الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أشراطها وعلاماتها الدالة على قرب قيامها. ويؤيد هذا وقوع هذا النسف كل يوم في سائر الدنيا بالألغام والحفر بالآلات ومد الأرض ذات الجبال مد الأديم حتى ينزل عيسى عليه السلام فيجدهم على ذلك.
والجواب عن هذا من وجوه:
أحدها:
أن يقال إن فتح الطرق في الجبال لا يكون إزالة للجبال ونسفاً وتسييراً لها ومداً للأرض مد الأديم، وهذا لا يخفى على من له أدنى عقل ومعرفة. واستدلال المصنف على ما ذهب إليه بقول الله تعالى (وإذا الجبال سيرت) وبما في حديث سمرة وحديث ابن مسعود رضي الله عنهما لا وجه له وهو استدلال في غاية البعد والتكلف.
الوجه الثاني:
أن يقال إن جبال الأرض باقية على حالها مع فتح الطرق فيها. ولو أنها قد نسفت وسيرت ومدت الأرض مد الأديم - كما زعمه المصنف - لما بقي في الأرض جبل بالكلية. بل إنا نقول لعله لم ينسف منها ولا جبل واحد، اللهم إلا أن تكون آكاما صغاراً تؤخذ أحجارها للحاجة أو تزال عن الطرق فهذا قد يكون موجوداً الآن ولكن لا يعد هذا نسفا للجبال وتسييراً لها ومداً للأرض.
الوجه الثالث:
أن نسف الجبال وتسييرها ومد الأرض مد الأديم إنما يكون يوم القيامة، قال الله تعالى (ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) ، وقال تعالى (إن يوم
الفصل كان ميقاتا. يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا وفتحت السماء فكانت أبوابا. وسيرت الجبال فكانت سرابا) وقال تعالى (فإذا السماء فرجت. وإذا الجبال نسفت. وإذا الرسل أقتت. لأي يوم أجلت. ليوم الفصل) وقال تعالى (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا. فيذرها قاعا صفصفا. لا ترى فيها عوجا ولا أمتاً. يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا) وقال تعالى (القارعة ما القارعة. وما أدراك ما القارعة. يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش). وقال تعالى (ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين. وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) الآية.
وقيل إن تسيير الجبال يكون عند قيام الساعة، وهو ظاهر ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، فتذاكروا أمر الساعة - فذكر الحديث في خروج الدجال وقتله وخروج يأجوج ومأجوج وموتهم - قال ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم» الحديث رواه الإمام أحمد وابن ماجه وابن جرير، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وفي حديث الصور الطويل «إن الله تعال يأمر إسرافيل بالنفخة الأولى فيقول انفخ فينفخ نفخة الفزع فيفزع أهل