله في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:«تخرج معادن مختلفة» الحديث.
وقوله يحضرها شرار الناس هو بفتح الياء وإسكان الحاء وضم الضاد المخففة أي يأتي إليها ويسكن عندها شرار الناس وقد جاء
ذلك صريحا فيما ذكره المصنف من حديث عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة رضي الله عنهما: فأما حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فقال فيه «تخرج معادن مختلفة معدن منها قريب من الحجاز يأتيه من أشرار الناس» رواه الحاكم في مستدركه، وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تقوم الساعة حتى تظهر معادن كثيرة لا يسكنها إلا أراذل الناس» رواه الطبراني في الأوسط.
والمراد بأراذل الناس الكفار وفساق المسلمين كما هو الواقع الآن، وليس المراد به الكفار خاصة كما زعم ذلك المصنف.
ثم إن المصنف غيَّر معنى الحديث بما فسر به قوله «يحضرها» ليوافق ما ذهب إليه، ولا يخفى أن ذلك من تحريف الكلم عن مواضعه.
فصل
وقال المصنف في صفحة (27) ما نصه:
ويشير إلى البترول أيضا قوله تعالى (إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها) الآية. فإنها أخرجت ملايين الأطنان من البترول والغاز وهو أعظم ثقل فيها عندما زلزلت أي حركت بالآلات وفتح فيها آبار البترول والغاز، (وقال الإنسان مالها) تعجباً مما تخرجه من ذلك، فعند ذلك تحضر الساعة.
أَو (إذا زلزلت الأرض زلزالها) الموعود به وهو الزلزال الكثير الذي يحدث آخر الزمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وتكثر الزلازل» كما في أحاديث صحيحة متعددة. وقد صارت تحدث بكثرة في هذا الوقت الذي أخرجت فيه الأرض أثقالها من البترول. (وقال الإنسان مالها) يكثر زلازلها؟
وهذا كله واقع فيترقب ما بعده فإن الزمان بالنسبة إلى علم الله تعالى شيء واحد. والله تعالى يجمع بين الأمور المتباعدة فيسوقها مساقا واحداً لتحقق الجميع وحضوره في علمه سبحانه وتعالى.
والجواب:
أن يقال هذا من التخبيط في القرآن وتأوله على غير تأويله، وقد قدمنا أن ذلك حرام ومتوعد عليه بالوعيد الشديد.
ويقال أيضاً إن السورة واردة في قيام الساعة وما يكون
بعد ذلك في يوم القيامة وسياقها يدل على ذلك، وليس فيها ما يدل على خروج البترول بوجه من الوجوه.
قال البغوي في تفسيره (إذا زلزلت الأرض زلزالها) حركت الأرض حركة شديدة لقيام الساعة (وأخرجت الأرض أثقالها) موتاها وكنوزها فتلقيها على ظهرها (وقال الإنسان مالها) قيل: في الآية تقديم وتأخير تقديره: يومئذ تحدث أخبارها فيقول الإنسان مالها: أي تخبر الأرض بما عمل عليها.
وقال ابن كثير في تفسيره قال ابن عباس رضي الله عنهما (إذا زلزلت الأرض زلزالها) أي تحركت من أسفلها (وأخرجت الأرض أثقالها) يعني ألقت ما فيها من الموتى قاله غير واحد من السلف. وهذه كقوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) وكقوله (وإذا الأرض مدت. وألقت ما فيها وتخلت).
وروى عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما (إذا زلزلت الأرض زلزالها) تحركت من أسفلها (وأخرجت الأرض أثقالها) قال: الموتى (وقال الإنسان مالها) قال: يقول الكافر مالها (يومئذ تحدث أخبارها) قال لها ربك قولي فقالت.
وروى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر عن مجاهد في قوله (وأخرجت الأرض أثقالها) قال: من في القبور. وروى ابن أبي حاتم عن عطية (وأخرجت الأرض أثقالها) قال ما فيها من الكنوز والموتى.
فهذه أقوال المفسرين في تفسير السورة وفيها رد لقرمطة المصنف وإلحاده.
فصل
وقال المصنف في صفحة (28) ما نصه:
ومن ذلك زوال الجبال عن أماكنها للدواعي الداعية إلى ذلك، من تعبيد الطرق للبوابير الحديدية والسيارات وتوسيع الطرق وضواحي المدن وغير ذلك، مما هو واقع الآن في كثير من أقطار الأرض كما هو مشاهد ومعلوم، قال الله تعالى (وإذا الجبال سيرت) وقد قدمنا أن هذا في الدنيا قبل قيام الساعة وتسييرها زوالها من أماكنها.
ثم ذكر ما رواه البزار والطبراني من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لا تقوم الساعة حتى تروا أموراً عظاما لم تكونوا ترونها، وحتى تزول الجبال عن أماكنها» .
قال وروى أحمد من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن عيسى عليه السلام ليلة الإسراء في ذكر أمارات الساعة وفي آخر الحديث قوله «ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم - ثم قال - ففيما عهد إلي ربي عز وجل أن ذلك إذا كان كذلك فإن الساعة كالحامل المتم لا يدري أهلها متى تفجأهم بولادها ليلاً أو نهاراً» .
فهذا النسف غير المذكور في قوله تعالى (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً) الآية فإن ذلك بعد قيام الساعة يوم تصير الجبال كالعهن المنفوش، وهذا قبل قيام الساعة بل هو من