الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
القسم الثاني: تحقيق شرح ألفية ابن مالك للمرادي
مقدمة المحقق:
الحمد لله المنعوت بجميل الصفات، وصلى الله على سيدنا محمد أشرف الكائنات، والمبعوث بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، وعلى آله وصحبه الذين نصبوا أنفسهم للدفاع عن بيضة الدين، حتى رفع الله بهم مناره، وأعلى كلمته، وحبك دينه المرضي وطريقه المستقيم.
وبعد:
فهذا الكتاب تحقيق لأهم أصل من أصول الأشموني التي اعتمد عليها وأخذ منها، ويكاد يكون صورة لها، فالأشموني وشرح المرادي على ألفية ابن مالك يكادان يكونان شيئا واحدا.
لذلك اخترت هذا الكتاب للتحقيق والشرح، وقدمته إلى كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، جزءا من رسالتي للدكتوراه التي أجزت عليها مع مرتبة الشرف الأولى.
واسم الكتاب كاملا هو: "توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك" ومؤلفه ابن أم قاسم المرادي.
وقد اعتمدت على ثلاث نسخ:
وصف المخطوط:
أ- النسخة الأولى:
1-
خطها: نسخة في مجلد بقلم معتاد بخط إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل ومسطرتها 21 سطرا، 22سم.
مودعة بمكتبة الأزهر تحت رقم "3238" عروسي 42565.
2-
في أول صفحة خاتم مكتوب فيه "ملك الفقير إلى رب العالمين محمد أمين المنصوري".
3-
وفي نفس الصفحة مثلث مكتوب بداخله "هذا كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك للشيخ العالم العلامة بدر الدين بن عليّ ابن الشيخ صالح الزاهد قاسم بن عبد الله بن المرادي المالكي رحمه الله".
4-
ووضع أيضا خاتم أزرق اللون لم تظهر عليه كتابة.
5-
نهايتها: وفي نهاية النسخة كتب: "تم الشرح المبارك المسلك في تحقيقه الطريق المبارك يوم الأربعاء لثلاث وعشرين من شهر محرم سنة 1283 على يد العبد الفقير المعترف بالذنب والتقصير إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل القناوي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا إلى يوم الدين".
6-
قيمتها: هذه النسخة وإن لم تكن مضبوطة بالشكل فخطها واضح، وجلي ومجدولة بالمداد الأحمر، والسقط بها قليل.
ب- النسخة الثانية:
1-
خطها: نسخة في مجلد مخطوط بخط الشيخ صالح سلامه رمضان السكندري مودعة بدار الكتب المصرية تحت رقم 323.
2-
في أول صفحة كتب بين خاتمين لم تظهر عليهما الكتابة "مشترى من تركة الشيخ صالح سلامة رمضان في 3 أغسطس سنة 1780م".
3-
وفي الصفحة الثانية أبيات من الشعر هي:
وقفت على يقيني في اعتقادي
…
فما شرح الخلاصة كالمرادي
كتاب جل في تحصيل نحو
…
وتنقيح على وفق المرادي
مؤلفه له علم غزير
…
وذهن ثاقب في الاجتهاد1
لقد سبق الورى في علم نحو
…
على ألفية سبق الجوادي
1 هكذا بالأصل بدون ياء، وما عداه بالياء.
وفاق فما يطاق له سباق
…
على الخيل المضمرة الهوادي
وقد بذل النصيحة في كتاب
…
له شرف وها أنا فيه بادي
شهير فضله في الناس طرا
…
وما يخفيه إلا ذو عنادي
فمهما شئت فن النحو خذه
…
ففوزك في مرادك بالمرادي
مراديّ تكفل بالمراد
…
وفيه كفاية لذوي الرشادي
فخذ بالجد بالتذكار فيه
…
فهذا النصح عن محض الودادِ
4-
نهايتها: وكان قد نسخ القسم الأخير قبل القسم الأول، فكتب في آخرها "كتبه لنفسه ثم لمن شاء من بعده عبيد الله الفقير صالح سلامة السكندري مولدا ومنشأ المالكي مذهبا الأشعري عقيدة الخلوتي طريقة غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وأحبابه، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، آمين يا مجيب الدعوات.
وكان الفراغ من نسخه يوم الجمعة المبارك الموافق لمضي سبعة عشر يوما خلت من شوال سنة 1277هـ سبعة وسبعين ومائتين وألف من هجرة من له العز والشرف.
وكان ذلك بمقام وليّ الله سيدي أحمد المكني نفعنا الله وإياكم ببركاته آمين اللهم كما مننت علينا بإكمال الجزء الثاني فامنن علينا بإكمال الجزء الأول بجاه سيدنا محمد وآله وصحبه".
وفي آخر القسم الأول كتب "حرر في 25ل سنة 1278.
5-
قيمتها: نالت حظ الضبط بالشكل، وهي أقل جودة من غيرها في الخط، ومجدولة بالمداد الأحمر، وبها سقط.
ج- النسخة الثالثة:
1-
نسخة في مجلد مخطوط مودع بدار الكتب المصرية بالمكتبة التيمورية رقم 150 وعدد أوراقها 230 ورقة.
2-
في أول صفحة فهرس أجمل فيه جميع أبواب النحو.
3-
وعليه خاتم أحمر كتب فيه "وقف أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور بمصر".
4-
نهايتها: كتب في آخر النسخة: "تم الكتاب بعناية الملك الوهاب والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين.
بتاريخ نهار الأربعاء حادي عشر شوال سنة 1034 أربع وثلاثين وألف".
5-
مكتوب على هامش النسخة في آخر صفحة منها:
"بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله مفيض أنوار الفهوم وفاتح مغاليق العلوم، والصلاة والسلام على من أوتي نوابغ الكلم، وبوالغ الحكم، المرسل رحمة لكافة الأمم، والمنزل عليه:{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 3-5] وعلى آله وأصحابه مصابيح العلم.
وبعد: فإن الشاب الفاضل والماهر الكامل درة تاج الأذكياء، وواسطة قلادة أرباب الجد والتشمير من الاتقياء، السيد سليمان الحافظ بن الشيخ أحمد بن الشيخ سليمان الشهير بالحموي، الإمام بالجامع الشريف الأموي، قد قرأ هذا الشرح بطرفيه قراءة مذاكرة وتدبر، والتمس مني الإجازة به، والتفسير والفقه والقراءات وسائر ما تجوز لي وعني روايته بشروطه المعتبرة عند أهل الأثر راجيا منه ألا ينسانا من دعائه النافع.
ولا سيما إذا جافت النفحات السحرية الجنوب عن المضاجع، وله مني على قصوري مثل ذلك، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
أحمد بن عليّ العثماني
حرر ليلة الخميس لتسع بقين من ذي القعدة سنة 1143.
6-
وقبل الغلاف الأخير خاتم أيضا مثل الأول مكتوب فيه: "وقف أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور بمصر".
7-
قيمتها: نسخة وضح خطها وضبطت بالشكل ومنظمة، ومجدولة بالمداد الأحمر، غير أن بها خرما، وبهامشها كثير من التصحيحات.
وإنما وقع اختياري على أن أجعل النسخة الأولى هي الأصل، مع أن الثانية ضبطت بالشكل وكذا الثالثة لأن خطها أوضح وسقطها أقل منهما.
عنوان الكتاب:
في النسخة الأولى: "توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك"، وفي الثانية والثالثة:"شرح ألفية ابن مالك".
موضوعات الكتاب:
هي موضوعات ألفية ابن مالك، أولها:
كلامنا لفظ مفيد كاستقم
طريقة شرحه للألفية:
يعرض البيت ثم يشرحه شرحا إجماليا، وكثيرا ما يذكر كل جزء من أجزائه على حدة، ويشرح هذا الجزء منفردا بوضوح مستشهدا بآيات الله والأحاديث النبوية، وأقوال العرب وأشعارهم، وفي الغالب يكتفي من البيت بجزء الشاهد، وألاحظ في هذا الشرح أنه يسأل ويجيب لتتم الفائدة، وقد حلى شرحه بذكر تنبيهات.
مرتبة شرحه للألفية بين مؤلفاته:
يلاحظ أن هذا الشرح في المرتبة الثانية من بين شروحه، فهو يقول في شرحه للألفية في المقدمة عند قول ابن مالك:
وأستعين الله في ألفيه
"قول صاحب المقرب: النحو علم مستخرج بالمقاييس المستنبطة من استقراء كلام العرب الموصلة إلى معرفة أحكام أجزائه التي ائتلف منها، وقد بسطنا الكلام في غير هذا الكتاب".
ورجعت إلى مؤلفاته الموجودة، فلم أعثر على هذا البسط، ولعله في كتاب كشرح المفصل له، وهو غير موجود.
وفي باب المعرف بالألف واللام، بعد قول الناظم:
أل حرف تعريف أو اللام فقط
بعد الشرح قال المرادي: "وأجاب المستنصر لسيبويه عن أكثر هذه الأوجه، وقد ذكرت ذلك في غير هذا الكتاب".
ورجعت إلى مؤلفاته الموجودة فلم أجد إجابة، فأخذت من ذلك أن هذا الشرح مرتبة من بين شروحه.
منهج التحقيق:
عنيت في تحقيق هذه المخطوطة بالجوانب الآتية:
1-
بعد مراجعة النسخ الثلاث جعلت نسخة هي الأصل، واعتمدت عليها.
2-
قابلت النسخ الأخرى عليها، وأثبت بعض المخالفات التي وجدت في النسخ.
3-
رقمت الآيات القرآنية مع ذكر سورها.
4-
تخريج الأحاديث النبوية، وشرح ما صعب منها.
5-
نسبت الأبيات الشعرية إلى قائلها، وشرحتها مما يبين الغرض، مع النص على ما موضع الاستشهاد بها، وذكر شراح الألفية الذين استشهدوا بها.
6-
شرحت الأمثال العربية ونسبتها إلى مصدرها.
7-
توضيح لبعض ما أشكل من النص.
8-
قمت بإضافة عدد قليل من العناوين للتوضيح وحتى لا يطول الكلام بالقارئ ووضعته بين قوسين معقوفين تتميما للفائدة.
9-
تعرضت لذكر بعض آراء سيبويه في كتابه "الكتاب".
10-
التعريف بالأعلام.
11-
طريقة الترقيم في الهامش هي:
قد أشير إلى نسخة "أ" مثلا -يعني: أن هذه الجملة أو الكلمة موجودة في نسخة "أ" فقط وسقط في الباقي، وقد أشير إلى "أ"، "ب" فقط فكذلك، أما إذا كانت الجملة أن الكلمة في كل نسخة فأشير إلى كل نسخة برقمها، مع بيان التغيرات.
وأعتقد أن المكتبة العربية في أمس الحاجة إلى هذا التحقيق الذي يعتبر من أهم المراجع في إحياء التراث العربي.
والله أسأل أن يسدد خطانا على طريق الحق والصواب، وأن يكتب لنا التوفيق والسعادة، وأن يكون عملي مثمرا نافعا إنه سميع مجيب.
والحمد لله رب العالمين.
دكتور/ عبد الرحمن عليّ سليمان