المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌أفعال المقاربة: سميت أفعال المقاربة، وإن كان منها ما ليس للمقاربة - توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك - جـ ١

[ابن أم قاسم المرادي]

الفصل: ‌ ‌أفعال المقاربة: سميت أفعال المقاربة، وإن كان منها ما ليس للمقاربة

‌أفعال المقاربة:

سميت أفعال المقاربة، وإن كان منها ما ليس للمقاربة تغليبا.

وهي ثلاثة أقسام:

قسم لرجاء الفعل وهي "عسى وحرى واخلولق" فهذه الثلاثة للإعلام بالمقاربة على سبيل الرجاء.

وقسم لمقاربة الفعل وهو "كاد وكرب وأوشك".

وقسم للشروع فيه وهو "أنشأ وطفق وأخذ وجعل وعلق".

وهذه الأفعال من باب "كان" لأنها ترفع الاسم وتنصب الخبر، إلا أن خبرها لا يكون في الغالب إلا فعلا مضارعا.

وقد أشار إلى ذلك بقوله: ككان كاد وعسى.

يعني أنهما مثل "كان" في رفع الاسم ونصب الخبر.

ثم قال:

................. لكن ندر

غير مضارع لهذين خبر

فأشار إلى الفرق بينهما وبين "كان".

ومن وروده غير مضارع قوله:

......................................

لا تكثرن إني عيسيت صائما1

1 قال العيني: قائله رؤبة بن العجاج، وقال أبو حيان: هذا البيت مجهول لم ينسبه الشراح إلى أحد.

وصدره: "أكثرت" في العذل ملحا دائما من الرجز المسدس.

الشرح: "أكثرت" من الإكثار، "العذل" الملامة، "ملحا" اسم فاعل، من ألح يلح أي أكثر إلحاحا.

الإعراب: "أكثرت" فعل وفاعل، "في العذل" جار ومجرور متعلق بالفعل، "ملحا" حال من الفاعل، "دائما" صفة للحال، "لا تكثرن" لا ناهية والفعل المضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة في محل جزم، "إني" حرف توكيد ونصب والياء اسمها، "عسيت" فعل ماض ناقص وتاء المتكلم اسمه، "صائما" خبره والجملة في محل رفع خبر إن.

الشاهد: في "عسيت صائما" حيث أجرى عسى مجرى كان فرفع الاسم ونصب الخبر وجاء بخبرها اسما مفردا، والأصل أن يكون خبرها فعلا مضارعا.

مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص62، وابن عقيل 1/ 185، والأصطهناوي، والأشموني 1/ 128، وابن يعيش في شرح المفصل 7/ 4.

ص: 515

وقول الآخر:

فأبت إلى فهم وما كدت آئبا1

...................................

وذلك منبهة على الأصل.

ثم قال:

وكونه بدون أن بعد عسى

نزر............................

يعني أن الأكثر في المضارع الواقع خبر عسى اقترانه "بأن" وكونه بدون "أن" قليل، ومنه:

عسى الكرب الذي أمسيت فيه

يكون وراءه فرج قريب2

1 صدر بيت، قائله: تأبط شرا -ثابت بن جابر بن سفيان- سمي بذلك لأنه أخذ سيفا وخرج فقيل لأمه، فقالت: لا أدري تأبط شرا وخرج، وهو من قصيدة رائية من الطويل. وعجزه:

وكم مثلها فارقتها وهي تصفر

وفي نسخة ب ذكر البيت.

الشرح: "أُبْتُ" رجعت، "فهم" اسم قبيلته، وأبوها فهم بن عمرو بن قيس عيلان، "آئبا" راجعا، هو فاعل من آب يئوب "تصفر" تتأسف وتتحزن.

المعنى: يقول: إني رجعت إلى قومي بعد أن عز الرجوع إليهم، وكم مثل هذه الخطة فارقتها وهي تتلهف كيف أفلت منها.

الإعراب: "فأبت" فعل وفاعل، "إلى فهم" جار ومجرور متعلق بأبت، "وما" نافية، "كدت" فعل ماض ناقص والتاء اسمه، "آئبا" خبره والجملة حال، "وكم" خبرية بمعنى كثير مبتدأ مبني على السكون في محل رفع، "مثلها" تمييز لكم والضمير مضاف إليه، "فارقتها" فعل وفاعل ومفعول، والجملة في محل رفع خبر كم، "وهي" الواو للحال والضمير مبتدأ، "تصفر" فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه والجملة في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب حال.

الشاهد: في "وما كدت آئبا" حيث أعمل "كاد" عمل "كان" فرفع بها الاسم ونصب الخبر، لكنه أتى بخبرها اسما مفردا، والاستعمال جار على أن يكون خبرها جملة فعلية فعلها مضارع.

مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص62، ابن هشام 1/ 216، وابن عقيل 1/ 185، والأشموني 1/ 128، والأصطهناوي، والسندوبي، والمكودي ص37، وابن يعيش في شرح المفصل 7/ 13، والخصائص 1/ 98.

2 قائله: هدبة بن خشرم العذري، قاله وهو سجين من أجل قتيل قتله. وهو من قصيدة يائية من الوافر.

المعنى: أرجو أن يكشف عن قريب ما صرت إليه من البلاء الكرب: الهم، فرج: انكشاف الهم.

الإعراب: "عسى" فعل ماض ناقص، "الكرب" اسم عسى، "الذي" اسم موصول صفة للكرب، "أمسيت" فعل ماض ناقص والتاء اسمه، "فيه" جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر =

ص: 516

وجمهور البصريين على "أن" حذف أن بعد "عسى" ضرورة، وظاهر كلام سيبويه1 "أنه"2 لا يختص بالشعر.

ثم قال:

وكاد الأمر فيه عكسا

يعني: أن اقتران المضارع بعدها بـ"أن" قليل.

ومنه:

............................................

قد كاد من طول البلى أن يمصحا3

= أمسى، والجملة من أمسى واسمه وخبره لا محل لها صلة الموصول، "يكون" فعل مضارع ناقص واسمه ضمير مستتر فيه، "وراءه" ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم والهاء مضاف إليه، "فرج" مبتدأ مؤخر، "قريب" صفة والجملة في محل نصب خبر يكون، والجملة من يكون واسمها وخبرها في محل نصب خبر عسى.

الشاهد: في "يكون وراءه

" حيث وقع خبر "عسى" فعلا مضارعا مجردا من "أن" المصدرية وذلك قليل.

مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص62، ابن عقيل 1/ 178، السندوبي، الأصطهناوي، والأشموني 1/ 129، المكودي ص38، وابن هشام 1/ 224، وأيضا ذكره في المغني 1/ 123، والسيوطي ص35، وأيضا ذكره في همع الهوامع 1/ 130، والشاهد رقم 150 في خزانة الأدب، وابن يعيش في شرح المفصل 7/ 117، وسيبويه ج1 ص478، والمقتضب للمبرد 3/ 70.

1 قال سيبويه ج1 ص477: "واعلم أن من العرب من يقول عسى يفعل، يشبهها بكاد يفعل

".

2 أ، ج وفي ب "أن حذف أن".

3 قائله: رؤبة بن العجاج الراجز بن الراجز

الشرح: البلى -بكسر الباء- من بلي يبلى إذ خلق، "أن يمصحا" أي: ينمحي. يقال مصحت الدار درست وذهبت، ومصح الظل إذا قصر.

فالراجز يصف دار الحبيبة بأنها مصحت من طول البلى.

وقبله: رسم عفى من بعد ما قد امحى

ورواية ابن يعيش والهمع: ربع عفاه الدهر طولا فامحى.

الإعراب: "ربع" مبتدأ "عفى" صفته "من" زائدة على مذهب الأخفش "بعد" ظرف عفا "ما قد امحى" ما مصدرية مجرورة بإضافة بعد إليه، "قد" حرف تحقيق، "كاد" تعمل عمل كان واسمها ضمير مستتر فيه يرجع إلى الربع، "أن يمصحا" خبره والألف للإطلاق، "من طول البلى" جار ومجرور متعلق بكاد تعلق العلة بالمعلول.

الشاهد: في "كاد

أن يمصحا" حيث استعمل "كاد" مثل "عسى" في كون خبره فعلا مضارعا مقرونا "بأن".

مواضعه: ذكره من شراح الألفية: السيوطي ص35، وأيضا ذكره في همع الهوامع 1/ 130، والشاهد رقم 753 من خزانة الأدب، وسيبويه ج1 ص478، والمكودي في شرحه للألفية ص28، والإنصاف 2/ 330.

ص: 517

وظاهر كلام المصنف جواز ذلك، وخصه المغاربة بالضرورة.

ثم قال: وكعسى حرى، أي: في المعنى؛ لأنها للرجاء كما سبق.

............... ولكن جعلا

خبرها حتما بأن متصلا

فيقال "حري زيد أن يفعل"، ولا يجوز "حري زيد يفعل"، وقل من ذكر "حري".

ثم قال:

وألزموا اخلولق أن مثل حري

فيقال: "اخلولق زيد أن يفعل"، ولا يجوز "اخلولق زيد يفعل".

ثم قال: وبعد أوشك انتفا "أن" نزرا، فهي مثل "عسى" في ذلك ومن انتفاء "أن" بعدها قوله:

يوشك من فر من منيته

في بعض غراته يوافقها1

ثم قال:

ومثل كاد في الأصح كربا

1 قائله: أمية بن أبي الصلت الثقفي، شاعر جاهلي، وقال صاعد: هو لرجل خارجي، أي من الخوارج وهو من قصيدة هائية من المنسرح.

الشرح: "منيته" المنية: الموت، "غراته" جمع غرة -بكسر الغين- وهي الغفلة، "يوافقها" يصيبها ويقع فيها.

المعنى: إن من فر من الموت في الحرب لقريب الوقوع بين براثنه في بعض غفلاته.

الإعراب "يوشك" فعل مضارع ناقص، "من" اسم موصول اسمها، "فر" فعل ماض والفاعل ضمير مستتر فيه والجملة لا محل لها صلة، "من منيته" جار ومجرور متعلق بفر والهاء مضاف إليه، "في بعض" جار ومجرور متعلق بقوله يوافقها، "غراته" مضاف إليه، "يوافقها" فعل مضارع وفاعله مستتر فيه والضمير مفعول به، والجملة في محل نصب "يوشك".

الشاهد: "يوافقها" حيث أتى بخبر "يوشك" جملة فعلية مضارع مجرد من "أن" وهذا قليل. مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص63، ابن هشام 1/ 225، ابن عقيل 1/ 190، الأشموني 1/ 129، وابن يعيش في شرح المفصل 1/ 126، وسيبويه ج1 ص479.

ص: 518

يعني: أن إثبات "أن" بعدها قليل ومنه:

....................................

وقد كربت أعناقها أن تقطعا1

ولم يذكر سيبويه2 في خبر "كرب" إلا التجرد، وإليه أشار بقوله:"في الأصح" والمشهور "في "كرب" فتح الراء وقد حكي كسرها.

ثم قال:

وترك أن مع ذي الشروع وجبا

وذلك لأن الفعل معها حال "وأن" للاستقبال، ثم ذكر أفعال الشروع فقال:

كأنشأ السائق يحدو وطفق

كذا جعلت وأخذت وعلق

1 هذا عجز بيت من الطويل.

وصدره قوله:

سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما

وذكر البيت كله في نسخة ب.

وهو لأبي هشام بن زيد الأسلمي من كلمة يهجو فيها إبراهيم بن إسماعيل بن المغيرة والي المدينة من قبل هشام بن عبد الملك، وكان قد مدحه من قبل فلم ترقه مدحته فلم يعطه وأمر به فضرب بالسياط.

الشرح: "ذوو الأحلام" أصحاب العقول، ويروى "ذوو الأرحام" وهم الأقارب من جهة النساء، "سجلا" -بفتح فسكون- الدلو ما دام فيه الماء وجمعه سجال.

المعنى: سقى أصحاب العقول هؤلاء القوم سجال الكرم وأجزلوا لهم العطاء، وقد كانوا في شدة الحاجة تكاد أعناقهم أن تتقطع من ذلك.

الإعراب: "سقاها" فعل ماض والهاء مفعوله الأول، "ذوو" فاعل، "الأحلام" مضاف إليه، "سجلا" مفعول ثان، "على الظما" جار ومجرور متعلق بسقاها، "وقد" حرف تحقيق والواو للحال، "كربت" فعل ماض ناقص والتاء للتأنيث، "أعناقها" اسم كرب والضمير مضاف إليه، "أن" مصدرية، "تقطعا" فعل مضارع حذفت منه إحدى التاءين وأصله تتقطعا منصوب بأن والألف للإطلاق والفاعل ضمير مستتر، والجملة في محل نصب خبر كرب، والجملة من كرب واسمها وخبرها في محل نصب حال.

الشاهد: في "أن تقطعا" حيث أتى بخبر "كرب" فعلا مضارعا مقترنا "بأن" وهو قليل.

مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص63، ابن هشام 1/ 228، ابن عقيل 1/ 192، السندوبي، الأشموني 1/ 130، المكودي ص38، السيوطي ص35، وأيضا ذكره في همع الهوامع 1/ 130.

2 قال سيبويه ج1 ص478: "وأما كاد فإنهم لا يذكرون فيها أن، وكذلك كرب يفعل ومعناهما واحد يقولون كرب يفعل وكاد يفعل

".

ص: 519

أو يقال: "طفق" بكسر الفاء وفتحها، وطبق بالباء أيضا، فإن قلت: فقد ذكر في التسهيل من أفعال الشروع "هب وقام"1.

قلت: هما غريبان، وأيضا "فإنه"2 لم يدع الحصر.

قال:

واستعملوا مضارعا لأوشكا

وكان لا غير وزادوا موشكا

جميع أفعال المقاربة لا تتصرف "إلا"3 "كاد وأوشك" فإن لهما مضارعا وهو "يكاد ويوشك" واسم فاعل وهو "موشك وكائد"4.

ولم يذكر هنا اسم فاعل "كاد" وقال في "الكافية"5 الكبرى "واحفظ كائدا وموشكا".

ذكر الجوهري6 مضارع "طفق"7 قال المصنف: ولم أره لغيره، والظاهر أنه قال رأيا، وقد حكى مضارع "جعل"8.

1 التسهيل ص59.

2 ج.

3 ب، ج وفي أ "وإلا".

4 المضارع من كاد وأوشك. قال تعالى: {يَكَادُونَ يَسْطُونَ} وقول الشاعر:

يوشك من فر من منيته

في بعض غراته يوافقها

واسم الفاعل منهما قوله:

فموشكة أرضنا أن تعودا

خلاف الأنيس وحوشا يبابا

وقوله:

أموت أسى يوم الرجام وإنني

يقينا لرهن بالذي أنا كائد

قال الأشموني: 1/ 131: "والصواب

كابد بالباء الموحدة كما جزم به ابن السكيت".

5 أ.

6 هو: الإمام إسماعيل بن حماد الجوهري، صاحب كتاب الصحاح في اللغة، كان من أعاجيب الزمان ذكاء وفطنة وعلما، وكان إماما في اللغة والأدب، وقد طاف الآفاق، ودخل العراق، وقرأ العربية على أبي عليّ الفارسي والسيرافي، وسافر الحجاز وشافه باللغة العرب العاربة، ثم عاد إلى خراسان وأقام بنيسابور، وصنف الصحاح في اللغة وهو الكتاب المتناول إلى اليوم، وكتاب في العروض، ومقدمة في النحو، ومات سنة 398هـ.

7 حكى الأخفش: طفق كضرب شرب، وطفق يطفق كعلم يعلم

راجع 2/ 101 صحاح.

8 إن البعير ليهرم حتى يجعل إذا شرب الماء مجه. ا. هـ. أشموني 1/ 131.

ص: 520

ثم قال:

بعد عسى اخلولق أوشك قد يرد

غنى بأن يفعل عن ثان فقد

يجوز إسناد هذه الثلاثة إلى "أن يفعل" فتستغنى به عن الخبر نحو "عسى أن يقوم" فأن وصلتها في موضع رفع "بعسى"1، وسدت مسد الجزأين.

فإن قلت: إذا أسندت هذه الثلاثة إلى "أن" والفعل، فهل هي تامة أو ناقصة؟.

قلت: فيها خلاف2، ذهب قوم إلى أنها تامة، والمرفوع فاعلها.

قال في شرح التسهيل: الوجه عندي أن تجعل "عسى" ناقصة أبدا، وإذا أسندت إلى "أن" والفعل وجه بما يوجه به وقوع حسب عليهما في نحو:{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا} 3.

ثم قال:

وجردن عسى أو ارفع مضمرا

بها إذا اسم قبلها قد ذكرا

إذا بنيت هذه الثلاثة على اسم قبلها جاز إسنادها إلى ضميره، وجعل أن يفعل خبرا وجاز إسنادها "إلى أن يفعل"4 مكتفى به، وتكون مجردة من الضمير5.

1 ب، ج.

2 "فذهب الشلوبين إلى أنه يجب أن يكون الاسم الظاهر مرفوعا بيقوم، في عسى أن يقوم زيد "وأن يقوم" فاعل عسى، وهي تامة لا خبر لها".

وذهب المبرد والسيرافي والفارسي إلى تجويز ذلك وتجويز وجه آخر وهو أن يكون الاسم الظاهر مرفوعا بعسى اسما لها، وأن والمضارع في موضع نصب خبرا لها متقدما على الاسم وفاعل المضارع ضمير يعود على الاسم الظاهر وجاز عوده متأخرا لتقديمه في النية. ا. هـ. أشموني 1/ 132.

3 سورة العنكبوت 2.

4 ب، ج.

5 المجردة لغة الحجاز، والمحتملة للضمير لغة تميم وذلك مثل "زيد عسى أن يقوم" فعلى لغة تميم في عسى ضمير يعود على زيد وأن يقوم في موضع نصب بعسى، وعلى لغة الحجاز لا ضمير في عسى، وأن يقوم في موضع رفع بعسى. ا. هـ. ابن عقيل 1/ 197 بتصرف.

ص: 521

ويظهر أثر ذلك في التأنيث والتثنية والجمع، فتقول على الأول:"هند عست أن تفعل""والزيدان عسيا أن يفعلا"، "والزيدون "عسوا"1 أن يفعلوا". وتقول على الثاني:"عسى" بالتجريد في الأحوال كلها.

ثم قال:

والفتح والكسر أجز في السين من

نحو عسيت وانتقا الفتح زكن

يجوز كسر سين "عسى" وفتحها، إذا اتصل بها ضمير مرفوع لمتكلم، أو مخاطب أو "غائبات"2 والفتح أكثر، ولذلك قال:"وانتقا الفتح زكن".

أي: واختيار الفتح علم، وبالكسر قرأ نافع3.

ثم انتقل إلى القسم الثاني من نواسخ الابتداء فقال:

1 أ، ب وفي ج "عسيوا".

2 أ، ب وفي ج "غائب".

3 قرأ نافع "فهل عسيتم إن توليتم" بكسر السين، وقرأ الباقون بفتحها، من الآية 22 من سورة محمد، لمتكلم نحو "عسيت" ولمخاطب نحو "عسيت وعسيتما وعسيتم وعسيتن" ولغائبات نحو "عسين".

ص: 522