المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الثالثفي فضل الولاية وثوابها لمن عدل وبر - إيضاح طرق الإستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة

[ابن المبرد]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌الباب الأوّلفي مسميات الحكام والولاة وما يتعلق بذلك

- ‌أول مُسَمَّيات كبير الحكام: الملك:

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌الباب الثّانيفي شروط الولاة والحكم، ومَنْ يَصْلُح للولاية

- ‌شروط عامة:

- ‌فروع تتعلق بذلك:

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فروع

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌‌‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌ فصل

- ‌ فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌الباب الثّالثفي فضل الولاية وثوابها لمن عَدَلَ وبَرَّ

- ‌يشترط للعدل عشرون شرطًا:

- ‌الباب الرّابعفي الخوف منها، وإثم الجَور والظُّلم

- ‌[الباب السَّادسفيما لكل واحد من الحق والطاعة، ومن لا تجب طاعته]

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌الباب السَّابعفي أئمة جور أخبرنا عنهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم وما ذكر من ظهور الجور

- ‌الباب الثّامنفي أموال المسلمين وبلادهم وما يباح للإمام والحكام من ذلك وما يمنع منه

- ‌الأموال التي تؤخذ منها الزكاة

- ‌فصل

- ‌الباب التّاسعفيمن تمنى ذلك، ومن كرهه، وفرّ منه

- ‌فصل

- ‌الباب العاشرفي ذكر جماعة من الخلفاء والملوك ومُدَدهم وأخبارهم

- ‌ حكام الإسلام

- ‌فصلفي دولة بني العباس

الفصل: ‌الباب الثالثفي فضل الولاية وثوابها لمن عدل وبر

‌الباب الثّالث

في فضل الولاية وثوابها لمن عَدَلَ وبَرَّ

في ذلك ثوابٌ جزيل لمن عدلَ وبر.

أخبرنا الجماعة، أنا ابن الزَّعْبوب، أنا الحَجَّار، أنا ابنُ الزَّبيديِّ، أنا السِّجْزِيُّ، أنا الداوديُّ، أنا السَّرَخْسيُّ، أنا الفِرَبْريُّ، أنا البخاريُّ، ثنا محمّدُبنُ بَشَّارِ، ثنا يحيى، عن عُبيدِ الله، حدثني حبيبُ بنُ عبد الرحمن، عن حفص بنِ عاصمٍ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في يَوْمٍ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الإِمَامُ العَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ الله، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ، وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ [امْرَأَةٌ] ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ، أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تنفِقُ يَمِينُه، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ"(1).

(1) رواه البخاري (629)، كتاب: الجماعة والإمامة، باب: من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد، ومسلم (1531)، كتاب: الزكاة، باب: فضل إخفاء الصدقة.

ص: 119

[

] ابن بردس، أنا ابن الخباز، أنا الإربلي، أنا الفراوي، أنا الفارسي، أنا الجلودي، أنا أبو إسحاق الزاهد، أنا مسلم، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير، قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو يعني: ابن دينار، عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو قال ابن نمير وأبو بكر: يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، وفي حديث زهير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ المُقْسِطِينَ عِندَ اللهِ علي مَنابِرَ مِنْ نُوْرٍ عَنْ يَمِيْنِ الرَّحْمَنِ وَكِلْتَا يَدَيْه يَمِيْنٌ، الَّذِينَ يَعْدِلونَ في حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيْهِمْ وَمَا وَلُوْا"(1).

أخبرنا جَدِّي وغيرُه، أنا الصلاحُ بنُ أبي عمرَ، أنا الفخرُ بنُ البخاريِّ، أنا حنبلٌ، أنا ابنُ الحُصَينِ، أنا ابنُ المُذْهِبِ، أنا أبو بكرٍ القَطيعيُّ، أنا عبدُ الله بنُ أحمدَ، حدثني أبي، ثنا وكيعٌ، ثنا سعدانُ الجهنيُّ، عن سعدٍ أبي مجاهدٍ الطائيِّ، عن أبي مدلهٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الإمَامُ العَادِلُ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُ"(2).

وبه إلي الإمام أحمدَ، ثنا يحيى بنُ آدمَ، ثنا فضيلٌ، عن عطيةَ العوفيِّ، عن أبي سعيدٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ

(1) رواه مسلم (1827). كتاب: الإمارة، باب: فضيلة الإمام العادل وعقوبة

الجائر.

(2)

رواه الإمام أحمد في "مسنده"(2/ 443) بهذا اللفظ، ورواه الترمذي (3598)، كتاب: الدعوات، باب: في العفو والعافية، وابن ماجه (1752)، كتاب: الصيام، باب: في الصائم لا ترد دعوته، مطولًا. قال الترمذي: هذا حديث حسن.

ص: 120

إِلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَإِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَي اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَشَدَّهُ عَذَابًا: إِمَامٌ جَائِرٌ" (1).

وبه إلي الإمام أحمدَ، ثنا عليُّ بنُ إسحاقَ، أنا عبدُ الله، أنا الفضيلُ بنُ مرزوقٍ، عن عطيةَ العوفيِّ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ، قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَي اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَإِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَي اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَشَدَّهُمْ عَذَابًا: إمَامٌ جَائِرٌ"(2).

أخبرنا جدِّي وغيرُه، أنا الصلاحُ بنُ أبي عمرَ، أنا الفخرُ بنُ البخاريِّ، أنا أبو جعفرٍ الصَّيدلانيُّ، أنا أبو عليٍّ الحدَّادُ، أنا أبو نُعيمِ، قال: والوالي إذا أنصفَ الضَّعيفَ من القَوِيِّ، رَافَقَ النَّبيِّينَ في أَعْلَي عِلِّيِّينَ (3).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا أبو محمّدٍ الحسنُ بنُ عبدِ الحميدِ العطارُ الكوفيُّ، ثنا محمّدُ بنُ الحسنِ الهاشميُّ، ثنا محمّدُ بنُ بشرِ بنِ شريكٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ شريكٍ، عن أبيه، عن جابرٍ، عن عطاءٍ، عن ابنِ عباس، قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا، فَحَسُنَتْ سَرِيرَتُهُ، رُزِقَ الهَيْبَةَ، وَإِذَا بَسَطَ يَدَهُ بِالْمَعْرُوفِ، رُزِقَ الْمَحَبَّهَ، وَإِذَا عَدَلَ، زِيدَ في عُمُرِهِ، وَإِذَا أَنْصَفَ الضَّعِيفَ مَنِ الْقَوِيِّ، كَانَ مَعِي

(1) رواه الإمام أحمد في "مسنده"(3/ 22)، والترمذي (1329)، كتاب: الأحكام، باب: الإمام العادل، وقال: حديث حسن غريب.

(2)

رواه الإمام أحمد في "مسنده"(3/ 55).

(3)

ذكره الحافظ أبو نعيم في كتابه "فضيلة العادلين"(ص: 109).

ص: 121

في الْجَنَّةِ"، وأشار بإصبعيه: السبابةِ والوسطي (1).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا سليمانُ بنُ أحمدَ، ثنا محمّدُ بنُ يونسَ العصفريُّ، ثنا يزيدُ بنُ عمرِو بنِ البراءِ، ثنا محمّدُ بنُ موسى الشيبانيُّ، ثنا إبراهيمُ بنُ خثيمِ بنِ عراكِ بنِ مالكٍ، عن أبيه، عن جدِّه، عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن وَلِيَ مِن أَفرِ النَّاسِ وِلَايَةً، وَكَانَتْ نِيَّتُهُ الْحَقَّ، وُكِّلَ بِهِ مَلَكَانِ يُوَفَّقَانِهِ وَيُرْشِدَانِهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ وِلَايَةً، وَكَانَتْ نِيَّتُهُ غَيْرَ الْحَقِّ، وَكَلَهُ اللهُ إِلَي نَفْسِهِ"(2).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا محمّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عليٍّ، ثنا محمّدُ بنُ عبدِ الله بنِ عبد السلامِ، ثنا أحمدُ بنُ عيسى بنِ يزيدَ، ثنا عَمْرُو بنُ أبي سلمةَ، ثنا إبراهيمُ بنُ محمّدٍ الأنصاريُّ، عن عليِّ بنِ ثابتٍ، عن محمّدِ بنِ سِيرينَ، عن أبي هريرةَ، قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "عَدْلُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ؛ قِيَام لِيْلِهَا، وَصِيَامِ نَهَارِهَا، وَجَوْرُ سَاعَةٍ في حُكْمٍ أَشَدُّ وَأَعْظَمُ مِنْ مَعْصِيَةِ سِتِّيَنَ سَنَةً"(3).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا عبدُ الله بنُ جعفرٍ، ثنا إسماعيلُ بنُ عبدِ الله، ثنا أحمدُ بنُ يونسَ، ثنا سعدٌ أبو غيلانَ الشيبانيُّ، ثنا عفانُ بنُ جُبيرٍ الطائيُّ، عن أبي حريزٍ الأزديِّ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسِ، قال:

(1) انظر: "فضيلة العادلين"(ص: 111 - 112).

(2)

"فضيلة العادلين"(ص: 116). ورواه أيضًا الطبراني في "المعجم الأوسط"(6063). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 194): رواه الطبراني والبزار، وفيه إبراهيم بن خثيم بن عراق وهو ضعيف.

(3)

"فضيلة العادلين"(ص: 117).

ص: 122

قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يَوْمٌ مِنْ إِمَام -أو قالَ: إِمَامٍ عَادِلٍ - أَفْضَل مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَّةً، وَحَدٌّ يُقَامُ في الأرْضِ أَزْكَي فِيهَا مِنْ قَطْرِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا"(1).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا أبو بكر بنُ خلادٍ، ثنا الحارثُ بنُ أبي أسامةَ، ثنا أبو عُبيدٍ القاسمُ بنُ سلامٍ، ثنا هُشيمٌ، ثنا زياد بنُ مخراقٍ، عن رجلٍ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"لَعَمَلُ الْعَادِلِ في رَعِيَّتِهِ يَوْمًا وَاحِدًا، أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ الْعَابِدِ في أَهْلِهِ مِئَةَ عَامٍ، أَوْ خَمْسِينَ عَامًا"، الشَّكُّ من هُشيم (2).

والعجبُ من بعض المتفقِّهة الفَجَرة، يذكرون هذه الأحاديثَ لكثير من الظَّلَمة ممن انغمس في الظلمِ، وعامَ فيه وسبح، وأخذَ أموال الناس من غير حِلِّها، وقتل النفسَ الحرامَ أكثرَ من ألفِ مرة بغير حق، واستحلَّ أموال الناس ودماءهم وأعراضَهم، ويُزَيِّنُ له أنه عادلٌ، ولولا أنت ولولا أنت؛ ليتوجَّه بذلك عندَه، وينفق سوقه، فلا كَثَرِّ الله في المسلمين من أمثالهم، حتى إن كثيرًا منهم قال لي: أليسَ قد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "عَدْلُ يَوْمِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً"؟! يرى في نفسِه أنه أفضلُ من العلماءِ والعبّاد.

(1)"فضيلة العادلين"(ص: 119). ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(11932)، وفي "المعجم الأوسط"(4765)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 162). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 197): فيه سعد أبو غيلان الشيباني لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

(2)

"فضيلة العادلين"(ص: 123). ورواه الحارث في "مسنده - بغية الباحث" للهيثمي (2/ 626) وفيه بدل "من عمل""من عبادة العابد". قال البوصيري في "إتحاف الخيرة"(5/ 40): إسناده ضعيف لجهالة التابعي.

ص: 123

وقال لي مرة واحدٌ منهم ذلك، فقلت له: وأينَ العدلُ؟! العدلُ كان في زمن عمر بن الخطاب، ومع ذلك كان لا يرى نفسه عادلًا، فما كان جوابه إلا أن قال -بجهلِه وكفرِه-: أنا أعدلُ من عمرَ بنِ الخطاب، وقلت له: كفرتَ واللهِ! فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا: أَنَّ أَحَدَنَا لَوْ أَنْفَقَ مِلْءَ الأرْضِ ذَهَبًا، ما بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ (1).

فقال: الله ما هو قادر أن يجعلني أعدلَ منه؟، فقلت له: القدرةُ صالحة لكل شيء، غير أنّ هذا من المحال، كما أن القدرة صالحةٌ لإيمان أبي جهل، وإيمانُه من المحال، والأمور التي قَدَّرَ الله أن لا تكون، ومن حدَّثته نفسه بذلك، فقد باء بإثمٍ عظيم، وكل هذا من ستر كَفَرَةِ فَجَرَةِ الفقهاءِ لهم، ونعتهم لهم أنهم علي العدل، وهم علي الظلم والجَوْر الذي ليس بعده ظُلم ولا جَوْر.

وسوف نذكر شروطَ العدل التي لا يوجد فيهم منها بعضُ واحد.

وقد أخبرنا جَدِّي، أنا الصلاحُ بنُ أبي عمرَ، أنا الفخر بنُ البخاريِّ، أنا ابن طَبرزذ، أنا القاضي أبو بكر، أنا القاضي أبو يعلي، أنا أبو الحسن البزاز، ثنا إبراهيمُ بنُ عبد الصمد، حدثني أبي، ثنا عليُّ بنُ عاصمٍ، ثنا عبدُ الله بنُ عثمانَ، حدثني عبدُ الرحمن بنُ سابط، ثنا جابرُ بنُ عبدِ الله، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا كَعْبُ بْنَ

(1) رواه البخاري (3475)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذًا خليلًا، من طريق ذكوان عن أبي هريرة، ومسلم (2540)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم، من طريق أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه.

ص: 124

عُجْرَةَ! أُعِيذُكَ بِاللهِ مِنْ إِمْرَةِ السُّفَهَاءِ"، قال: وما ذاكَ يا رسولَ الله؟ قال: "أُمَرَاءُ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِي (1)، مِنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ (2) فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولئكَ لَيْسُوا مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَأُولئكَ لا يَرِدُوا عَلَيَّ الحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَي ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ، وَأُوَلئك يَرِدُوا عَلَيَّ الحَوْضَ (3). يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ! إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَي بِهِ، يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ! النَّاسُ غَادِيَانِ؛ فَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ، وَمَغْبُونٌ فِيهِ، وَبَائِعٌ نَفْسَهُ، فَمُوبِقٌ رَقَبَتَهُ (4) " (5).

أخبرنا جماعةٌ من شيوخنا، أخبرتنا فاطمةُ بنتُ عبدِ الهادي، أنا عبدُ الله بنُ علي الترياقيُّ، ومحمّدُ بنُ عبدِ الحميدِ الهمدانيُّ، قالا: أنا ابنُ عروةَ، أخبرتنا فاطمةُ بنتُ سعدِ الخيرِ، أخبرتنا فاطمةُ الجُوردانيةُ، أنا ابنُ ريذةَ، أنا الطبرانيُّ، ثنا عليُّ بنُ عبدِ العزيز، ثنا يونسُ بنُ عبدِ اللهِ، ثنا أحمدُ بنُ القاسمِ، ثنا سعيدُ بنُ سليمانَ، قالا: ثنا

(1) في مصادر التخريج زيادة: "لا يقتدون بهدي، ولا يستنون بسنتي".

(2)

قوله: "من دخل عليهم"، وكذا بعد:"ومن لم يدخل عليهم" ليس في مصادر التخريج.

(3)

في المصادر زيادة: "يا كعب بن عجرة، الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة قربان، أو قال برهان".

(4)

في المصادر: "فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها".

(5)

رواه الإمام أحمد في "مسنده"(3/ 321)، والحاكم في "المستدرك"(265)، ابن حبان في "صحيحه" (4514). قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 247): رجاله رجال الصحيح.

ص: 125

المبارَكُ (1) بنُ عُميرٍ، عن رِبْعِيِّ بنِ حراشٍ، عن حُذيفَة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّها سَتكونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَكْذِبُونَ وَيِظْلِمُونَ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَي ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَئ ظُلْمِهِمْ، فَهُوَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ، وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الحَوْضَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهَ تَعَالَي"(2).

أخبرنا جماعةٌ من شيوخنا، عن ابنِ المحب، عن المِزِّيِّ، أنا ابنُ الدرجيِّ: أنا أبو المجد الثقفيُّ، وابنُ الأخوة، وغيرُهما: أنا أبو عبد الله الخلاّلُ، أنا أبو الفضل الرازيُّ، أنا أبو القاسم الرازيُّ، أنا أبو بكرٍ الرُّويانيُّ، ثنا ابنُ إسحاقَ، ثنا يحيى بنُ أبي بكيرٍ، ثنا خالدُ بنُ طهمانَ، عن نافعٍ -شيخٍ من همدان-، عَن معقِلِ بنِ يَسارٍ، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لَا يَلْبَثُ الْجَوْرُ بَعْدِي إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى يَطْلُعَ، كُلَّمَا طَلَعَ مِنَ الْجَوْرِ شَيْءٌ، ذَهَبَ مِنَ الْعَدْلِ مِثْلُهُ، حَتَّى يُولَدَ في الْجَوْرِ مَنْ لَا يَعْرِفُ غَيْرَهُ". قال: قلتُ: يا رسولَ الله!، مَنْ أهلُ العدل؟! قالَ بيدِه علي صدرِه: "نَحْنُ أَهْلُ الْعَدْلِ، نَحْنُ أَهْلُ

(1) في "المعجم الكبير" للطبراني: "عبد الملك".

(2)

رواه الإمام أحمد في "مسنده"(5/ 384)، الطبراني في "المعجم الكبير"(3020)، و"المعجم الأوسط"(8491)، والبزار في "مسنده"(2832)، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 248): رجال أحمد والبزار رجال الصحيح.

ورواه النسائي (4207)، كتاب: البيعة، باب: ذكر الوعيد لمن أعان أميرًا علي الظلم، والترمذي (2259)، كتاب: الفتن عن كعب بن عجرة، رضي الله عنه. قال الترمذي: حديث صحيح غريب.

ص: 126

الْعَدْلِ". قال: قلتُ: مَنْ أهلُ الجور؟! قال: فأخبرَه (1) بهم، وأخبره كم يملكون (2).

فالعجبُ كلُّ العجب من كلبٍ نجس لا دينَ له ولا عقلَ، ومع ذلك يزعُم أنه فقيه، ويدخل علي الكفرة الظلمة الفجرة في القرن التاسع والعاشرِ، ويُزَيِّنُ لهم، ويُحَسِّنُ لهم أنهم علي العدل، وأنهم من العادلين، مع قتلِ النفس المحرمة، وعدمِ توقِّي دماء المسلمين وأموالِهم وأعراضِهم، ومع ذلك، منهم من يُزين لهم ذلك، وأنه خير، وأن بعض أئمة الإسلام أَباحَ قتلَ الثلثين في صلاخ الثلث، ونحو ذلك، وكل ذلك زورٌ وبهتانٌ وافتراءٌ علي الأئمة، لا حقيقةَ له، ولا أصلَ، وقد عملتُ في ذلك مصنَّفًا، ومَنْ عنده إيمان ومعرفةٌ يعلم أنه لا يحلُّ قتلُ أدنى أدنى نفسٍ مسلمةِ لصلاح أحدٍ، كائنًا مَنْ كان، ولو اجتمع أهلُ الأرض علي قتل نفس مسلمة بغير حق، أكبّهم الله به في نار جهنم.

أخبرنا جماعةٌ من شيوخنا، أنا ابنُ المحبِّ، أنا القاضي سليمانُ، أنا الحافظ ضياءُ الدين، أنا الصيدلانيُّ، أنا أبو عليٍّ الحدادُ، أنا الحافظُ أبو نُعيمٍ، ثنا جابرُ بنُ إسحاقَ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي عاصمٍ، ثنا محمّدُ بنُ عوفٍ، ثنا محمّدُ بنُ عمرانَ، ثنا سليمانُ بنُ رجاءٍ، عن عبدِ العزيز بنِ مسلمٍ، عن أبي نصر العبديِّ، عن أبي رجاءٍ العطارديِّ، قال: سمعتُ

(1) في الأصل: "فأخبرهم".

(2)

رواه الروياني في "مسنده"(1292) واللفظ له، والإمام أحمد في "مسنده" (5/ 26). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 196): فيه خالد بن طهمان، وثقه أبو حاتم الرازي وابن حبان وقال: يخطئ ويهم، وبقية رجاله ثقات.

ص: 127

أبا بكرٍ علي المنبرِ يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الْوَالِي الْمُتَوَاضِعُ ظِلُّ آللهِ وَرُمْحُهُ في الأرْضِ، فَمَنْ نَصَحَهُ في نَفْسِهِ وَفي عِبَادِ اللهِ، حَشَرَهُ اللهُ في وَفْدِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، وَمَنْ غَشَّهُ في نَفْسِهِ وَفي عِبَادِ اللهِ، خَذَلَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". قال: "وَيُرْفَعُ لِلْوَالِي العَدْلِ المُتَوَاضِعِ في كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ عَمَلُ سِتِّينَ صِدِّيقًا، كُلُّهُمْ عَابِدٌ مُجْتَهِدٌ"(1).

قال أبو نعيم: وللعادلين من الولاة الدرجةُ الرفيعة، والإجابةُ السريعة (2).

أخبرنا أبو العباس الحديديُّ، أنا ابنُ بردس، أنا ابنُ الخبَّاز، أنا الإربليُّ، أنا الفراويُّ، أنا الفارسيُّ، أنا الجُلوديُّ، أنا أبو إسحاقَ الزاهدُ، أنا مسلمٌ، ثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ الحنظليُّ، أنا عيسى بنُ يونسَ، ثنا الأوزاعيُّ، عن يزيدَ بنِ يزيدَ بنِ جابرٍ، عن رزيق بنِ حيانَ، عن مسلم بن قرظة، عن عوفِ بنِ مالكٍ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونكمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمُ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونكمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ". قيل: يا رسولَ الله! أفلا نُنابِذُهم بالسيف؟ قال: "لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا يمْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تنزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ"(3).

(1)"فضيلة العادلين"(ص: 124 - 126). قال الحافظ ابن حجر: غريب. انظر: "الأمالي المطلقة" له (ص: 115).

(2)

"فضيلة العادلين"(ص: 126).

(3)

رواه مسلم (1855)، كتاب: الإمارة، باب: خيار الأئمة وشرارهم.

ص: 128

وبه إلي مسلمٍ، ثنا داودُ بنُ رشيدٍ، ثنا الوليد -يعني: ابنَ مسلم-، ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ يزيدَ بنِ جابرٍ، قال: أخبرني مولي بني فزارةَ، وهو رزيقُ بن حيانَ: أنه سمع مسلمَ بنَ قرظةَ ابنَ عَمِّ عوفِ بنِ مالكٍ يقول: سمعتُ عوفَ بنَ مالكٍ الأشجعيَّ يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكمُ، وتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونكمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونكمْ". قالوا: يا رسولَ الله! أفلا نُنابذهم عند ذلك؟ قال: "لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، أَلَا مَنْ وُلِّيَ عَلَيْهِ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصيَةِ اللهِ، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَايَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ". قال ابن جابر: فقلت -يعني: لرزيق- حين حدثني بهذا الحديث: اللهِ يا أبا المقدامِ لحدَّثَك بهذا، أو سمعتَ هذا من مسلمِ بنِ قرظة يقول؟ سمعتُ عوفَ بنَ مالك يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: فجثا علي ركبتيه، واستقبل القبلة، وقال: إي واللهِ الذي لا إلهَ إلا هو! لسمعته من مسلم بن قرظة يقول: سمعت عوفَ بنَ مالكٍ يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم (1).

أخبرنا ابنُ الطحانِ وغيرُه إذنًا، أنا الراعي، والصلاحُ ابنُ أبي عمر، أنا ابن البخاريِّ، أنا أبو جعفرٍ الصيدلانيُّ، أنا أبو عليٍّ الحدادُ، أنا أبو نعيمٍ، ثنا محمّدُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ، ثنا بِشْرُ بنُ موسى، ثنا عبدُ الله بنُ صالحٍ، ثنا الفضيلُ بنُ مرزوقٍ، عن عطيةَ، عن

(1) رواه مسلم: (1855)، (3/ 1482).

ص: 129

أبي سعيدٍ الخدريِّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَي اللهِ، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَأَبْغَضَ النَّاسِ إِلَي اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَشَدَّهُ عَذَابًا: إِمَامٌ جَائِرٌ"(1).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ جعفرِ بنِ حمدانَ، ثنا عبدُ ألثه، حدثني أبي، ثنا سفيانُ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن عمرِو بنِ أوسٍ الثقفيِّ، عن عبدِ الله بنِ عمرٍو، يبلغ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:"الْمُقْسِطُونَ عَلَي مَنَابِر مِنْ نُورٍ، هُمُ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ في حُكْمِهِمْ وَأَهْلِهِمْ وَمَا وُلُوا"(2).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا حبيبُ بنُ الحسن، ثنا موسى بنُ إسحاقَ القاضي، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، ثنا عبدُ الأعلي بنُ عبدِ الأعلي، عن معمرٍ، عن الزهريِّ، عن سعيد بن المسيَّب، عن عبدِ الله بنِ عمرٍو رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنًّ الْمُقْسِطِينَ في الدّنْيَا عَلَي مَنَابرَ مِنْ لُولُؤٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ بِمَا أَقْسَطُوا في الدُّنْيَا"(3).

(1)"فضيلة العادلين"(ص: 126)، وتقدم تخريجه من طريق الإمام أحمد.

(2)

"فضيلة العادلين"(ص: 128). ورواه مسلم (1827)، كتاب: الإمارة، باب: فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر

، ولفظه:"إن المقسطين عند الله علي منابر من نور عن يمين الرحمن -وكلتا يديه يمين- الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا".

(3)

"فضيلة العادلين"(ص: 129). ورواه الإمام أحمد في "مسنده"(2/ 159)، والنسائي في "السنن الكبرى"(5917)، والحاكم في "المستدرك" (7006). قال أبو حاتم: الصحيح موقوف. انظر: "علل =

ص: 130

وبه إلي أبي نعيم، ثنا أبو أحمدَ محمّدُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ القاضي، ثنا أبانُ بنُ مخلدٍ، ثنا أبو غسانَ محمّدُ بنُ عمرٍو، ثنا الحكمُ بنُ بشيرٍ، ثنا سعيدُ بنُ بشيرٍ، عن قَتادةَ، عن أنس، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ الْمُقْسِطُونَ"(1).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا عبدُ الله بنُ جعفرٍ، ثنا يونسُ بنُ حبيب، ثنا أبو داودَ الطيالسيُّ، وثنا أبو بكر بنُ خلاّد: ثنا الحارثُ بنُ أبي أسامة، ثنا عاصمُ بنُ عليٍّ، قالا: ثنا زهيرٌ أبو خَيْثَمَةَ، ثنا سعدٌ الطائيُّ، ثنا أبو المُدلَّة: أنه سمعَ أبا هريرةَ يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، وَتُفْتَحُ لَها أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتي! لأنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ"(2).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا محمّدُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ، وحبيبُ بنُ الحسنِ، والحسنُ بنُ محمّدِ بنِ كيسانَ، قالوا: ثنا يوسفُ بنُ يعقوبَ

= الحديث" لابن أبي حاتم (1/ 464).

(1)

"فضيلة العادلين"(ص: 130). وبسنده رواه الطبراني في "مسند الشاميين"(4/ 20)، ورواه الخطيب في "المتفق والمفترق"(2/ 70) من طريق آخر، وفي إسناده: إسماعيل بن مسلم قال يحيى بن معين فيه: ليس بشيء، وقال الخطيب: متروك.

(2)

رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(2/ 969)، والترمذي (2526)، صفة الجنة ونعيمها، وابن ماجه (1752)، كتاب: الصيام، باب: في الصائم لا ترد دعوته، مطولًا، وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل.

ص: 131

القاضي، ثنا محمّدُ بنُ أبي بكرٍ، ثنا حميدُ بنُ الأسودِ، ثنا عبدُ الله بنُ سعيدِ بنِ أبي هندٍ، عن شريكٍ، عن ابن أبي نمرٍ، عن عطاءِ بنِ يسارٍ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"ثَلَاثَة لَا يُرَدُّ دُعَاؤُهُم: الذَّاكِرُ اللهَ كَثيرًا، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الإِمَامِ المُقْسِطِ"(1).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا محمّدُ بنُ عمرَ بنِ غالبٍ، ثنا محمّدُ بنُ عبدِ الله بنِ عبد الرحمن القرشيُّ، ثنا بكرُ بنُ عبدِ الوهابِ، ثنا عمرُ بنُ راشدٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ حرملةَ، عن سعيدِبنِ المسيَّبِ، عن أبي هريرة، قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ في الْجَنَّةِ دَرَجَةً لَا يَبْلُغُهَا إِلَّا إِمَامٌ عَادِلٌ، أَوْ ذُو رَحِمٍ وَصُولٌ، أَوُ ذُو عِيَالٍ صَبُورٌ". فقال له عليٌّ: يا رسولَ الله! ما صبرُ ذي العيالِ؟ قال: "لَا يَمُنُّ عَلَي أَهْلِهِ مَا يُنْفِقُ عَلَيْهِمْ"(2).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا أبو بكرِ بنُ خلاّدٍ، ثنا الحارثُ بنُ أبي أسامةَ، ثنا عباسُ بنُ الفضلِ، ثنا همامٌ، ثنا قتادةُ، قال: أخبرني يزيدُ أخو مطرِّفٍ، عن عياضِ بنِ حمارٍ، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَة: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِط مُصَدَّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمُ الْقَلْبِ بِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَرَجُلٌ فَقِيرٌ عَفِيفٌ مُصَدّقٌ"(3).

(1)"فضيلة العادلين"(ص: 132).

(2)

"فضيلة العادلين"(ص: 133)، ورواه الديلمي في "مسند الفردوس"(842).

(3)

"فضيلة العادلين"(ص: 135 - 136). ورواه مسلم (2865)، كتاب: الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل =

ص: 132

وبه إلي أبي نعيم، ثنا عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ جعفرٍ، ثنا أحمدُ بنُ عمرِو بنِ عبدِ الخالق، ثنا محمّدُ بنُ ثوابٍ، ثنا عبدُ الله بنُ نميرٍ، ثنا عبدُ الله بنُ مسلمِ بنِ هرمزَ، عن ابنِ سابطٍ، عن عبدِ الله بنِ عمرٍو، قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ في الْجَنَّةِ قَصْرًا حَوْلَهُ الْبُرُوجُ وَالْمُرُوجُ، لَهُ خَمْسَةُ آلَافِ بَابٍ، لا يَدْخُلُهُ -أو: لا يَسْكُنُهُ- إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيق، أَوْ شَهِيدٌ، أَوْ إِمَامٌ عَادِلٌ"(1).

وبه إلي أبي نعيمٍ، ثنا أبو يزيدَ محمّدُ بنُ جعفرِ بنِ عليٍّ التميميُّ بالكوفة، ثنا سميعُ بنُ إسحاقَ، ثنا أبو كريبٍ، ثنا رشدينُ بنُ سعدٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ زيادٍ، عن عقبةَ بنِ حميدٍ، عن عُبادةَ بنِ نسيٍّ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ غنمٍ، عن معاذِ بنِ جبلٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يُقَالُ لِلإِمَامِ العَادِلِ في قَبْرِهِ: أَبْشِرْ؛ فَإِنَّكَ رَفِيقُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (2).

أخبرنا جَدِّي، أنا الصلاحُ بنُ أبي عمرَ، أنا الفخرُ بنُ البخاريِّ، أنا حنبلٌ، أنا ابنُ الحُصَينِ، أنا ابنُ المُذْهِبِ، أنا أبو بكرٍ القطيعيُّ، أنا عبدُ الله بنُ أحمدَ، حدثني أبي، ثنا حسينُ بنُ محمّدٍ، ثنا مسلم -يعني: ابنَ خالِدِ-، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي بكرةَ، أخبرني

= النار، مطولًا.

(1)

"فضيلة العادلين"(ص: 136 - 137). ورواه أيضًا ابن أبي شيبة في "مصنفه"(21919)، والبزار في "مسنده" (2487). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 196): وفيه عبد الله بن مسلم بن هرمز وهو ضعيف.

(2)

"فضيلة العادلين"(ص: 137). ورواه الديلمي في "مسند الفردوس"(8742)، وإسناده ضعيف.

ص: 133

القاسمُ بنُ محمّدٍ، عن عائشةَ، قالت: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ وَلَّاهُ اللهُ عز وجل مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا، فَأرَادَ بهِ خَيْرًا، جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ، فَإِنْ نَسِيَ، ذَكَّرَهُ، وإِنْ ذَكَرَ، أَعَانَهُ"(1).

أخبرنا الجماعةُ، أنا ابنُ الزَّعْبوبِ، أنا الحجَّارُ، أنا ابنُ الزَّبيديِّ، أنا السِّجْزِيُّ، أنا الداوديُّ، أنا السَّرَخْسيُّ، أنا الفربريُّ، أنا البخاريُّ، ثنا أصبغُ، ثنا ابنُ وهبٍ، أنا يونسُ، عن ابنِ شهابٍ، عن أبي سلمةَ، عن أبي سعيدٍ الخدري، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِي، وَلَا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ، إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ -وفي رواية: بِالخَيْرِ-، وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ، وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللهُ"(2).

قال أبو نعيم: ومن سعادةِ الولاةِ والأمراء: أن يقيض لهم الصلحاء من الوزراء (3).

أخبرنا جماعةٌ من شيوخنا، أنا ابنُ المحِبِّ، أنا القاضي سليمانُ، أنا الحافظُ ضياءُ الدينِ، أنا أبو جعفرٍ الصيدلانيُّ، أنا أبو عليِّ الحدَّادُ،

(1) رواه الإمام أحمد في "مسنده"(6/ 70)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 210): رواه أحمد والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح.

ورواه أبو داود (2932)، كتاب: الخراج والفيء والإمارة، باب: في اتخاذ الوزير بلفظ: "إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق

" مطولًا.

قال النووي في "رياض الصالحين"(ص: 144): إسناده جيد علي شرط مسلم.

(2)

رواه البخاري (6773)، كتاب: الأحكام، باب: بطانة الإمام وأهل مشورته.

(3)

"فضيلة العادلين"(ص: 137).

ص: 134

أنا أبو نُعيمٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ خلادٍ، ثنا بشرُ بنُ موسى، ثنا سعيدُ بنُ منصورٍ، ثنا فَرَجُ بنُ فَضالَةَ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن عَمْرَةَ، عن عائشةَ، قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَعْظَم أَجْرًا مِنْ وَزِيرٍ صَالِحٍ يَكُونُ مَعَ إِمَامٍ، فَيَأْمُرُهُ بِذَاتِ اللهِ، فَيُطِيعُهُ"(1).

وبالسند إلي عائشةَ، قالت: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أَحَدٍ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ أَمْرًا، فَأرًا دَ اللهُ بهِ خَيْرًا، إِلَّا جَعَلَ مَعَهُ وَزِيرًا صَالِحًا، إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ"(2).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ جعفر، ثنا أبو الحسينِ أحمدُ بنُ الحسنِ الصوفيُّ الحافظُ، ثنا حسينُ بنُ أبي يزيدَ، ثنا يحيى بنُ ميمونٍ، ثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن سُهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "السُّلْطَانُ ظِلُّ اللهِ في أَرْضِهِ، مَنْ نَصَحَهُ هُدِيَ، وَمَنْ غَشَّهُ ضَلَّ"(3).

ولهذا قال أبو نعيم: ومن نصحَ الولاةَ والأمراء اهتدى، ومن غشَّهم غوى واعتدى (4).

(1)"فضيلة العادلين"(ص: 138). ورواه الديلمي في "مسند الفردوس"(6063).

(2)

"فضيلة العادلين"(ص: 139). ورواه القضاعي في "مسند الشهاب"(1/ 321).

(3)

"فضيلة العادلين"(ص: 140). ورواه البيهقي في "شعب الإيمان"(7373) عن أبي بكرة بلفظ: "السلطان ظل الله في الأرض، فمن أكرمه أكرمه الله، ومن أهانه أهانه الله".

(4)

"فضيلة العادلين"(ص: 139).

ص: 135

وبه إلي أبي نعيم، ثنا محمّدُ بنُ إبراهيمَ، ثنا عبدُ الله بنُ الحسينِ بنِ معبدٍ الملطيُّ، ثنا عبدُ الله بن أيوبَ المُخَرَّمِيُّ، ثنا داودُ بنُ المحبرِ، ثنا عقبةُ بنُ عبدِ الله، عن قتادةَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "السُّلْطَانُ ظِلُّ اللهِ في الأرْضِ، فَمَنْ نَصَحَهُمْ، وَدَعَا لَهُمُ اهْتَدَى، وَمَنْ غَشَّهُمْ وَدَعَا عَلَيْهِمْ ضَلَّ"(1).

أخبرنا جَدِّي: أنا الصلاحُ: أنا الفخرُ: أنا حنبلٌ: أنا ابنُ الحصينِ: أنا ابنُ المذهبِ: أنا أبو بكرٍ القطيعيُّ: ثنا عبدُ الله بنُ أحمدَ: حدثني أبي: ثنا يحى بنُ سعيدٍ: ثنا عبيدُ الله ابنُ عمرٍو.

وبه إلي أبي نعيم، ثنا أبو بكرِ بنُ مالكٍ، ثنا عبدُ الله، حدثني أبي، ثنا يحيى بنُ سعيدٍ، ثنا عبيدُ الله بنُ عمرٍو.

قال أبو نعيم: وثنا سليمانُ بنُ أحمدَ، ثنا محمّدُ بنُ عليٍّ الصائغُ، ثنا القعنبيُّ، ثنا سعيدُ بنُ أبي الأبيضِ، قالا: عن خُبيب بنِ عبدِ الرحمن، عن حفصِ بنِ عاصمٍ، عن أبي هريرةَ، قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ في ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللهِ"(2).

(1)"فضيلة العادلين"(ص: 142). ورواه العقيلي في "الضعفاء"(3/ 353)، وفيه عقبة بن عبد الله العنزي مجهول بالنقل، وحديثه منكر غير محفوظ.

(2)

"فضيلة العادلين"(ص: 144). ورواه البخاري (629)، كتاب: الجماعة والإمامة، باب: من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد، ومسلم (1031)، كتاب: الزكاة، باب: فضل إخفاء الصدقة، مطولًا.

ص: 136

قال أبو نعيم: فالإمامُ العادلُ مظلَّلٌ يومَ القيامة في أشرفِ المنازل (1).

وبه إلي أبي نعيمٍ، ثنا أبو عمرٍو محمّدُ بنُ أحمدَ بنِ حمدانَ، ثنا الحسنُ بنُ سفيانَ، ثنا هارونُ بنُ سعيدٍ، ثنا أنسُ بنُ عياضٍ، أخبرني عبدُ الله بنُ عامرٍ، عن سهيلى، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "سَبْعَةٌ يُظِلّهُمُ اللهُ في ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِمَامٌ مُقْسِطٌ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِيَمِينِهِ يُخْفِيهَا عَنْ شِمِالِهِ"(2).

وبه إلي أبي نعيمٍ، ثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ الله، ثنا محمّدُ بنُ إسحاقَ الثقفيُّ، ثنا محمّدُبنُ غالبٍ، ثنا عثمانُ بنُ الهيثمِ، ثنا هشامُ بنُ حسانَ، عن محمّدِ بنِ سيرين، عن أبي هريرةَ، قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "سَبْعَةٌ في ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَاظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ مُقْسِطٌ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَة ذَاتُ حَسَبٍ وَجَمَالٍ إِلَي نَفْسِهَا، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"(3).

وبه إلي أبي نعيمٍ، ثنا عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ عثمانَ الواسطيُّ، ثنا مسلمُ بنُ خالدٍ الأيليُّ، ثنا عمرُ بنُ يحيي الأيليُّ، ثنا محمّدُ بنُ زيادٍ، عن ميمونِ بنِ مهرانَ، عن ابنِ عباسٍ، قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

(1)"فضيلة العادلين"(ص: 142).

(2)

"فضيلة العادلين"(ص: 147).

(3)

"فضيلة العادلين"(ص: 148).

ص: 137

"اثنانِ مِنَ النَّاسِ إِذَا صَلَحَا صَلَحَ النَّاسُ، وَإِذَا فَسَدَا فَسَدَ النَّاسُ: الْعُلَمَاءُ وَالأُمَرَاءُ"(1).

قال أبو نعيم: وصلاحُ الراعي صلاحُ الرعية، وفي إغفالِ تقويمهم الدمارُ والبليّة (2).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ عثمانَ، ثنا عبدُ الله بنُ قَحْطَبَةَ، ثنا عباسُ بنُ عبدِ العظيمِ العنبريُّ، حدثني الفضلُ بنُ كيْنٍ، عن مالكِ بنِ أنسٍ، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن أبيه، قال: قالَ عمرُ بنُ الخطابِ عندَ موته: اعْلَمُوا أَنَّ النَّاسَ لَنْ يَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا اسْتَقَامَتْ لَهُمْ وُلَاتُهُمْ وَهُدَاتُهُمْ (3).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمّدِ بنِ مقسمٍ، ثنا عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ عبدِ العزيز، ثنا محمّدُ بنُ حسانَ السمتيُّ، ثنا أبو عثمانَ عبدُ الله بنُ زيدٍ، ثنا الأوزاعيُّ، عن حسان بنِ عطيةَ، عن ابنِ عمرَ، قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَنْ تَهْلِكَ الرَّعِيَّةُ، وَإِنْ كَانَتْ ظَالِمَة مُسِيئَة؛ إِذَا كَانَتَ الوُلَاةُ هَادِيَةً مَهْدِيَّةً، وَلكِنْ تَهْلِكُ الرَّعِيَّةُ، وَإِنْ كَانَتْ هَادِيَةً مَهْدِيَّة؛ إِذَا كَانَتِ الوُلَاةُ ظَالِمَةً مُسِيئَةً"(4).

(1)"فضيلة العادلين"(ص: 149). ورواه الديلمي في "مسند الفردوس"(3784). قال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف. انظر: "فيض القدير"(4/ 209).

(2)

"فضيلة العادلين"(ص: 148).

(3)

"فضيلة العادلين"(ص: 151). والبيهقي في "السنن الكبرى"(8/ 162).

(4)

"فضيلة العادلين"(ص: 152). ورواه القضاعي في "مسند الشهاب" =

ص: 138

وبه إلي أبي نعيمٍ، ثنا محمّدُ بنُ عبيدِ الله بنِ عبدِ الله بنِ محمّدِ بنِ أبي سمرةَ البغويُّ، ثنا عبدُ الله بنُ الحسنِ بنِ نصيرٍ الواسطيُّ، ثنا سوادةُ بنُ عليٍّ الكوفيُّ، ثنا عليُّ بنُ مكنفِ بنِ حاجبٍ التميميُّ، ثنا طلاب بنُ حوشبٍ، عن أبي زيدٍ، عن أبي المغيرةِ، عن ابنِ عباس، قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الإِسْلَامُ وَالسُّلْطَانُ أَخَوَانِ تَوْءَم، لَا يَصْلُح وَاحِدٌ مِنْهُمَا إِلَّا بِصَاحِبِهِ، فَالإسْلَامُ أُول، وَالسُّلْطَانُ حَارِسٌ، وَمَا لَا أُسَّ لَهُ مُنْهَدِمٌ، وَمَا لَا حَارِسَ لَهُ ضَائِعٌ"(1).

ولهذا قال أبو نعيمٍ: والسلطانُ حارسُ الدين، وإذا وليَ الأمرَ أهلُه، حَمَى الدين المتين (2).

وبه إلي أبي نعيم، حُدِّثْت عن محمّدِ بنِ مأمونٍ المروزيِّ، عن عونِ بنِ منصورٍ المروزيَّ، ثنا موسى بنُ بجرٍ الكوفيُّ، ثنا عمرُو بنُ عبدِالغفارِ، عنِ الحسنِ بنِ عمرٍو الفقيميِّ، عن سعيدِ بنِ سعيدٍ الأنصاريِّ، وعبدِ الله بنِ عبدِ الرحمنِ أبي طوالةَ، عن سالمِ ابنِ عبدِ الله بنِ عمرَ، عن أبيه، عن عمرَ بنِ الخطابِ، قال: قلتُ: يا رسولَ الله! أخبرني عن هذا السلطانِ الذي ذلّت له الرقابُ، وخضعَتْ له الأجسادُ، ما هو؟ فقال: "هُوَ ظِلُّ اللهِ في الأرْضِ، فَإِنْ أَحْسَنُوا،

= (2/ 93)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 459).

قال الذهبي وابن حجر: فيه عبد الله بن زيد الحمصي، ضعيف. انظر:"ميزان الإعتدال"(4/ 103)، و"لسان الميزان"(3/ 288).

(1)

"فضيلة العادلين"(ص: 153)، والديلمي في "مسند الفردوس"(396).

(2)

"فضيلة العادلين"(ص: 152).

ص: 139

فَلَهُمُ الأجْرُ وَعَلَيْكُمُ الشُّكْرُ، وَإِنْ أَسَاؤُوا، فَعَلَيْكُمُ الصَّبْرُ وَعَلَيْهِ الإِصْرُ، لَا تَحْمِلنَّكُمْ إِسَاءَتُهُ عَلَى أَنْ تَخْرُجُوا مِنْ طَاعَتِهِ؛ فَإِنَّ الذُّلَّ في طَاعَةِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ خُلُودٍ في النَّارِ، لَوْلَاهُمْ مَا صَلَحَ النَّاسُ" (1).

وبه إلي أبي نعيمٍ، ثنا أحمدُ بنُ عبيدِ اللهِ بنِ محمودٍ، ثنا عبدُ الله بنُ وَهْبٍ الدينوريُّ، ثنا عيسى بنُ يونسَ الرمليُّ، ثنا يحى بنُ عيسى، عن محمّدِ بنِ عبدِالرحمنِ بنِ أبي ليلي، عن الحكمِ بنِ عُتَيْبةَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلي، عن حُذيفةَ بنِ اليَمانِ، قال:"لَا تَسُبُّوا السُّلْطَانَ؛ فَإِنَّهُ ظِلُّ اللهِ في الأرْضِ، بِهِ يُقِيمُ اللهُ الْحَقَّ، وَيُظْهِرُ الدِّينَ، وَبِهِ يَرْفَعُ اللهُ الظُّلْمَ، وَيُهْلِكُ الفَاسِقِينَ"(2).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا سليمانُ بنُ أحمد، ثنا أحمدُ بنُ عبدِ الوهاب بنِ نجدةَ، ثنا أبو اليمنِ الحكمُ بنُ نافعٍ، ثنا شعيبُ بنُ أبي حمزةَ، عن أبي الزنادِ، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللهِ، وَعَدَلَ، فَاِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا، وَإِنْ أَمَرَ بِغَيْرِهِ، فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ وِزْرًا"(3).

(1)"فضيلة العادلين"(ص: 156).

(2)

"فضيلة العادلين"(ص: 156). وروى أوله: الديلمي في "مسند الفردوس": (7291)، والبيهقي في "شعب الإيمان":(7372) عن أبي عبيدة رضي الله عنه.

(3)

"فضيلة العادلين"(ص: 159). ورواه البخاري (2797)، كتاب: الجهاد والسير، باب: يقاتل من وراء الإمام ويتقى به، ومسلم (1841)، كتاب: الإمارة، باب: الإمام جنة يقاتل به من ورائه ويتقى به.

ص: 140

وبه إلي أبي نعيمٍ، ثنا محمّدُ بنُ عليِّ بنِ حبيشٍ، ثنا أحمدُ بنُ قاسمِ بنِ مساورٍ، ثنا عبيدُ الله بنُ عمرَ القواريريُّ، ثنا حكيمُ بنُ خذام، ثنا عبدُ الملكِ بنِ عميرٍ، عن الرفيع بن عميلةَ، عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ، قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "سَيَلِيكمْ أُمَرَاءُ يُفْسِدُونَ، وَمَا يُصْيحُ اللهُ بِهِمْ أَكْثَرُ، فمنْ عَمِلَ مِنْهُمْ بِطَاعَةِ الله، فَلَهُمُ الأجْرُ، وَعَلْيْكُمُ الشُّكْرُ، وَمنْ عَمِلَ مِنْهُمْ بِمَعْصيَةِ اللهِ، فَعَلَيْهِمُ الْوِزْرُ، وَعَلَيْكُمُ الصَّبْرُ"(1).

وبه إلي أبي نعيمٍ، ثنا عبدُ الله بنُ جعفرٍ، ثنا إسماعيلُ بنُ عبدِ الله، ثنا عبدُ الأعلي بنُ مُسْهِرٍ، ثنا سعيدُ بنُ عبدِ العزيزِ، عن إسماعيلَ بنِ عبدِ الله، عن عبدِ الرحمنِ بنِ غنمٍ، عن عمرَ -أو قالَ: سمعتُ عمرَ بنَ الخطابِ- يقول: وَيْلٌ لِدَيَّانِ مَنْ في الأَرْضِ مِنْ دَيَّانِ مَنْ في السَّمَاءِ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ، إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِالعَدْلِ، وَقَضَى بِالحَقِّ، وَلَمْ يَقْضِ عَلَي هَوًى، وَلَا عَلَي قَرَابَةَ، وَلَا عَلَي رَغَبٍ، وَلَا عَلَي رَهَبٍ، وَجَعَلَ كِتَابَ اللهِ مِرْآةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ.

قال عبدُ الرحمن بنُ غنمٍ: فحدّثتُ به عثمانَ بنَ عفانَ، ومعاويةَ، ويزيدَ، وعبدَ الملكِ (2).

(1)"فضيلة العادلين": (ص: 162 - 163). ورواه البيهقي في "شعب الإيمان"(7368)، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (2/ 220). قال أبو حاتم: هذا حديث منكر، وأبو سمير حكيم بن خذام متروك الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث. انظر: "علل الحديث"(2/ 414)، و"لسان الميزان"(2/ 342).

(2)

"فضيلة العادلين"(ص: 164)، ورواه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 117)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(55/ 244) دون قول =

ص: 141

وبه إلي أبي نعيمٍ، ثنا أبو حامدٍ أحمدُ بنُ محمّدِ بنِ جبلةَ، ثنا محمّدُ بنُ الحسنِ الثقفيُّ النيسابوريُّ، ثنا محمّدُ بنُ الصباغِ، ثنا عليُّ بنُ ثابتٍ، عن جعفرِ بنِ برقانَ، عن أبي عبدِ الله الحرسيِّ -من حرسِ عمرَ بنِ عبدِ العزيز-، قال: دخل أبو مسلمٍ الخولانيُّ علي معاويةَ ابنِ أبي سفيانَ، فقال: السلامُ عليكَ أيها الأجيرُ، فقال الناسُ: الأميرَ يا أبا مسلم، ثم قال: السلامُ عليك أيها الأجيرُ، فقال الناس: الأميرَ، فقال معاوية: دعوا أبا مسلمٍ، فهو أعلمُ بما يقول، فقال أبو مسلم: إنّما مَثَلُك مَثلُ رجلٍ استأجرَ أجيرًا، فولَّاه ماشيةً، وجعل له الأجرَ علي أن يُحسن الرعيةَ، ويوفِّرَ جزازَها وألبانها، فإن هو أحسنَ رعيتَها، ووفّر جزازَها، حتى تلحقَ الصغيرةُ، وتسمنَ العجفاءُ، أعطاه أجرَه وزيادةً، وإنْ هو لم يحسنْ رعيتَها، وأضاعَها حتى تهلكَ العجفاء، وتعجفَ السمينةُ، وإن لم يوفِّرْ جِزازَها وألبانَها، غضبَ عليه، فعاقبه، ولم يعطِه الأجرَ (1).

وبه إلي أبي نعيمٍ، ثنا عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ جعفرٍ، ثنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ محمّدٍ الجمالُ، ثنا أبو العباس الجريريُّ، ثنا إبراهيمُ بنُ صالحٍ، ثنا شبيبُ بن شيبةَ، قال: دخلتُ علي المهديِّ، فقال لي: يا أبا معمر! حَدِّثْني عن عمرِو بنِ عبيدٍ، فواللهِ! لرأيتُه يومًا، ودخلَ

= ابن غنم.

(1)

"فضيلة العادلين"(ص: 166). ورواه أبو نعيم أيضًا في "حلية الأولياء"(2/ 125)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/ 223) وفي آخره عندهما:"فقال معاوية: ما شاء الله".

ص: 142

علي أبي جعفرٍ المنصورِ، فقال له: يا أميرَ المؤمنينَ! إن الله قد أعطاكَ الدنيا بكمالِها، فاشترِ نفسَك منه ببعْضِها، واعلمْ أَنَّكَ واقفٌ بين يديه، وسائِلُكَ عن مثاقيلِ الذَّرِّ من الخيرِ والشرِّ، وإنّه لا يرضى منكَ إلا بما لا ترضى لنفسِك إلا به، وأنتَ لا ترضى إلا بأن يعدلَ عليك، واللهُ تعالي لا يرضى إلا بالعدلِ علي الرعية.

يا أمير المؤمنين! إنّ وراء بابك نارًا تأجَّجُ من الظلمِ والجَوْرِ، واللهِ! ما يُعمل خلفَ بابِك بكتاب الله، ولا سنةِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم.

قال: فبكي أبو جعفرٍ بكاءً شديدًا، فقال له سليمانُ بنُ مجالد: اكْفُفْ عن أميرِ المؤمنين، فقد شَقَقْتَ عليه. فقال: إنَّ أميرَ المؤمنين مَيِّتٌ غدًا، وكلُّ ما ترى ههنا أمرٌ مفظعٌ، وأنت جيفة بالعَراء، فلا يغني عنك إلا عملُك، ولَهذا الجدارُ خير لأمير المؤمنينَ منكَ إذا طويْتَ عنه النصيحةَ، وافقت مَنْ يفضحه.

ثم قال: يا أمير المؤمنين! إنّ هؤلاء اتّخذوك سُلَّمًا لشهواتهم، فكلُّهم يوقد عليك نارَهُ، لمّ تلا:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} إلي أن بلغ {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: 14].

يا أمير المؤمنين! لمن عمل مثل أعمالهم، وفعلَ مثلَ أفعالهم.

يا أمير المؤمنين! لولا أنّها مضتْ عَمَّنْ كان قبلَك، لم يصل إليك منها شيء، فاعلم أنّك وارثُ مَنْ مضى، وموروثٌ غدًا، وقادمٌ علي ربّك، ومَجْزِيٌّ بعملك، فاتَّقِ ليلةً تَمَخَّض عن يومٍ لا ليلةَ بعدَه، وهي ليلةُ القيامة.

ص: 143

قال: فخلع أبو جعفرٍ خاتمه، وقال: دونَك مما ورائي يا أبا عثمان، فادعُ لي أصحابك أَستعملُهم، فوالله! إني لآمر عمّالي بالعدل، وأَكتبُ ذلك في عهودهم.

قال: كلا، ادعُ أصحابي لعدلٍ تُظهره، واطردْ هؤلاء الشياطينَ عن بابك؛ لأنّ أهل الدين لن يأتوك وهؤلاء ببابك؛ لأنّهم إن عملوا بما يُرضيك، أسخطوا خالقَهم، وإن عملوا بما يرضي خالقَهم، أسخطوك، فأرشوك.

ولكنِ استعملْ على العمل الواحد في يوم مئةً، كلَّما رَابَكَ واحدٌ، فاعزله وولِّ غيره، فوالله! لو علم هؤلاء أنّك لا ترضى منهم إلا بالعدل، ولا تُقَرِّبهم إلا عليه، لقد تقرب إليك به مَنْ لا نيّة له فيه ولا حسنةَ. ثمّ قام فخرج (1).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا أبو يعلي الحسينُ بنُ محمّدٍ الزبيريُّ، ثنا عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ مسلمٍ، ثنا عصامُ بنُ روادٍ، ثنا أبي، ثنا ابنُ أبي عبلةَ، عن ابنِ محيريزٍ، قال: من جلس علي وسادةِ الأمير، فقد وجبت عليه النصيحةُ لله ورسوله ولجماعة المسلمين (2).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ عثمانَ الواسطيُّ، ثنا عمرُ بنُ عبيدِ الله الواسطيُّ، ثنا خالي إسحاقُ بنُ عمارٍ، قال: سمعتُ أبي يقول: سمعتُ الفُضيلَ بنَ عياضٍ يقول: ابنُ آدمَ وعاءٌ، فمَنْ جُعل

(1)"فضيلة العادلين"(ص: 166 - 170).

(2)

"فضيلة العادلين"(ص: 170).

ص: 144

فيه شيء كان، ولو كانت لي دعوةٌ مستجابةٌ جعلتها في الإمام -وزادني غيره-: فإنَّ صلاحَه صلاحُ العباد والبلاد، وفسادَه فسادُ العباد والبلاد (1).

وبه إلي أبي نعيم، ثنا سليمانُ بنُ أحمدَ، ثنا أحمدُ بنُ محمّدِ بنِ صَدَقَةَ، ثنا العباسُ بنُ طالبٍ، ثنا خلفُ بنُ تميمٍ، ثنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ أبي المهاجرِ، عن أبيه، عن مجاهدٍ، عن ابنِ عباسٍ: إنّ مَلِكًا من الملوك خرجَ يسيرُ في مملكته، وهو مستخفٍ من الناس، حتى نزل علي رجلٍ له بقرة، فراحت عليه تلك البقرةُ، فحُلبت، فإذا حِلابُها مقدارُ ثلاثين بقرةً، فحدث الملكُ نفسَه أن يأخذَها، فلما كان الغد، غدت البقرةُ إلي مرعاها، ثم راحت فحلبت، فنقص لبنُها علي النصف، وجاء مقدارُ حِلابِ خمسَ عشرةَ بقرةً، فدعا الملك صاحبَ منزله، فقال: أخبرني عن بقرتك، رعتِ اليوم في غير مرعاها بالأمس؟ قال: لا، قال: فشربت في غير مشربها بالأمس؟

قال: لا. قال: فما بالُ لييها نقص علي النصف؟! قال: أرى أنّ الملك هَمَّ بأخذِها، فنقصَ لبنُها، فإن الملك إذا ظلَم، أو هَمَّ بظلمٍ، ذهبت البركةُ، قال الملك: أنّى عرفتَ ذلك؟!

قال: هو ذلك كما قلتُ لك.

قال: فعاهدَ الله عز وجل الملكُ في نفسه أن لا يأخذَها، ولا يملكَها، ولا تكون له في ملكه أبدًا. قال: فعادت، فرعَتْ، ثم

(1) المرجع السابق (ص: 171).

ص: 145