الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(32) مسند بُرَيدة بن الحُصَيب الأسلميّ
(1)
(687)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو نُعيم قال: حدّثنا بَشير بن المهاجر قال: حدّثني عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه قال:
كُنْتُ جالسًا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم، إذْ جاءَه رجلٌ يُقال له ماعِزُ بن مالك، فقال: يا نبيّ اللَّه، إنّي قد زَنَيْتُ، وأنا أُريدُ أن تُطَهِّرَني. فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"ارْجعْ" فلمّا كان من الغد أتاه أيضًا فاعترف عندَه بالزّنا، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"ارْجعْ"، ثم أرسلَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى قومه فسألهم عنه، فقال:"ما تعلمون من ماعز بن مالك الأسلميّ؟ هل تَرَون به بأسًا؟ أو تُنْكِرون من عقله شيئًا؟ " قالوا: يا نبيّ اللَّه، ما نَرى به بأسًا، وما نُنْكِرُ من عقله شيئًا. ثم عاد إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم الثالثة فاعترف أيضًا عندَه بالزنا، فقال: يا نبيّ اللَّه، طهِّرْني. فأرسل النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى قومه أيضًا فسألهم عنه، فقالوا له كما قالوا له المرّة الأولى: ما نرى به بأسًا، وما نُنْكِر من عقله شيئًا. ثم رجع إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم الرّابعة أيضًا فاعترَفَ عنده بالزّنا، فأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم فحُفِرَ له حفيرة، فجُعِلَ فيها إلى صدره، ثم أمرَ النّاسَ أن يرجموه.
قال بُريدة: كُنّا نتحدّثُ -أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم بيننا: أنّ ماعز بن مالك لو جَلَسَ في رَحله بعد اعترافه ثلاث مرّات لم يَطْلُبْه، وإنما رجمَه عند الرّابعة (2).
(688)
الحديث الثاني: وبالإسناد عن بُريدة قال:
كُنْتُ جالسًا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فجاءَتْه امرأةٌ من غامدٍ فقالت: يا نبيّ اللَّه، إني قد زَنَيْتُ، وأنا أريدُ أن تُطَهِّرَني. فقال لها النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"ارْجِعي". فلمّا كان من الغد أتَتْهُ فاعترفت عنده بالزنا، فقالت: يا نبيّ اللَّه، إني قد زنيت، وأنا أريد أن تُطَهِّرَني. فقال لها
(1) ينظر الطبقات 4/ 182، 7/ 5، 259، ومعرفة الصحابة 1/ 430، والاستيعاب 1/ 177، وتهذيب الكمال 1/ 336، والسير 2/ 469، والإصابة 1/ 150.
ومسنده في "الجمع" في المقدّمين بعد العشرة (27)، له أربعة عشر حديثًا: منها حديث متفّق عليه، وحديثان للبخاري، وباقيها لمسلم وحده. وفي التلقيح 364 أنّه أسند سبعة وستين ومائة حديث.
(2)
المسند 5/ 347. وهو حديث صحيح.
النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "ارْجعي". فلما كان من الغد أتَته فاعترفَت عنده بالزّنا، فقالت: يا نبيّ اللَّه، طَهِّرْني، فلعلَّك أن تُرَدِّدَني كما ردَّدْتَ ماعزَ بن مالك، فواللَّه إِنّي لحُبْلى. فقال لها النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"ارجِعي حتى تَلِدي". فلمّا وَلَدَت جاءت بالصّبيّ تَحْمِلُه، قالت: يا نبيّ اللَّه، هذا قد وَلَدْتُ. قال:"فاذهبي فأرضعيه حتى تَفْطُميه" فلما فَطَمَتْه جاءت بالصبيّ في يده كِسْرَةُ خبز، قالت: يا نبيّ اللَّه، هذا قد فَطَمْتُه. فأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالصّبيّ فَدفَعه إلى رجل من المسلمين، فأمر بها، فحُفِرَت لها حُفْرَةٌ، فجُعِلَتْ فيها إلى صدرها، ثم أَمَرَ النّاسَ أن يرجُموها. فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى به رأسَها، فنضح الدَّمُ على وجه خالد، فسبَّها، فسَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم سبَّه إياها، فقال:"مَهلًا يا خالد، لا تَسُبَّها، فوالذي نَفْسِي بيده، لقد تابت توبةً لو تابَها صاحبُ مَكْسٍ (1) لغُفِر له" فأمر بها فصُلّي عليها ودُفِنَتْ.
الحديثان من أفراد مسلم (2).
(689)
الحديث الثالث: وبالإسناد عن بُريدة قال:
خرج إلينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا، فنادى ثلاث مِرار فقال:"أيُّها الناسُ، تدرون ما مَثَلِي ومَثَلُكم؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "إنّما مَثَلي ومَثَلُكم مثلُ قومٍ خافوا عدوًّا يأتيهم، فبعثوا رجلًا يتراءى لهم، فبينا هم كذلك أبصرَ العدوَّ، فأقبل ليُنْذِرَهم، وخَشِيَ أن يُدْرِكَه العدوُّ قبل أن يُنْذرَ قومَه، فأهوى بثوبه: أيّها النّاس، أُتِيْتُم، أيّها النّاسُ، أُتِيتُم". ثلاث مرّات (3).
(690)
الحديث الرابع: وبالإسناد عن بُريدة قال:
(1) صاحب المكس: الذي يأخذ من الناس مالًا بغير حقّ.
(2)
المسند 5/ 348. والحديثان في مسلم 3/ 1321 - 1324 (1695) من طريق علقمة بن مرثد عن سُليمان بن بُريدة، وبَشير بن المهاجر عن عبد اللَّه بن بُريدة. وأبو نعيم، الفضل بن دُكين، من رجال الشيخين. وبشير من رجال مسلم وأصحاب السنن.
(3)
المسند 5/ 348. وإسناده جيد - كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح 11/ 317، وقال في المجمع 2/ 191: رجاله رجال الصحيح. وهو في الأمثال لأبي الشيخ 162 من طريق أبي نعيم.
وقد روى الإمام البخاريّ 11/ 316 (6482) بإسناده إلى أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَثَلِي ومَثَلُ ما بعثني اللَّه كمثل رجلٍ أتى قومًا فقال: رأيْتُ الجيش بعيني، وإنّي أنا النذير العُريان، فالنجاءَ النجاءَ، فأطاعته طائفةً فأدلجوا على مهلهم فنَجوا، وكذَّبَته طائفة فصبّحهم الجيش فاجتاحهم". وقد شرحه ابن حجر وذكر حديث بُريدة.
كُنْتُ جالسًا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فسَمِعْتُه يقول:"تَعَلّموا سورة البقرة، فإنّ أخذَها بَرَكةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطيعُها البَطَلةُ". وقال: ثم سكتَ ساعةً ثم قال: "تَعَلّمُوا سورةَ البقرةِ وآل عمران، فإنّهما الزّهراوان (1)، تُظِلّان صاحبَهما يومَ القيامة، كأنّهما غمامتان، أو غَيايتان، أو فِرْقان من طيرٍ صوافّ. إنّ القرآنَ يلقي صاحبَه يومَ القيامة حين ينشقُّ عنه قبرُه كالرّجل الشّاحب، فيقول: هل تعرِفُني؟ فيقول: ما أَعرفُك. فيقول: أنا صاحبُك القرآنُ الذي أَظْمَأْتُك في الهواجرِ، وأسهرْتُ ليلَك، وإنّ كلَّ تاجرٍ من وراء تجارته، وإنّك اليومَ من وراءِ كلِّ تِجارة، فيُعطى المُلْكَ بيمينه، والخُلدَ بشماله، ويوضع على رأسه تاجُ الوَقار، ويُكسَى والداه حُلَّتين لا يقوم لهما أهلُ الدُّنيا، فيقولان: بِمَ كُسِينا هذا؟ فيُقال: بأخذ ولدَكما القرآن. ثم يقال: اقرأ واصعد في دَرجَ الجنّة وغُرَفِها، فهو في صُعود ما دام يقرأ، هَذًّا (2) كان أم تَرتيلًا"(3).
البَطَلة: السَّحَرة.
والغَياية: ما أظلّ الإنسانَ فوقه.
(691)
الحديث الخامس: وبالإسناد عن بُريدة قال:
كُنْتُ جالسًا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فسَمِعْتُه يقول: "إنّ أُمّتِي يسوقُها قومٌ عراضُ الوجوه، صغارُ الأَعْيُن، كأن وجوهَهم الحَجَف (4) -ثلاث مرار- حتى يُلحقوهم بجزيرة العرب. أما السابقة الأولى فينجو من هرب منهم، وأمّا الثانية فيَهْلِكُ بعضٌ وينجو بعض، وأما
(1) الزهراوان تثنية زهراه: أي بيضاء، والمعنى أنهما مشرقتان منيرتان.
(2)
الهذّ: الإسراع في القراءة.
(3)
المسند 5/ 348. وإسناده جيّد كسابقته وما يليه. وقد أخرج الإمام مسلم 1/ 553 (804) عن أبي أمامة صدر الحديث إلى ". . طير صوافّ"87. وأخرج ابن ماجة 2/ 1242 (3781) من طريق وكيع عن بشير: "يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب، فيقول: أنا الذي أسهرت ليلك، وأظمأت نهارك". وقال البوصيري: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. وأخرج الحاكم أجزاء من الحديث من طريق بشير 1/ 556، 560، 567، وصحّحه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. ورواه بطوله الهيثمي في المجمع 7/ 162 وقال: روى ابن ماجة منه طرفًا، ورواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وينظر المطالب العالية 3/ 383 (3487)، وإتحاف المهرة 8/ 34، 241 (7562، 7563، 7979). وقد تحدّث عن الحديث الشيخ الألباني في الصحيحة 9/ 792 (2829)، ومال إلى تحسينه.
(4)
الحَجَف جمع حَجَفة: التُّرس.
الثالثة فيُصْطَلمون (1) كلُّهم من بقي منهم" قالوا: يا نبيّ اللَّه، مَن هم؟ " قال: "هم التُّرك. أما والذي نفسي بيده، ليَرْبِطُن خُيولَهم إلى سواري مساجد المسلمين".
قال: وكان بُريدة لا يُفارقه بعيران أو ثلاثة، ومتاع السفر والأسقية، يُعِدُّ ذلك للهرب، ممّا سمع من نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم من البلاء من التّرك (2).
(692)
الحديث السادس: وبه عن بُريدة قال:
سمعْتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "بُعِثْتُ أنا والساعة جميعًا، إنّ كادت لَتَسْبِقُني"(3).
(693)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن الحُباب قال: حدّثني حسين بن واقد قال: حدّثني عبد اللَّه بن بُريدة (4) قال: سَمعْتُ أبي بُريدة يقول:
سمِعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "خَمْسٌ لا يَعْلَمُهُنّ إلا اللَّه صلى الله عليه وسلم، إنّ اللَّه عِنْدَهُ علمُ السّاعة، ويُنَزلُ الغيثَ، ويَعْلَمُ ما في الأرحام، وما تَدْرِي نفسٌ ماذا تَكْسبُ غدًا، وما تدري نَفْسٌ بأيّ أرضٍ تَمُوت، إنّ اللَّه عليم خَبير"(5).
(694)
الحديث الثامن: وبالإسناد عن بُريدة قال:
(1) يصطلم: يقتطع ويقتل.
(2)
المسند 5/ 348. وهو باختصار واختلاف في سنن أبي داود 4/ 113 (4305) من طريق بشير. وصحّح إسناده الحاكم 4/ 474 من طريق بشير، ووافقه الذهبي. وقال في المجمع 7/ 314: رجاله رجال الصحيح، وصنّفه الألباني في ضعيف أبي داود.
(3)
المسند 5/ 348. قال الهيثمي - المجمع 10/ 314: رجاله رجال الصحيح.
ولقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "بُعِثْتُ أنا والساعة" شواهد صحيحه، عن سهل بن سعد، وجابر، وأنس، وأبي هريرة - ينظر الجمع 1/ 551 (908)، 2/ 272، 572 (1608، 1936)، 3/ 255 (2558).
(4)
بهذا الإسناد سيروي المؤلف خمسة عشر حديثًا، وهو إسناد جيد - إنّ شاء اللَّه تعالى: فعبد اللَّه من رجال الشيخين. وزيد لم يرو له البخاريّ، واستشهد بالحسين، وروى لهما سائر الجماعة، وهما من الثّقات. وينظر التعليق على الحديث التاسع عشر والعشرين من هذا المسند.
(5)
المسند 5/ 353. قال الهيثمي 7/ 92: رجاله رجال الصحيح. وذكر الحديث ابنُ حجر في الفتح 8/ 514. وقال: رواه أحمد والبزّار، وصحّحه ابن حبّان والحاكم (لم أقف عليه فيهما).
وقد روى الإمام البخاريّ من طرق عن ابن عمر رضي الله عنهم: "مفاتيح الغيب خمس. . . " وهو شاهد لحديثنا هذا. ينظر الجمع 2/ 271 (1415).
احتبسَ جبريلُ على النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال له:"ما حَبَسك؟ " قال: إنّا لا ندخلُ بيتًا فيه كَلْب" (1).
(695)
الحديث التاسع: وبه عن بُريدة:
أنّ أمةً سوداءَ أتت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقد رجع من بعض مغازيه، فقالت: إنّي كُنتُ نذرْتُ إنْ رَدّك اللَّهُ صالحًا أنْ أَضْرِب عليك بالدُّفّ. قال: "إنْ كُنْتِ فعلتِ فافْعَلي، وإنْ كُنْتِ لم تَفْعلي فلا تفعلي" فضرَبَت، فدخلَ أبو بكر وهي تضرِبُ، ودخل غيرُه وهي تضرِبُ، ثم دخل عمر، فجَعَلَتْ دُفَّها خلفَها وهي مُقَنّعة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّ الشيطانَ لَيَفْرِق (2) منك يا عمر، أنا جالسٌ هاهنا، ودخلَ هؤلاءِ، فلمّا أن دَخَلْتَ فَعَلَتْ ما فَعَلَتْ"(3).
(696)
الحديث العاشر: وبه عن بُريدة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ أحسابَ أهل الدّنيا الذي يَذهبون إليه هذا المال"(4).
(697)
الحديث الحادي عشر: وبه عن بُريدة قال:
بينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يمشي، إذ جاءَه رجلٌ معه حمارٌ، فقال يا رسول اللَّه، ارْكَبْ. فتأخّرَ الرَّجُل، فقال رسول اللَّه:"لا، أنت أحقُّ بصدر دابّتك منّي، إلّا أن تجعلَه لي". قال: فإنّي قد جَعَلْتُه لك، فرَكِبَ (5).
(1) المسند 5/ 353. وجعل الهيثمي رجاله رجال الصحيح - المجمع 4/ 48. وللحديث شاهد عن ابن عمر في البخاريّ - الجمع 2/ 274 (1420) وعن عائشة لمسلم - الجمع 4/ 21 (3403).
(2)
في ك (ليفرّ) يفرق: يخاف.
(3)
المسند 5/ 353. ومن طريق الحسين بن واقد في الترمذي 5/ 579 (3690). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بُريدة. وفي الباب عن عمر وسعد وعائشة. وصحّحه الألباني في الأحاديث الصحيحة 5/ 330 (2261). وينظر ابن حبّان 10/ 232 (4386)، 15/ 315 (6892) وتخريج المحقّق.
(4)
المسند 5/ 353، ومن طريق الحسين أخرجه النسائي 6/ 64 صحّحه ابن حبّان 2/ 473، 474 (699، 700) والحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي 2/ 163. والحسين لم يخرج له البخاريّ. وحسّن شُعيب إسناده من أجل الحسين، وصحّح الألباني الحديث.
(5)
المسند 5/ 353. ومن طريق الحسين في أبي داود 3/ 28 (2572)، والترمذي 5/ 92 (2773) قال: حسن غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن قيس بن سعد بن عُبادة. وصحّحه الألباني. وصحّحه الحاكم والذهبي على شرط مسلم 2/ 64، وابن حبّان 11/ 36 (4735).
(698)
الحديث الثاني عشر: وبه عن بُريدة:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ في صلاة العشاء بـ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} وأشباهها من السُّور (1).
(699)
الحديث الثالث عشر: وبه عن بُريدة قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُنا، فجاء الحسنُ والحسينُ عليهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثُران، فنزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملَهما فوضعَهما بين يدَيه، ثم قال:"صدق اللَّهُ ورسولهُ: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15] نَظَرْتُ إلى هذين الصّبيّين يَمشيان ويعثُران، فلم أصبر حتى قطعْتُ حديثي وَرفَعْتُهما"(2).
(700)
الحديث الرابع عشر: وبه عن بُريدة قال:
أصبح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فدعا بلالًا فقال: "يا بلالُ، بِمَ سَبَقْتَني إلى الجنّة؟ ما دخَلْتُ الجنّةَ قطُّ إلا سمعْتُ خشْخَشَتَك أمامي. إنّي دخلتُ البارحة الجنّة فسمعتُ خَشْخَشَتَك، فأتيتُ على قصر من ذهب مرتفع مُشْرِف، فقلتُ: لمن هذا القصر؟ قالوا لرجلٍ من العرب. قلت: أنا عربيّ، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من المسلمين من أمّة محمّد. قلت: فأنا محمّد، لمن هذا القصر. قالوا: لعمر بن الخطّاب" فقال رسول اللَّه: "لولا غَيرَتُك يا عمرُ لدخلتُ القصر" فقال: يا رسول اللَّه، ما كنتُ لأغار عليك. وقال لبلال:"بِمَ سَبَقْتَني إلى الجنّة؟ " قال: ما أحدثتُ إلا توضّأت وصلّيتُ ركعتين. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بهذا"(3).
(701)
الحديث الخامس عشر: وبه عن بُريدة قال:
جاء سلمان إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين قَدِم المدينة بمائدةٍ عليها رُطب، فوضعَها بين يديه فقال:"ما هذا يا سلمان؟ " قال: صَدَقةٌ عليك وعلى أصحابك. قال "ارْفَعْها، فإنّا لا
(1) المسند 5/ 354. وسنن الترمذي 2/ 114 (309) قال: وفي الباب عن البراء بن عازب وأنس. وحديث بُريدة حسن. ومن طريق الحسين في النسائي 2/ 173، وصحّحه الألباني.
(2)
المسند 5/ 354. ومن طريق زيد وغيره عن الحسين في كتب السنن: أبي داود 1/ 290 (1109)، والنسائي 3/ 108، والترمذي 5/ 616 (3774)، وابن ماجة 2/ 1190 (3600)، وصحّحه ابن خزيمة 3/ 152 (1801)، والحاكم والذهبي 1/ 287، 4/ 189، وابن حبّان 13/ 402 (6038)، والألباني.
(3)
المسند 5/ 354. والترمذي 5/ 579 (3689) وقال: حسن غريب. وصحّحه ابن خزيمة 2/ 213 (524)، والحاكم والذهبي 1/ 313، 3/ 285 على شرطهما! وابن حبّان 15/ 561 (7086) والألباني.
نأكلُ الصّدقة، فرَفَعها. فجاء من الغد بمثله، فوضعَهُ بين يدَيه فقال:"ما هذا يا سلمان؟ " فقال: هَدِيّة لك. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "انْشَطوا" قال: فنظر إلى الخاتم الذي على ظهر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فآمن به. وكان لليهود، فاشتراه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا درهمًا، وعلى أن يغرس نخلًا فيعمل فيها حتى تُطْعمَ. قال: فغرس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم النخل إلّا نخلةً واحدة غرسَها عُمر، فحملَتِ النخلُ من عامها، ولم تحمل النخلةُ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما شأنُ هذه النخلة؟ " فقال عمر: أنا غرستُها يا رسول اللَّه. فنزعَها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم غرسَها، فَحَمَلَتْ من عامها (1).
(702)
الحديث السادس عشر: وبه عن بُريدة قال:
سمعْتُ رسول اللَّه يقول: "في الإنسان ستّون وثلاثمائة مِفْصل، فعليه أن يتصدّق عن كلّ مِفْصَل منها صدقةً". قالوا: فمن الذي يطيقُ ذلك يا رسول اللَّه؟ قال: "النّخاعة في المسجد تدفِنُها، أو الشيءُ تُنَحّيه عن الطّريق، فإن لم تقدر فركعتا الضُّحى تُجزىء عنك"(2).
(703)
الحديث السابع عشر: وبه عن بُريدة:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عقَّ عن الحسن والحُسين رضي الله عنهما (3).
(704)
الحديث الثامن عشر: وبه عن بُريدة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من حلف أنّه بريءُ من الإسلام، فإن كان كاذبًا فهو كما قال، وإنْ كان صادقًا فلن يرجعَ إلى الإسلام سالمًا"(4).
(705)
الحديث التاسع عشر: وبه عن بُريدة قال:
(1) المسند 5/ 354. وصحّحه الحاكم والذهبي 2/ 16، والبوصيري في إتحاف المهرة 3/ 384 (2923)، 9/ 81 (8598) وقال الهيثمي في المجمع 9/ 339: رجاله رجال الصحيح.
(2)
المسند 5/ 354. ومن طريق الحسين أخرجه أبو داود 4/ 361 (5242)، وصحّحه ابن خزيمة 2/ 229 (1226)، وابن حبّان 4/ 520 (1642)، 6/ 281 (2540)، والألباني في الإرواء 2/ 213.
(3)
المسند 5/ 355، والنسائي 7/ 164 من طريق الحسين، وصحّحه الألباني.
(4)
المسند 5/ 355. وسنن أبي داود 3/ 244 (3258) ومن طريق الحسين أخرجه النسائي 6/ 7، وابن ماجة 1/ 679 (2100)، وصحّحه الذهبي على شرط الشيخين، والذهبي 4/ 298 والألباني.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "العَهْدُ الذي بيننا وبينهم تركُ الصلاة، فمن تركَها فقد كفر"(1).
(706)
الحديث العشرون: وبه عن بُريدة:
أن معاذ بن جبل صلّى بأصحابه صلاة العشاء، فقرأ فيها:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} فقام رجلٌ من قبل أن يفرُغَ. فصلَّى وذهب، فقال له معاذ قولًا شديدًا، فأتى الرجلُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم فاعتذر إليه، فقال: إنّي كُنْتُ أعملُ في نخلٍ وخفْتُ على الماء. فقال رسول اللَّه: "صَلّ بـ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ونحوها من السُّوَر"(2).
(707)
الحديث الحادي والعشرون: وبه عن بُريدة قال:
حاصرْنا خيبر، فأخذ اللواءَ أبو بكر، فانصرف ولم يُفْتَح له، ثم أخذَه من الغد عمر فخرجَ فرجعَ ولم يفتح له، وأصابَ النّاسَ يومئذ شِدّةٌ وجَهد، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّي دافعٌ اللواء غدًا إلى رجلٍ يُحِبُّه اللَّه ورسولُه، ويُحِبُّ اللَّهَ ورسولَه، لا يرجعُ حتى يُفْتَح له". فبِتْنا طيّبَةً أنفسُنا أنّ الفتحَ غدًا، فلمّا أن أصبح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلّى الغداة، ثم قام قائمًا، فدعا باللواء والناسُ على مصافِّهم، فدعا عليًا وهو أرمدُ، فَتَفَلَ في عينَيه، ودفعَ إليه اللواء، ففُتح. قال بُريدة: وأنا فيمن تطاول لها (3).
(1) المسند 5/ 355. ومن طريق علي بن الحسين بن شقيق عن الحسين بن واقد في 5/ 436، ومن طريق الحسين أخرجه النسائي 1/ 231، وابن ماجة 1/ 342 (1079)، والترمذي 5/ 15 (2621) قال: وفي الباب عن أنس وابن عبّاس. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وصحّحه الألباني. وابن حبّان 4/ 305 (1454). وقال الحاكم 1/ 6: هذا حديث صحيح الإسناد، لا نعرف له علّة بوجه من الوجوه، فقد احتجّا جميعًا بعبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه، واحتجّ مسلم بالحسين بن واقد، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ولهذا الحديث شاهد صحيح على شرطهما جميعًا. ووافقه الذهبي.
(2)
المسند 5/ 355، ورجاله رجال الصحيح كما في المجمع 3/ 121. وروى الشيخان عن جابر مثله (مع الخلاف في اسم السورة) الجمع 2/ 351 (570)، وجمع الألباني في الإرواء 1/ 328 - 331 روايات الحديث وطرقه، وصحّحها. وقد روى البوصيري في إتحاف المهرة 2/ 234 (1593) الحديث عن زهير، عن علي بن الحسن، عن الحسين بن واقد به، ثم قال: هذا إسناد صحيح، بل قيل فيه: إنّه من أصحّ الإسناد. ورواه أحمد بن حنبل في مسنده. . .
(3)
المسند 5/ 353. وجعل الهيثمي رجاله رجال الصحيح 6/ 153. ولدفع النّبيّ صلى الله عليه وسلم الراية إلى عليّ يوم خيبر شواهد وروايات في الصحيحين، عن سعد بن أبي وقاص، وسهل بن سعد، وسلمة بن الأكوع - ينظر الجمع 1/ 197، 550، 574 (208، 906، 955).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا عوف عن ميمون أبي عبد اللَّه عن عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه بُريدة الأسلميّ قال:
لمّا نزلَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بحِصْن أهل خيبرَ أعطى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اللواءَ عمرَ بن الخطاب، ونهض معه مَن نهضَ من المسلمين، فلقُوا أهلَ خيبرَ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لأُعْطِيَنّ اللواءَ غدًا رجلًا يُحِبُّ اللَّه ورسولَه ويُحِبُّهُ اللَّه ورسولُه. فلمّا كان الغدُ دعا عليًّا وهو أرمدُ، فَتَفَلَ في عينيه، وأعطاه اللواء، ونهد (1) النّاسُ معه، فَلَقِيَ أهل خيبر، وإذا مرحبٌ يَرْتَجِزُ بين أيديهم وهو يقول:
لقد عَلمت خيبرُ أنّي مَرْحبُ
…
شاكي السِّلاح بطلٌ مُجَرّبُ
أطعنُ أحيانًا وحينًا أضربُ
…
إذا الليوثُ أقبلَت تَلَهّبُ
قال: فاختلف هو وعليٌّ ضربتين، فضَربه على هامته حتى عضَّ السيفُ منها بأضراسه، وسمع أهل العسكر صوتَ ضَرْبَته. قال: وما تنامّ آخرُ الناس مع عليٍّ حتى فُتح له [ولهم](2).
نهد بمعنى: نهض.
ومعنى شاكي السّلاح: كامل الأداة. والشِّكَّة السِّلاح.
(708)
الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن واضح - عن عبد اللَّه بن مسلم عن عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه قال:
رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في يدِ رجلٍ خاتمًا من ذهب فقال: "ما لك ولحُلِيّ أهل الجنّة؟ " قال: فجاءه وقد لبِسَ خاتَمًا من صُفْر (3) فقال: "أجدُ منك ريحَ أهل الأصنام" قال: فمِمّ أتَّخِذُه يا رسول اللَّه؟ قال: "من فضّة"(4).
(1) في المسند: ونهض.
(2)
المسند 5/ 358. قال البوصيري في الإتحاف 9/ 247 (8917) عن الحديث: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بمسند ضعيف لضعف ميمون. وقال الهيثمي 6/ 153 رواه أحمد والبزار، وفيه ميمون أبو عبد اللَّه، وثّقة ابن حبّان، وضعّفه جماعة، وبقيّة رجاله ثقات. فعلّة الإسناد في ميمون. ينظر التعجيل 417. وله شواهد يصح لها.
(3)
الصُّفر: النحاس.
(4)
المسند 5/ 359.
* طريق آخر:
حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا محمّد بن حُميد قال: حدّثنا زيد بن الحُباب عن عبد اللَّه ابن مسلم عن عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه قال:
جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وعليه خاتَمٌ من حديد، فقال:"ما لي أرى عليك حِلْيةَ أهلِ النّار؟ " ثم جاءه وعليه خاتمٌ من صُفْر (1)، فقال:"ما لي أجِدُ منك ريحَ الأصنام؟ " ثم أتاه وعليه خاتمٌ من ذهب، فقال:"ما لي أرى عليك حِلْيةَ أهل الجنّة؟ " فقال: من أيّ شيء أتَّخِذُه؟ قال: "من وَرِق، ولا تُتِمَّه مِثقالًا"(2).
(709)
الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حُميد بن عبد الرّحمن الرؤاسي قال: حدّثنا أبي عن عبد الكريم بن سَليط عن ابن بُريدة (3) قال:
لمّا خطبَ عليٌّ فاطمةَ، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا بُدّ للعروس (4) من وليمة" فقال سعد: عليَّ كبشٌ. وقال فلان: عليّ كذا وكذا من ذُرة (5).
(710)
الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن الحسن بن شَقيق قال: أخبرنا الحسين بن واقد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه:
أنّ رسول صلى الله عليه وسلم اللَّه كان جالسًا على حِراء، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فتحرّكَ الجبل،
(1) في بعض المصادر "شَبَه" وهو الصُّفر.
(2)
الترمذي 4/ 218 (1785) من طريق أبي تُميلة يحيى بن واضح، وزيد بن الحباب عن عبد اللَّه بن مسلم. وقال: هذا حديث غريب، وفي الباب عن عبد اللَّه بن عمرو. وهو في النسائي 8/ 172، وأبي داود 4/ 90 (4223) عن زيد بن الحباب عن عبد اللَّه بن مسلم. ومثله في صحيح ابن حبّان 12/ 299 (5488)، وضعّف المحقّق إسناده لضعف عبد اللَّه بن مسلم. وضعّفه الألباني.
أما يحيى بن واضح أبو تُميلة فمن رجال الشيخين. وأمّا محمد بن بن حُميد ففيه خلاف. وعبد اللَّه بن مسلم أبو طيبة، فيه مقالة. لذا مال المحقّقون إلى تضعيف إسناد الحديث.
(3)
وهو عبد اللَّه.
(4)
ويروى "للعرس".
(5)
المسند 5/ 359، وعمل اليوم والليلة 96 (259)، وشرح مشكل الآثار 8/ 21 (3017). قال ابن حجر في الفتح 9/ 230: سنده لا بأس به. ورجال الحديث رجال الصحيح، عدا عبد الكريم بن سليط، فوثّقه ابن حبّان، وقال عنه في التقريب 1/ 363: مقبول. وينظر تخريج محقّق المشكل.
فقال رسول اللَّه: "اثبُت حِراءُ، فإنه ليس عليك إلا نبيٌّ أو صِدِّيقٌ أو شَهيد"(1).
(711)
الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحسن بن يحيى قال: حدّثنا الفضل بن موسى عن عبيد اللَّه العَتَكيّ عن عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الوِتْرُ حَقٌّ، فمَن لم يُوتِرْ فليس منّا" قالها ثلاثًا (2).
(712)
الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا علي بن سويد عن عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه قال:
اجتمع عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم عُيينة بن بدر والأقرعُ بن حابس وعلقمةُ بن عُلاثة، فذكروا الجُدود، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"إنْ شِئْتُم أخبَرْتُكم: جدُّ بني عامر جملٌ أحمرُ أو آدمُ، يأكل من أطراف الشَّجَر، وأحسَبه قال: في روضة. وغطفان أَكَمة خَشّاء (3) تنفي النّاسَ عنها" قال: فقال الأقرع بن حابس: فأين جَدَّ بني تميم؟ قال: "لو سَكَتَّ"(4).
(713)
الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا معاذ بن هشام قال: حدّثنا أبي عن قتادة عن عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه:
(1) المسند 5/ 346. قال الهيثمي 9/ 58: رجاله رجال الصحيح. وهو كما قال. والحديث في فضائل الصحابة 1/ 523 (867)، والسنة 2/ 959 (1481)، وصحّحه الألباني مع غيره في الأحاديث الصحيحة 2/ 530 (875).
(2)
المسند 5/ 357. وفي إسناده عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه، أبو مُنيب العَتَكي، مدار الكلام عليه، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجة، واختلف فيه. التهذيب 5/ 44. وقال في التقريب 1/ 378: صدوق يخطئ. ومن طريق الفضل أخرجه أبو داود 2/ 62 (1419)، وعن طريق عُبيد اللَّه في شرح المشكل 3/ 373 (1343). ومن طريق زيد بن الحُباب والفضل كلاهما عن العتكي أخرجه الحاكم 1/ 305، 306، وقال: هذا حديث صحيح، وأبو المنيب العتكي، مروزي ثقة، يُجمع حديثه، ولم يخرجاه. ونقل الذهبي عن البخاريّ قوله: عنده مناكير. وذكر ابن حجر الحديث في الفتح 2/ 481، وقال: وفي سنده أبو المنيب، وفيه ضعف. وقد ضعّفه الألباني في ضعيف أبي داود، والإرواء 2/ 146، وعلّق على تصحيح الحاكم له. وقال محقّق المشكل: إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المنيب. . . وذكر مصادره، وأحاديث الباب، وجعل تضعيف الألباني له واهيًا.
(3)
الخشاء: أرض فيها طين وحصى. والأكمة: المرتفع من الأرض.
(4)
المسند 5/ 346. وفضائل الصحابة 2/ 832 (1520). ورجاله ثقات؛ روح وعبد اللَّه من رجال الشيخين، وعلى من رجال البخاريّ. قال ابن كثير في الجامع 2/ 185 (747): تفرّد به.
أن نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقولوا للمنافق سيِّدَنا، إن يَكُ سيِّدَكم فقد أسخطْتُم ربَّكم عز وجل"(1).
(714)
الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا [عبد العزيز بن مسلم](2) عن أبي سنان عن مُحارب بن دِثار عن ابن بُريدة (3) عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أهلُ الجنّة عشرون ومائة صَفٍّ، أنتم منها ثمانون صفًّا"(4).
(715)
الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الأسود بن عامر قال: حدّثنا أبو إسرائيل عن الحارث بن حَصيرة عن ابن بُريدة (5) عن أبيه:
أنّه دخل على معاوية، فإذا رجلٌ يتكلّم (6)، فقال بُريدة: يا معاويةُ، تأذن لي في الكلام؟ فقال: نعم، وهو يرى أنّه سيتكلّم بمثل ما قال الآخر، فقال بُريدة: سمعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّي لأرجو أن أشفعَ يومَ القيامة عددَ ما على الأرض من شجرة ومَدَرة"(7). قال: فترجوها أنت يا معاوية ولا يرجوها عليٌّ؟ (8).
(716)
الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الخزاعي قال: أخبرنا شريك عن أبي بكر بن أحمر اسمه جبريل - عن ابن بُريدة (9) عن أبيه قال:
تُوُفّي رجلٌ من الأزد، فلم يَدَعْ وارثًا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الْتَمِسوا له وارِثًا الْتَمِسوا
(1) المسند 5/ 346. ورجاله رجال الصحيح. ومن طريق معاذ أخرجه أبو داود 4/ 295 (4977)، والبخاريّ في المفرد 1/ 406 (760)، والطحاوي في شرح المشكل 15/ 247 (5987)، وصحّحه المنذري في الترغيب 4/ 547 (4309) والألباني في الصحيحة 1/ 713 (371).
(2)
تكملة من المسند والمصادر.
(3)
صرّحت أكثر المصادر أنّه سُليمان بن بُريدة.
(4)
المسند 5/ 347. وهو في الترمذي من طريق ضرار بن مُرّة أبي سنان عن محارب 4/ 589 (2546).
(5)
وهو عبد اللَّه.
(6)
أي: في علي رضي الله عنه.
(7)
المدرة: الحجر.
(8)
المسند 4/ 347. وأبو إسرائيل الملائي ضعيف. قال الهيثمي - المجمع 10/ 381: رواه أحمد، ورجاله وثّقوا على ضعف كثير في أبي إسرائيل الملائي.
(9)
وهو عبد اللَّه.
له ذا رَحِم" فلم يوجد، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ادفعوا إلي أكبر خزاعة" (1).
(717)
الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان وعبد الصّمد قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن سعيد الجُريريّ عن أبي نَضرة عن عبد اللَّه بن مَوَلَة عن بُريدة الأسلميّ:
أنّ رسول اللَّه قال: "لِيَكْفِ أحدَكم من الدُّنيا خادَمٌ ومركب"(2).
(718)
الحديث الثاني والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصّمد قال: حدّثنا هشام عن قتادة عن عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا يَتَطَيَّرُ من شيء، ولكنه كان إذا أراد أن يأتيَ أرْضًا (3) سأل عن اسمها، فإنْ كان حَسَنًا رُؤي البِشرُ في وجهه، وإن كان قبيحًا رُؤي ذلك في وجهه. وكان إذا بعثَ رجلًا سألَ عن اسمه، فإن كان حسنَ الاسم رؤي البشرُ في وجهه، وإن كان قبيحًا رؤي ذلك في وجهه (4).
(719)
الحديث الثالث والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مؤمَّل قال: حدّثنا سُفيان قال: حدّثنا علقمة بن مَرْثَد عن سُليمان بن بُريدة عن أبيه:
أن أعرابيًّا قال: من دعا للجمل الأحمر؟ (5) بعد الفجر. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا وَجَدْتَه، لا وَجَدْتَه، لا وَجَدْتَه. إنّما بُنِيَتْ هذه المساجدُ لما بُنِيَت له".
(1) المسند 5/ 347. وشريك، صدوق سيّء الحفظ. وجبريل صدوق يهم. التقريب 1/ 243، 86. أما أبو سلمة، منصور بن سلمة شيخ أحمد فثقة ثبت. وروى أبو داود الحديث من طريق عبد الرحمن المحاربيّ وشريك عن جبريل بن أحمر 3/ 124 (2903، 2904)، وضعّفه الألباني، وأخرجه الطحاوي في شرح المشكل 6/ 190 - 192 (2401 - 2403) من طريق المحاربي، وعبّاد بن العوّام، وموسى بن محمّد الأنصاري عن جبريل. وأنكر النسائي الحديث - التحفة 2/ 79 (1955). لكن البوصيري رواه في الإتحاف 425 (4114) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبّاد عن ابن أحمر. . . وقال: هذا إسناد رجاله ثقات.
(2)
المسند 5/ 360. وعبد اللَّه بن مَولة مقبول. التقريب 1/ 317. ورواه الطبري في مسند ابن عبّاس من تهذيب الآثار 1/ 271 (453). قال البوصيري - الإتحاف 10/ 56 (9589): رواه أبو يعلى بسند صحيح.
(3)
في مطبوعة المسند "امرأة".
(4)
المسند 5/ 347. وهو من طريق هشام في سنن أبي داود 4/ 19 (3920)، وصحّحه ابن حبّان 13/ 142 (5827) من طريق عبد الصّمد. وصحّحه الألباني في الصحيحة 2/ 389 (762).
(5)
أي أنّه نشد ضالته وسأل عنها.
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(720)
الحديث الرابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الوارث قال: حدّثنا محمّد بن جُحادة عن سُليمان بن بُريدة عن أبيه قال:
سمعْتُ رسول اللَّه يقول: "مَن أنْظَرَ مُعْسِرًا فله بكلِّ يوم مِثلُه صدقه". قال: ثم سمعْتُه يقول: "من أنْظَر مُعْسِرًا فله بكلّ يوم مِثلاه صدقة". قُلْتُ: سَمِعْتُك يا رسول اللَّه تقول: "من أنظرَ مُعْسِرًا فله بكلِّ يوم مثلُه صدقة" ثم سمعْتُك تقول: "من أنظرَ مُعْسِرًا فله بكلِّ يومٍ مِثلاه صدقة" قال: "له بكلِّ يوم صدقة قبلَ أن يَحِلَّ الدّين، فإذا حلَّ الدَّينُ فله بكلّ يوم مِثلاه صدقة"(2).
(721)
الحديث الخامس والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عثمان بن عمر قال: أخبرنا مالك عن ابن بُريدة (3) عن أبيه قال:
خرج بُريدة عشاءً، فلَقِيَه النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيدهِ فأدخلَه المسجدَ، فإذا صوتُ رجلٍ يقرأُ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"تراه مرائيًا" فأُسكت بُريدة. فإذا رجلٌ يدعو فقال: اللهمّ إنّي أسألُك بأنّي أشهدُ أنّك أنتَ اللَّه لا إله إلّا أنتَ الأحد الصَّمَد، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَد، ولم يكن لهُ كُفوًا أحد. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده، لقد سألَ اللَّه عز وجل باسمه الأعظم، الذي إذا سُئِلَ به أعطى، وإذا دُعِي به أجاب".
فلمّا كان من القابلة خرج بُريدةُ عشاء، فلَقِيَه النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأخَذَ بيده فأدخله المسجدَ، فإذا صوتُ الرجل يقرأ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"تقولُه مرائيًا؟ " فقال بُريدة: أتقوله: مرائيًا يا رسول اللَّه؟ فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا، بل هو مُنيب، بل هو مُنيب" فإذا الأشعريُّ يقرأ بصوتٍ
(1) المسند 5/ 360، ورواه مسلم 1/ 397، 398 (569) عن عبد الرّزاق عن سفيان الثوري، وعن وكيع عن أبي سنان، وعن جرير عن محمّد بن شيبة، ثلاثتهم عن عقمة بن مرثد. فالحديث صحيح، ومؤمل فيه كلام في حفظه، ولكنه متابع على هذا الحديث.
(2)
المسند 5/ 360، وإسناده صحيح، ورجاله ثقات. وصحّحه البوصيري عن أحمد وأبي يعلى 3/ 357 (2857). ورواه الحاكم في المستدرك 2/ 29 من طريق عفّان، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وصحّح الحديث الألباني في الصحيحة 1/ 170 (86)، وتعقّب الحاكم والذهبي بأن سُليمان أخرج له مسلم وحده دون البخاري، والشيخان أخرجا لعبد اللَّه.
(3)
وهو عبد اللَّه. ومالك هو ابن مِغْول.
له في جانب المسجد، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنّ الأشعريّ -أو إنّ عبد اللَّه بن قيس- أُعْطِي مِزمارًا من مزامير داود". فقُلْتُ: ألا أُخْبِرُه يا رسول اللَّه؟ قال: "بلى، فأَخْبِرْهُ" فأخبَرْتُه، فقال لي: أنت لي صديق، أخبَرْتَني عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بحديث (1).
أخرج مسلم في أفراده قوله: "أُعْطِيَ مِزمارًا"(2).
(722)
الحديث السادس والثلاثون: حدثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن يوسف قال: حدّثنا سفيان عن علقمة بن مَرثد عن سُليمان بن بُريدة عن أبيه قال:
أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فسألَه عن وقت الصّلاة، فقال:"صَلِّ معنا هذين" يعني اليومين. فأمرَ بلالًا حين طلعَ الفجرُ فأذّنَ، ثم أمرَه فأقام، ثم أمرَه فأذّنَ حين زالتِ الشمس الظهرَ، ثم أمرَه فأقام، ثم أمرَه فأقام العصرَ والشمسُ مرتفعة، ثم أمرَه فأقام المغربَ حين غاب حاجبُ الشمسُ، ثم أمرَه حين غاب الشَّفَقُ فأقام العشاء فصلّى (3). ثم أمرَه من الغدِ فأقام الفجرَ فأسفرَ بها، ثم أمرَه فأبردَ بالظهر، فأنعمَ أن يُبْرِدَ بها (4)، ثم صلَّى العصرَ والشمسُ بيضاء، أخَّرها فوق ذلك الذي كان، وأمره فأقام المغربَ قبلَ أن يغيبَ الشَّفَقٌ، ثم أمرَه فأقام العشاء حين ذهبَ ثُلُثُ اللّيل (5)، ثم قال:"أينَ السّائلُ عن وقت الصلاة؟ " قال الرَّجل: أنا يا رسول اللَّه. فقال: "وقتُ صلاتكم بينَ ما رأيْتُم".
انفرد بإخراجه مسلم (6).
(723)
الحديث السابع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن يوسف عن عبد الملك بن أبي سُليمان عن عبد اللَّه بن عطاء المكي، عن سُليمان بن بُريدة عن أبيه:
(1) المسند 5/ 349. ورجال الحديث رجال الصحيح. وقد أخرج أبو داود 2/ 79 (1493) والترمذى 5/ 481 (3475)، وابن ماجة 2/ 1267 (3857)، والبغوي في شرح السنة 5/ 37 (1259)، والحاكم والذهبي وصحّحاه 1/ 504، وابن حبّان في صحيحه 3/ 173 (891) من طرق عن مالك بن مغول:"أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقول: اللهمّ إني أسألك. . . أجاب".
(2)
أخرج مسلم 1/ 546 (793) من طريق ابن نُمير عن مالك بن مغول عن عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "إنّ عبد اللَّه بن قيس، أو الأشعريّ، أُعطي مِزمارًا من مزامير آل داود".
(3)
هذا تعليم أوّل وقت الصلاة.
(4)
الإبراد: تأخير الصلاة إلى أن تبرد الشمس. وأنعم: بالغ.
(5)
وهذا آخر وقت الصلاة.
(6)
المسند 5/ 349، ومسلم 1/ 428 (613).
أنّ امرأةً أتتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسولَ اللَّه، إنّي تصدّقْتُ على أُمّي بجارية، فماتَتْ، وإنّها رَجَعَت إليّ في الميراث. قال:"قد آجَرَكِ اللَّهُ، وردَّ عليك في الميراث". قالت: فإنّ أُمّي ماتَتْ ولم تَحُجّ، فيُجزئها أن أحُجَّ عنها؟ قال:"نعم" قالت: فإنّ أُمّي كان عليها صومُ شهر، أفيُجْزِئها أن أصومَ عنها؟ قال:"نعم".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(724)
الحديث الثامن والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدّثنا هشام الدَّسْتوائيّ قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي قِلابة عن أبي المَليح قال:
كُنّا مع بُريدة في غَزاةٍ في يوم غيم، فقال: بكِّروا بالصلاةِ؛ فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من تركَ صلاةَ العَصرِ فقد حَبِطَ عَمَلُه".
انفرد بإخراجه البخاريّ (2).
(725)
الحديث التاسع والثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن ابن بُريدة عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما يُخْرِجُ رجلٌ شيئًا من الصَّدَقة حتى يَفُكَّ عنها لَحْيَي سبعين شيطانًا"(3).
(726)
الحديث الأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا عُيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن بُريدة الأسلميّ قال:
(1) المسند 5/ 349، ومسلم 2/ 805 (1149) من هذا الطريق وغيره.
(2)
المسند 5/ 349، والبخاريّ 2/ 31 (553) من طريق هشام. وإسماعيل ثقة من رجال الشيخين.
(3)
المسند 5/ 350. وفيه: قال أبو معاوية: ولا أراه (أي الأعمش) سمعه منه. وبهذا الإسناد صحّحه الحاكم 1/ 417 على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي وجعله الألباني في الأحاديث الصحيحة 3/ 264 (1268). وأخرجه ابن خزيمة 4/ 105 (2457) ونقل قول أبي معاوية. ونقله البوصيري في الإتحاف 3/ 362 (2868) وقال: رواه أحمد بن منيع ورجاله ثقات، وأحمد بن حنبل والبزّار، وابن خزيمة في صحيحه، وتردّد في سماع الأعمش من ابن بُريدة، والحاكم وصحّحه، والبيهقي. ثم قال: ما تردّد فيه ابن خزيمة جزم به البخاريّ، فقال: لم يسمع الأعمش من ابن بُريدة. حكاه عن العلائي في "المراسيل".
خَرَجْتُ ذات يومٍ لحاجةٍ، فإذا أنا بالنبيّ صلى الله عليه وسلم يمشي بين يديّ، فأخذَ بيدي فانطلَقْنا نمشي جميعًا، فإذا نحن بين أيدينا برجل يُصلّي، يُكْثِرُ الرُّكُوع والسُّجود، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"أَتُراه مُرائيًا؟ " فقلْتُ: اللَّه ورسولُه أعلم. فترك يدَه من يدي، ثم جمع يَديه فجعل يُصَوَّبُهما ويرفعهما ويقول:"عليكم هَديًا قاصِدًا، عليكم هَديًا قاصِدًا، عليكم هَديًا قاصِدًا. فإنّه من يُشادَّ هذا الدينَ يَغْلِبْه"(1).
(727)
الحديث الحادي والأربعون: حدّثنا البخاريّ قال: حدّثني محمّد بن بشّار قال: حدّثنا رَوحٌ بن عبادة قال: حدّثنا عليّ بن سُوَيْد عن عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه قال:
بعثَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم عليًّا إلى خالد لِيَقْبضَ الخُمسَ، وكُنْتُ أُبْغِضُ عليًّا، فاصطفى منها سَبِيّةً، فأصبحَ وقد (2) اغتسلَ، فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا. فلمّا قَدِمْنا على النّبيّ صلى الله عليه وسلم ذَكرْتُ ذلك له، فقال:"يا بُريدة، أتُبْغِضُ عَليًّا؟ " فقلت: نعم. قال: "لا تُبْغِضُه، فإنّ له في الخُمْسِ أكثرَ منك".
انفرد بإخراجه البخاريّ (3).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثنا عبد الجليل عن عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه قال:
أبْغَضْتُ عليًّا بُغْضًا لم أُبْغِضْه أحدًا قطّ، قال: وأَحْبَبْتُ رجلًا مِنْ قُريش لم أُحِبَّه إلّا على بُغضه عليًّا. قال: فبُعث ذلك الرجل على خيلٍ فَصَحِبْته، ما أصحَبُه إلّا على بُغْضِه عليًّا. قال: فأَصْبَنا سَبْيًا، فَكَتَبَ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ابْعَثْ لنا مَنْ يَخْمُسُه، قال: فبعث إلينا عليًّا، وفي السبي وصيفة هي من أفضل السَّبي، قال: فَخَمَسَ وقَسَم، فخرج ورأسُه
(1) المسند 5/ 350. ومن طرق عن عُيينه بن عبد الرحمن بن جوشن عن أبيه أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/ 96، 97 (99 - 101)، والطحاوي في شرح المشكل 3/ 262 (1235)، وصحّحه ابن خزيمة 2/ 199 (1179)، والحاكم والذهبي 2/ 311، ووثّق الهيثمي رجاله 1/ 67، وحسّن إسناده ابن حجر في الفتح 1/ 94، والبوصيري في الإتحاف 1/ 120، 122 (140، 143، 144)، وصحّحه المحقّقون.
(2)
ليس في رواية البخاريّ: "فاصطفى منها سبيّة، فأصبح وقد" وذكرها الحُميدي في روايته للحديث - الجمع 1/ 369 (592)، وذكرها ابن حجر في الفتح.
(3)
البخاريّ 8/ 66 (4350) ورواه أحمد 5/ 359 من طريق رَوح.
يَقْطُرُ (1)، فقُلنا: يا أبا الحسن، ما هذا؟ قال: ألم تَرَوا إلى الوصيفة التي كانت في السَّبي، فإنّي قَسَمْتُ وخَمَسْتُ، فصارت في الخُمُس، ثم صارت في أهل بيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ثم صارت في آل عليّ، ووقَعْتُ بِها. قال: فكتبَ الرجلُ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقُلْتُ: ابعثني، فبعثني مُصَدِّقًا، قال: فجعلْتُ أقرأُ الكتابَ وأقول: صدق. قال: فأمسك يدي والكتابَ وقال: "أتُبْغِضُ عَليًّا؟ " قال: قلتُ: نعم، قال:"فلا تُبْغِضْه، وإنْ كُنْتَ تُحِبُّه فازْدَدْ لهُ حُبًّا. فوالذي نفسُ محمّدٍ بيده، لنصيبُ آل عليٍّ في الخُمُسِ أفضلُ من وصيفة" قال: فما كان من النّاس أحدٌ بعدَ قولِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ من عليّ (2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا ابن أبي غنيَّة عن الحكم (3) عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس عن بُريدة قال:
غزوْتُ مع عليٍّ اليمنَ، فرَأْيتُ منه جَفوة، فلمّا قَدِمْت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ذكرت عليًّا فتَنَقّصْتُه، فرأيتُ وجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَتَغيَّر، وقال:"يا بُريدة، ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قلت: بلى يا رسول اللَّه. قال: "من كنتُ مولاه فَعَليٌّ مولاه"(4).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن نُمَير قال: حدّثني أجلحُ الكِنديّ عن عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه قال:
(1) في مطبوع المسند "مغطّى".
(2)
المسند 5/ 350. وفضائل الصّحابة 2/ 690 (1180)، وهو في شرح مشكل الآثار 8/ 58 (3051) من طريق النضر بن شميل عن عبد الجليل. وعبد الجليل بن عطيّة القيسي وثّقة ابن معين، وقال البخاريّ: ربما يهم في الشيء بعد الشيء. روى له أبو داود والنسائي والبخاريّ في الأدب. التهذيب 4/ 344. ولهذه العلّة حُسّن إسناده. ينظر تعليق محقّقي الفضائل وشرح المشكل.
(3)
في مطبوع المسند: ابن أبي عُيينة عن الحسن، والصوّاب ما أثبت، وهما عبد الملك بن حُميد بن أبي غنية، والحكم من عتيبة.
(4)
المسند 5/ 347. ورجاله رجال الشيخين، ومن هذه الطريق صحّحه الحاكم على شرط مسلم 3/ 110، وسكت عنه الذهبي. وروى الحديث الآجريٌ في "الشريعة" عن أبي أحمد الزبيري عن ابن أبي غنية 4/ 2043، 4402 (1513، 1514) وصحّح المحقّق إسناده، وخرّجه.
وينظر في الباب: السنة 29/ 903، والبداية والنهاية 5/ 310، والمجمع 9/ 108 وما بعدها.
بعثَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بَعْثَين إلى اليمن، على أحدهما عليُّ بن أبي طالب وعلى الآخر خالدُ بن الوليد، فقال:"إذا التَقَيْتُم فعليٌّ على الناس، وإن افترقْتُما فكلُّ واحدٍ منكما على جُنده" قال: فلَقِينا بني زيد من أهل اليمن، فاقْتَتَلْنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلْنا المقاتلة، وسبَيْنا الذّرّية، واصطفى عليٌّ امرأةٌ من السّبي لنفسه. قال بُريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُخْبِرُه بذلك، فلما أتيتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم دفعْتُ الكتابَ، فقُرئ عليه، فرأيْتُ الغضبَ في وجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسول اللَّه، هذا مكانُ العائذ، بَعَثتَني مع رجلٍ وأَمَرْتَنِي أن أَطيعَه، فَفَعَلْتُ ما أُرْسِلْتُ به، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا تَقَعْ في عليّ، فإنّه مِنّي وأنا منه، وهو وليُّكم بعدي، فإنّه منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي"(1).
الطّرُق التي قبله أصحّ منه. قال أحمد بن حنبل: أَجلح قد روى غيرَ حديث منكر. وقال أبو حاتم الرازي لا يُحْتَجُّ بحديثه. وقال ابن حبّان: كان لا يدري ما يقول (2).
قلت: وفي هذه الطّرق إشكالات:
منها: أن يقول القائل: كيف يجور لعليٍّ أن يصطفيَ مما لا يُقسم، وأنْ يَطأ من غير استبراء؟ وكيف جاز لبُريدة أن يُبْغِض عليًا؟ (3).
فالجواب: أن كثيرًا من الأحاديث يُروى مبتورًا، فيقع الإشكال لذلك. وطريق عبد الجليل الذي ذكرْناه يبيّن الحال، وأنّه أُمِر عليٌّ بقبض الخُمس، وقبضَ حقَّه منه، فما تَصَّرف إلّا بعد القِسمة.
وقوله: فأصبح قد اغتسل، يحتمل أن يكون بعد الاستبراء، ويحتمل أن تكون غير
(1) المسند 5/ 356. وفي إسناده أجلح الكندي، حديثه ليس بالمرضيّ كما سيذكر المؤلّف. وذكر الهيثمي في المجمع أحاديث بهذا المعنى عن بُريدة -ليست عن المسند، بل عن الأوسط، وذكر أن فيها ضعفاء وثّقهم ابن حبّان. وقد أخرج الطبراني في الأوسط الحديث بمعناه من طرق عن ابن بُريدة- ينظر 5/ 425 (4839)، 6/ 353 (5752)، 7/ 49 (6081).
(2)
ينظر اقوال العلماء في أجلح: الجرح والتعديل 2/ 346، وتهذيب الكمال 1/ 154، وتهذيب التهذيب 1/ 122، والضعفاء والمتروكون 1/ 64. وينظر موسوعة أقوال الإمام أحمد 1/ 52.
(3)
وأضاف المؤلف في كشف المشكل 2/ 19 إشكالًا رابعًا: كيف فعل هذا وقد علم غضب النّبيّ صلى الله عليه وسلم لما خطب على فاطمة.
بالغة: ومذهبُ جماعةٍ، منهم القاسم بن محمّد والليث وأبو يوسف: لا يُستبرأ إلّا من بلغ، وكان أبو يوسف لا يرى استبراء العذراء.
وأما بغض بُريدة فلأنه رأى من أفعال عليٍّ ما لم يعلم وجهه، فأبغضه لذلك، وكم يلقى العلماء من الجاهلين بأحوالهم (1).
(728)
الحديث الثاني والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا زهير قال: حدّثنا الوليد بن ثعلبة الأنصاريّ عن ابن بُريدة (2) عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يُصْبِح أو حين يُمسي: اللهمَّ أنت ربّي، لا إله إلّا أنت، خلَقْتَني، وأنا عبدك، أنا على عَهْدِك وَوَعدِك ما استطعت، أعوذُ بك من شرِّ ما صنعْتُ، أبوءُ (3) بنعمتك، وأبُوء بذنبي، فاغْفِرْ لي، إنّه لا يغفرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ. فمات من يومه أو من ليلته دخل الجنّة"(4).
(729)
الحديث الثالث والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أحمد بن عبد الملك قال: حدّثنا موسى بن أَعْيُن عن ليث عن علقمة بن مَرثَد عن سُليمان بن بُريدة عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لهم (5) ما أسلموا عليه من أرضهم ورقيقهم وماشيتهم، وليس عليهم فيه إلّا الصَّدَقة"(6).
(1) ينظر كشف المشكل، وأعلام السنن 3/ 1772، وشرح مشكل الآثار 8/ 60، والفتح 8/ 67.
(2)
وهو عبد اللَّه.
(3)
أبوء: أقرّ وأعترف.
(4)
المسند 5/ 356. وأبو كامل، مظفّر بن مُدرك، ثقة، روى له النسائي. والوليد ثقة، روى له أبو داود وابن ماجة والنسائي في عمل اليوم والليلة. وسائر الإسناد رجال الشيخين. ومن طرق عن الوليد أُخرج الحديث وصحّح: ابن ماجة 2/ 1274 (3872)، وأبو داود 4/ 317 (5070)، وعمل اليوم والليلة 150 (470)، والحاكم والذهبي 1/ 514، وابن حبّان 309/ 3 (1035). وفي البخاريّ 11/ 97 (6306) عن شدّاد بن أوس:"سيّد الاستغفار أن يقول: اللهم أنت ربّي. . . ".
(5)
في المعجم الأوسط أنهم أهل الذمّة.
(6)
المسند 5/ 357. وأخرجه الطّبراني في الأوسط 6/ 35 (5070) وقال: لم يرو هذا الحديث عن علقمة بن مرثد إلا ليث بن أبي سليم، تفرّد به موسى بن أعين. قال الهيثمي 3/ 66: وفيه ليث ابن أبي سليم، وقد وُثّق لكنه مُدلس. فهو علّة الإسناد، وسائر رواته رجال الصحيح.
(730)
الحديث الرابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بَهْز قال: حدّثني مُثَنّى ابن سعيد عن قتادة عن ابن بُريدة (1) عن أبيه:
أنّه كان (2) بخُراسان، فعاد أخًا له وهو مريض، فَوَجده بالموت، فإذا هو يَعْرَق جبينُه، فقال: اللَّه أكبرُ، سَمِعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"موتُ المؤمن بِعَرَق الجبين"(3).
(731)
الحديث الخامس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن الجُريري عن أبي نَضرة عن عبد اللَّه بن مَوَلة قال: كُنْتُ أسيرُ مع بُريدة الأسلميّ فقال:
سَمِعْتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "خيرُ هذه الأُمّة القرنُ الذي بُعِثْتُ أنا فيهم، ثم الذين يَلونَهم، ثم الذين يَلونهم، ثم الذين يَلونَهم، ثم يكون قومٌ تَسبِق شهادتُهم أيمانَهم، وأيمانُهم شهادتَهم"(4).
(732)
الحديث السادس والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سُفيان عن علقمة بن مَرْثَد عن سُليمان بن بُريدة عن أبيه:
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ لَعِبَ بالنّردشير فكأنّما غَمَسَ يَدَه في لحمِ الخنزير ودمِه".
انفرد بإخراجه مسلم (5).
(733)
الحديث السابع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا سفيان عن علقمة بن مَرْثَد عن سُليمان بن بُريدة عن أبيه قال:
(1) وهو عبد اللَّه.
(2)
في النسخة هـ (قال: كنت بخراسان. . . فعدت، فوجدت، فقلت. . .).
(3)
المسند 5/ 357، ورجال الحديث رجال الصحيح. وقد أخرج المسند منه من طريق المثنى النسائي 4/ 5، وابن ماجة 1/ 467 (1452). والترمذي 3/ 310 (982) وحسّنه، وقال: قال بعض أهل العلم: لا نعرف لقتادة سماعًا من عبد اللَّه بن بُريدة. وقد صحّح الحديث الحاكم والذهبي 1/ 361 وابن حبّان 7/ 281 (3011) والألباني.
(4)
المسند 5/ 357. قال الهيثمي 10/ 22: رجاله رجال الصحيح. ومن طريق الجريري في السنة 2/ 978 (1514)، وحسّنه المحقّق لغيره، وهو كذلك في الصحيحة 3/ 456 (1841). وللحديث شاهد عند الشيخين عن عمران - الجمع 1/ 351 (552)، ولمسلم عن أبي هريرة 3/ 321 (2771).
(5)
المسند 5/ 357. ومسلم 4/ 1770 (2260) عن عبد الرحمن بن مهديّ عن سفيان.
والنردشير: لعبة فارسية، ذات صندوق وحجارة.
كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يتوضّأ عند كلّ صلاة، فلمّا كان يوم الفتح توضّأ ومسح على خُفَّيه وصَلّى الصلوات بوضوء واحد. فقال عمر: يا رسول اللَّه، إنّك فَعَلْتَ شيئًا لم تكن تفعلُه. قال:"إنّي عمدًا فعلْتُه يا عمر".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(734)
الحديث الثامن والأربعون: حدّثنا الترمذي قال: حدّثنا العبّاس العَنْبَري قال: حدّثنا يحيى بن كثير أبو غسّان عن إسماعيل الكحّال عن عبد اللَّه بن أوس الخُزَاعي عن بُرَيدة الأسلمي:
عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "بَشِّرِ المشّائين في الظُّلَم إلى المساجدِ بالنُّور التّامّ يومَ القيامة".
قال الترمذي: هذا حديث غريب (2).
(735)
الحديث التاسع والأربعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حَرَمِيّ بن عُمارة قال: حدّثني ثَوّاب بن عُتبة قال: حدّثني عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا كان يومُ الفِطر لم يخرجْ حتى يأكلَ، وإذا كان يومَ النّحر لم يأكل حتى يذبح (3).
(1) المسند 5/ 358. وعن يحيى بن سعيد عن سفيان في مسلم 1/ 232 (277).
(2)
الترمذي 1/ 435 (223). وتمام عبارته: هذا حديث غريب من هذا الوجه مرفوع، وهو صحيح مسند، وموقوف إلى أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ولم يسند إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم. وهو من طريق إسماعيل في سنن أبي داود 1/ 154 (569)، وصحّحه الألباني. وروى البوصيري في الإتحاف 2/ 163 (1422) الحديث عن أبي سعيد، ثم قال: وله شاهد من حديث بُريدة بن الحصيب. وصحّح ابن خزيمة الحديث عن سهل 2/ 377 (1498، 1499). ورواه الهيثمي في المجمع 2/ 33 عن عدد من الصحابة. وينظر الترغيب 1/ 289 (472).
(3)
المسند 5/ 360. وثوّاب روى له الترمذي وابن ماجة. ووثقه بعض العلماء - التهذيب 1/ 417. وحرمي روى له الشيخان. والحديث من طريق ثواب في ابن ماجة 1/ 558 (1756)، والترمذي 2/ 426 (542)، وفيهما:"حتى يرجع". قال الترمذي: وفي الباب عن عليّ وأنس. وحديث بُريدة حديث غريب. وقال محمّد (البخاري: لا أعرف لثوّاب بن عُتبة غير هذا الحديث. ثم قال: وقد استحبّ قوم من أهل العلم. . . وصحّحه الحاكم 1/ 294، ووافقه الذهبي، وعندهما أن ثوّاب بن عتبة لم يجرّح. وصحّحه أيضًا ابن خزيمة 2/ 431 (1426)، وابن حبّان 7/ 52 (2812) والألباني. وفي تهذيب الكمال 1/ 418: وثوّاب يُعرف بهذا الحديث وحديث آخر. وهذا الحديث قد رواه غيرُه عن ابن بُريدة، منهم عقبة بن عبد اللَّه الأصمّ، ولا يلحقه بهذين ضعف.
(736)
الحديث الخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية بن هشام قال: حدّثنا سفيان عن علقمة بن مَرْثد عن سُليمان بن بُريدة عن أبيه قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمهم أن يقولوا إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول:"السلام عليكم أهلَ الدّيار من المؤمنين والمسلمين. إنّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون، أنتم فَرَطُنا ونحن لكم تَبَعٌ، نسألُ اللَّه لنا ولكم العافية".
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(737)
الحديث الحادي والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل عن أبي داود الأعمى (2) عن بُريدة قال:
قُلْنا: يا رسول اللَّه، قد عَلِمْنا كيف نُسَلِّمُ عليك، فكيف نُصَلّي عليك؟ قال:"قولوا: اللهمّ اجعل صلواتِك ورحمتَك وبركاتِك على محمّد وعلى آل محمّد، كما جعلْتَها على آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد"(3).
(738)
الحديث الثاني والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بكر بن عيسى قال: حدّثنا أبو عوانة قال: حدّثنا عطاء بن السائب عن [أبي](4) زهير عن عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "النَّفَقةُ في الحجّ كالنّفقة في سبيل اللَّه، بسبعمائة ضعف"(5).
(1) المسند 5/ 353، ومسلم 2/ 671 (975) من طريق سفيان. ومعاوية من رجال مسلم.
(2)
في مطبوع المسند "الراعي" وهو خطأ.
(3)
المسند 5/ 353. وإسماعيل هو ابن أبي خالد، روى له الجماعة، وهو ثقة. وأبو داود، ونفيع ابن الحارث، أجمعوا على ضعفه وعدم الأخذ عنه. قال البوصيري في الإتحاف 8/ 479 (8446): هذا إسناد ضعيف لضعف أبي داود. ولم يختلف قول الهيثمي فيه - المجمع 2/ 147.
(4)
(أبي) من المسند والأطراف والإتحاف والتعجيل والمجمع.
(5)
المسند 5/ 354. قال المنذري في الترغيب 2/ 142 (1679): إسناد أحمد جيد. وحسّنه البوصيري - الإتحاف 4/ 8 (3185). وفي المجمع 3/ 211: وفيه أبو زهير، ولم أجد من ذكره. وأبو زهير تحدّث عن ابن حجر في التعجيل 485، وهو حرب بن زهير الضبعيّ، ونقل عن ابن حبّان توثيقه. وأخرجه الطبراني في الأوسط عن موسى بن أعين عن عطاء بن السائب عن علقمة ابن مرثد عن ابن بُريدة ثم قال: . . . ورواه غيره عن عطاء بن السائب عن حرب بن زهير عن ابن بُريدة عن أبيه 6/ 131 (5270).
(739)
الحديث الثالث والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحسن بن موسى قال: حدّثنا زهير قال: حدّثنا زُبيد بن الحارث الياميّ عن محارب بن دِثار عن ابن بُريدة (1) عن أبيه قال:
كُنّا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فنزلَ بنا ونحن معه قريب من ألف راكب، فصلّى ركعتين ثم أقبلَ علينا بوجهه وعيناه تَذْرِفان، فقام إليه عمر بن الخطاب ففدّاه بالأب والأمّ، وقال: يا رسول اللَّه، مالك؟ قال:"إنّي سألتُ ربي عز وجل في استغفارٍ لأمّي فلم يأذن لي، فَدَمَعت عينايَ رحمةً لها من النار. وإنّي كُنْتُ نهيتُكم عن ثلاث: عن زيارة القبور، فزُوروها لِتُذَكِّرَكم زيارتُها خيرًا، ونهيتُكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث، فكلوا وأمسِكوا ما شئْتُم. ونهيتُكم عن الأشربة في الأوعية، فاشربوا في أيِّ وعاء شِئْتُم، ولا تشربوا مُسْكِرًا"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدثا مُؤمّل قال: حدّثنا سفيان عن علقمة بن مَرْثَد عن ابن بُريدة عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّي كُنْتُ نَهيتُكم عن زيارة القُبور، وعن لحومِ الأضاحي: أن تُحْبَس فوق ثلاث، وعن الأوعية. ونهيتُكم عن لحوم الأضاحي ليُوسعَ ذو السَّعة على من لا سعةَ له، فكُلوا وادَّخِروا. ونَهيتُكم عن زيارة القبور، وإنّ محمّدًا قد أُذِنَ لَه في زيارة قبر أُمِّه. ونهيتُكم عن الظُّروف، وإنّ الظُّروف لا تُحِلُّ شيئًا ولا تُحَرِّمُه وكلُّ مُسْكِرٍ حرام".
انفرد بإخراج مسلم (3).
(740)
الحديث الرابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن نُمير عن
(1) يروى عن سُليمان وعبد اللَّه.
(2)
المسند 5/ 355، ورجاله رجال الصحيح. وهو باختصار من طريق زهير في النسائي 7/ 234، وينظر 8/ 310، 311 ومن طريق زهير بتمامه في شرح مشكل الآثار 12/ 180 (4743). وصحّحه الحاكم على شرط الشيخين 1/ 376، ووافقه الذهبي، وصحّحه ابن حبّان 12/ 212 (5390) وينظر تعليق محقّق ابن حبّان والطحاوي، والطريق التالي.
(3)
المسند 5/ 356. ورواه مسلم عن قبيصة بن عقبة عن سفيان، ومن طرق عدّة عن سُليمان بن بُريدة، وعن عبد اللَّه 2/ 672 (977) وهو في الترمذي 3/ 370 (1054) عن أبي عاصم النبيل عن سفيان، قال: حديث بُريدة حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم، وذكر أحاديث الباب.
شريك قال: حدّثنا أبو ربيعة عن ابن بُريدة (1) عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه عز وجل يُحِبُّ من أصحابي أربعة، أخبرَني أنّه يُحِبُّهم وأمرَني أن أُحِبَّهُم". قالوا: من هم يا رسول اللَّه؟ قال: "إنّ عليًّا منهم، وأبو ذرّ الغفاري، وسلمانُ الفارسي، والمِقْدَادُ بن الأسود الكندي"(2).
(741)
الحديث الخامس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمّد بن عُبيد قال: حدّثنا صالح بن حَيَّان عن ابن بُريدة (3) عن أبيه:
أنّه كان مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في اثنين وأربعين من أصحابه، والنبيّ صلى الله عليه وسلم يُصَلّي إلى المقام وهم خَلفَه جلوسٌ ينتظرونه، فلمّا صلّى أهوى فيما بينه وبين الكعبة كأنّه يُريد أن يأخذَ شيئًا، ثم انصرف إلى أصحابه فثاروا، فأشار إليهم بيده: أن اجلِسوا، فجلسوا، فقال:"رأيْتُموني حين فرغْتُ من صلاتي أهويْتُ فما بيني وبين الكعبة كأنّي أريدُ أن آخذَ شيئًا؟ " قالوا: نعم يا رسول اللَّه. قال: "إنّ الجنّة عُرِضَت لي، فلم أرَ مثلَ ما فيها، وإنّها مرّت بي خصلة من عِنب فأعْجَبَتْني، فأهوَيْتُ إليها لآخُذَها، فسَبَقَتْني، ولو أخَذْتُها لغَرَسْتُها بين ظهرانَيكم حتى تأكلوا من فاكهة الجنّة. واعلموا أن الكَمْأة دواء للعين، وأنّ العجوة من فاكهة الجنّة، وأنّ هذه الحبّة السوداءَ (4) دواءٌ من كل داءٍ إلا الموتَ"(5).
(1) وهو عبد اللَّه.
(2)
المسند 5/ 351، ومن طريق شريك أخرجه ابن ماجة 1/ 53 (149)، والترمذي 5/ 594 (3718) وقال: حسن، لا نعرفه إلّا من حديث شريك. وصحّحه الحاكم 3/ 130 على شرط مسلم، وردّه الذهبي بأن مسلمًا لم يُخرج لأبي ربيعة. وهو كما قال، هذا إلى أن شريكًا سيء الحفظ. وضعّفه الألباني. وينظر فضائل الصحابة 2/ 648 (1103).
(3)
وهو عبد اللَّه.
(4)
في المسند زيادة "التي تكون في الملح، اعلموا أنّها".
(5)
المسند 5/ 351. وفي 5/ 346: "حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا زهير، عن واصل بن حبّان البجلي، حدّثني عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "الكمأه دواء. . . ". ونقل الهيثمي الحديث في المجمع 5/ 90 وقال: رجاله رجال الصحيح، إلا أن الإمام أحمد قال: سمع زهير من واصل ابن حيّان وصالح بن حيّان فجعلهما واحدًا (ينظر تهذيب الكمال 3/ 424 - ترجمة صالح، وهو ضعيف- وذكر خبر الخلط بينه وبين واصل، وواصل ثقة، روى له الجماعة - التهذيب 7/ 447) ثم قال الهيثمي: واصل ثقة، وصالح ضعيف، وهذا الحديث من رواية واصل في الظاهر، واللَّه أعلم، وقد رواه باختصار من رواية صالح أيضًا.=
(742)
الحديث السادس والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا شريك عن أبي ربيعه عن ابن بُريدة (1) عن أبيه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم:
أنّه قال لعليّ: "يا عليّ، لا تُتْبع النّظرةَ النَّظرةَ، فإنّ لك الأولى، وليسَ لك الآخرة"(2).
(743)
الحديث السابع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن علقمة بن مَرْثَد عن سُليمان بن بُريدة عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "حُرْمَة نساءِ المُجاهدين على القاعدين كحُرْمة أُمّهاتِهم. وما من رجلٍ من القاعدين يخلُفُ رجلًا من المجاهدين في أهله فيخونه فيها إلّا وُقِف له يومَ القيامة، فيأخذ من عمله ما شاء. فما ظنُّكم؟ ".
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(744)
الحديث الثامن والخمسون: وبالإسناد عن بُريدة قال:
كان رسول اللَّه إذا بعثَ أميرًا على سريّةٍ أو جيش أوصاه في خاصّة نفسه بتَقْوى اللَّه، ومن معه من المسلمين خيرًا، وقال: "اغْزُوا باسم اللَّه، في سبيل اللَّه، قاتلوا من كفر باللَّه. وإذا لَقِيتَ عدوَّك من المشركين، فادْعُهم إلى احدى ثلاث خصالِ أو خِلال، فأيَّتُهُنّ
= وفي شرح مشكل الآثار 14/ 356 (5677) من طريق زهير عن واصل. . . إلى "حتى تأكلوا من فاكهة الجنّة". قال المحقّق: إسناده ضعيف، واصل بن حيّان هو صالح بن حيّان الضعيف، أخطأ فيه زهير فقال: واصل بن حبّان. ثم نقل كلام الهيثمي وعلّق عليه. وفيه أيضًا 14/ 356 (5676) رواية أسود عن زهير عن واصل عن عبد اللَّه عن أبيه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "الكمأه شفاء للعين، والعجوة فاكهة الجنّة". وخطّأ المحقّق أيضًا زهير، وجعل الرواية عن صالح الضعيف.
(1)
وهو عبد اللَّه.
(2)
المسند 5/ 353. وهو من طريق شريك في سنن أبي داود 2/ 246 (2149)، وسنن الترمذي 5/ 94 (2777) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك. وحسّنه الألباني. ومن طريق شريك في شرح مشكل الآثار 5/ 123 (1866)، وحسّنه المحقّق وذكر له شواهد. وصحّحه الحاكم 2/ 194 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وفيه ما أشرنا إليه قريبًا من عدم إخراج مسلم لأبي ربيعة الإيادي، ومن سوء حفظ شريك ولم يرو له مسلم إلا متابعة.
(3)
المسند 5/ 352. ومسلم 3/ 1508 (1897).
ما أجابوك فاقْبلْ منهم، وكُفَّ عنهم: ادْعُهم إلى الإسلام، فإن أجابوا فاقْبَلْ منهم وكُفَّ عنهم، ثم ادْعُهم إلى التَّحَوُّل من دارهم إلى دار المهاجرين، وأعْلِمْهم أنّهم إنّ فعلوا ذلك أنّ لهم ما للمهاجرين، وأنّ عليهم ما على المهاجرين. وإنْ أبَوا واختاروا دارهم فأَعْلِمهُم أنّهم كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم اللَّه الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون له في الفيء نصيبٌ إلا أن يجاهدوا مع المسلمين. فإنْ هُم أبَوا فادْعُهم إلى إعطاء الجزية، فإنْ أجابوا فاقْبَل منهم، وكُفَّ عنهم، فإنْ أَبَوا فاسْتعِن باللَّه عز وجل ثم قاتِلْهُم" (1).
انفرد بإخراجه مسلم، وزاد:
"إذا حاصرْتَ أهلَ حِصْنٍ فأرادوك أن تَجعلَ لهم ذِمّةَ اللَّه وذمّةَ نبيِّه فلا تجعلْ لهم ذمّةَ اللَّه وذمّةَ نبيِّه، ولكلن اجعلْ لهم ذمَّتَك وذمَّة أصحابك، فإنّكم إنّ تُخْفِروا (2) ذِمَمكم وذمّة أصحابكم أهونُ من أن تُخْفِروا ذمّة اللَّه وذمّة رسوله. وإذا حاصرْتَ أهلَ حِصْنٍ فأرادوك أن تُنْزِلَهم على حُكم اللَّه فلا تُنْزِلَهم على حكم اللَّه، ولكن أنْزِلَهم على حكمك، فإنّك لا تدري: أتُصيبُ حكمَ اللَّه فيهم أم لا"(3).
(745)
الحديث التاسع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الوليد بن ثعلبة الطائي عن عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس منّا من حَلفَ بالأمانة. ومَنْ خبَّب (4) على امرىء زوجتَه أو مملوكه فليس منّا"(5).
(746)
الحديث الستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا دَلْهَم بن صالح عن شيخ لهم يقال له حُجير بن عبد اللَّه الكِندي عن عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه:
(1) المسند 5/ 352، وهو إسناد صحيح.
(2)
الذّمة: العهد. وأخفر: لم يوفِ بالعهد.
(3)
مسلم 3/ 1357 (1731) بتمامه من طرق عن سفيان.
(4)
خبّب: أفسد.
(5)
المسند 5/ 352، وصحّح ابن حبّان 10/ 205 (4363)، ومن طريق الوليد في أبي داود 3/ 233 (3253) وشرح المشكل 3/ 372 (1342)، وصحّح الحاكم إسناده 4/ 298، ووافقه الذهبي. وينظر إتحاف المهرة 7/ 118 (6600)، والأحاديث الصحيحة 1/ 644 (325)، وتخريج الأرناؤوط.
أنّ النجاشيَّ أهدى إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم[خُفّين أسودين](1) ساذَجَين فلبِسَهما، ثم توضّأ ومسحَ عليهما (2).
(747)
الحديث الحادي والستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا المسعوديّ عن علقمة بن مَرْثَد عن ابن بُريدة (3) عن أبيه قال:
جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إنّي أُحِبُّ الخيلَ، ففي الجنّة خيل؟ قال:"إنّ يُدْخِلْكَ اللَّهُ الجنّةَ فلا تشاء أن تركبَ فرسًا من ياقوتة حمراء تطير بك في أيّ الجنّة شئتَ إلّا رَكِبْت".
وأتاه رجلٌ آخر فقال له: أفِي الجنّة إبل؟ قال: "يا عبدَ اللَّه، إنّ يُدْخلْكَ اللَّهُ الجنّة، كان لك هذا ما اشْتَهَت نَفْسُك، ولذَّت عينُك"(4).
* * * *
(1) تكملة من المصادر.
(2)
المسند 5/ 352. وهو من طريق دلهم في أبي داود 1/ 39 (155)، وابن ماجة 1/ 182 (549)، 2/ 1196 (3620)، والترمذي 5/ 114 (2820)، قال: هذا حديث حسن، إنما نعرفُه من حديث دلهم. وقال الألباني: حسن. ومن طريق دّلهم في شرح مشكل الآثار 11/ 132 (4347) قال المحقّق: حسن، وهذا إسناد ضعيف، دلهم ضعيف، وحُجير لم يوثّقه غير ابن حبّان، وقال الذهبي: مجهول. وذكر مصادر الحديث.
(3)
وهو سُليمان.
(4)
المسند 5/ 352. وهو في الترمذي 4/ 588 (2543) من طريق عاصم بن عليّ عن المسعودي. ثم قال: حدّثنا سويد. . . عن عبد الرحمن بن سابط عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم نحوه بمعناه، وهذا أصحّ من حديث المسعودي. والمسعودي اختلط. وضعّفه الألباني.