الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الألف
(1)
(1) مسند أُبَيّ بن كعب بن قيس أبي المُنذر الأنصاري
(2)
(1)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد قال: حدّثني عبد اللَّه بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أُبن بن كعب قال:
كنت في المسجد، فدخل رجلٌ فقرأ قراءةً أنكَرْتُها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءةً سوى قراءةً صاحبه، فقمنا جميعًا فدخلنا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه، إنّ هذا قرأ قراءةً أنكرْتُها عليه، ثم دخل هذا فقرأ غير قراءةً صاحبه (3). فقال لهما النبيّ صلى الله عليه وسلم "اقرآ"، فقرآ، فقال "أصبْتُما". فلمّا قال لهما النبيّ صلى الله عليه وسلم الذي قال كبُرَ عليّ ولا إذ كُنتُ في الجاهليّة، فلما رأى الذي غَشِيَني ضرَبَ في صدري، ففِضْتُ عَرَقًا وكأنّما أنظُرُ إلى اللَّه تبارك وتعالى فَرَقًا (4)، فقال: "يا أُبيّ، إنّ ربّي تبارك وتعالى أرسلَ إليَّ: أن اقرأ القرآنَ على حرفٍ، فردَدْتُ إليه: أنْ هَوِّن على أُمّتي، فأرسل إليّ أن أقرأْه على حرفين، فردَدْت إليه: أن هَوّن على أمّتي، فأرسل إليَّ: أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكلِّ رَدّة (5)
(1)(حرف الألف) من ك.
(2)
كتب في هـ رضي الله عنه ولم تذكر العبارة في سائر المسانيد.
وينظر أخبار أُبي في: الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 378، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم 1/ 214، والاستيعاب لابن عبد البرّ 1/ 27، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 151، وسير أعلام النبلاء للذهبي 1/ 389، والإصابة لابن حجر 1/ 31.
وجعل الحميدي أبيًّا في المقدّمين بعد العشرة - الجمع بين الصحيحين (37)، وذكر له حديثين متّفقًا عليهما، وأربعة للبخاري وحده، وسبعة لمسلم وحده. وذكر ابن الجوزي في التلقيح 364 أن أبيًّا أسند مائة وأربعة وستين حديثًا.
(3)
في هـ "هذا" بدل "صاحبه".
(4)
الفَرَق: الخوف والوجل.
(5)
في مسلم: "بكلّ رَدّةٍ ردَدْتُكها".
مسألةٌ تسألُينيها. قال: قلتُ: اللهمّ اغفِرْ لأُمّتي، اللهمّ اغْفِرْ لأُمّتي (1)، وأخّرْتُ الثالثةَ ليوم يَرْغَبُ إليَّ فيه الخلقُ، حتى إبراهيمُ عليه السلام".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن علي الجُعْفي عن زائدة عن عاصم عن زِرّ عن أُبيّ قال:
لقي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم جبريلَ عليه السلام عند أحجار المِراء (3)، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لجبريل:"إنّي بُعِثْتُ الى أمّة أميّين، فيهم الشيخُ العاسي (4)، والعجوز الكبيرة، والغلام. فقال: مُرْهم فليقرأوا القرآنَ على سبعة أحرف"(5).
(2)
الحديث الثاني: حدّثنا عبد اللَّه قال: حدّثني إسماعيل أبو معمر قال: حدّثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن أُبيّ بن كعب قال:
قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أُعَلِّمُكَ سورةً ما أُنْزِلَ في التوراة ولا في الزَّبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلُها؟ " قلتُ: بلى يا رسول اللَّه. قال: "فإنّي أرجو ألّا أخرجَ من ذلك البابِ حتى تُعَلَّمَها". ثم قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقُمْتُ معه، فأخذ بيدي فجعل يحدّثني حتى بلغَ قُربَ الباب، قال: فذكَّرْتُه فقُلْتُ: يا رسول اللَّه، السورة التي قلتَ لي. قال:"فكيف تقرأ إذا قُمْتَ تُصَلِّي؟ " فقرأتُ بفاتحة الكتاب، قال: "هي، هي، وهي السَّبْعُ
(1)(اللهمّ اغفر لأمّتي) كتبت مرّة واحدة في هـ.
(2)
المسند 5/ 127، ومسلم 1/ 561 (820) من طريق إسماعيل. ويحيى ين سعيد روى له الجماعة.
(3)
في النهاية 1/ 343 عن مجاهد أنها قباء.
(4)
العاسي: الكبير السنّ. ويروى: الفاني.
(5)
المسند 5/ 132. وقال في مجمع الزوائد 7/ 153 وفيه عاصم بن بهدلة، وهو ثقة، وفيه كلام لا يضرّ، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. وهو بهذا السند في صحيح ابن حبّان 3/ 14 (739). وقال المحقّق: إسناده حسن، ورجاله رجال الشيخين غير عاصم. . والحديث في الترمذي 5/ 14 (2944) من طريق شيبان عن عاصم. . قال: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أبيّ. وجعله الألبانيّ في صحيح الترمذيّ.
المثاني والقرآنُ العظيم الذي أُوتيتُ بعد" (1).
(3)
الحديث الثالث: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني حجّاج بن يوسف: حدّثنا شَبابة عن شُعبة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أُبيّ بن كعب:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كواه (2).
(4)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو نُعيم قال: حدّثنا عبد اللَّه بن عامر الأَسلمي عن عمران بن أبي أنس عن سهل بن سعد عن أبيّ بن كعب:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "المسجد الذي أُسِّسَ على التّقوى مسجدي هذا"(3).
(5)
الحديث الخامس: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني محمّد بن أبي بكر المُقَدَّمي قال: أخبرنا عبد الوهاب الثَّقفي قال: حدّثني المُثنّى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو عن أبيّ بن كعب قال:
قلت للنبيّ صلى الله عليه وسلم: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4]
(1) المسند 5/ 114، من زيادات عبد اللَّه. ونقل عن أبيه: ولم أسمع أحدًا ذكر العلاء بسوء. والحديث صحيح الإسناد، فأبو معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي، وأبو أسامة حمّاد بن أسامة من رجال الشيخين. وعبد الحميد بن جعفر، والعلاء، وأبوه عبد الرحمن بن يعقوب من رجال مسلم. والحديث في الترمذي 5/ 143 (2875) من طريق عبد العزيز بن محمّد بن العلاء بأطول من هذا، وقال: حسن صحيح. في 5/ 278، 277 (3125) عن عبد الحميد بن جعفر عن العلاء مختصر. وقال أبو عيسى: حديث عبد العزيز بن محمّد أطول من هذا وأتمّ، وهذا أصحّ من حديث عبد الحميد بن جعفر، وهكذا روى غبر واحد عن العلاء بن عبد الرحمن. وصحّحه الحاكم من طريق أبي أسامة 2/ 257، 258 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وابن خزيمة 1/ 252 (500)، والألباني.
(2)
في المسند 5/ 115: حدّثنا عبد اللَّه، حدّثني أبي. . ينظر جامع المسانيد 1/ 53 (23)، والإتحاف 1/ 183 (13)، والأطراف 1/ 183 (6). ونقل الهيثميّ الحديث في المجمع 5/ 101 وقال: رواه عبد اللَّه، ورجاله رجال الصحيح. وهو كما قال. والحديث في صحيح مسلم 4/ 1730 (2207) من طريق شعبة وغيره عن الأعمش دون ذكر "أبيّ". وجعله الحميديّ في مسند جابر - الجمع 2/ 354 (1574).
(3)
المسند 5/ 116. قال في المجمع 4/ 13: وفيه عبد اللَّه بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف. وهو كذلك - تهذيب الكمال 4/ 175، والتقريب 1/ 296. وصححه الحاكم 2/ 334 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين. قال: وشاهده حديث أبي سعيد، وهو أصحّ. وصحّح الذهبيّ حديث أبي سعيد. وينظر الأحاديث وأقوال المفسّرين في تفسير الطبري 11/ 22، والدرّ المنثور 3/ 127.
للمطلّقة ثلاثًا أو للمُتوفّى عنها؟ قال: "هي للمطلّقة ثلاثًا والمُتوفّى عنها"(1).
(6)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: أخبرنا هشام ابن عروة قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا أبو أيّوب أن أُبيًّا حدَّثَه قال:
سألتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: الرّجلُ يُجامعُ أهله ولا يُنْزِل. قال: "يغسلُ ما مَسَّ المرأة منه ويتوضّأ ويُصلّي".
أخرجاه في الصحيحين (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: أخبرنا يونس عن الزُّهري قال: قال سهل الأنصاريّ - وكان قد أدرك النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنةً في زمانه- حدّثني أُبيّ بن كعب:
أنّ الفُتيا التي كانوا يقولون: الماء من الماء، رخصةٌ كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رخّصَ بها في أوّل الإسلام، ثم أمر بالاغتسال بعدها (3).
(7)
الحديث السابع: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمّد قال: حدّثنا سفيان عن عمرو يعني ابن دينار قال: أخبرني سعيد بن جبير قال: قُلتُ لابن عبّاس:
(1) المسند 5/ 116. وهو في الأحاديث المختارة للضياء 3/ 614 (1213، 1214)، وحكم المحقّق على إسناده بالضعف. وقد ساق ابن كثير في تفسيره 4/ 404 حديث الإمام أحمد وقال: وهذا حديث غريب جدًا، بل منكر، لأن في إسناده المثنّى بن الصباح، وهو متروك بمرّة، ولكن رواه أبو حاتم بسند آخر فقال. . . وقال ابن حجر في الفتح 8/ 654: قد أخرج الطبري وابن أبي حاتم بطرق متعدّدة إلى أبيّ بن كعب. . ثم قال: وهذا المرفوع وإن كان لا يخلو شيء من أسانيده من مقال، لكن كثرة طرقه تشعر بأن له أصلًا. وينظر الطبري 28/ 93، والدرّ المنثور 6/ 235.
(2)
المسند 5/ 113، والبخاري 1/ 398 (293)، ومسلم 1/ 271 (346).
(3)
المسند 5/ 115. وهو في سنن أبي داود 1/ 551 (214، 215) وابن ماجة 1/ 200 (609).
والترمذي 1/ 184 (110، 111) وقال: حسن صحيح. ثم قال: إنما كان: "الماء من الماء" في أوّل الإسلام، ثم نسخ بعد ذلك، وهكذا روى غير واحد من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم. والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم. وصحّحه الألباني. وتحدّث ابن حجر عن النّسخ في هذا الحديث، وذكر أن في الحديث علَة: وهو الاختلاف في كون الزهريّ سمعه من سهل بن سعد أو لم يسمعه. الفتح 1/ 397. وينظر كتاب "التحقيق" لابن الجوزي 1/ 221، وشرح النووي 3/ 275.
إنّ نوفًا البَكاليّ يزعمُ أنّ موسى ليس موسى بني إسرائيل، إنّما هو موسى آخر. فقال: كذب عدوُّ اللَّه، حدّثني أبيُّ بن كعب عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
"قام موسى النبيّ صلى الله عليه وسلم خطيبًا في بني إسرائيل، فسُئل: أيُّ النّاس أعلم؟ فقال: أنا أعلم. فعَتَبَ اللَّهُ عليه إذْ لم يَرُدّ العلم إليه، فأوحى اللَّه تعالى إليه: أنّ لي عبدًا بمَجْمَع البحرين هو أعلمُ منك. قال: يا ربِّ، وكيف لي به؟ فقيل له: احملْ حُوتًا في مِكْتَلٍ (1)، فإذا فقدْتَه فهو ثَمَّ. فانطلق، وانطلق معه بفتاه يوشَعَ بن نون، وحملا حوتًا في مِكْتَلٍ، حتى كانا عند الصّخرة فوضعا رؤوسهما فناما، فانسلَّ الحوت من المِكْتل فأخذ سبيلَه في البحر سَرَبًا، وكانَ لموسى وفتاه عجبًا. فانطلقا بقيّة ليلتِهما ويومِهما، فلما أصبحَ قال موسى لفتاه: آتنا غداءنا لقد لَقِينا من سفرنا هذا نَصَبًا. ولم يجد موسى مسًّا من النَّصَب حتى جاوز المكان الذي أمره اللَّه تعالى به. فقال له فتاه: أرأيتَ إذ أَوَيْنا إلى الصخرة فإنّي نسيتُ الحوتَ، قال موسى: ذلك ما كُنّا نبغي، فارتدّا على آثارهما قَصَصًا. فلمّا انتهيا إلى الصخرة إذا رجلٌ مُسَجّى بثوب، فسلَّم موسى، فقال الخضر: وأنَّى بأرضك السلام؟ قال: أنا موسى. قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال: هل أتَّبِعُك على أن تُعَلِّمَني مما عُلِّمْتَ رُشْدًا؟ قال: إنّك لن تستطيع معي صبرًا يا موسى، إنّي على علم من اللَّه علَّمَنيه لا تعلمُه أنت، وأنت على علم من اللَّه تعالى علَّمَكَهُ اللَّهُ لا أعلمُه. قال: ستجدُني إنْ شاء اللَّه صابرًا ولا أعصي لك أمرًا.
فانطلقا يمشيان على السّاحل، فمرَّت سفينة فكلّموهم أن يحملوهما، فعُرِفَ الخضرُ، فحملوهما بغير نَول (2)، فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر نقرةً أو نَقرتين في البحر، فقال الخضرُ: يا موسى، ما نقص علمي وعلمك من علم اللَّه تعالى إلّا كنَقرة هذا العصفورِ من هذا البحر. فَعَمَدَ الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنَزَعَه، فقال له موسى: قومٌ حملونا بغير نَول، فعَمَدْتَ إلى سفينتهم فخرقْتَها لِتُغْرِقَ أهلَها! قال: ألم أقلْ: إنّك لن تستطيع معي صبرًا. قال: لا تُؤاخِذْني بما نسيتُ ولا تُرْهِقْني من أمري عُسرًا. فكانت الأُولى من موسى نسيانًا.
فانطلقا فإذا غلامٌ يلعبُ مع الغلمان، فأخذ الخضرُ برأسه من أعلاه فاقتلع رأسَه بيده،
(1) المكتل: كالقُفّة ونحوها.
(2)
النّول: الأجر.
فقال له موسى: أقتلتَ نفسًا زاكية (1) بغير نفس! قال: ألم أقُلْ لك: إنّك لن تستطيع معي صبرًا. قال سفيان: قال عمرو: هذه إشدُّ من الأُولى.
قال: فانطلقا، حتى إذا أتيا إهل قرية إستطعما أهلها فأبَوا أن يُضَيِّفوهما، فوجدا فيها جِدارًا يريدُ أن ينقضَّ فأقامه. فقال له موسى: لو شئتَ لاتَّخَذْتَ عليه أجرًا. قال: "هذا فراق بيني وبينك".
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يرحم اللَّه موسى، لوَدِدْنا لو صبرَ حتى يقصَّ علينا من أمرهما".
أخرجاه في الصحيحين (2).
* طريق لبعضه:
حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن خالد قال: حدّثنا معتمر عن أبيه عن رَقَبة بن مَسْقلة عن أبي إسحق عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس عن أُبيّ بن كعب عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الغلامُ الذي قتلَه الخَضِرُ طُبعَ كافرًا، ولو أدرك لأرهقَ أبويه طُغيانًا وكُفرًا".
أخرجاه في الصحيحين (3).
(8)
الحديث الثامن: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني حجّاج بن يوسف قال: حدّثني وَهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعْتُ أيّوِب يُحدِّث عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس عن أُبيّ بن كعب:
أنْ جبريل لمّا رَكَضَ زمزمَ جعلتْ أُمُّ إسماعيلَ تجمعُ البطحاءَ فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللَّهُ هاجرَ أُمَّ إسماعيل، لو تركَتْها كانتْ عَينًا مَعينًا"(4).
(1) ويروى (زكيّة) وهما قراءتان ولغتان.
(2)
البخارى 1/ 217 (122). ونظر أطرافه 1/ 168 (74)، ومسلم 4/ 1847 (2380) والمسند 5/ 116. وينظر القصّة في سورة الكهف 60 - 83، وكتب التفسير.
(3)
رواه عبد اللَّه بن أحمد 5/ 121 عن عدد من شيوخه. والحديث في صحيح مسلم وحده من طريق معتمر بن سليمان عن أبيه 4/ 2050 (2661). وينظر رواياته في "الجمع" 1/ 400 (645).
(4)
المسند 5/ 121. وصحّحه ابن حبان - الموارد 254 (1208) من طريق حجّاج، واختاره الضياء 3/ 413 (1210، 1211). وهو في البخاري 6/ 395 (3362) من طريق وهب عن أبيه عن أيوب عن عبد اللَّه بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس، وتحدّث ابن حجر في الفتح 6/ 399 عن طرقه ورواياته. وينظر الإحسان 9/ 26 (2712).
(9)
الحديث التاسع: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني يحيى بن عبد اللَّه مولى بني هاشم قال: حدّثنا محمّد بن أبان الجُعفي عن أبي إسحق عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس عن أُبيّ بن كعب:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} [إبراهيم: 5] قال: "بنِعَم اللَّه تعالى"(1).
(10)
الحديث العاشر: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن عبّاد قال: أخبرنا أبو ضَمرة عن يونس عن الزُّهري [عن أنس](2) قال: كان أُبيّ يحدّث:
أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "فُرِجَ سقفُ بيتي وأنا بمكّة، فنزل جبريلُ ففرَجَ صدري، ثم غسلَه من ماء زمزمَ، ثم جاء بطَستْ من ذهبٍ مملوءٍ حكمةً وإيمانًا فأفرغها في صدري، ثم أطبقَه"(3).
(11)
الحديث الحادي عشر: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال (4) حدّثني محمّد بن يزيد الكوفي قال: حدّثنا ابن فُضَيل قال: حدّثنا الأعمش عن حَبيب بن أبي ثابت عن ذَرّ ابن عبد اللَّه عن سعيد بن عبد الرحمن بن أَبزى عن أبيه عن أُبيّ بن كعب قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فإنّها من رَوح اللَّه، وسَلُوا اللَّه صلى الله عليه وسلم خيرَها وخيرَ ما فيها وخيرَ ما أُرْسِلَت به، وتعوَّذوا باللَّه من شرِّها وشرِّ ما فيها وشرِّ ما أُرسلت به"(5).
(1) المسند 5/ 122. وفي إسناده ضعف: يحيى بن عبد اللَّه قال عنه ابن معين: ليس بشيء. والجُعفي ضعّفوه - تعجيل المنفعة 357، 443. ونقل ابن جرير 14/ 122، 123 والسيوطي في "الدرّ" أحاديث وأثارًا عن أُبيّ وغيره في هذا المعنى.
(2)
ما بين المعقوفين من المسند والمصادر.
(3)
المسند 5/ 122. والحديث في البخاريّ 1/ 458 (349)، ومسلم 1/ 148 (163) من طريق يونس عن ابن شهاب عن أنس قال: كان أبو ذرّ يحدّث. . وقد علّق ابن حجر في الأطراف 1/ 183: هكذا أورده، وهو وهم نشأ عن تصحيف، والمحفوظ حديث الزهري عن أنس عن أبي ذرّ، كأنّها كانت كذلك، فسقطت "ذَرّ" من السياق، فصحّف:"أُبيّ"، قاله أبو حاتم وغيره.
(4)
في المسند "حدّثني أبي". وما عندنا يوفقه ما في الجامع 1/ 215، والإتحاف 1/ 238، أنه من زيادات عبد اللَّه بن أحمد.
(5)
المسند 5/ 566: وهو في الترمذي من طريق محمّد بن فضيل 4/ 451 (2252) وقال: وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة وعثمان بن أبي العاص وأنس وابن عبّاس وجابر. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وهو من طريق ابن فضيل في شرح مشكل الآثار 2/ 380 (918)، ومن طريق الأعمش صحّحه الحاكم والذهبي 2/ 272، وهو في المختارة 3/ 423 - 426 (1222 - 1225). وصحّحه الألباني في الأحاديث الصحيحة 6/ 598 (2756).
(12)
الحديث الثاني عشر: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن الجُريري عن أبي السّليل عن عبد اللَّه بن رباح الأنصاريّ عن أُبيّ بن كعب قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المُنذر، أتدري أيُّ آيةٍ في كتاب اللَّه معك أعظمُ؟ " قلت: اللَّهُ ورسولُه أعلمُ. قال: "يا أبا المُنذر، أتدري أيُّ آية في كتاب اللَّه معك أعظمُ؟ " قلت: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] فضرب في صدري وقال: "لِيَهْنِكَ العلمُ أبا المُنذر".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرّزاق قال: أخبرنا سفيان عن سعيد الجُريري عن أبي السَّليل عن عبد اللَّه بن رباح عن أُبيّ:
أنّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم سأله: "أيُّ آية في كتاب اللَّه تبارك وتعالى أعظم؟ " قال: اللَّه ورسوله أعلم. فردَّدَها مرارًا، ثم قال أُبيّ: آيةُ الكُرسيّ. قال: "لِيَهْنِكَ العلمُ أبا المنذر. والذي نفسي بيده، إنّ لها لسانًا وشفتين، تُقَدّسُ المَلِكَ عند ساق العرش"(2).
ذكر أبو مسعود (3) صاحب "التعليقة" أن هذا أخرجه مسلم، ولم نجد هذه الزّيادة عندنا في كتاب مسلم (4).
(13)
الحديث الثالث عشر: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا يحيى بن داود الواسطيّ قال: حدّثنا إسحق بن يوسف الأزرق عن سفيان عن سَلَمَة بن كُهيل عن ذرّ عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ بن كعب قال:
(1) مسلم 5661/ (810).
(2)
المسند 5/ 141. قال الهيثمي في المجمع 6/ 324: وهو في الصحيح باختصار، ورجال أحمد رجال الصحيح. وهو كما قال.
(3)
وهو علي بن إبراهيم، محدّث عالم، له "أطراف الصحيحين" منه قطعة مخطوطة في الظاهرية 1164، توفي سنة 401 هـ. تاريخ بغداد 6/ 172، والسير 17/ 227.
(4)
هذه عبارة الحميدي في "الجمع" 1/ 411 (657).
صلّى بنا النبيّ صلى الله عليه وسلم الفجرَ وتركَ آيةً، فجاء أُبيٌّ وقد فاتَه بعضُ الصلاة، فلمّا انصرفَ قال: يا رسول اللَّه، نُسِخت هذه الآيةُ أو أُنْسِيتَها؟ قال:"بل أُنْسِيتُها"(1).
(14)
الحديث الرابع عشر: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا محمّد بن أبي عُبيدة قال: حدّثنا أبي عن الأعمش عن طلحة الأيامي (2) عن ابن عبد الرحمن بن أبزى (3) عن أبيه عن أُبيّ بن كعب قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وإذا سلَّمَ قال: "سبحانَ المَلك القُدُّوس" ثلاث مرّات (4).
(15)
الحديث الخامس عشر: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كُهيل قال: حدّثني أبي عن أبيه عن سلمة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ بن كعب قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنا إذا أصبَحْنا: "أصبَحْنا على فطرة الإسلام، وكلمةِ الإخلاص، وسُنّةِ نبيِّنا محمّد صلى الله عليه وسلم، وملّةِ أبينا إبراهيمَ، حَنيفًا مُسلمًا وما كان من المشركين" واذا أمسَينا مثل ذلك (5).
(16)
الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا شُعبة عن حَبيب بن الزُّبير قال: سمعْتُ عبد اللَّه بن أبي الهُذيل، سمع ابن أبزى، سمع عبد اللَّه بن خبّاب، سمع أُبيًا يُحَدّث:
(1) المسند 5/ 123 من زيادات عبد اللَّه. وصحّحه ابن خزيمة 3/ 73 (1647)، وهو في المختارة 3/ 429، 430 (1229 - 1231)، وقال الهيثمي 2/ 73 عن رجال أحمد: ثقات.
(2)
وهو طلحة بن مصرّف.
(3)
وهو سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى.
(4)
المسند 5/ 123، وهو في سنن أبي داود 2/ 63، 65 (1423، 1430)، والنسائي 3/ 235، 244، وابن ماجة 1/ 370 (1171) والمختارة 3/ 421 - 423 (1220، 1221) وصحّحه ابن حبّان - الموارد 175 (676، 677)، والحاكم 2/ 257، والألباني.
(5)
المسند 5/ 123 وقال في جامع المسانيد 1/ 120: تفرّد به. وقال الهيثمي - المجمع 10/ 118: وفيه إسماعيل بن يحيى، وهو متروك. وكذلك قال عنه المزيّ في التهذيب 1/ 259، 101، وابن حجر في التقريب 1/ 55. وأيضًا إبراهيم بن إسماعيل، ويحيى بن سلمة ضعيفان.
أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذكر الدّجّال فقال: "إحدى عينَيه كأنّها زُجاجةٌ خضراءُ، وَتعَوَّذوا باللَّه من عذاب القبر"(1).
(17)
الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد عن الزُّهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن مروان ابن الحكم عن عبد اللَّه بن الأسود بن عبد يغوث عن أبيّ بن كعب:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ من الشِّعر حكمةً"(2).
قال عبد اللَّه بن أحمد: هكذا يقول إبراهيم بن سعد في حديثه: عبد اللَّه بن الأسود، وإنما هو: عبد الرحمن بن الأسود (3).
أخرجاه في الصحيحين (4).
(18)
الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سُفيان عن سَلَمة بن كُهَيل قال: حدّثني سُويد بن غَفَلة قال: خرجْتُ مع زيد بن صُوحان وسلمان بن ربيعهَ، حتى إذا كُنّا بالعُذَيب (5) التقطْتُ سَوطًا، فقالا لي: أَلْقِه، فأبيْتُ، فلمّا قَدِمْتُ المدينةَ لقيتُ أُبيّ بن كعب فذكرت ذلك له، فقال:
التقطْتُ مائة دينارٍ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فسألْتُه، فقال:"عَرِّفْها سنةً" فعرَّفْتُها سنةً فلم أجدْ من يَعْرِفُها. قال: فقال: "اعرف عددَها ووِعاءَها ووِكاءَها (6) ثم عَرِّفْها سنةً، فإنْ جاء صاحبُها وإلّا فهي كسبيل مالك".
* طريق آخر:
حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا أحمد بن أيّوب بن راشد البصري قال: حدّثنا
(1) المسند 5/ 123، ومسند الطيالسي 73 (544). قال في المجمع 7/ 340: رجال أحمد ثقات. وصحّحه ابن حبّان - الموارد 468 (1899)، وينظر الإحسان 15/ 206 (6795). وهو في المختارة (3/ 405 - 408)(1202 - 1205)، وإتحاف الخيرة 300/ 10 (9900).
(2)
المسند 5/ 125 والبخاريّ 10/ 537 (6145) من طريق شعيب عن الزّهري.
(3)
المسند 5/ 125 وهو في البخاريّ "عبد الرحمن" وينظر الأطراف 1/ 216 (58)، والآحاد والمثاني 3/ 428.
(4)
كذا في المخطوطتين. والصواب أنّه للبخاري وحده. ينظر الجمع 1/ (651)، والتحفة 1/ 31، والأطراف.
(5)
في النهاية 3/ 195 أنّه اسم ماء لتميم على مرحلة من الكوفة. وينظر معجم البلدان 4/ 92.
(6)
الوِكاء: الخيط الذي تُشدّ به الصرّة، أو الوعاء.
عبد الوارث قال: حدّثنا محمّد بن جُحادة عن سلَمة بن كُهيل عن سُويد بن غَفَلة عن أُبيّ ابن كعب قال:
التقطْتُ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مائة دينار، فأتيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"عَرِّفْها سنة" فعرِّفتُها سنةً، ثم أتيتُه فقلتُ: قد عَرَّفْتُها سنةً فقال: "عرِّفْها سنةً أُخرى". فعرَّفْتُها سنةً أُخرى، ثم أتيتُه في الثالثة فقال:"أَحْصِ عدَدَها ووكاءَها واسْتَمتعْ بها".
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهز قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن سَلَمة بن كُهيل عن سُويد، فذكر الحديث وقال:
فعرَّفْتُها عامين أو ثلاثة، فقال: اعرف عددَها ووكاءَها، واستمتعْ بها، فإنْ جاء صاحبُها فعرَف عِدّتها ووكاءَها فأعْطِها إيّاه".
هذه الطرق الثلاثة مخرّجة في الصحيحين (1).
(19)
الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن عاصم عن زِرّ قال:
سألتُ أبيّ بن كعب عن المعوِّذتين فقال: سألْتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم عنهما فقال: "قيل لي، فقلتُ لكم، فقُولوا". قال أُبيّ: فقال لنا النبيّ صلى الله عليه وسلم فنحن نقول.
أخرجاه في الصحيحين (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عاصم بن بَهدلة عن زِرّ بن حُبيش قال:
قُلْتُ لأُبيّ بن كعب: إن ابن مسعود كان لا يكتب المعوِّذتين في مصحفه. فقال: أشهد أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخبرَني: "أنّ جبريل عليه السلام قال لي: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
(1) الأحاديث في المسند 5/ 126، 127، والبخاريّ 5/ 9، 78 (2426، 2437)، ومسلم 3/ 1350 - 1352 (1723). وينظر الفتح 5/ 78، ففيه حديث جيّد عن الروايات وشرحُها.
(2)
المسند 5/ 129، والبخاريّ 8/ 741 (4976، 4977) من طريق سفيان، وليس في مسلم - الجمع 1/ 408 - أفراد البخاري.
الْفَلَقِ} فقلْتُها، فقال:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فقلتُها" فنحن نقول ما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم (1).
(20)
الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مُصعب بن سلّام قال: حدّثنا الأجلح عن الشَّعبي عن زِرّ بن حُبَيش عن أُبيّ بن كعب قال:
تذاكرَ أصحابُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلةَ القدر، فقال أُبيّ: إنّي أنا -والذي لا إلهَ غيرُه- أعلمُ أيَّ ليلةٍ هي، هي الليلةُ التي أخبرَنا بها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ليلة سبع وعشرين تمضي من رمضان، وآيةُ ذلك أن الشمس تُصبحُ الغدَ من تلك الليلةِ تَرَقْرَقُ ليس لها شُعاع.
فزعم سلمة بن كُهيل أن زِرًّا أخبره: أنّه رصدَها ثلاث سنين من أوّل يوم يدخلُ رمضانُ إلى آخره، فرآها تطلعُ صبيحةَ سبع وعشرين تَرَقْرَقُ ليس لها شُعاع (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان قال: سمعتُه من عَبدة وعاصم عن زِرّ قال:
سألْت أُبيًّا، قلت: أبا المنذر، إنّ أخاك ابنَ مسعود يقول: من يَقُم الحولَ يُصِبْ ليلةَ القدر. فقال: يرحمُه اللَّهُ، لقد عَلِمَ أنّها في شهر رمضان، وأنّها ليلةُ سبعٍ وعشرين. قال: وحلف. قلتُ: وكيف تعلمون ذلك؟ قال: بالعلامة -أو بالآية- التي أخبَرَنا بها: تطلُعُ ذلك اليومَ لا شُعاعَ لها.
انفرد مسلم بإخراج الطريقين جميعًا (3).
(21)
الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حجّاج بن أرطاة عن عديّ بن ثابت عن زِرّ بن حُبيش عن أُبيّ بن كعب:
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ تَبعَ جنازةً حتى يُصَلَّى عليها ويُفْرَغَ منها فله قِيراطان. ومن
(1) المسند 5/ 129، ورجاله رجال الصحيح عدا عاصم، وهو حسن الحديث. وصحّحه ابن حبّان من طريق حمّاد عن عاصم 3/ 77 (797)، وينظر الفتح (2/ 748).
(2)
المسند 5/ 130، ومسلم 1/ 525 (762). بنحوه من طريق زرّ، دون قول سلمة.
(3)
المسند 5/ 130، ومسلم - السابق من طريق عبدة.
تَبِعها حتى يُصَلّى عليها فله قيراط. والذي نفسُ محمّد بيده، لهو أثقلُ في ميزانه من أُحُد" (1).
(22)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر وحجّاج (2) قالا: حدّثنا شُعبة عن عاصم بن بَهدلة عن زِرّ بن حُبيش عن أُبيّ بن كعب قال:
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لي: "إنّ اللَّه تبارك وتعالى أمرَني أن أقرأَ عليك القرآن" فقرأ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ. .} [البيّنة: 1] قال: فقرأ فيها: (ولو أنّ ابن آدمَ سألَ واديًا من مال فأُعْطِيَه لسأل ثانيًا، ولو سأل ثانيًا، فأُعطِيَه لسألَ ثالثًا، ولا يملأُ جوفَ ابن آدمَ إلَّا التّرابُ، ويتوبُ اللَّهُ على من تاب. وإن ذات الدّين عند اللَّه الحنيفيةُ، غيرُ المشركة، ولا اليهودية، ولا النصرانيّة. ومن يفعل خيرًا فلن يُكْفَرَه)(3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد عن أبي معاوية عن أبي إسحق الشيبانيّ عن يزيد بن الأصمّ عن ابن عبّاس قال:
جاء رجلٌ إلى عمَر يسألُه، فجعل عمرُ ينظرُ إلى رأسه مرّةً وإلى رجليه أُخرى، هل يرى عليه من البُؤسى شيئًا، ثم قال له عمر: كم مالُك؟ قال: أربعون من الإبل. فقال ابن عبّاس: فقلت: صدقَ اللَّه ورسوله: (لو كان لابن آدمَ واديان من ذهب لابتغى الثّالث، ولا يملأ جوفَ ابنِ آدمَ إلَّا التُّراب، ويتوبُ اللَّهُ على من تاب). فقال عمر: ما هذا؟ فقلْتُ: هكذا أقرأَنيها أُبيّ. فقال: فمُرْ بنا إليه. قال: فجاءا إلى أُبيّ، فقال: ما يقول هذا؟ قال
(1) المسند 5/ 131، والحديث في ابن ماجة 1/ 492 (1541)، وعن الزوّائد: في إسناده حجّاج بن أرطاة، وهو مدلّس، فالإسناد ضعيف. وقد وصف العلماء ابن أرطاة بالحفظ والصدق، ولكنه يخطئ ويدلّس. الجرح 3/ 154، وتهذيب الكمال 2/ 57، والتقريب 1/ 106، وقد جعل الشيخ الألباني الحديث في صحيح ابن ماجة. وللحديث شواهد كثيرة صحيحة. ينظر المجمع 3/ 32، 33.
(2)
وهو حجّاج بن محمّد، من شيوخ الإِمام أحمد، ومن رجال الشيخين.
(3)
المسند 5/ 131. وهو في المستدرك من طريق شُعبة 2/ 224، 531 وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: صحيح. وهو في سنن الترمذي 5/ 624 (3793) من طريق شُعبة. قال: حديث حسن صحيح، وقد روي من غير هذا الوجه. وصحّحه الألباني. والحديث في المختارة 3/ 368 - 370 (1162، 1163).
أُبيّ: هكذا أقرأَنيها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. قال: أفأُثْبِتُها؟ قال: نعم. فأَثْبَتَها (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مؤمَّل قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا أسلم المِنْقريّ عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أَبزى عن أبيه عن أُبيّ بن كعب قال:
قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّي أُمِرْتُ أن أقرأَ عليك سورة كذا وكذا" قُلْتُ: يا رسول اللَّه، وقد ذُكِرْتُ هناك؟ قال: نعم. فقلْت له: يا أبا المُنْذر، ففرِحْتَ بذلك؟ قال: وما يمنعُني واللَّه تعالى يقول: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58] قال مؤمّل: قلت لسفيان: القراءة في الحديث؟ قال: نعم (2).
(23)
الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا خلف من هشام قال: حدّثنا حماد بن زيد بن عاصم بن بَهدلة عن زِرّ قال:
قال لي أُبيّ بن كعب: كأيِّن تَقرأ سورة الأحزاب؟ أو: كأيّن تعُدّها؟ قال: قلت له: ثلاثًا وسبعين آية. فقال: قطّ، لقد رأيتُها وإنها لتعادِلُ سورة البقرة، ولقد قرأنا فيها: الشّيخ والشّيخة إذا زَنَيا فارجموهما البتّةَ نَكالًا من اللَّه واللَّهُ عزيز حكيم (3).
(24)
الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن التَّيميّ عن أبي عثمان عن أُبيّ بن كعب قال:
كان رجلٌ بللمدينة لا أعلمُ أنّ رجلًا كان بالمدينة أبعدَ منزلًا منه، أو قال: دارًا من المسجد منه. فقيل له: لو اشتريتَ حمارًا فرَكِبْتَه في الرَّمضاء والظُلُمات. فقال: ما يَسُرُّني أن داري -أو قال: منزلي- إلى جنب المسجد. . . قال (4): "أردت أن يُكتبَ اقبالي إذا
(1) المسند 5/ 117، والمختارة 3/ 412 (1209) وإسناده صحيح. وينظر الدرّ المنثور 6/ 378.
(2)
المسند 5/ 123 وإسناده حسن. وأخرجه أبو داود من طريق أسلم 4/ 33 (3980)، وصحّحه الحاكم 3/ 304، ووافقه الذهبي، وقال الألباني: حسن صحيح.
(3)
المسند - الزيادات 5/ 132 وهو في المستدرك 2/ 415، 4/ 359، قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقال الذهبي: صحيح. وهو في المختارة 3/ 370 - 372 (1169 - 1166). وصحّح ابن حبّان الحديث، وفي إسناده عاصم، وفيه كلام - الموارد 435 (756). وينظر الإحسان 10/ 273 (4428). والدرّ المنثور 5/ 179.
(4)
حذف المؤلّف جزءًا من الحديث.
أقبلْتُ أبي المسجد، ورجوعي أذا رجعْت إلى أهلي. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"أعطاك اللَّهُ تعالى ذلك كلَّه" أو "أنطاك اللَّهُ ما احتسبتَ أجمع" أو: "أنطاك اللَّهُ تعالى ذلك كلّه ما احتسبْتَ أجمعَ".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(25)
الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعد محمّد بن مُيَسَّر الصاغاني قال: حدّثنا أبو جعفر الرّازي عن الرّبيع بن أنس عن أبي العالية عن أُبيّ ابن كعب:
أنّ المشركين قالوا للنبيّ صلى الله عليه وسلم: يا محمّد، انسُبْ لنا ربَّك. فأنزلَ اللَّهُ عز وجل:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} (2).
(26)
الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا سفيان (3) عن أبي سلمة عن الرّبيع عن أنس عن أبي العالية عن أُبيّ بن كعب قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بَشِّرْ هذه الأُمَةَ بالسَّناء والرِّفعة والدِّين والنَّصر والتَّمكين في الأرض، فمن عَمِل منهم عمل الآخرة للدُّنيا لم يكن له في الآخرة نصيب"(4).
(1) المسند 5/ 133. والحديث في مسلم 1/ 460، 461 (663) من طريق سليمان التيمي، مع اختلاف في بعض الألفاظ. ويحيى -كما مرّ- ثقة.
(2)
المسند 5/ 133. وأخرجه الترمذي 5/ 421 (3364) من طريق أبي سعد، ثم ذكره (3365) من طريق عبيد اللَّه بن عبيد للَّه بن موسى أبي موسى عن أبي جعفر. قال: ولم يذكر فيه أُبيّ بن كعب، قال: وهذا أصحّ من حديث أبي سعد. وجعله الألباني في "ضعيف الترمذي"، وحكم على الأوّل بالحسن. وقد صحّح الحاكم الحديث 2/ 540 من طريق أبي جعفر وقال: صحيح الإسناد. وقال الذهبي: صحيح. مع أن في أبي سعد وأبي جعفر كلامًا.
(3)
كذا في الأصل، والجامع 1/ 159، والمسند. ورجّح محقّق الإتحاف 1/ 188، والأطراف 1/ 187 "عن عبد الرزاق عن معمر عن سفيان" وينظر تعليقه.
(4)
المسند 5/ 134. قال الحاكم 4/ 311 بعد أن أخرجه من طريق سفيان: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي: صحيح. وصحّحه ابن حبّان - الموارد 618 (2501) من طريق الربيع. وينظر الإحسان 2/ 132 (405) والمختارة 3/ 357 - 360 (1151 - 1154). وفي المجمع 1/ 223: رواه أحمد وابنه من طرق، ورجال أحمد رجال الصحيح.
(27)
الحديث السابع والعشرون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني رَوْح بن عبد المؤمن قال: حدّثنا عمر بن شقيق قال: حدّثنا أبو جعفر الرّازي عن الرّبيع بن أنس عن أبي العالية عن أُبيّ بن كعب قال:
انكسفت الشمسُ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلّى بهم فقرأ بسورة من الطُّوَل، ثم ركع خمس ركعات وسجدتين، ثم قام الثّانية فقرأ بسورة من الطُّوَل، وركع خمس ركعات وسجد سجدتين، ثم جلس كما هو مُستقبلَ القبلة يدعو حتى انجلى كسوفُها (1).
(28)
الحديث الثامن والعشرون: وبالإسناد عن أبيّ (2):
أنّهم جمعوا القرآن في مصاحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون ويُمِلُّ عليهم أُبيّ بن كعب، فلمّا انتهَوا إلى هذه الآية من سورة "براءة":{ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 127] فظنوا أنَّ هذا آخرُ ما أُنْزِلَ من القرآن، فقال لهم أُبيُّ ابن كعب: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أقرأَني بعدها آيتين: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. . .} إلى {. . وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 128، 129]. قال: هذا آخر ما أُنزل من القرآن. قال: فختم بما فتح به بـ: {اللَّهُ الَّذي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} ، وهو قول اللَّه تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25].
(29)
الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثنا هَدِيّة بن عبد الوهاب المَروزي قال: حدّثنا الفضل بن موسى قال: حدّثنا عيسى بن عُبيد عن الرّبيع
(1) من زيادات عبد اللَّه - المسند 5/ 134. وسنن أبي داود 1/ 307 (1182) من طريق أبي جعفر. وجعله الألباني في ضعيف سنن أبي داود. وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 333 عن عبد اللَّه بن أبي جعفر عن أبيه، وقال: الشيخان قد هجرا أبا جعفر الرّازي ولم يخرجا له، وحاله عند سائر الأئمة أحسن الحال. . . وتعقّبه الذّهبي فقال: خبر منكر، وعبد اللَّه بن أبي جعفر ليس بشيء، وأبوه فيه لين.
(2)
المسند 5/ 134. عن عبد اللَّه، عن روح، عن عمر بن شقيق، عن أبي جعفر الرّازي، عن الربيع، عن أبي العالية عن أُبيّ. وهذا المفهوم من قول ابن الجوزيّ: وبه، وبالإسناد.
وقد ذكره الهيثمي في المجمع 7/ 38 وقال: رواه عبد اللَّه، وفيه محمّد بن جابر الأنصاري، وهو ضعيف. وليس في سنده ما ذكر، وفي هذه الرواية ما ذكرْناه في الحديث المتقدّم في أبي جعفر الرازي. من طريق أبي جعفر في المختارة 3/ 360 - 362 (1155، 1156).
ابن أنس عن أبي العالية عن أُبيّ بن كعب قال:
لمّا كان يوم أُحد قُتِل من الأنصار ستّون (1) رجلًا، ومن المهاجرين ستّة، فقال أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لئن كان لنا يومٌ مثلُ هذا من المشركين لَنُرْبِيَن (2) عليهم. فلمّا كان يوم الفتح قال رجل لا يُعرف: لا قُريشَ بعد اليوم. فنادى منادي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أَمِنَ الأسودُ والأبيض إلَّا فلانًا وفلانًا، ناسًا سمّاهم، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى:{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126] فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "نصبرُ ولا نُعاقِب"(3).
(30)
الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا عَوف عن الحسن عن عُتيّ بن ضَمرة عن أُبيّ بن كعب:
أنّ رجلًا اعتزى بعَزاء الجاهلية، فأعَضَّه ولم يَكْنِه، فنظر القومُ إليه، فقال للقوم: إنّي قد أرى الذي في أنفسكم، إني لم أستطع إلَّا أن أقول هذا، رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أمرَنا:"إذا سَمِعْتُم من يعتزي بعَزاء الجاهلية فأعِضُّوه ولا تَكْنُوا"(4).
عَزاء الجاهلية: الانتساب والانتماء إليهم، كقولهم: يا لَفلان. ومعنى أعِضّوه: أن يقولوا له: اعضض بأير أبيك، ولا تَكْنُوا، تنكيلًا له (5).
(31)
الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني محمّد ابن عبد الرحيم أبو يحيى البزّاز قال: حدّثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال: حدّثنا سفيان عن يونس بن عُبيد عن الحسن عن عُتَيّ عن أُبيّ بن كعب قال:
(1) في الأصلين والجامع 1/ 163، والأطراف 1/ 189 "ستّون". وفي الإتحاف 1/ 190 ومصادر التخريج "أربعة وستون"
(2)
أربى: زاد.
(3)
المسند 5/ 135. وصحّحه ابن حبّان من طريق الفضل - الموارد 411 (1695)، والحاكم والذهبي 2/ 358، 446 من الطريق نفسها، وأخرجه الترمذي 5/ 279 (3129) وقال: حسن غريب من حديث أُبي، وصحّحه الألباني في صحيح الترمذي. وهو في المختارة 3/ 350 - 352 (1143 - 1144). وينظر الإحسان 2/ 239 (487).
(4)
المسند 5/ 136، والمعجم الكبير 1/ 167 (532) والمختارة 4/ 11 - 13 (1242 - 1244). وقد صحّحه ابن حبّان كما في الموارد (88، 736) من طريق عُتيّ، والألباني في الأحاديث الصحيحة 1/ 537 (269).
(5)
ينظر النهاية 3/ 233، 252.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن مَطعمَ ابنِ آدمَ جُعِلَ مَثَلًا للدُّنيا وإن قَزَحَه ومَلَحَه، فانظُرْ إلى ما يصير"(1).
قزَحه من القِزْح: وهو التّابل. يقال: قَزَّحْت القِدرَ (2).
ومن أمثال العرب: "قزّح المجلسَ يَلْطَع" أي طيّبه بالملح تحرِص عليه.
(32)
الحديث الثّاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن عبد اللَّه بن محمّد بن عَقيل عن الطُّفيل بن أُبيّ بن كعب عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "جاءت الرّاجفة، تَتْبَعُها الرّادفة. جاء الموتُ بما فيه".
فقال رجل: با رسول اللَّه، أرأيتَ إن جَعَلتُ صلاتي كلَّها عليكَ. قال:"إذًا يكفيكَ اللَّه تبارك وتعالى ما أهمّك من دُنياك وآخرتك"(3).
(33)
الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا زُهير بن محمّد عن عبد اللَّه بن محمّد بن عَقيل عن الطُّفيل بن أُبيّ بن كعب عن أبيه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَثَلي في النبيّين كمَثَلِ رجلٍ بنى دارًا فأحسَنها وأكملَها وترك فيها موضع لَبِنَةٍ لم يضعْها، فجعل الناسُ يطوفون بالبُنيان ويعجبون منه ويقولون: لو تمّ موضع هذه اللّبِنة! فأنا في النبيّين موضع تلك اللَّبِنة"(4).
(34)
الحديث الرابع والثلاثون: وبالإسناد عن أُبيّ:
(1) المسند 5/ 136، والمعجم الكبير 1/ 166 (531)، وصحّحه ابن حبّان - الموارد 616 (1489)، وقال الهيثمي في المجمع 10/ 291: رواه أحمد والطبرانيّ، ورجالهما رجال الصحيح غير عُتيّ، وهو ثقة. وينظر الإحسان 2/ 476 (702)، والمختارة 4/ 14 ، 15 (1245، 1246) وإتحاف الخيرة 1/ 35 (9561).
(2)
ينظر النهاية 4/ 58. وقزح وملح، بالتخفيف والتشديد.
(3)
وهما حديثان في المسند 5/ 136 بسند واحد. وهو في الترمذي 4/ 549 (2457). وقال: حسن صحيح. وصحّحه الألباني، والحاكم والذهبي 2/ 421، 513. وهو في المختارة 3/ 388 - 391 (1184 - 1188).
(4)
المسند 5/ 136، 137، وحسنه الترمذي 5/ 547 (3613). وصحّحه الألباني. وهو في المختارة 3/ 391 - 393 (1189 - 1191). وشهد للحديث ما في البخاريّ ومسلم عن جابر وأبي سعيد وأبي هريرة. ينظر الجمع 2/ 359، 464 (5810، 1801)، 3/ 152 (2375).
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يومُ القيامة كنتُ إمام النبيّين وخطِيبَهم وصاحبَ شفاعتهم، غيرَ فَخر"(1).
قال: وسمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لولا الهجرةُ لكنتُ امرأً من الأنصار. ولو سلكَ النّاسُ واديًا أو شِعبًا لكنتُ مع الأنصار"(2).
(35)
الحديث الخامسُ والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زكريا بن عديّ قال: أخبرنا عبيد اللَّه بن عمرو عن عبد اللَّه بن محمّد بن عَقيل عن الطُّفيل بن أُبيّ عن أبيه قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصَلّي إلى جِذع إذْ كان المسجدُ عريشًا، وكان يخطُبُ إلى ذلك الجِذع، فقال رجلٌ من أصحابه: يا رسول اللَّه، هل لك أن نجعلَ لك شيئًا تقومُ عليه يومَ الجمعة حتى يراك النّاس وتُسْمِعَهم خطبتك؟ قال:"نعم". فصنعَ له ثلاث درجات اللاتي على المنبر. فلما صُنع المنبر ووُضع في موضعه الذي وضعه فيه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلمّا أراد أن يأتي المنبر مرّ عليه، فلمّا جاوزه خارَ الجذعُ حتى تصدَّعَ وانشقَّ، فرجع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فمسحه بيده حتى سكَنَ، ثم رجعَ إلى المنبر، وكان إذا صلّى صلّى إليه. فلمّا هُدِم المسجدُ وغُيّرَ أخذَ ذلك الجذع أُبيُّ بن كعب، فكان عنده حتى بَلِيَ وأكلَتْه الأَرضةُ وعادَ رُفاتًا (3).
(36)
الحديث السادس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن عبد الملك قال: حدّثنا عُبيد اللَّه بن عمرو عن عبد اللَّه بن محمّد بن عقيل عن الطُّفيل بن أُبي عن أبيه:
(1) المسند 5/ 137. والترمذي - مع الحديث السابق، وابن ماجه 2/ 1443 (4314)، وحسّنه الألباني - صحيح ابن ماجة.
(2)
المسند 5/ 137. والترمذي 5/ 669 (3899). وهو في المستدرك 4/ 78 مع الذي قبله وقال: صحيح الإسناد ولم يُخرجاه بهذه السّياقة. وصحّحه الذهبي. وهما في المختارة 3/ 385 - 388 (1179 - 1183). وللحديث شواهد في الصحيح عن عبد اللَّه بن زيد وأبي هريرة - ينظر الجمع 1/ 486 (777)، 3/ 259 (2571).
(3)
المسند 5/ 137. وهو في ابن ماجة 1/ 454 (1414) وشرح المشكل 10/ 376 (4176) من طريق عبيد اللَّه عمرو. قال الألباني في صحيح ابن ماجة: حسن. وهو في المختارة 3/ 393 - 395 (1192)، وللحديث -دون قصة أخذ أُبيّ للجذع- شواهد كثيرة، ينظر الجمع بين الصحيحين 2/ 286، 369 (1462، 1603)، ومجمع الزوائد 2/ 183 - 185.
عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّهم كانوا صفوفًا خلف النبيّ صلى الله عليه وسلم في الظُّهر أو العصر، فرآه يتناول شيئًا بين يدَيه وهو في الصلاة ليأخذَه، ثم تناوله ليأخذَه، ثم حِيل بينه وبينه، ثم تأخّر وتأخّر، فلما سلَّمَ قال أُبيّ بن كعب: يا رسول اللَّه، رأيناك اليوم تصنعُ في صلاتك شيئًا لم تكن تصنعه. قال:"إنّهُ عُرِضت عليّ الجنّة بما فيها من الزَّهرة والنَّضرة، فتناولْتُ قِطفًا من عنبها لآتِيَكم به، ولو أخذْتُه لأكل منه مَن بينْ السماء والأرض لا ينتقصونه، فحيل بيني وبينه، وعُرِضت عليّ النّار، فلمّا وجدْتُ حرَّ شُعاعها تأخّرتُ، وأكثرُ من رأيتُ فيها النّساءُ، اللاتي إن أُؤتُمِنَ أفْشَيْنَ، وإن سَأَلْن أحْفَين (1)، وإن أُعْطِين لم يَشْكُرْنَ، ورأيْتُ فيها عمرو ابن لُحيّ يجرُّ قُصْبَه، وأشبهُ من رأيتُ به مَعْبَدُ بن أكثم" قال مَعْبَد (2): أي رسول اللَّه، يُخْشَى عليّ من شَبَهِه، فإنه والد؟ قال:"لا، أنت مؤمن وهو كافر، وهو أوّلُ من جمع العرب على الأصنام"(3).
(37)
الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني محمّد بن عبد الرّحيم أبو يحيى البزّاز قال: حدّثنا يونس بن محمّد قال: حدّثنا معاذ بن محمد بن معاذ محمد بن أبيّ بن كعب قال: حدّثني أبي محمد بن معاذ عن معاذ بن محمد عن أبيّ بن كعب:
أنّ أبا هريرة كان جريئًا على أن يسأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الأشياء لا يسأله عنها غيره، فقال: يا رسول اللَّه، ما أوّلُ ما رأيتَ من أمر النّبوّة؟ فاستوى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالسًا وقال: "لقد سألتَ أبا هريرة، إني لفي صحراءَ، ابنُ عشر سنين وأشهر، وإذا بكلامٍ فوقَ رأسي، وإذا رجلٌ يقول لرجل: أهو هو (4)؟ فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخَلقٍ قطّ، وأرواح لم أجدها من خلق قطّ، وثياب لم أرها على أحد قطّ، فأقبلا إليّ يمشيان، حتى أخذ كلُّ واحد منهما بعَضُدي لا أجد لأحدهما مسًّا، فقال أحدهما لصاحبه: أضْجِعْه، فأَضجعاني بلا
(1) ويروى "أَلْحَفْنَ" ومعناهما الإلحاح والاستقصاء في السؤال.
(2)
في ترجمة أكثم بن الجون -أو ابن أبي الجون، ذكر ابن حجر قول النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأنه روي أن أشبههم به أكثم، أو معبد بن أكثم. ينظر الإصابة 1/ 74، 75.
(3)
المسند 5/ 137. وعبد اللَّه بن محمّد مختلف فيه. وصحّحه الحاكم والذهبي 4/ 604 من طريق عبيد اللَّه ابن عمرو. وهو في المختارة 3/ 395، 396 (1193، 1194).
(4)
في المسند بعده: "فقال: نعم".
قَصْر ولا هَصْر، فقال أحدهما لصاحبه: افْلِقْ صدرَه، فهوى أحدُهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع، فقال له: أخرج الغِلّ والحَسَد، فأخرج شيئًا كهيئة العَلَقة، ثم نبَذها فطرحها، فقال له: أدْخِلِ الرأفةَ والرّحمة، فإذا مثل الذي أخرج يثبه الفضّة، ثم هزّ إبهامٍ رجلي اليُمنى، فقال: اُغْدُ واسْلَم، فرجعْتُ بها، أغدو بها رِقّةً على الصغير، ورحمةً للكبير" (1).
قوله: بلا قصر ولا هصر: أي برفق، لا بجذب ولا عنف.
ومعنى: فهوى إلى صدري: أي مال إليه.
(38)
الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني شُجاع بن مَخْلَد وأبو خثيمةَ زهير بن حرب قالا: حدّثنا عبد اللَّه بن حُمران الحُمراني قال: حدّثنا عبد الحميد بن جعفر قال: أخبرني أبي جعفرُ بن عبد اللَّه عن سليمان بن يسار عن عبد اللَّه ابن الحارث بن نوفل عن أبيّ بن كعب قال:
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يوشِكُ الفراتُ أن يَحْسرَ عن جبل من ذهب، فإذا سمع به النّاسُ ساروا إليه، فيقول من عنده: واللَّه لئن تركْنا النّاس يأخذون منه ليُذْهَبَنَ به، فيَقتتل النّاسُ حتى يُقتلَ من كلّ مائة تسعة وتسعون".
انفرد بإخراجه مسلم (2).
(39)
الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سليمان بن داود قال: حدّثنا شُعبة عن أبي جَمْرَة قال: سمعت إياس بن قتادة يحدَث عن قيس بن عبّاد قال:
أتيتُ المدينة لِلُقِيّ أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم، ولم يكن فيهم رجلٌ ألقاه أحبَّ إليّ من
(1) المسند 5/ 139. وأخرج أوّله الحاكم والذهبي 3/ 510 دون تعليق، وابن حبّان في صحيحه 16/ 109 (7155) لبيان كثرة سماع أبي هريرة، كلّهم من طريق معاذ. ونقل ابن حجر في تهذيب التهذيب 5/ 469 - في ترجمة معاذ، عن ابن المديني في "العلل" بعد أن ذكر الحديث عن مالك بن محمّد ابن معاذ بن محمّد بن أبي عن أبيه عن جدّه، قال: حديث مدنيّ، وإسناده مجهول كلّه، ولا نعرف محمّدًا ولا أباه ولا جدِّه. وقال الهيثميّ في المجمع 8/ 225: رواه عبد اللَّه، ورجاله ثقات، وثّقهم ابن حبّان. وقد ضعّف محقّق ابن حبّان إسناد الحديث.
(2)
المسند 5/ 139، وهو في مسلم 4/ 2220 (2895) من طريق عبد الحميد بن جعفر. ومن قبل عبد الحميد من رجال الصحيح.
أُبيّ، فأقيمتِ الصلاة، وخرج (1) مع أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقُمْتُ في الصفّ الأول، فجاء رجلٌ فنظر في وجوه القوم فعرفَهم غيري، فنحّاني وقام في مكاني، فما عَقَلْتُ صلاتي، فلمّا صلّى قال: يا بُنيَ، لا يَسُؤْك اللَّهُ؛ فإنّي لم آتِك بالذي أتيتُ بجهالة، ولكن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لنا:"كونوا في الصفّ الذي يليني" وإني نظرتُ في وجوه القوم فعَرَفْتُهم غيرَك.
ثم حدَّثَ، فما رأيتُ الرجال مَتحَتْ أعناقها إلى شيء مُتوحها إليه. قال: فسمعْته يقول: هلك أهل العُقْدة، وربِّ الكعبة، ألا لا عليهم آسى، ولكنّي أسى على من يَهْلِكون من المسلمين. وإذا هو أُبيّ (2).
مَتَحَتْ: رفعت. وأهل العقدة: أصحاب الولايات.
(40)
الحديث الأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا شُعبة قال: سمعْتُ أبا إسحق أنه سمع عبد اللَّه بن أبي بَصير يُحدِّث عن أُبيّ أنّه قال:
صلّى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الصبحَ فقال: "شاهِدٌ فلان؟ " فقالوا: لا. فقال: "شاهِدٌ فلان؟ " فقالوا: لا. قال "شاهِدٌ فلان؟ ". فقالوا: لا. فقال: "إنّ هاتين الصّلاتين من أثقل الصلوات على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما لأَتَوهما ولو حَبوًا. والصفُّ المقدّم على مثل صفّ الملائكة، ولو تعلمون فضيلتَه لابتدرْتُموه. وصلاة الرّجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع رجلين أزكى من صلاته مع ليجل، وما كان أكثرَ فهو أحبُّ إلى اللَّه تبارك وتعالى".
وقد رواه أبو إسحق عن عبد اللَّه بن أبي بَصير عن أبيه عن أبيّ بن كعب. قال أبو إسحق: سمعْتُه منه ومن أبيه (3).
(1) في المسند ومسند الطيالسي "وخرج عمر. . . ".
(2)
المسند 5/ 140 ومسند الطيالسي 75 (555) وصحّحه الحاكم والذهبي من طريق شُعبة على شرط الشيخين 4/ 526. وإياس، ثقة، من رجال التعجيل 44. وسائر رجال الصحيح. والحديث من طريق أبي مجلز عن قيس بن عباد أخرجه النسائي 2/ 88، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 33 (1573)، وابن حبّان 5/ 555 (2181)، والألباني. وينظر المختارة 4/ 29 - 32 (1257 - 1259).
(3)
المسند 5/ 140. ورجاله رجال الصحيح، عدا عبد اللَّه بن أبي بصير، وأبيه، وثّقهما ابن حبّان. وقد أخرجه من طريق شُعبة أبو داود 1/ 151 (554)، والنسائي 2/ 104، وصحّحه ابن خزيمة 2/ 366، 367 (1476، 1477)، وابن حبّان 5/ 405 (2056)، وحسّنه الألباني. وينظر الحاكم والذهبي 1/ 247 - 249.
(41)
الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أُبيّ بن كعب:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العَشر الأواخر من رمضان، فسافر سنةً فلم يعتكف، فلمّا كان العامُ المقبلُ اعتكف عشرين يومًا (1).
(42)
الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن محمّد بن اسحق قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم عن يحيى بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة عن عمارة بن عمرو بن حزم عن أبيّ ابن كعب قال:
بعثني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مُصَدَّقًا (2) على بَلِيٍّ وعُذرة وجميع بني سعد بن هُذَيم من قُضاعة. قال: فصدّقْتُهم حتى مَرَرْتُ بآخر رجلٍ منهم، وكان منزلُه وبلدُه من أقرب منازلهم إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فلمّا جمع إليّ ماله لم أجد عليه فيه إلا أبنةَ مَخاض (3)، فأخبرْتُه أنها صدقتُه. فقال: ذاك ما لا لبن فيه ولا ظهر، وايمُ اللَّه، ما قام في مالي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ولا رسولٌ له قطّ قبلَك، وما كنت لأُقرِضَ اللَّه تبارك وتعالى من مالي ما لا لبنَ فيه ولا ظهرَ، ولكن هذه ناقةٌ فتيّة سمينة، فخُذْها. قال: فقلتُ: ما أنا بآخذٍ ما لم أُؤمرْ به، فهذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منك قريب، فإن أحببْتَ أن تأتيَه فتعرضَ عليه ما عرضْتَ عليّ فافعلْ، فإن قَبِلَه منك قَبِلَه، وإن ردَّه عليك ردَّه. قال: فإنّي فاعل. قال: فخرج معي، وخرج بالناقة التي عرضَ عليّ حتى قدِمْنا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا نبيّ اللَّه، أتاني رسولُك ليأخذَ منّي صدقةَ مالي، وايم اللَّه ما قام في مالي رسول اللَّه ولا رسول له قطُّ قبلَه، فجمعْتُ له مالي، فزعم أنّما عليّ فيه ابنةُ مَخاض، وذلك ما لا لبنَ فيه ولا ظهر، وقد عَرَضْتُ عليه ناقةً فتيّةً سمينةً ليأخذَها فأبى عليّ ذلك، وقال: ها هي هذه قد جئتُك بها يا رسول اللَّه، خُذْها. فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ذلك الذي عليك، فإن تَطوّعْتَ بخيرٍ
(1) المسند 5/ 141، وهو من طريق حمّاد في سنن أبي داود 3/ 331 (2463)، وابن ماجة 1/ 562 (177)، وابن حبّان 8/ 422 (3663). وصحّحه ابن خزيمة 3/ 346 (2225)، والحاكم والذهبي 1/ 439، وهو في المختارة 4/ 45 - 48 (1271 - 1277). وصحّحه المحقّقون.
(2)
المصدّق: الذي يجمع الصدقات.
(3)
ابنة المخاض: التي أتى عليها حول ودخلت في الثاني.
قَبِلْناه منك وآجَرَك اللَّهُ فيه". قال: فها هي ذه يا رسول اللَّه قد جئتك بها فخُذها. قال: فأَمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقبضها، ودعا له في ماله بالبركة (1).
الفتيّة: الحديثة السنّ.
(43)
الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي قال، حدّثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن الجارود بن أبي سَبرة عن أُبيّ بن كعب أن رسول اللَّه صلّى بالنّاس فترك آيةً، فقال:"أيُّكم أخذَ عليَّ شيئًا من قراءتي؟ " فقال أُبيّ: أنا يا رسول اللَّه، تركْتَ آية كذا وكذا. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"قد عَلِمْتُ إن كان أحدٌ أخذها عليَّ فإنك أنت هو"(2).
(44)
الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان بن عُيينةَ عن إسماعيل بن أمية عمّن حدّثه عن أمّ ولد أُبيّ بن كعب عن أبيّ بن كعب:
أنه دخل رجلٌ على النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: "متى عهدُك بأم مِلْدَم؟ " وهو حَرٌّ بين الجلد واللحم. فقال: إنّ ذلك لوَجَعٌ ما أصابَني قطّ. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المُؤْمنِ مَثَلُ الخامة، تحمرّ مرّة وتصفرّ أُخرى"(3).
الخامة من الزّرع: الغضّة الرطبة من النّبات.
(45)
الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هُشيم قال: حدّثنا يونس عن الحسن:
أن عمر أراد أن ينهى عن متعة الحجّ، فقال له أُبيّ: ليس ذلك لك، قد تمتّعْنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولم يَنْهَنا عن ذلك. فأضربَ عن ذلك عمر.
(1) المسند 5/ 142. وأبو داود 2/ 104 (1583)؛ وصححه ابن خزيمة 4/ 24 (2277)، وابن حبان - الموارد 204 (796)، والحاكم والذهبي 1/ 399، واختاره الضياء 4/ 24 - 28 (1254 - 1256) وقال الشيخ ناصر في صحيح أبي داود: حسن.
(2)
المسند 5/ 142، ومسند عبد بن حميد 91 (174) من طريق حماد، والمختارة 3/ 340 - 342 (1134 - 1137). قال ابن كثير في جامع المسانيد 1/ 54: تفرّد به. وقال الهيثمي في المجمع 2/ 72: رواه أحمد ورجاله ثقات. وكذلك قال البوصيري في الإتحاف 2/ 218.
والجارود بن أبي سبرة صالح الحديث كما قال ابن أبي حاتم - الجرح 2/ 525، ولكن اختُلف في سماعه من أُبيّ، ونقل أن حديثه عنه مرسل. وينظر تهذيب التهذيب 2/ 53.
(3)
المسند 5/ 142. وفي إسناده مجهولان. قال الهيثمي في المجمع 2/ 296: رواه أحمد، وفيه من لم يُسَمّ.
وأراد أن ينهى عن حُلَل الحِبَرة (1)، لأنها تُصْبَغُ بالبول، فقال له أُبي: ليس ذلك لك، قد لَبِسَهنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ولبِسْناهنّ في عهده (2).
(46)
الحديث السادس والأربعون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني زكريا بن يحيى بن عبد اللَّه بن أبي سجيد الرَّقاشي قال: حدّثنا سلم بن قتيبة قال: حدّثنا مالك بن مِغْول عن أبي الفضل عن أبي الجوزاء عن أُبيّ بن كعب قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا بلالُ، اجعلْ بينَ أذانك وإقامتك نَفَسًا، ليفرُغ الآكلُ من طعامه في مَهَل، ويقضي المتوضىء حاجتَه في مَهَل"(3).
(47)
الحديث السابع والأربعون: حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني مصعب بن عبد اللَّه الزُّبيريّ قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمّد عن شريك بن عبد اللَّه ابن أبي نَمِر عن عطاء بن يسار عن أُبيّ بن كعب:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قرأ يوم الجمعة "براءة" وهو قائمٌ يُذكِّرُ بأيّام اللَّه تعالى، وأُبيّ بن كعب وجاهَ النبيّ صلى الله عليه وسلم وأبو الدّرداء وأبو ذرّ، فغمز أُبيَّ بن كعب أحدُهما فقال: متى أُنْزِلَت هذه الآية يا أُبيّ، فإنّي لم أسمعْها إلّا الآن؟ فأشار إليه: أنِ اسكُتْ. فلمّا انصرفوا قال: سألْتُك متى أُنْزِلت هذه السّورة فلم تُخْبِرني. قال أُبيّ: ليس لك من صلاتك اليومَ إلَّا ما لَغَوْتَ. فذهبتُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فذكرتُ ذلك له، وأخبرتُه بالذي قال أُبيّ، فقال:"صدق أُبيّ"(4).
* * * *
(1) وهي نوع من الثياب.
(2)
المسند 5/ 143. وقال ابن كثير في الجامع 1/ 54. تفرّد به. أما الهيثمي فقال في المجمع 2/ 290: الحسن لم يسمع من عمر ولا من أُبيّ. وهو كما قال الهيثمي، فالحديث مرسل، وقد أرسل الحسن عن طائفة، منهم أُبيّ - ينظر السير 4/ 566.
(3)
المسند 5/ 143. وعلّق الهيثمي على الحديث 2/ 7: وأبو الجوزاء لم يسمع من أُبيّ. وذكر الشيخ الألباني في الأحاديث الصحيحة 2/ 546 (887) الحديث عن أُبيّ وجابر وأبي هريرة وسلمان، وضعّف سند حديث أبي، وحسّن الحديث من مجموع طرقه.
(4)
المسند 5/ 143. وسنن ابن ماجة 1/ 352 (1111)، وعن الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. وصححه ابن خزيمة من طريق شريك 3/ 154 (1807)، والألباني. وهو في المستدرك 1/ 287 من طريق شريك عن عطاء عن أبي ذرّ، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قال الذهبي: ما أحسب عطاء أدرك أبا ذرّ.
وروى البوصيري في إتحاف الخيرة الحديث مختصرًا عن أبي هريرة، وعزاه للطيالسي وقال: ورجاله ثقات، ولابن أبي شيبة والبزاز 3/ 36 (2186).